لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 20 من 25

الموضوع: الأطفال أصحاب المشاكل ( حلقات )

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    الأطفال أصحاب المشاكل ( حلقات )

    الحلقة الأولى ــ

    الحمد لله ربّ العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، إيّاه نعبد ، وإليه نحفد ، وعليه نتوكل ، وبه نستعين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، وعلى آله وأزواجه وذريته وأصحابه أجمعين ، ثم أمّا بعد :
    فأحييكم جميعا أيها الأخوة والأخوات بتحية الإسلام الخالدة ، السلام ، فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ومغفرته وطيب صلواته 00
    يسعدني أن أقدم لكم دروس يومية بعنوان : ( الأطفال أصحاب المشاكل ) موزعة على عشر حلقات وأرحب بالتواصل والمداخلة والتعقيب والاستفسار
    الأطفال أصحاب المشاكل :
    الأطفال أصحاب المشاكل، هم الأطفال الذين نمت لديهم اتجاهات خاطئة نحو ما يحيط بهم ، نحو الأسرة أو المدرسة ، نتيجة لظروف معينة في الحياة ، أو أخطاء تربوية يقع فيها الأهل أو المربين والمشكلات السلوكية لدى الأطفال متعددة ومتنوعة ، مثل : مشكلة النظام ، والتبول اللاإرادي ، والكذب ، والسرقة ، ومص الأصابع ، وقضم الأظافر ، وبل الشفاه ، وفقدان الشهية ، والغيرة ، والعدوان ، والخجل ، والمخاوف 000 إلخ 0 وفي هذه الدورة سنتعرض للكثير مما ذكرته آنفا وسنتطرق للعديد أيضا 0 إن الكثير من المربين والمعلمين ، والعاملين بالمؤسسات التربوية الأخرى يجدون أثناء تعاملهم مع الأطفال ، أن منهم من يعيش اضطرابات ومشكلات نفسية ، وأكثر الأطفال لا يستطيع مواصلة تعليمه والسير سيرا حسنا في ذلك ، ومنهم من تسوء حالته بل ويدخل المصحات النفسية ، و بداية سوف أذكر العوامل المسببة لمشكلات الأطفال واضطراباتهم 0
    • عوامل اضطرابات الأطفال وأشكالها :
    1ـ العوامل الداخلية : وترتبط بسوء تكيف الفرد ، وقد تكون بسبب العاهات والأمراض العضوية عند الطفل 0 من جهة أخرى فإن لإفرازات الغدد أثر مباشر في نمو الطفل وحساسيته وتطور مزاجه 0 كما أن ما يمر به الطفل من نشاط وحيوية ، أو خمول وكسل ، يرجع إلى مدى سلامة نموه الجسمي ، وخاصة إصابته في المرحلة الجنينية ، وأمراض الأم خلال الحمل ، والالتهابات ومن جهة ثانية فإن الحاجات الأولية والحاجات الشخصية والاجتماعية ( كالطعام ، والشراب ، والراحة ، والمحبة ، والعطف ، والتقدير ) إذا لم تنل قدرا كافيا من الإشباع ، فإن الطفل يصبح ميدانا للتوتر النفسي 0 وكلما زاد التوتر والقلق ، وعدم الاتزان الانفعالي زادت مظاهر الاضطرابات في السلوك بأشكاله المتعددة ، كما أنه لا يمكن أغفال أهمية المظاهر الجسمية غير المألوفة ، كالقصر المفرط ، أو التشوه الجسمي وما تتركه من شعورعند الطفل بالنقص 0
    2ـ العوامل المحيطة بالطفل : وهي كثيرة ومتنوعة ، فمنها : الأسرية ، والاجتماعية ، والتربوية ، وتشمل علاقة الطفل بالأهل ( والديه ) ، والطلاق ، والانفصال ، والخلافات ، والمشاحنات ، والسيطرة أو الإهمال ، والتربية الجنسية ، وأصول الطعام ، واللباس ، والتجارب الحياتية ، والصدمات وقد بينت الدراسات النفسية أن علاقة الطفل بوالديه وموقفهما تجاهه يؤثر كثيرا في نضجه النفسي 0 ومن النتائج التي تم التوصل إليها ما يلي:
    1ـ العطف والتقبل يهيئ للطفل المحبة ، والشعور بالأمن ، وإلى نضج شخصيته 0
    2ـ النفور الصريح يهيئ له الكره ، والشعور بالعداء ، وتبلد العواطف والانحراف لا حقا 0
    3ـ المثالية في المعاملة تهيئ له التأنيب والأخطاء والنقد والشعور بالتهديد والقلق والنقص
    4ـ الحماية تهيئ له الدلال وتأخر النضج والاتكالية 0
    كما أنه من الواجب أن أذكر دور الأسرة في التربية وهو :
    دور الأسـرة في التربيـة :
    الأسرة هي أقدم المؤسسات التربوية ولها مكانتها وتتلخص في النقاط التالية :ـ
    1ـ تقوم الأسرة بدورها في السنوات الأولى للطفل ، لأنه عاجز عن إدراك وتفهم اتجاهات المجتمع ، فتتحمل مسئولياته وتعمل على التوفيق بين تصرفاته وما يرضى المجتمع 0 والأسرة هي البيئة الأولى ، والمدرسة الأولى التي تضع القواعد الأساسية للتربية والتي يكون لها تأثير عميق ودائم لأنه قليل الخبرات ومستعد لقبول الخبرات الجديدة 0
    2ـ يكن الطفل للأبوين الاحترام والتقدير لأنهما قدوة ومثل أعلى لذا يتأثر كثيرا بأخلاقهما وآرائهما 0 وتربية الأم لا يستغني عنها ، فهي تحمي طفلها من كل ما يضر جسمه وعقله ووجدانه وتزود الأسرة الطفل بالعوامل النفسية والثقافية ، كما يتأثر بالعلاقات بين أفراد الأسرة من حب أو كراهية أو تعاون أو تنافر وأنانية 0
    3ـ يتأثر الطفل بعوامل وراثية عن الوالدين أو خصائص مكتسبة غير وراثية ، وتنطبق الوراثة على النواحي الخلقية ، مثل : الطول ، ولون الشعر ، والعينين ، كما يتأثر بالوراثة في استعداداته الفطرية والعصبية والنفسية مثل الاتجاه العلمي أو الأدبي 0
    4ـ ويرى البعض أهمية دور المنزل ويشمل الأسرة والأصدقاء وتتوفر فيه العادات الاجتماعية الحسنة والبيئة الاجتماعية الصالحة 00 ويفضل برتراندرسل دور الأسرة على المدرسة في التربية لأن عناية الأبوين تعتمد على الغرائز ، والدوافع الفطرية التي تكفل عدم الإهمال والضرر البليغ ، أما إهمال المدرسة فله أضرار بليغة بالنسبة للطفل 0
    5ـ الطفل الصغير لا يفرق بين ذاته والعالم الخارجي المحيط به ولا يفرق بين نفسه وأمه ، فهي مصدر الغذاء والوقاية والدفء 0 وعندما يكبر يتسع عالمه وخبراته وتكثر العوامل التي تؤثر في تربيته ويدرك ما هو جزء من ذاته وما هو ليس منها ، وتظهر شخصيته ، لأن الشخصية لا تنمو إلا عن طريق العلاقات الشخصية 0
    6ـ للأسرة أثر كبير في غرس الفضائل الدينية 0 فللدين أثره في التربية إذ يبرز المبادىء الأخلاقية ويتميز المسلم عن غيره بفضائل أخلاقية وحسن سيرته ومثله العليا 0
    ونبدأ في دراسة وطرح المشكلات 00
    أولا ـ مشكلة التدريب الأخلاقي و مشكلة النظام :
    1ـ مشكلات التدريب الأخلاقي :
    فبينما تعمل الأسرة على توفير الظروف الضرورية لنمو الطفل فإنه يتعرض لجميع احباطاتها ، ومتطلباتها الاجتماعية ، ومعاييرها وألوان الغيرة والنزاعات بداخلها وفي الأسرة توضع الأسس لمعظم صعوبات المستقبل وانتصاراته وأنها مصدر للصراع الذي يخوضه الطفل في سبيله للنمو 0 أحد أسباب هذا الصراع يرجع إلى الرغبة الملحة في التحرر من التبعية الطفلية والاستقلال عن الأسرة وتحمل المسؤولية ، وسبب آخر للصراع هو عدم توافق المعايير المكتسبة من الأسرة مع المعايير الخارجية 0 فالأهل دائما ينتمون إلى أجيال سابقة وأكثر تحفظا وهكذا يجابه الصغار هذا التعارض ويقابلون بقوانين سلوكية صارمة في العالم المتغير خارج المنزل واتساع الهوة بين القديم والحديث يشكل أكثر من مشكلة في توافق الطفل مع المعايير الخارجية 0 وقد ينشأ الصراع نتيجة أخطاء الوالدين في ممارسة التدريب الأخلاقي لأطفالهم 0
    الإفراط والتفريط في التدريب الأخلاقي :
    كثيرا من مشكلات الأفراد النفسية والطبية والاجتماعية والتربوية بما فيها الأمراض العقلية والعصبية والجناح والجريمة والشذوذ تنشأ من سوء ممارسة التدريب الأخلاقي ، وهنا يوجد احتمالان وهما :
    أ ـ من جهة حيث يكون التدريب الأخلاقي عنيفا وقاسيا جدا ، فإن الخطر المحتمل لهذا الإفراط هو الأمراض العصابية والاضطرابات السيكوسوماتية 0
    ب ـ ومن الجهة الأخرى حيث يكون التدريب الأخلاقي لينا ومتراخيا فإن النتيجة المحتملة لهذا التفريط هو الجناح والجريمة 0
    ـ الجانحون والمجرمون :
    من المعروف حاليا أن الطفل الذي لا يلقى حبا وعطفا والديا يفقد أفضل أساس للنمو الأخلاقي حينما يخطيء هذا الطفل لا يكون هناك غالبا خوف من فقد الحب أو الحنان والعطف ، لأن ما
    يفقده سوف يكون قليلا جدا ، إن برنامج النمو الأخلاقي هو أحد معارك العلم لمعرفة المدى الذي يمكن أن يصل إليه الطفل دون عقاب 0
    سـؤال ـ هل من الممكن أن نربي الطفل دون أن ينال عقابا ؟0
