مرة أخرى تعود أمينة داوود لتثير مشاعر المسلمين بتصريحاتها وأفعالها الشاذة .. تلك المرأة التى سبق لها أن أمّت المسلمين فى صلاة الجمعة فى تحد سافر للأحكام الشرعية الإسلامية ومن خلفها اصطف من سمّوا أنفسهم بمسلمى أمريكا فى صلاة اختلط فيها الرجال بالنساء المتبرجات بشكل أثار استفزاز العالم الإسلامى كله ولكنها هذه المرة تجاوزت كل الحدود فقد طالبت فى ملتقى جمعية الإسلام والعلمانية بإعادة تفسير القرآن حيث إنها تدعى أن القرآن به تميز ضد المرأة وهو ما يجب مكافحته لذا فإنها ترى إعادة تفسير القرآن مرة أخرى على يد نساء


حيث إن جميع مفسرى القرآن فى القرون الماضية كانوا من الرجال مما ظلم المرأة فى هذه التفسيرات كما لا تمانع أمينة داوود من تغيير بعض ألفاظ القرآن الكريم إن اقتضى الأمر فى سبيل صيانة حقوق المرأة فإن كانت هناك آيات فى القرآن تعطى للرجل حقا فى الميراث يوازى ضعف حق المرأة فهذه الآيات من وجهة نظرها يجب أن تعدل أو تلغى لأنها تسيء إلى المسلمين فى القرن الواحد والعشرين وكذلك الآية القرآنية التى تقول: "اللاتى تخافون نشوذهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن"

لابد أن يحذف منها اللفظ الأخير "واضربوهن" حيث ترمى هى إلى أنه عار على المسلمين أن يكون ضرب المرأة مباحا فى الإسلام ومجرما فى الأديان الأخرى كالمسيحية والهندوسية.

واستمرت أمينة داوود فى هذه التصريحات المجنونة التى فجرتها من قلب مقر منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم.. وبالطبع لاقت هذه التصريحات قبولا كبيرا من الحضور الغربى الذى تواجد فى هذا الملتقى المشبوه..

والغريب أن النساء المسلمات اللاتى حضرن المؤتمر قد وافقن ايضا على هذه التخاريف التى ألقت بها امينة داوود فتقول "مارغو بدران" الباحثة فى مركز التفاهم بين المسلمين والمسيحين الذى أنشأه الأمير الوليد بن طلال فى جامعة جورج تاون الأمريكة: إن من يرفض هذه الأفكار فهو يكشف فى نفسه عن جهل كبير او يسعى لاحتقار الاسلام والمسلمين فالاسلام دين مساواة وإن كانت هناك آيات فُهمت بغير ما ترمى إليه فعلينا نحن تغييرها..

الغريب أيضا أن "مارغو بدران" هذه قد حصلت على إجازة من الأزهر بالحديث فى علوم الدين..!!

أما "فلاتنين موغادام" رئيس قسم المساواة بين الأجناس فى اليونسكو فتقول: فى مستهل القرن الواحد والعشرين ظهر جيل من النساء المتعلمات والمتنورات والمستقلات وأن الأسئلة التى يطرحنها يمكن أن تساعد على تطوير القوانين الاسلامية مشيرة الى إيران حيث تعمل نساء علمانيات وإسلاميات معا على تحقيق ذلك هناك ووافق الحضور على هذه الأفكار بشكل غريب ولم يعترض عليها إلا السيدة أسماء زوجة العالم الكبير الدكتور يوسف القرضاوى رئيس اتحاد العلماء المسلمين التى قالت: إن هذه المفاهيم هى مفاهيم علمانية وأن اللاتى تحدثن فى هذا الملتقى لا يقدرن على تفسير القرآن ولا حتى الخوض فيه فهن حتى لا يستطعن قراءته.. فأمينة داوود لا تجيد اللغة العربية أصلا حيث إنها أمريكية المولد والمنشأ وكان أبوها أحد القساوسة فى الكنائس الأمريكية وقد ترتبت على خطب "مارتن لوثر كينغ" ولم تعتنق الإسلام إلا عام 1972م فكيف تتحدث عن تفسير القرآن وهى أصلا تقرأه بصعوبة.

