ذهبت عصر يوم الإثنين إلى دار التحفيظ ..دخلت الفصل كان العدد قليل جدا وليس كالمعتاد وهذا طبيعي كأي بداية
كانت السورة التي نحفظها هي سورة القلم الجزء الخاص بأصحاب الجنة .. قمت بتسميع الآيات الماضية وشرعت في قرآءة الآيات الجديدة حتى آية 33 ..
الأمهات أميات لايعرفن القرآءة ولا الكتابة ولكن كانت درجة الإستيعاب عالية.. جو إيماني لم تتخلله ضحكات ولا كلمات معاتبة كالمعتاد ... بعد القرآءة قمت بتفسير القصة ..وكانت هناك أحدى الدارسات من الأمهات من بداية القرآءة وهي تبكي.. وبعد التفسير أشتد البكاء حتى أن الباقيات بدأن بالتأثر... والله يا أخوتي كأني لأول مرة في حياتي أقرأ سورة القلم وكأني لأول مرة أعرف تفسيرها..كان الحديث عن فوائد الآيات غير عادي.. هناك سكينة لم أعتدها .. قلت لهم الملائكة معنا بدأت الدموع من الأمهات الباقيات لكن الخالة التي كانت تبكي من البدايةبدأت بالهدوء .. مسحت دموعها المنسكبة وأقبلت بكل جسمها إلى وجهي وقالت أتعلمين لماذا أبكي ؟ لم أرد على سؤالها ..
قالت يا أبنتي أبكي هذا الضعيف عندما يتجرأ على العظيم
أبكي ضعف ابن آدم وتحديه للعظيم
سبحان الله نية تبيت في ليل ولايعلم بها أحدغير العظيم ويجازيه العظيم في نفس الوقت (( فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون )) وهم بليل .. لم ينتظر العظيم إلى الصباح.. يجازيهم العظيم وهم نائمون!
والله ابن ادم هين هين هين .. يدبر المكائد ويظلم وينسى العظيم.. كم من إنسان ظلم وتجبر ونسي المعاقبة
كلنا سكتنا وتكلمت الدموع..
هذا المشهد من هذه الأم الأمية لن أنساه..كانت هي المعلمة بدموعها وكلماتها..
فأحببت أن تشاركوني هذه العظة