    الجـواب : الواقع أن الطفل الذي لا يلقى عقابا على أخطائه أو تأنيبا على ذنوبه التي اقترفها لا نجد لديه تأنيبا للضمير أو محاسبة للنفس 0 فهناك اختفاء تام لمشاعر الذنب ـ وإن وجدت لديه فهي ضئيلة ـ عندما يقترف جريمة في المستقبل 0 والشخص الذي يخلو من الصراعات الداخلية حتى بعد ارتكابه الذنوب واقترافه الجرائم يقع في صراعات متكررة مع الناس من حوله ومنبوذا في المجتمع 00 ولهذا فإن الجانح والمجرم لا يعتبران عادة من المرضى النفسيين كما يعتقد البعض 0
    العـلاج :
    إن أفـضل عـلاج في مثل هذه الأحوال يبدو في تعويض نقص التدريب أثناء الطفولة وذلك بما يلي :ـ
    أولا ـ بناء رغبات قوية للحب والعطف و الاحترام 0
    ثانيا ـ توفير الوسائل التي تشبع بها تلك الرغبات 0
    وبذلك يكون الخوف من فقدان تلك الجزاءات أو المكافآت هو الوسيلة للتنظيم الذاتي الأخلاقي كما يحدث في الفرد السوي 0
    2ـ مشكلة النظام :
    حيث يشكو الكثير من الآباء والأمهات من أن بعض أطفالهم لا يهتمون بالنظام ولا يشعرون بالمسؤولية ، ولا يكترثون بعقاب 00 ويسألون عن أسباب ذلك ، والوسيلة التي تعلم بها الطفل النظام 0 والواقع أنه يجب على الطفل أن يكتشف أنه لا يستطيع الحصول على كل شيء ، وأن يقبل ضبط نفسه عند الحاجة ، وأن يقبل كلمة ( لا )وأن يتعلم النظام ، ويتعلم ما هو أمان وما هو خطر 0 والطفل الذي ينشأ دون نظام فغالبا ما يكون غير محبوب من قبل بعض أفراد أسرته وجيرانه وفي المدرسة ، وتنتابه ثورات الغضب ، وقد يكون أنانيا ، غير مهذب ، متمردا ، ومستهدفا للحوادث بصفة خاصة 0
    إذن متى نبدأ نعلم الطفل النظام ؟
    والجواب : لا يمكن أن نعلم الطفل النظام حتى يصل إلى عمر مناسب يمكنه من فهمه وإدراكه ، فالطفل العادي في عمر ثلاث سنوات يمكنه تعلم الكثير ، أما في عمر عام واحد فإنه يستحيل عليه أن يتعلم شيئا 0 ولكن الأساس يوضع في السنوات المبكرة ، لأن الطفل الذي لا خبرة له بالحب يحتمل ألا يقبل النظام بسهولة ، وأساس النظام هو الحب المتبادل والاحترام 0 فالطفل الذي يطيع لأنه يحترم والديه ويسعى إلى إرضائهما ويعلم أنه سيفقد الحب إذا عصاهما 0 وفي المدرسة يراعي الأطفال تحسين سلوكهم في وجود المعلمين الذين يحترمونهم 0 أي أنه لكي نساعد طفلا على أن يسلك سلوكا حسنا ، وأن يكون أمينا ، محبا ، عطوفا ، وأن يضبط نفسه ، ويعتذر عن أخطائه حينما يفقد أعصابه ، فعلينا مراعاة ما يلي :ـ
    1ـ يجب أن نهيء له القدوة الحسنة 0
    2ـ يجب أن يكون النظام ثابتا ، فمن الخطأ أن نمنع شيئا في وقت ما ، ثم نسمح به في وقت آخر ، ومن الأخطاء التربوية الذريعة أن يسمح أحد الوالدين ما يمنعه الآخر ، أو حينما يتدخل الجد أو الجدة في أمر ما ، ويسمحا للطفل بأداء شيء حاول الوالدان منعه 0
    3ـ يجب أن يكون النظام معقولا ومناسبا ، وينبغي أن تكون الأوامر والنواهي قليلة فضلا عن ضرورة وجود أسباب وجيهة تبرزها بحيث يفهمها الطفل 0
    4ـ إن من أكثر الأخطاء شيوعا في تعليم النظام هو الفشل في الإصرار على الطاعة 0
    5ـ لا فائدة من فقد الأعصاب في تعليم الطفل ، فالضرب والشخط لا يعنيان بالنسبة له أكثر من ذلك0
    ثانيا ـ مشكلة الكذب والسرقة :
    ليس من اليسير تعريف الكذب حينما نتحدث عن الأطفال 00 جميع الأطفال وبعض الكبار ينغمسون في تعريف خيالي ، وهذا يعتبر سلوك طبيعي تماما 0 كثير من الخيالات توصف بأسلوب يبدو كأن الطفل يعني ما يقول ، ومن ثم يحتمل اتهامه بالكذب وهذا أمر يؤسف له لأنه مرحلة طبيعية للنمو في طفل خيالي 0 وقد يكون الكذب أيضا نتيجة تقليد للآخرين ( بما في ذلك الأهل) وبعض الأطفال يكذبون من أجل الظفر بالمديح ، ربما لأنهم لم ينالوا قسطا وافرا منه 0 البعض الآخر يكذب من أجل الهرب وهذا يشير عادة إلى الأخطاء في المعاملة ، كأسلوب الصرامة المفرطة أو القسوة الزائدة في العقاب 0 ومن الصعب أن نلوم طفلا من أجل تلك الأنواع من الأكاذيب 0 وأكثر أنواع الكذب خطورة هو الذي يهدف قصدا إلى إيقاع طفل آخر في مأزق وقد يكذب الطفل لأن الوالدين يسمحان أو يشجعان قول الكذب في البيت 0 يجب أن يفهم كل طفل أن الأقوال الكاذبة شيء غير مرغوب فيه بالمرة وأنه سوف يعاقب عليه 0 ومن الواضح أن الكذب بين الأطفال و الكبار غير مقبول 0 ولكن من الخطأ أن نتوقع أن الكثير من الصغار لا يكذبون ، فجميعهم يكذبون 0 وإذا حدثت أكذوبة مؤذية فإنه لا جدوى من معاقبة الطفل من أجلها، بل يجب أن نبحث عن السبب ونعالجه 0 والسرقة تشبه الكذب في كثير من الأوجه ، مثلما في الكذب 0 يجب أن نقرر المرحلة التي نشأت عندها المشكلة 0 كما ينبغي وجود نـموذج حسن يقتدي به الأطفال ، ويجب أن تكون لهم ممتلكاتهم الخاصة ، والتي ينبغي أن تحترم 0 كما يحدد لهم مصروف جيب مناسب دون مبالغة ومن الأهمية أن يتعلم الطفل أنه ليس في إمكانه الحصول على كل شيء يريده 0 وقد ينشأ النوع الضار من السرقة نتيجة عدم توافر الحب في البيت ، وإذا سرق الطفل من أمه فمن المؤكد أن ثمة خطأ في العلاقة بينهما ، ولذا يجب البحث عن السبب 0 وسأتحدث هنا بداية عن السرقة ثم الكذب • حالات مختلفة للسرقة يمكن تحديدها بالأنواع التالية :
    1ـ السرقة فردية : أي أن يقوم الطفل أو المراهق بالسرقة بمفرده .
    2ـ السرقة الجماعية : أي أن يتفق إثنان أو أكثر بعملية السرقة .
    3ـ أن يكون السارق تابعاً : أي أن يتبع مجموعة من عصابات السرقة .
    4ـ أن يكون السارق متبوعاً : أي أنه يقود مجموعة تشكل عصابة سرقة .
    5ـ قد تكون السرقة رغبة ذاتية من قبل الطفل أو المراهق .
    6ـ قد تكون السرقة بالإكراه من قبل الآخرين .
    7ـ قد تكون السرقة لنوعٍ معين من الأشياء ، أو أنواعاً متعددة ولاشك أن لكل واحدة من هذه الأنواع طريقة معينة للعلاج تختلف عن الأخرى .
    يرى علماء التربية وعلم النفس أن السرقة تتطلب أن يكون لدى السارق مهارات عقلية ، وجسمية هامة تمكنه من القيام بهذا العمل الخطير والضار ، وقد تم تحديدها بما يلي :
    أ ـ سرعة الحركة ، وخصوصاً حركة الأصابع .
    ب ـ دقة الحواس ، من سمع وبصر .
    ج ـ الجرأة وقوة الأعصاب .
    د ـ الذكاء .
    و ـ الملاحظة الدقيقة والاستنتاج . وطبيعي أن هذه المهارات يمكن تكون أن ذات فائدة عظمى بالنسبة لأطفالنا ، إذا ما وجهت توجهاً خيراً وصحيحاً ، وإن بالإمكان أن نوجهها باتجاه إيجابي يخدم أطفالنا ، إذا اتبعنا الأساليب التربوية الصحيحة . فلو وجدنا مثلاً طفلاً يمد يده إلى شيء لا يملكه ، فيجب أن نعلمه بشكل هادئ أن عليه أن يستأذن قبل أن يأخذه ، لأن هذا الشيء لا يعود إليه ، وينبغي عدم اللجوء إلى التعنيف ، وكيل الأوصاف القاسية من لصوصية وغيرها لآن هذا الأسلوب له نتائج عكسية لما نبتغي.
    • أسباب السرقة عند الأطفال :
    تعتبر السرقة من الجرائم الشائعة التي تتكرر بصورة متفاوتة في كل مجتمعات العالم .. وقد كانت ولا تزال الجريمة بأنواعها من الظواهر المرتبطة بتاريخ الإنسان علي مر العصور .. ولا يكاد يخلو مجتمع في العالم من نوع أو آخر من الجرائم .. ومثال علي الحوادث اليومية للخروج علي القانون ، التي تحدث باستمرار ، وتمثل أحد الهموم التي يعاني منها الناس ومنها السرقة .. وتزدحم بأخبارها صفحات الحوادث في الصحف .. وهنا نتناول الجوانب النفسية في ظاهرة السرقة .. ونحاول التعرف علي جوانبها النفسية .. وعلي اللصوص وخصائصهم حتى يمكننا التوصل إلي الدوافع التي تجعلهم يسرقون .. وأسلوب الحل لهذه المشكلة التي تكاد تصل إلي حجم الظاهرة في بعض الأماكن .وليست الأسباب والدافع وراء جرائم السرقة واحدة في كل الحالات لكنها كثيرة ومتنوعة وتؤدى في النهاية إلى هذا السلوك غير السوي الذي يقوم فيه الشخص بالاستيلاء علي أموال وممتلكات الآخرين التي لا حق له فيها ، ويشترك الذين يرتكبون السرقة في قاسم مشترك هو وجود نزعة عدوانية قد تخفي رغبة في الانتقام من المجتمع ، أو حقداً دفيناً علي الآخرين ، وهنا يبرر السارق لنفسه الاستيلاء علي ما يملكه الآخرون . ويرتكب البعض السرقة وهم من غير معتادي الإجرام نتيجة لتعرضهم لظروف قاسية مثل الفشل في تحقيق بعض طموحاتهم ، أو حين يتردى وضعهم الاقتصادي والاجتماعي ويتدنى دخلهم ، وبعضهم يفشل في إيجاد أي عمل فلا يكون له اختيارات غير الاتجاه للسرقة للحصول علي متطلبات الحياة ، وقد يقلع بعض هؤلاء بعد تحسن ظروفهم المادية غير أن نسبة منهم يستمرون في احتراف السرقة لأنهم يجدونها الطريق الأسهل في الحصول علي المال .