وإذا تركنا الملتقى فى باريس لنعود إلى مصر ونتابع ردود فعل على المسلمين على هذا الملتقى نجد الدكتور مصطفى الشكعة عضو مجمع البحوث الاسلامية يجيب بإنفعال شديد أن هؤلاء هن أكثر من يسيء للاسلام مؤكدا أن تفسير القرآن متاحا لكل شخص يستوفى شروط المفسرين بأن يجيد اللغة العربية وأن يكون عالما بفنونها من: نحو وصرف وبلاغة وعروض وعالما بأسباب النزول وملما بالسيرة النبوية وعالما بالناسخ والمنسوخ وغير ذلك الكثير ولا يهم أن يكون رجلا أو امرأة فلو توافرت هذه الشروط فى امرأة فلا مانع من أن تفسر القرآن لكن ابنة داوود لا تتوافر فيها أى من هذه الشروط لا هى ولا رفاقها فى الحركة النسوية كما يسمونها.. هذا بالنسبة لتفسير القرآن.. أما بالنسبة لتغيير القرآن فهذا أمر ليس محل نقاش ومن سيحاول ذلك رجل أو امرأة فسيكون مصيره الهلاك لأن الله هو الذى حفظ كتابه الكريم فهو يقول: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" ويواصل الدكتور مصطفى الشكعة حديثه فى آسى شديد بأننا للأسف لا نمتلك شيئا نرد به على هذه الإساءات حيث يعيش المسلمون فى حالة ضعف عام فى شتى جوانب الحياة تجعلهم غير قادرين على الرد بقوة على من يسيء لدينهم الإسلامى لذا فنحن لا نملك إلا أن نرد بكتابات تفند ما يدعون ونحاول أن ننشرها فى الوسائل الإعلامية التى تقع تحت ايدينا وهذا هو اقصى ما نستطيع فعله.

اما الشيخ يوسف البدرى عضو المجلس الاعلى للشئون الاسلامية فيواصل الغضب من اجل ما حدث ويقول: للاسف صارت الاساءات الموجهة للاسلام تأتى عن من يسمون أنفسهم بالمسلمين فقد اعتدنا أن نرى الإساءات من الغرب وسكتنا عليها من أجل ذلك وزاد الله فى عقابنا وجعل إساءتنا ممن يتبعون ديننا وليست هذه هى المرة الأولى فمنذ اقل من شهر واحد كانت هناك تصريحات حسن حنفى من قلب مكتبة الإسكندرية والتى تطاول فيها على الذات الإلهية.. وشبه القرآن بالسوبر ماركت.. وتهكم على أسماء الله الحسنى وللأسف الشديد فالجميع يتعلل بحرية الرأى والتعبير ولا أحد يحاسبه على شىء.. وكشف الدكتور يوسف البدرى عن أن هذه المرة لم تكن الأولى التى يتطاول فيها حسن حنفى على الذات الإلهية كاشفا الستار عن أحد الكتب القديمة لحسن حنفى التى يقول فى مقدمته: (تعود الكتّاب أن يبدأوا بالحمد.. ولكننى يارب لن أحمدك ولن أتوسل إليك فأنا لا أحتاجك بل أنت الذى تحتاج إلىّ أن أسبحك وأن أحمدك وأن أعبدك).

وعلى الرغم من الكفر الواضح فى هذه الكلمات فإن أحدا لم يحاسب حسن حنفى لذا فإن من حق أمينة داوود وغيرها ان تتجرأ على الاسلام وتهينه وهى تعلم أن أحدا لن يحاسبها وهكذا تفجر "شباب مصر" هذه القضية التى زادت من حدها وتدعوا جميع الجهات الإسلامية فى شتى أنحاء العالم لاتخاذ موقف لحماية الإسلام قبل أن يصبح سبه والتطاول عليه هو أرخص وسيلة للشهرة ولعالم الأضواء.

محمد إبراهيم