اربعون عاما مضت لم تر ولم تسمع فيها خديجة 59 عاما أي خبر عن ابنتها هدي 40 عاما والتي تركتها ولم يبلغ عمرها بعد الشهور الستة بعد انفصالها عن زوجها بسبب مشكلات وخلافات عائلية.

انجبت خديجة هدي قبل نكسة حزيران بشهور قليلة غادرت بعدها بلدتها في الضفة الغربية الي الزرقاء لتلتحق بأهلها وتعرفت بعدها بعام علي جميل وتزوجت منه وانجبت شبابا وشابات اكبرهم هند 35 عاما ومراد 32 عاما ولم تسمع خديجة شيئا عن ابنتها بسبب ظروف الحرب ونزوح المواطنين وعدم معرفة اتجاهات نزوحهم واستمرت سنوات وهي تسأل وتستفسر دون علم او خبر حتي فقدت الامل في وجود ابنتها.

ومرت الايام حسب ما تتذكر طفلة فقدتها وفقدت الامل في العثور عليها .. طفلتها التي لم تعش معها سوي شهور قليلة ذرفت من اجلها الدموع وناحت حتي ابكت من حولها مرات ومرات حتي جاء من يخبرها ان هدي لازالت علي قيد الحياة وانها تعيش في مدينة الرصيفة مع زوجها واطفالها.

واستفسرت خديجة عن الامر بواسطة زوجها الذي بادر بزيارة بيت هدي والاستفسار عن اسمها واسم والدتها ووالدها حتي تيقن له انها أبنة زوجته التي علمت بالامر وبادرت بزيارة ابنتها والتعرف علي اطفالها لتعود البسمة اكثر لخديجة التي حمدت الله علي رؤيتها لابنتها والالتقاء مع هدي واشقاء لها من والدتها احبوها قبل ان يروها .