إنّ السرقة عمل غير مقبول عرفاً وشرعاً، ولذا فالجميع يبغضونه وينكرونه وينظرون إلى فاعله بازدراء وحقارة ? والآباء الذين يبتلون بأولاد يمارسون هذا الفعل القبيح عليهم التمييز بين الطفل الصغير ذي الثلاث سنوات وآخر يتجاوز الخمس سنوات ... فالأّول لا يميّز بين الخير والشر، ولذا نجده لا ينكر ما أخذه من الآخرين مقابل الثاني الذي يخفيه وينكر فعله ... وينبغي عدم توجيه اللوم والعتاب للطفل ذي الثلاث سنوات مادام لا يفهم معنى السرقة وانه عمل قبيح والاكتفاء بالقول له : إن صديقك الذي أخذت لعبته قد يحتاج إليها? أو : ليس من الصحيح أن نأخذ شيئاً من الآخرين دون إذن منهم ? كما إننا لا نرضى أن يأخذ أشياءنا أحد من الناس . أمّا الطفل الذي يتجاوز عمره الخمس سنوات والذي يمارس السرقة، فلا يعني انه لم يتلق التربية الحسنة أو أن والديه يبخلان عليه بالأموال، وان كان هذان العاملان يدفعان بالأولاد إلى السرقة، ولكن ليس دوماً.. فما هي يا ترى أسباب السرقة عند الأولاد إذن؟
    1ـ العلاقة مع الوالدين : إنّ العلاقة الجافة بين الطفل ووالديه نتيجة عدم إشباع حاجته من الحب والحنان أو لتعرضه للعقوبة القاسية أو لشدتهما في التعامل معه في المرحلة الأولى من عمره أو لعدم تعزيز شعوره بالاستقلال في المرحلة الثانية من عمره تدفع بالطفل إلى السرقة خصوصاً في السابعة من عمره لأجل ان يغدق عليه ويكسب منهم ما فقده في الأسرة من الحنان من جهة وأخرى للانتقام من والديه بفعل يقدر عليه لشفاء غيظه من قساوة تعرض لها في مرحلة طفولته الأولى .
    2ـ الشعور بالعزلة : إنّ شعور الطفل بالعزلة في المرحلة الثانية من عمره وهو الوقت الذي يؤهله لإتخاذ موقعه في المجتمع وبين أقرانه تعتبر جزء من تعاسته .. لذا يندفع إلى السرقة لإغراق أصدقائه بالشراء والهدايا في محاولة لكسب ودهم نحوه بعد أن فشل في كسبهم لضعف شخصيته أو يريد أن يتباهى أمام أقرانه بفعله البطولي في السرقة لينجذبوا نحو شخصيته القوية ? كما يتصوّر ? .
    رأي التحليل النفسي لشخصية اللصوص :
    من وجهة النظر النفسية فإن معظم الذين يرتكبون السرقات ويستمرون في ذلك هم من الشخصيات المنحرفة التي يطلق عليها المضادة للمجتمع أو" السيكوباتية " وعادة ما يكون الذين يقومون بالتخطيط لعمليات السطو الكبيرة والذين يتزعمون عصابات منظمة للسرقة من الشخصيات السيكوباتية التي تتمتع بذكاء وقدرة علي السيطرة علي مجموعة من الأفراد يخضعون لهم وينفذون أوامرهم ، أما الأفراد الذين يقومون بالتنفيذ فقط ولا يخططون لجرائم السرقة المعقدة فإنهم نوع آخر من الشخصية المضادة للمجتمع من محدودي الذكاء يطلق عليه النوع السلبي العدواني الذي يمكن السيطرة عليه وتوجيهه ، ويشترك هؤلاء في أنهم لا يشعرون بأي تأنيب من ضمائرهم حين يقترفون أعمالا خارجة عن القانون أو الأعراف الاجتماعية ، وكثير منهم لديه مشكلات في العمل ، واضطراب في علاقات الأسرة والزواج ، ومشكلات مالية ، وتاريخ سابق للاحتكاك بالقوانين نتيجة لأعمال إجرامية مشابهة . والعلاقة بين السرقة وإدمان المخدرات والكحوليات وثيقة حيث يقوم المدمنون بالسرقة للحصول علي المال اللازم لشراء المادة المخدرة التي يتعاطاها ، وكذلك فإن الشخص تحت تأثير المخدرات والكحول يمكن ان يقدم علي ارتكاب الجرائم ومنها السرقة بجرأة أكبر دون تقدير للنتائج .
    في الطفولة تبدأ المشكلة :
    إذا تتبعنا التاريخ السابق لبعض اللصوص الذين يحترفون السرقة منذ الطفولة نجد أن التنشئة في الأسرة لم تكن سليمة تماماً-البداية،فغالبية الذين يحترفون السرقة كانوا منذ طفولتهم يعانون من غياب القدوة السليمة،ونشأتهم كانت في بيئة لا تلتزم بالقيم الأخلاقية،وقد ثبت علميا ان حوالي ثلث الأطفال الذين يرتكبون السرقات الصغيرة في الطفولة وأيام الدراسة يتحولون إلي " حرامية" كبار فيما بعد... كما ثبت أن حوالي80% من محترفي السرقة قد بدأوا أولي خطواتهم في هذا الاتجاه بسرقات صغيرة وهم في مرحلة الطفولة !!وتكون الفرصة أكبر للجنوح في الأطفال عند البلوغ في مرحلة المراهقة وقد ينتظم بعض منهم في عصابات تقوم بانحرافات وأعمال خارجة علي القوانين منها السرقة والجرائم الأخرى . وتزيد احتمالات حدوث ذلك في القطاعات التي تعيش ظروفاً اقتصادية واجتماعية متدنية ، وعند حدوث انهيار في الأسرة نتيجة لانفصال الوالدين ، ويحتاج هؤلاء الأحداث الجانحون إلى أسلوب يخلط بين الحسم والرعاية حتى لا يتحول غالبيتهم إلي مجرمين محترفين فيما بعد .
    ـ السرقة المرضية .. حالات غريبة وطريفة : قد يتفهم أي منا حدوث السرقة من " حرامي " محترف يعيش علي ما يسرق من أموال ... أو حين يقوم شخص تحت ضغط الحاجة بسرقة بعض الأشياء للإنفاق علي متطلباته بعد أن ضاقت به السبل لكن أي منا قد يقف في حيرة أمام بعض جرائم السرقة التي يقوم بها شخص ميسور الحال أو هو من الأغنياء فعلاً ولا يحتاج إلي ما يسرق .. علاوة علي ذلك فإن ما يقوم بسرقته شيء تافه للغاية ولا يساوى شيئا ... تلك هي حالة السرقة المرضية Kleptomania0 والمثال علي هذه الحالة الغريبة السيدة المليونيرة التي تدخل احد المحلات الراقية فتسرق منديلاً رخيص الثمن رغم أنها تملك من النقود ما تستطيع أن تشترى به كل محتويات المحل ! 0 وفي حالة السرقة المرضية لا يستطيع المريض مقاومة إغراء السرقة وغالبية من يقوم بذلك هم من السيدات ، ويكون السبب وراء هذه الحالة الغريبة عقد نفسية في صورة معاناة عاطفية وضغوط لم يتم التنفيس مخطط لها سلفا ، ولا يشترك فيها غير من يقوم بها ويكون الهدف فيها هو السرقة في حد ذاتها وليس قيمة الشيء الذي يتم الاستيلاء عليه ، وقد يعقب ذلك بعض تأنيب الضمير والقلق ، ويتم علاج هذه الحالة علي أنها احد الأمراض النفسية 0
    حلول نفسية لمواجهة المشكلة :
    يتطلب الأمر وضع حل لانتشار جرائم السرقة لمنع آثارها السلبية حيث يؤدى إلى افتقاد الشعور بالأمن نتيجة للقلق المرتبط باحتمال فقد الممتلكات . الحل من وجهة نظر الطب النفسي في التعامل مع ظاهرة السرقة هو الاهتمام بالوقاية قبل العقاب ، ويتم ذلك بإعلاء قيم الأمانة وغرس ذلك في نفوس الأجيال الجديدة ، كما أن خلق النموذج الجيد والقدوة الطيبة له أهمية في دعم الصفات الايجابية في نفوس الصغار ، ويقابل ذلك التقليل من شأن الذين يقومون بارتكاب المخالفات حتى لا يرتبط السلوك المنحرف في أذهان النشء بالبطولة والمغامرة بما قد يغريهم علي التقليد . ويجب أن يتم احتواء الذين يقدمون لأول مرة تحت تأثير إغراء شيء ما علي سلوك السرقة ، ويتم ذلك بمحاولة تصحيح المفاهيم لديهم بالطرق التربوية حتى لا يتحولوا إلي محترفين للسرقة فيما بعد ، وتفيد سياسة " الجزرة والعصا " ومعناه المكافأة علي السلوك السوي ، والعقاب الحازم عند الخروج علي القانون ، ومن شأن توقع العقاب ان يحد من الاتجاهات غير السوية نحو الانحراف ويبقي بعد ذلك أهمية الوازع الديني والأخلاقي في ضبط السلوك ..وحل مشكلات الإنسان صفة عامة . حيث أن الإيمان القوي بالله تعلي يتضمن الوقاية والعلاج من الإنحرافات السلوكية ومشكلات العصر .إن الطفل الذي يمارس السرقة في المرحلة الثانية من عمره بالرغم من عيشه بين أبويه اللذين لا يبخلان عليه بما أمكن من الألعاب والأمور الخاصة به .. إن طفلاً كهذا تسهل معالجته وتقويمه من خلال الوقاية من أسباب السرقة المتقدمة، إضافة إلى إشباع حاجته للحنان ? والتأكيد على استقلاليته، ومساعدته على اختيار الأصدقاء . إنّ الوالدين يجب أن يتعاملوا مع أبنائهم بعد بلوغهم الخامسة من العمر حين يمارسون السرقة بحزم وقوة .. ولا نقصد بها القسوة والشدة ? بل يكفي أن يفهم الطفل أن هذا العمل غير صحيح وغير مسموح به .. ولا بدّ من إرجاع ما أخذه إلى أصحابه والاعتذار منهم .. ويجب الإلتفات إلى نقطة مهمة ?
    وهي : من الخطأ إشعار الطفل بالذل والعار لأن تصرفاً كهذا يدفع الطفل إلى السرقة وبشكل أضخم من الأول يدفعه إليه حبه في الانتقام ممن احتقره وامتهنه .

