تشارك شابة سعودية تعيش في الولايات المتحدة في تدريب رجال شرطة أمريكيين ومنسوبي مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي اي) على كيفية التعامل مع الجالية المسلمة في أمريكا، وذلك عبر إلقاء محاضرات تتعلق بالثقافة الإسلامية.
و تقرير لصحيفة الوطن السبت 28-10-2006 ، فإن الشابة السعودي تدعى نوال إبراهيم هوساوي (27 سنة)، تخرجت من قسم اللغة الإنجليزية بكلية التربية في مسقط رأسها مكة المكرمة، وهي تقيم في الولايات المتحدة منذ سبتمبر العام الماضي بعد زواجها من شاب أمريكي مسلم.
وتجمل نوال أبرز أهداف البرنامج التدريبي في "الإلمام بمعتقدات وممارسات الجالية الإسلامية والعربية ثقافة وحضارة ودينا، وفتح قنوات حوار واتصال مباشرة لتجسير الهوة بين الفريقين، وتقليل حوادث الإساءة ضد المسلمين والاعتقالات الناتجة عن سوء الفهم، ومساعدة منسوبي الشرطة على أداء عملهم بنجاح".وتقول: بدأ البرنامج التدريبي بشكل تجريبي وخصص للضباط الأعلى رتبة في سلك الشرطة وكانت مدته أربع ساعات. كانت المشاركة فيه اختيارية وليست إجبارية ومع ذلك شهد حضورا كثيفا من منسوبي الشرطة وحقق نجاحا ساحقا مما جعل الحكومة تقرر جعل البرنامج إلزاميا مع بداية عام 2006 ويتم تدريسه في فصول أكاديمية الشرطة، لكن تم تقليص المدة إلى ساعة واحدة كل أسبوع يحضر فيها أربعون شرطياً، وبنهاية هذا العام سيكون البرنامج حقق أهدافه بتدريب جميع منسوبي سلك الشرطة بمدينة كليفلند وعددهم 1600".
وتضيف: لابد من شكر حكومة المملكة العربية السعودية ممثلة في مدير قسم الشؤون الدينية حيث بادر بإرسال مئات النسخ من كتاب (فهم الإسلام والمسلمين) وهو كتاب تمت إضافته للمادة العلمية في المنهج لما فيه من معلومات قيمة ومردود إيجابي جداً.

قصص ومواقف
قد وقعت حوادث عديدة بسبب سوء الفهم منها أيضا أن سيدة أمريكية مسلمة تم توقيفها لمخالفتها قوانين القيادة وأثناء اعتقالها طلب الشرطي منها إزالة حجابها لكنها رفضت بشدة، فعلق الشرطي ساخراً: (أنا لم أطلب منك خلع ملابسك) ولو عرف الشرطي أهمية الحجاب للمرأة المسلمة لما ذكر تعليقه الذي ينم عن جهل عميق.
وتضيف: أيضا حدث أن ذهب أفراد شرطة لمنزل عائلة مسلمة وكادت تحدث مصيبة لأن الشرطي دخل المنزل لابساً حذاءه على السجاد وصاح رب البيت كونه شعر بالإهانة ولم يعرف الشرطي أدب الاستئذان من رب البيت قبل الدهس على السجاد أو خلع حذائه إذا كانت الحالة غير طارئة.
وتقول: كوني امرأة سعودية يشكل مفاجأة للجميع حيث لديهم اعتقاد بأن المرأة لدينا جاهلة وغير متعلمة ومضطهدة من قبل الرجل. وتصف نوال الجو العام بأنه مشحون في بداية كل فصل دراسي، والبوليس بشكل عام غير لطيف خاصة عندما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين، وكون البرنامج إجبارياً أضاف مزيداً من الضغط عليهم، وتقريباً في كل أسبوع أجد من يحاول رفض التغيير وهم أقلية، واحد أو اثنان، وغالبا أسمع نفس التعليق من أشخاص مختلفين: (أنتم أيها المسلمون في أمريكا، لماذا لا تتبعون طريقة الحياة الأمريكية بدل كل هذه التعقيدات؟)، مما جعلني أضيف مادة عن الدستور الأمريكي وقانون الولاية الذي يحمي الحريات الدينية ويكفل حق ممارسة الشعائر وارتداء الحجاب للمسلمين، وكيف أن المدعي العام لاحق قانونياً الكثير ممن لم يحترم هذه المعتقدات.
(نقلا عن صحيفة الوطن السعودية)