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    مشاركة: الأطفال أصحاب المشاكل ( حلقات )

    يتبع الحلقة الأولى :
    الكذب :
    أسباب الكذب عند الأطفال وآثاره :
    إنّ الطفل في المرحلة الأولى من عمره قد يمارس الكذب بأن يختلق قصصاً لا وجود لها، مثل أن يتحدث لأقرانه عن شراء أمه لفستان جميل أو شراء أبيه لسيارة فارهة ، أو يتحدث لأمه عن الحيوان الجميل الذي رافقه في الطريق .. كما أنّ هناك نوعاً آخر من الكذب وهو إخفاء الحقيقة عن الآخرين ، مثل ادعاء الطفل أن صديقه قد كسر الزجاجة أو نكرانه لضرب أخته .
    وكل هذه الأنواع من الكذب ليس من الطبيعي وجودها عند الأطفال ، لان الصدق غريزة تولد معه ولا يندفع إلى الكذب إلا لوجود عارض يئد غريزة الصدق عنده ويمكن إيجاز أسباب الكذب عند الأطفال بما يأتي :
    1ـ جلب الانتباه : حين تسمع الأم طفلها في المرحلة الأولى من عمره يتحدث لها عن أمور لا واقع لها، فإنّ سببه يرجع إلى حرصه في أن يحتل موقعاً خاصاً عند والديه اللذين لا يصغيان إليه حين يتحدث إليهما كالكبار... فهو لا يفهم أن حديثه تافه لا معنى له .. وكذلك حين يتحدث للآخرين عن قضايا لا وجود لها فهو بهذه الطريقة ايضا يحاول ان يجد عندهم مكاناً لشخصيته بعد أن تجاهله الأبوين في الأسرة .
    2ـ تعرضه للعقوبة : حين تسأل الأم طفلها الصغير عن حاجة قد تهشمت أو أذى أصاب أخاه أو علة اتساخ ملابسه .. فلا يقول الحقيقة ويدّعي ببراءته من هذه الأفعال، في حين أن نفسه تنزع لقول الصدق ولكن خوفه من تعرضه للعقوبة تجعله ينكر الحقيقة، وهكذا كلما يزيد الوالدين في حدّتهما وصرامتهما كلّما ازداد الكذب تجذرا في نفسه .
    3ـ واقع الوالدين : إن الطفل في سنواته الأولى يتخذ من والديه مثلا أعلى له في السلوك ، وحين يسمع أمه تنكر لأبيه خروجها من المنزل في وقت اصطحبته معها لزيارة الجيران ، أو يجد أباه يحترم رئيس عمله ويقدره إذا رآه ، ثم يلعنه ويسبّه بعد غيابه...إن أمثال هذه السلوكيات وغيرها تجعل الطفل يستخدم نفس الأسلوب الذي وجد أبويه عليه .
    ما هي آثار الكذب ؟
    إنّ وقاية الطفل من مرض الكذب أمر ضروري لأن الكذب يختلف عن غيره من الأمراض التي تصيب النفس لأنه يفقد صاحبه المناعة من كل الأمراض وممارسة كافة الأعمال القبيحة ، تماماً مثل مرض فقدان المناعة (الإيدز) الذي يكون صاحبه معرضاً للإصابة بجميع الأمراض الجسدية .. جاء في النصوص : ( جعلت الخبائث في بيت وجعل مفتاحه الكذب ) وينبغي عدم التساهل في نوعية الكذب البسيط منه والكبير ، ولأن آثاره على النفس وفقدان مناعتها واحدة، فالطفل حين يتحدث عن الفستان الجميل الذي أشترته أمه ولا دافع لهذا الأمر في البيت ، ولم يحرك هذا النوع من الكذب والديه لإصلاح أسلوب تعاملهما معه حتى يجنبوه من الكذب ، فإنهم بذلك يمارسون جريمة لا تغتفر بحق الأبناء .. أليست جريمة أن يقدم الوالد فيروس مرض فقدان المناعة (الإيدز) لطفله ، والكذب أخطر على الإنسان من الإيدز ؟ قال الإمام علي بن الحسين رحمه الله : (اتقوا الكذب الصغير منه والكبير في كل جد وهزل ، فان الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير ) وفطر الإنسان على الصدق ، ولم يكتسبه من البيئة المحيطة به مثل الكذب ، وحقيقة لو تأملنا في حياة الطفل سنجد كل أفعاله وحركاته وسلوكياته وكلامه يتسم بالصدق ولا يكذب حتى تؤثر فيه البيئة المحيطة فيبدأ يكذب إما ليهرب من عقاب سيتلقاه لو هو أعترف وصدق وإما للمديح وإما ليكسب الرضا ، ولذا نجد أن الكذب مكتسب أما الصدق فهو فطري وصدق الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام الذي قال : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تلد البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ؟!) لم يقل عليه الصلاة والسلام أو يمسلمانه لأن الدين الإسلامي دين الفطرة ولأن الدين الإسلامي يدعو إلى الصدق ، فالصدق فطري في الإنسان وقد قال الله تعالى يحث المؤمنين : ( وكونوا مع الصادقين ) وقال سيدنا الكريم صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) من منا يرغب أن يكتب عند ربه كذابا ويكون معروف في الملأ الأعلى بأنه من الكذابين 0 والحقيقة أن الناس أصبحوا لا يتورعون من الكذب رجالا ونساء شبابا وشيوخا ولا يخجلون من الكذب 0 ولقد نفى محمد بن عبد الله بن عبد المطلب عليه أفضل الصلاة والسلام أن تكون خصلة الكذب ملتصقة بالمؤمن وذلك عندما سئل : هل يكون المؤمن بخيلا ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : ( نعم ) فسئل : هل يكون المؤمن جبانا ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : ( نعم ) فسئل : هل يكون المؤمن كذابا ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : ( لا ) 0 إذن الكذب ليس من خصال أو صفات المؤمن 00 وفي الوقت الحاضر أصبحوا يحتفلون بالكذب على المستوى العالمي و هاهو شهر إبريل ونحن في أول يوم فيه وهو الشهر الذي يحتفلون فيه بالكذب وعمل المقالب في الآخرين وعندما يغضب الشخص من كذب صديقه عليه يرد عليه نحن في شهر إبريل أو هي كذبة إبريل وأصبح للكذب السلوك المذموم والمستهجن شهرا يحتفلون به فيه ، ويا للأسف أنتشر هذا حتى في المجتمعات الإسلامية التي ينهاها دينها عن الكذب بأي شكل كان أو أي لون كان 0
    أنواع الكذب :
    1ـ الكذب الخيالي أو الإيهامي : وهو نوع من أنواع اللعب والتسلية بالنسبة بالنسبة للطفل ، ويكثر في المرحلة بين الرابعة والخامسة من العمر ، ويرجع سببه إلى سعة خيال الطفل 0
    2ـ الكذب الإلتباسي : ويرجع سببه إلى أن الطفل لا يستطيع التمييز بين ما يراه حقيقة واقعية وما يدركه هو في مخيلته ، وكثيرا ما يسمع الطفل قصة خرافية ، ولكنه سرعان ما يتحدث عنها وكأنها حدثت في الواقع 0 وهذان النوعان من الكذب يسميان بالكذب البريء ، وهما يزولان تلقائيا عندما يكبر الطفل ويصل إلى مستوى يمكنه التمييز بين الحقيقة والخيال 0 وعلى الأهل ألا يقفا موقفا سلبيا إزائهما ، ولكن يوحها الطفل إلى ما هو مناسب 0
    3ـ الكذب الدفاعي : وهو من أكثر أنواع الكذب شيوعا بين الأطفال ، إذ يلجأ إليه الطفل خوفا من العقوبة التي سوف تقع عليه ، أو يلجأ إليه للتخلص من موقف محرج 0
    4ـ الكذب الانتقامي : ويلجأ إليه الطفل والمراهق أيضا ليتهم غيره باتهامات كاذبة يترتب عليها عقاب الغير 0 وهذا يحدث بسبب الغيرة من طفل آخر ، أو بسبب كرهه للغير 0
    5ـ الكذب الإدعائي : ويلجأ إليه الطفل بدافع إقصاء الشعور بالنقص وإبعاده عنه ، أو من أجل المفاخرة والزهو كذبا 0 وهذا النوع إما يكون بالقول ، كالذي يدعي أنه ينتمي إلى شخصية مرموقة بالمجتمع ، أو يكون بالفعل ، كمن يدعي المرض وينام في الفراش وهو ليس مريضا0
    6ـ الكذب المزمن واللاشعوري : والبعض يسميه ( كذب العقدة النفسية ) ، ويرجع سببه إلى دوافع كريهة للنفس وللآخرين ، وتم كبتها في اللاشعور ، كالطفل أو المراهق الذي يكذب على مدرسية دون سبب ظاهر 0 فقد يكون ذلك أصلا بسبب عقدة الكراهية ( اللاشعورية ) للسلطة الوالدية ، مما جعله يعمم هذه الكراهية للأب ، إلى كل السلطة المدرسية ، وذلك كله في مستوى لا شعوري 0
    7ـ الكذب بالعدوى والتقليد : ويقوم به الطفل تقليدا للمحيطين به الذين يتخذون من الكذب أسلوبا لهم في حياتهم 0
    علاج الكذب :
    1ـ التذكير الدائم بقيمنا وديننا الإسلامي وما العقاب الذي ينتظر الكاذب 0
    2ـ اذا كان خصب الخيال ! شاركيه في خيالاته ودعيه يتحدث عن خيالاته أو أن يكتبها 0
    3ـ الابتعاد عن الضرب لأنه يزيد من المشكلة.
    4ـ كونوا قدوته ولا تكذبوا أمامه ..فكثيراً ما نكذب دون أن نعلم .. مثلاً :إذا رن جرس الهاتف وكان هناك شخص يريد التكلم معك تقولين لولدك قل له إنني لست هنا .. ففي هذه اللحظة تعلم أن الكذب شيء جائز 0
    5ـ عززيه وكافئيه عندما ينطق بالصدق 0
    6ـ إذا حصل موقف وكذّب فيه أحد عليك ، فعليك أن ترفضي هذه الكذبة.
    وفي الختام عليك أخي وأختي أن تعلمي أن الكذب عند الأطفال دون 4 سنوات هو عبارة عن خيال ولا خوف منه .. أما بعد سن الرابعة فعليك أن تتكلمي عن الصق من خلال القصص والقيم والدين 0

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    مشاركة: الأطفال أصحاب المشاكل ( حلقات )

    الحلقة الثانية
    قضم الأظافر ، ومص الأصابع ، وأحلام اليقظة 0

    قضم الأظافر :
    يعتبر قضم الأظافر من أساليب النشاط الشاذ الذي لا يؤدي إلى نتيجة إيجابية ، فهو سلوك إنسحابي يتميز بالشدة والقوة ، بحيث يبعد صاحبه عن الواقع ، ويساعده في السرحان وأحلام اليقظة ، وعدم القدرة على التركيز ، وقد يؤدي إلى آثار ومضاعفات جسمية تؤثر على الصحة العامة ، ويندر حدوثه قبل سن الثالثة ، ويكثر بين الثامنة والعاشرة من العمر 0 بعض الدراسات تقول أن 24% من الذكور والإناث في عمر 12ــ 14 سنة يقضمون أظافرهم في فترات الاختبارات 0 وتعتبر هذه المشكلة دليل على وجود القلق ، والشدائد النفسية Stresses ، وخاصة حين يواجه الطفل صعوبات تتحدى قدراته 0


    • أسباب مشكلة قضم الأظافر :

    هناك أسباب لظهور هذه المشكلة ومنها :

    1ـ أنه سلوك تعويضي نفسي بديل عن قسوة الآباء إزاء عبث الأطفال بأعضائهم التناسلية في المرحلة بين 3ـ6 سنوات ، وكبت هذا العبث كما يقول علماء التحليل النفسي يؤدي إلى قضم الأظافر 0

    2ـ عبارة عن عدوانية مرتدة إلى الذات لعدم قدرة الطفل الاعتداء على الآخرين 0

    3ـ حيلة دفاعية لخفض القلق الناتج عن الصراع النفسي المتعلق بعقدة أوديب وعقدة إلكترا بين الثالثة والسادسة من العمر 0

    4ـ بسبب القلق من قرب الاختبارات 0

    5ـ طاقة زائدة غير مستغلة لدى الطفل ، ينفس عنها الطفل بالانشغال بأي نشاط ليطرد الملل والسأم 0



    • علاج مشكلة قضم الأظافر :

    من الأساليب الجيدة لمواجهة هذه المشكلة ما يلي :

    1ـ تدريب الطفل على زيادة الوعي Awarness Training ، ويتم ذلك بأن يقوم الطفل كل صباح ومساء ولمدة خمس دقائق ويجلس أمام المرآة ويقوم ببطء بتمثيل حركات قضم أظافره كما لو كان يقضمها فعلا وعند قيامه بتمثيل الدور يقول بأعلى صوته ( لن أقضم أظافري بعد اليوم ) 0

    2ـ تعليم الطفل طريقة الاسترخاء Relaxtion والابتعاد عن العقاب والتوبيخ ، والحرمان 0

    3ـ مساعدة الطفل في توكيد ذاته Self – assertiveness ، والتعبير عن نفسه وانفعاله بأسلوب تكيفي 0



    .


    • مص الإبهام :

    تظهر هذه العادة في السنتين الأوليين من العمر ، إلا أنها تتضاءل تدريجيا 0 ونجد أن حوالي 40% ممن هم في عمر سنة واحدة ، وحوالي 20% ممن هم في عمر خمس سنوات ، وحوالي 5% ممن هم في عمر 10 سنوات ، يمصون أصابعهم بشكل نشط في الولايات المتحدة الأمريكية 0

    ونجد أن الطفل عندما يدس إبهامه في فمه ، وتنغلق عليه الشفتان ويتلو ذلك مص الشفتين والوجنتين واللسان ، ويكون ظفر الإبهام عادة إلى أسفل ، وفي أثناء ذلك غالبا ما يحك الطفل بيده الأخرى جزءً من جسمه ، مثل أذنيه أو شعره 0

    إن الخطورة تكمن في استمرارها مع التقدم في السن ، وضررها يكمن في آثارها التي تظهر ، مثل :
    تشوه الأسنان ، وصعوبة المضغ ، والتنفس ، وتشوه الوجه ، وضغط في أعلى سقف الحلق ، فتندفع الأسنان العلوية للخارج ، والسفلية للداخل ، مما يجعل سقف الحلق ضعيفا جدا، وهذا يؤدي لما يسمى تشوه الإطباق Malocclusion ، والأسنان الناتئة Buek Teeth وتكون آثار مص الإبهام ضئيلة إذا توقف المص قبل ظهور الأسنان الدائمة 0



    وعندما تزول هذه العادة في سن الخامسة وقبل ظهور الأسنان الدائمة ، فإن تشوه الإطباق ينصلح لوحده ، أما إذا استمرت العادة بعد سقوط الأسنان اللبنية ، زاد خطر تشوه الإطباق الدائم ، وذلك لأن المص يشوه عظام فك الطفل الطرية ، ويعمل عمل العتلة في إحداث عدم توازن دائم في عضلات الفك 0 إن الطفل في الغالب يمص إصبعه حين يخلد إلى النوم ، حيث تعتبر عاملا مساعدا في الإغراق في النوم 0

    • الأسباب التي تجعل عادة مص الإصبع عادة سلوكية وبحاجة لعلاج :

    1ـ عدم تحقيق رغبات وحاجات الطفل 0
    2ـ عدم رغبته في النوم 0
    3ـ بدء ظهور الأسنان 0
    4ـ تعرض الطفل للجوع والتعب والخجل والقلق 0



    • صفات الطفل الذي يمص إصبعه :

    1ـ العزلة والخجل 0
    2ـ قلة الجرأة الاجتماعية أثناء حديثه عن حقوقه وحاجاته 0
    3ـ عدم الصراحة وشدة الميل للتكلم 0
    4ـ ضعف روح المخاطرة 0



    • علاج مشكلة مص الإصبع :

    1ـ التجاهل من قبل المحيطين بالطفل 0
    2ـ استخدام أسلوب التوجيه والإرشاد 0
    3ـ استخدام مبدأ الثواب والعقاب 0
    4ـ التدريب على الوعي 0



    أحلام اليقظة Day Dreaming :

    أحلام اليقظة مثل دوحة خضراء أستظل تحتها الفرد بضعا من الوقت ريثما انخفضت درجة الحرارة ثم نهض وسار في سبيله ودربه ، وهي مجموعة من التمنيات والأفكار الجميلة السعيدة ، وهي كثيرة وشائعة عند الأطفال ، وحتى عند المراهقين والشباب 0

    لكن هذه الأحلام كمشكلة نفسية تعني : انغماس الفرد في الأحلام في وقت غير مناسب ، مع عدم مقدرته على التركيز والإنجاز 0

    والمؤشر الأساسي لاعتبار أحلام اليقظة مشكلة عند الفرد ، وعند الطفل إذا تكررت بشكل مستمر ، وأعاقته عن آداء عمله وتفاعله الاجتماعي ، ولا ينتبه لآداء واجباته ولا يكملها ، ولا يختلط بالآخرين 0 وزيادة الفترة التي يقضيها الطفل في هذه الأحلام يعد مؤشرا على تفاقم المشكلة 0


    العوامل المسببة لأحلام اليقظة :

    هناك عدد كبير من العوامل التي تسبب هذه المشكلة النفسية عند الأطفال ومنها ما يلي :

    1ـ عندما يفشل الطفل في إشباع حاجاته ، ويخفق في تحقيق رغباته الواقعية ، وهنا يلجأ إلى أحلام اليقظة والخيال لإشباعها وهميا 0 فأحلام اليقظة مهربا ممتعا 0
    والأماني يتم تحقيقها بالخيال ، والخيال يعطي شعورا بالرضا ، وأكثر سهولة من حل المشكلات الاجتماعية والدراسية 0


    2ـ في بعض الحالات تعتبر أحلام اليقظة بمثابة ( عادة Habit ) قد تشكلت عند الأطفال من خلال الإشراط والتعزيز ، وأصبحت سلوكا مألوفا 0 وبعض الأطفال يظهر هذا السرحان أثناء تفاعلهم مع الآخرين ، وبعضهم يحلم ويسرح عندما لا يجدون ما يشغلهم أو يفعلونه 0


    3ـ قد تكون أحلام اليقظة عبارة عن ( تعويض ) لإعاقة حقيقية ، سواء جسمية أو عقلية 0 فمثلا الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم يبدون طبيعيين ، مع أنهم يعانون إعاقة حقيقية في عدم قدرتهم على التكيف مع محيطهم التعليمي ، ويؤدي ذلك إلى أحلام اليقظة كوسيلة هروب 0

    وقد تكون أحلام اليقظة بسبب عدم قدرتهم على التفكير المجرد ، أو بسبب الاحباط لعدم قدرتهم على القراءة للتعبير عن أنفسهم شفهيا أو كتابيا 0


    4ـ قد تكون أحلام اليقظة ناتجة أو بسبب الخجل الذي يعاني منه الطفل 0 فالطفل الذي لا يجد حماية من الأم ودعم يشعر بالخجل في المواقف الاجتماعية ، وهنا يمدهم الخيال بمتعة خيالية كبيرة من الأحاسيس السالبة 0 وتلاحظهم وهم يقضون أوقاتا في الأحلام الممتعة ، والابتسامة قد ارتسمت على وجوههم 0



    علاج مشكلة أحلام اليقظة :

    هناك بعض الأساليب الإرشادية والعلاجية التي تساعد الطفل على التخلص من مشكلة أحلام اليقظة ومنها ما يلي :

    1ـ تنمية الإحساس بالكفاءة ، والتأكيد على الشعور بالرضا في الحياة اليومية 0

    2ـ تعزيز عمله الإنتاجي والمثمر 0

    3ـ شغل أوقات الفراغ عند الطفل ، وذلك بإشراكه في الأنشطة المفضلة لديه ، وتنمية هواياته0

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    مشاركة: الأطفال أصحاب المشاكل ( حلقات )

    الحلقة الثالثة :
    اليوم ستكون الحلقة عن مشكلات التغذية 00 وعن اضطرابات النوم
    أولا ـ اضطرابات التغذية ومشكلاتها Eeating Disorders :

    تعتبر التغذية عملية حيوية ، وهامة للطفل ، وهي التي تشغله في الأشهر الأولى من حياته ، ويرجع أثرها إلى تكرارها عدة مرات في اليوم ، وارتباطها في ذهن الطفل بالأم 0 وهناك الكثير من مشكلات السلوك الناتجة عن مناسبات تناول الطعام 0 فهناك الأثر الناتج عن إجابة الطفل إلى كل ما يطلبه من طعام وبأسرع طريقة ممكنة ، وإجابته إلى بعض ما يطلب وبشيء من عدم الهلع في الإجابة 0 ويترتب على مثل هذه المواقف ومنذ اللحظة الأولى أساليب للسلوك يوجهنا بها الطفل 0

    ومن هذه الأساليب :

    العنف ، والإلحاح ، والتحايل ، والخضوع أو التسليم 0

    • مشكلات التغذية :

    1ـ فقدان الشهية :
    وهي عدم الرغبة في تناول الطعام ، أو البطء الشديد في تناوله ، أو التأفف منه 0 وقد يكون فقدان الشهية دائما أو مؤقتا 0 ويرجع فقدان الشهية المؤقت إلى عوامل طارئة مثل :

    تغير حرارة الجسم ، أو بسبب الاضطرابات المعوية والهضمية ، أو بسبب بعض الحالات النفسية ، كالغضب أو الحزن 0 أما فقدان الشهية الدائم والعام فيكون لجميع المأكولات وفي جميع الأوقات ، أو قد يكون خاصا لبعض المأكولات المعينة 0


    وتلعب نوعية التغذية دورا هاما في هذه المشكلة ، حيث نلاحظ أن كثيرا من الأطفال لا يجوعون في الموعد المحدد بسبب كثرة أكلهم للمواد الدسمة التي يحتاج هضمها لوقت طويل ، أو بسبب تناول الأطفال للحلوى أو الأطعمة السكرية ، أو بسبب عدم انتظام المواعيد ، أو نقص الفيتامينات 0 كما أن نوعية العمل وفترات الراحة تلعب دورها 0

    فطلاب المدارس يأكلون في الإجازات الصيفية أكثر مما يأكلون أثناء الدوام المدرسي وفي فصل الشتاء ، مع أن حاجتهم للغذاء في فصل الشتاء أكثر من فصل الصيف 0

    كما أن لقلة النوم والانهاك العصبي وسوء التهوية وقلة الرياضة دور في قلة تناول الأطفال للطعام 0 كما أن سوء معاملة الطفل لها دور هام ، كما أن عدم تناول بعض الأمهات للطعام لأي سبب كان كتخفيف الوزن ، ويخطيء بعض الآباء عندما يجبرون الطفل أو يغرونه بتناول الطعام 0

    2ـ البطء في تناول الطعام :
    بعض الأطفال يتناولون الطعام ببطء شديد ، وذلك لعدة أسباب ومنها : أن بعض الأطفال يرى أن تناول الطعام نوع من اللعب فيصرف ما يشاء من الوقت أثناء تناوله ، وبعضهم بسبب صعوبة المضغ وينشأ بسبب خلل أو ألم في الأسنان أو الفكين ، أو بسبب التعب والانهاك 0

    وقد يكون السبب بسبب أحلام اليقظة وانشغال الذهن ، وقد تكون الأسباب عدم الرغبة في تناول أنواع معينة من الطعام ، وقد يكون بسبب ملاحظة الكبار له أثناء الأكل ، وقد يكون السبب هو تعبير عن معاكسته لأمه وإغاظتها 0
    3ـ الشراهة :
    وهي عبارة عن تناول الطفل لكميات كبيرة من الطعام أكثر مما يحتاجه ، أو أكثر مما يحتمل ، أو ابتلاعه دون مضغ 0 وهذا بسبب التربية الخاطئة والتعود على آداب الطعام ، أو بسبب التدليل للطفل من قبل والديه 0 أو يكون بسبب عدم الاستقرار ، أو بسبب شهية شاذة Pice تتعلق بأمراض الجهاز الهضمي والغددي 0

    وبعض علماء النفس يرون أن الأسباب تتعلق بالعوامل الانفعالية في اضطراب الشراهة عند الأطفال ، وخاصة التدليل الزائد ، أو الحرمان ، والنزعات العدوانية ، أو الغضب الكتوم ، وفقدان الشعور بالأمن ، والملل 0


    4ـ القيء أو الشعور بالغثيان :
    وقد يكون هذا متكرر الحدوث أو بشكل عرضي ، كالقيء المرتبط بمناسبة معينة 0 كما أنه لا بد من التأكد من العوامل العضوية ، وفي حالة نفيها ، فنركز على الحالة النفسية للطفل 0 ويحدث القيء بأسباب عدة ومنها : إرغام الطفل على تناول أطعمة لا يحبها فيكون القيء بمثابة سلوك يعبر عن شعور مكبوت 0

    كما أن الإيحاء قد يؤثر على الطفل فبعض الأطعمة توحي للطفل بمواد معينة تشمئز منها نفسه 0 وقد يتقيأ الطفل لأنه يرى أو يسمع غيره قد تقيأ 0
    • علاج مشكلات التغذية عند الأطفال :ويكون العلاج لهذه المشكلة بعدة طرق وهي :


    1ـ التخلص من قلق الكبار على الأطفال 0

    2ـ التقليل من مراقبة الطفل أثناء تغذيته 0

    3ـ أن يكون الطفل أثناء تناول غذائه منشرحا هادئا ، غير متهيج أو مشغول الذهن 0

    4ـ عدم إرغام الطفل على تناول طعام معين ، وعدم إرغامه على الطعام بصفة عامة 0

    5ـ إذا امتنع الطفل عن الطعام ، فليقابل ذلك بالهدوء والسكينة 0

    6ـ أن يقدم الطعام للطفل بطريقة جذابة ، وفيها تنويع 0

    7ـ تشجيع الطفل على يتناول طعامه بمفرده ودون مساعدة في أول مناسبة ممكنة ، حتى يكسب الطفل ثقة بنفسه 0

    8ـ أن يتناول الطفل طعامه مع آخرين ، حتى يثير ذلك شهيته 0








    ثانيا ـ اضطرابات النوم :

    حقائق النوم :

    إن للنوم قيمة هامة بالنسبة للطفل ، ليس فقط من أجل قيام أجهزة الجسم المختلفة بعملها بشكل صحيح ، ولكن من أجل صحته النفسية 0 والنوم بالتعريف هو : وظيفة حيوية يقوم بها الكائن الحي ليقي نفسه من حلول التعب ، فالنوم هو صمام الأمان 0 إن اضطرابات النوم البسيطة تعتبر شائعة جدا في الأعمار من 2حتى 5 سنوات 0 وهي ردود فعل طبيعية ، وتعبير عن عدم الشعور بالأمن خلال عملية النوم ، وأكثرها شيوعا الأحلام المزعجة والنوم القلق 0

    وتظهر الأحلام المزعجة عند ثلث الأطفال ما بين 3ـــ10 سنوات ، وتبلغ ذروتها في سن عشر سنوات 0


    وتتظاهر اضطرابات النوم من الناحية السريرية في الأعراض التالية :ـ

    1ـ الإنقباض ونوبات الغضب والكسل 0
    2ـ ضعف القدرة على التركيز 0
    3ـ عدم الإستقرار وكثرة الوقوع بالخطأ 0
    4ـ فقدان الإتزان الحركي 0


    5ـ إزدياد الاضطرابات السلوكية مثل :
    مص الأصابع وقضم الأظافر 0 وقبل أن أبدأ في بحث أشكال اضطرابات النوم عند الأطفال ، يجب أن أذكر مدى حاجة الطفل للنوم 0 ففي الأسابيع والأشهر الأولى من عمر الطفل يتطلب نموه السريع حاجة متزايدة للنوم ، تقل تدريجيا مع تقدمه بالسن ، ففي الشهر الأول ينام الطفل عشرين ساعة تقريبا ، ثم ينخفض حتى يصل إلى 12 ساعة في سن الرابعة ، وإلى 9 ساعات في المراهقة ، و8 ساعات عند اكتمال النمو في سن الرشد 0

    ويتوقف عدد ساعات النوم عند الفرد على عوامل عدة منها :ـ

    حالة الفرد الجسمية ، وصحته العامة ، والتغذية ، وحالته النفسية من هدوء أو اضطراب ، والظروف التي ينام فيها من تهوية ورطوبة وحرارة 0
    أشكال اضطرابات النوم : تأخذ اضطرابات النوم أشكالا عديدة تتعلق بمواعيده وأمكنته وحالة الشخص الجسمية والنفسية 0 ومن أهم هذه الأشكال ما يلي :ـ

    1ـ مقاومة الذهاب إلى النوم : Resistance to going to Sleep يمر جميع الأطفال تقريبا بفترة يقاومون فيها الذهاب إلى النوم 0 فإذا أظهر الوالدون اهتماما متزايدا وقلقا أو عدم قدرة على مواصلة السيطرة على المواقف ، فإن مقاومة الطفل تزداد سوءا 0 وقد يقاوم بعض الأطفال الذهاب للنوم بسبب القلق والإثارة 0 ويظهر هذا السلوك بشكل خاص عند الأطفال دون سن الثالثة 0 وتبلغ ذروة حدوث مقاومة الطفل للنوم بين العمرين من 4 ــ 6 سنوات ، حيث يرفض الطفل فيها الابتعاد عن والديه والبقاء لوحده ، أو قد يكون بسبب الشعور بالتعب والأصوات والقلق والألآم 0

    2ـ النوم القلق Restlessness : وهو عدم الارتياح الجسدي والعقلي أثناء النوم ، ويكثر حدوثه عند الأطفال ، ويأخذ مظاهر مثل الحركة والتقلب وقذف الأرجل وركل الغطاء ، وصرير الأسنان ، وضرب الرأس ، والاستيقاظ نتيجة سماع الأصوات 0

    إن النوم القلق لفترة قصيرة يظهر بين الحين والآخر عند جميع الأطفال ، ولكنه قد يكون مستمرا ومتكررا بحيث يصبح مشكلة 0 وقد تبين لبعض العلماء أن النوم القلق أثناء الليل في عمر 21 شهرا يعتبر مشكلة لحوالي 38% من الذكور ولـ 27% من الإناث ، كما أن التكرارات المناظرة لها عمر 11سنة تتناقض إلى 32 % و16% ، وفي عمر 14 سنة فإن 11% من الذكور يظهرون نوما قلقا أثناء الليل في حين يختفي بشكل فعلي لدى الإناث 0 ومعظم الأطفال يظهرون النوم القلق في الليل ، متميزون بعدم الارتياح أثناء النهار ، والنشاط الزائد ، وبالاستثارة المفرطة ، فهو امتداد للميول النهارية 0 كما أن صرير الأسنان يحدث عند 14% من الأطفال العاديين ، وهو قد يحدث بشكل مفرط وقوي يسمعونه من في الغرف الأخرى ويؤدي إلى تأكل الأسنان ويشعر الطفل في فكيه عند إستيقاظه صباحا 0


    ويجب تعليم الطفل الإسترخاء والراحة ليتخلص من توتر النهار قبل موعد النوم مباشرة 0

    3ـ الكوابيس Nightmares :
    والكابوس استجابة خوف أو رعب ليلي تحدث أثناء النوم وهي نتيجة حلم مخيف 0 إن الأحلام المزعجة بدرجة بسيطة يبدأ الأطفال بتذكرها عادة في سن الثالثة ، ولكنها لا تكون مزعجة لهم حيث يصرخ الطفل ثم يهدأ بسهولة 0 وفي عمر أربع سنوات وحتى الخمس تزداد الأحلام المزعجة في تكرارها وغالبا ما تصحبها أعراض قلق حاد ( تعرق ، إتساع البؤبؤ ، صعوبة التنفس ) ويشعر وكأنه يختنق أو وزنا ثقيلا فوق صدره 0


    ويمكن للطفل في هذه السن وصف محتوى الحلم المخيف بتفصيل ، وقد يخاف من التحدث عنها بسبب خشيته من أن تصبح واقعية 0 وتتنوع أسباب الكوابيس متضمنة القلق العابر أو الطويل الأمد أو الخوف من العقاب العائد إلى مشاعر الغضب الموجه نحو الأبوين ، والصراعات 0

    وهذه المشاعر قد يتم كبتها خلال النهار ، إلا أنها تظهر عندما تقل مقاومة الطفل أثناء النوم 0 ويزداد قلق الطفل سوءا إذا لم يتوفر له الحب والأمان ، أو إذا كان يعاني من أمراض هضمية 0 إن قمة حدوث الكوابيس بين 4ــ 6 سنوات وتستمر لدى حوالي 28% من الأطفال بين السادسة والثانية عشرة 0

    وتحدث الكوابيس في هذه الأعمار حيث تحدث أحلام مزعجة مرتبطة بصعوبات شخصية أو التهديد من قبل الآخرين الذي يتعرض له الطفل 0
    4ـ اضطرابات الإستيقاظ Arousal Disorders : وتظهر في أوقات مختلفة وغالبا ما يكون لها تاريخ عائلي وتكون مرتبطة بالأحلام المزعجة وعدم الراحة 0 ويحدث بشكل مفاجيء ويكون غير مستجيب للمحيط ولا يتذكر الطفل أي شيء من هذه الاضطرابات في صباح اليوم التالي 0


    ولاضطرابات الإستيقاظ علاقة بميل الطفل للتخيل ، فقد وجد أن الذين يمشون أثناء النوم ميالون للنشاطات الحركية والألعاب الرياضية في حين الذين لديهم حالات رعب ليلي ميالون للتخيلات البصرية 0


    5ـ المشي أثناء النوم Sleep Walking :
    ويحدث عادة بعد ساعتين أو ثلاث من استغراق الطفل بالنوم 0 ويكون فيه ضعف وانخفاض في مستوى الوعي والاستجابة للمحيط ، وتكون مشية الطفل غير ثابتة ومتعثرة ، ولكنه قادر على تجنب الأشياء بحيث لا يؤذي نفسه 0 وتكون عيونه جامدة كالزجاج إلا أنها مفتوحة وقد يتجول الطفل في غرفة أو خارج المنزل 0

    وفي الصباح التالي لا يتذكر إلا القليل أو لا يتذكر إطلاقا مما فعله 0 ويستمر المشي أثناء النوم بين بضع دقائق ونصف ساعة 0 وهناك أدلة متزايدة على أن المشي أثناء النوم يرافقه تأخر في نضج الجهاز العصبي المركزي 0 ويمكن للمرء أن يحدث المشي أثناء النوم عند طفل بإيقافه على قدميه وهو في مرحلة النوم العميق ( بعد ساعتين تقريبا من الاستغراق في النوم ) إن حوالي 15% من الناس يظهرون هذه المشكلة النفسية وخاصة في
    مستهل المراهقة 0


    6ـ الحديث أثناء النوم Sleep Talking : يعيش معظم الأطفال خبرة التكلم أثناء النوم من وقت لآخر ، وقد يقتصر ذلك على التمتمة ببضع كلمات أو يتضمن مقاطع واضحة يمكن تمييزها ، تعكس أفكار ونشاطات اليوم السابق 0 وقد تدل على الانشغال التام بموقف يثير القلق مثل الرسوب بالامتحان ولتجاوز هذه الحالة يجب جعل الفترة السابقة للنوم مباشرة هادئة للتقليل من آثار الصراخ والتكلم في الليل 0


    7ـ وهناك اضطرابات أخرى في النوم : وهو النوم الزائد : Increased Sleep الناتج عن أسباب نفسية كالهروب من توتراتوضغوط يومية أو مشكلات كامنة ، أو عن أسباب عضوية كالإرهاق الجسدي أو قلة الفيتامينات أو المنبهات التي قد تناولها الفرد لفترة طويلة وخاصة أثناء الاختبار والدراسة ) 0

    الأرق Insomnia وهو عدم الحصول على القسط الكافي من النوم ، وقد يكون صعوبة البدء في النوم ، أو صعوبة الاستمرارية أو الإستيقاظ المبكر جدا 0
    الإرشادات العلاجية الضرورية لحالات إضطرابات النوم :

    1ـ لا تدع الطفل يطور عادة القدوم إلى سرير الأبوين ليلا ، ويجب تعليمه الإستقلالية 0 والبدء بصرامة في هذا الأمر منذ البداية 0 ورافق الطفل إلى غرفته واعمل على راحته 0

    2ـ كافيء تناقص مقاومة الذهاب للنوم : يمكننا وضع نجوم ومكافأة للطفل عند كل ليلة يذهب فيها للنوم بسهولة 0

    3ـ يجب أن تكون الفترة السابقة لدخول الطفل إلى السرير هادئة وخالية من الإثارة والنشاط الجسدي 0

    4ـ يجب أن يترك ضوءا خفيفا في الغرفة أو الردهة ، وأن يترك باب غرفة الطفل مفتوحا 0 وطمئن الطفل بأنك قريب منه 0

    5ـ لا تتحدث للطفل بقصص وأحاديث مخيفة ومزعجة خلال اليوم وقبل نومه ( وإذا استيقظ الطفل في الليل بسبب حلم مزعج وكوابيس قل له :

    لا بأس يا حبيبي ، ماما هنا ، لقد خفت أثناء نومك ، ولكنك آمن في سريرك ، وكل شيء على ما يرام ، ولن نسمح بأي مكروه يمسك ) 0

    6ـ التنفيس عن مكبوتات الطفل من خلال اللعب والرياضة والهوايات ، وأن يكون أكله باعتدال ، وليس فيه وجبات ثقيلة ، وأن تكون بيئة النوم جيدة ومريحة 0

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    مشاركة: الأطفال أصحاب المشاكل ( حلقات )

    الحلقة الرابعة :
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 00

    الحلقة اليوم عن التبول اللاإرادي عند الأطفال ، آمل من الأخوة القراءة جيدا 00 وأهلا وسهلا بأسئلتكم


    • التبول اللاإرادي أو السلس الليلي Enuresis Bedwetting :
    يشكو كثير من الآباء والأمهات من مشكلة التبول اللاإرادي عند أبنائهم , ويمثل ذلك مشكلة منزلية تلقي بظلالها السلبية على الأبناء وتكيّفهم النفسي والعصبي والوجداني ، وكثير من الآباء والأمهات يسيئون التصرف حيال تلك المشكلة ويضعون أبناءهم موضع التأنيب المستمر أو الضغط الشديد مما يفاقم من الأزمة ويخرجها عن نطاقها إلى نطاق أشد سوءاً وأكثر ضرراً0و نلاحظ في بعض الحالات أن الطفل لا يستطيع أن يتحكم في التبول حتى يصل أحيانا إلى سن التاسعة ، وأحيانا حتى سن المراهقة ، وهذه تعتبر مشكلة وأيضا سلوكية ، وهي بحاجة إلى علاج نفسي 0

    أما بالنسبة للطفل دون سن الرابعة فلا يعتبر التبول اللاإرادي لديه مشكلة 0 علما أن الطفل العادي تكتمل قدرته على التحكم في عملية التبول في النهار وهو في سن عام ونصف تقريبا ، أما التحكم في التبول خلال الليل فيكون في الفترة بين العامين والنصف حتى سن ثلاثة أعوام 0 كما أن سن ضبط الجهاز البولي يختلف من طفل إلى آخر ، وذلك حسب اختلاف حساسية الجهاز البولي وحجم المثانة وسعتها 0


    • معلومات لابد منها:

    1ـ التبول اللاإرادي من أكثر المشكلات شيوعاً في مرحلة الطفولة , وهو يظهر بعدم قدرة الطفل على السيطرة أو التحكم في مثانته , وأسبابه قد تكون وراثية, أو بسبب أمراض في الجهاز البولي أو اضطرابات في النوم, أو اضطرابات في الجهاز العصبي, أو لعوامل نفسية أخرى كثيرة.

    2ـ تعد مشكلة التبول اللاإرادي مشكلة أسرية في المقام الأول ، لأنها حالة تؤثر سلباً على الطفل وعلى والديه ، بل قد تصيب الوالدين بنوع من الشعور بالإحباط ، كما تصيب الطفل بنوع من الخجل أمام الآخرين 0 كما تسبب له شعوراً بالنقص والميل إلى الانزواء وغير ذلك، وتؤدي هذه المشكلة بالطفل إلى العناد والتخريب والميل إلى الانتقام في محاولة للثأر من نفسه وسرعة الغضب 0

    3ـ التبول اللاإرادي أنواع ، هناك التبول اللاإرادي الليلي ، وهناك التبول اللاإرادي في الليل والنهار ، كما أن التبول اللاإرادي الليلي ينقسم إلى قسمين :

    تبول ليلي ابتدائي ، أي أن الطفل لم يتمكن من التحكم في البول في الليل منذ ولد وإلى الآن، وهي الحالة الأكثر شيوعاً وانتشاراً، وتمثل نسبة تزيد عن ثلاثة أرباع الشكاوى في موضوع التبول اللاإرادي ،

    أما القسم الثاني فهو التبول الليلي اللاإردي الثانوي ، وهو عدم التحكم في التبول فجأة بعد أن كان الطفل قادراً على التحكم في البول لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر , ويمثل ذلك نسبة قد تقترب من خمُس الحالات أو أقل..


    4ـ التبول اللاإرادي في الليل فقط غالبه حميد وهو عبارة عن تأخر نضوج ، وهذا في غالبه عائلي ، وغالباً ما يكون أحد الأبوين قد عانى من هذه المشكلة 0

    5ـ يجب أن يكون الطفل قادراً على التحكم في التبول نهاراً في سن الرابعة من عمره على أكثر تقدير , ومعظم الأطفال يستطيعون التحكم في ذلك ابتداء من سن الثالثة ، أما ليلاً فمعظم الأطفال يستطيعون التحكم في التبول في سن السادسة، وعادة لا يوصى بالعلاج إلا بعد هذه السن 0 وهذه الحالة تتحسن تلقائياً مع اكتمال النضوج ، إلا أن هناك ظروفاً يُفضل معها العلاج المبكر 0
    يُذكر أن بحثاً نُشر في الدورية العلمية التابعة للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ، قد وجد أن أغلب الأطفال لا يتقنون السيطرة على عمليتي التبرز والتبول إلا بعد تجاوزهم السنة الثانية من عمرهم ، كما أثبت ما تعرفه الكثير من الأمهات من تمكن البنات من إتقان جميع المهارات الخاصة بذلك قبل الأولاد 0 وقد حدد البحث متوسط عمر الأطفال الذي يتم فيه عملية التحكم بين سن 24 إلى 30 شهرا 0

    وحسب الإحصائيات المرصودة فإن التبول اللاإرادي يختفي في الأطفال بعد سن الخامسة بمعدل 15% من الحالات كل عام 0 وذلك حيث يعاني 10% من الأطفال في سن الخامسة من التبول اللاإرادي بشكل طبيعي وفي بعض الإحصائيات تصل تلك النسبة إلى 20% ثم 5% من الأطفال في سن العاشرة و1% من الشباب في سن الثامنة عشرة. يُذكر أيضا أن التبول اللاإرادي منتشر بين الأولاد بمعدل مرتين عنه في البنات..

    6ـ التاريخ الأسري في هذه الحالات له أهمية كبرى فإننا نجد أن 30% من الآباء و20% من الأمهات قد حدث لهم تبول لاإرادي في أثناء الطفولة كما أن الأخوة الأكبر سنا لديهم بالنسبة نفسها تبول لاإرادي عند الطفولة, وأكدت الدراسات أن مرض التبول اللاإرادي له علاقة وراثية, وأنه ينتقل من الآباء لأطفالهم, وما يزيد على %70 من الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة كان آباؤهم يعانون منها في طفولتهم أيضاً 0

    7ـ تختلف حالات التبول اللاإرادي من طفل إلى آخر ولكن غالبا ما يحدث التبول يومياً في معظم الحالات وقد تسوء الحالة نتيجة عقوبة الوالدين للطفل أو إهانته، ومن الناحية الأخرى فإن تفهم الحالة ومحاولة مساعدة الطفل وتشجيعه قد تساعد في تخفيف الحالة.

    8ـ التبول اللاإرادي قد يكون مرضاً ويخفي حالة مرضية يجب اكتشافها وعلاجها مبكراً مثل التبول اللاإرادي في الليل والنهار معاً، وينشأ عن حالات مثل أمراض عدم تركيز التبول في الكلى وأمراض التشوهات الخِلْقية.
    9ـ جميع حالات التبول اللاإرادي يسهل علاجها، إلا أن هناك حالات تتطلب تدخلَ أكثر من تخصّص طبيّ واحد مثل:

    حالات التبول والتبرز اللاإرادي معاً، وهذه المشكلة تنطوي على حالة نفسية معقدة تتطلب تدخل طبيب الأمراض النفسية إلى جانب طبيب الأطفال.

    10ـ معظم أطباء الأطفال لا ينظرون الى التبول الليلي وكأنه مشكلة حتى إذا استمر ما بعد الست سنوات حيث يعتقدون أنه يصبح مشكلة فقط لأنه يسبب انزعاجاً اجتماعياً لدى الطفل وأسرته، وكل الأولاد الذين عانوا من التبول اللاإرادي شفوا من دون أي تدخل طبي.

    11ـ يتم التقييم عن طريق الفحص العام من نواح كثيرة مثل الحالة العقلية والنمو العقلي، كما يجب ملاحظة الطفل أثناء التبول لاكتشاف أية مشكلة بالمسالك البولية مثل ضعف سريان التبول واعوجاجه أو حدوث آلام أو تنقيط أثناء التبول فقد يكون هناك ضيق بعنق المثانة أو بمجرى التبول أو التهاب بولي.

    ومن أجل تحديد السن المناسبة للبداية يجب أن يكون الطفل مستعداً من الناحية الفسيولوجية والسيكولوجية لذلك. فمن الناحية الفسيولوجية، حين يبلغ الطفل الثمانية عشر شهراً من عمره بحيث يستطيع الطفل بداية التمرين على السيطرة على تلك العضلات. إذن فمحاولة تدريب الطفل على التبول والتبرز الإرادي قبل سن الثمانية عشر شهراً يكون ذا أثر ضعيف حيث إن الطفل قبل هذه السن لم يكتمل جهازه العصبي بعد.

    12ـ أهم نصيحة لأي أم هي عدم القلق من وجود هذه الحالة والتعامل مع الطفل بلطف وحب؛ لأن استعداد الأسرة لخوض هذه التجربة لا يقل أهمية عن استعداد الطفل نفسه؛ حيث لا بد أن تكون الأسرة مستعدة لتحمل عناء التنظيف وراء الطفل حين يسهو عن إبلاغهم برغبته دون إظهار علامات الضيق والعصبية. فلا بد من توفير جو مريح ومشجع للطفل في هذه المرحلة. وينصح أطباء الأطفال الأمهات أن يتراجعن عن عملية التدريب لمدة قد تتراوح بين الشهر والثلاثة أشهر إذا اتضح عدم استعداد الطفل بعد أسبوع كامل من المحاولة معه... حيث إن زيادة التوتر قد ينتج عنها زيادة تفاقم.


    • تعريف التبول اللاإرادي :

    هو عملية تكرار نزول البول اللاإرادي في الفراش من قبل طفل في عمر الرابعة أو الخامسة فما فوق 0

    • تشخيص المشكلة: يشخص اضطراب البول بالآتي :
    1ـ تكرار إفراغ البول نهاراً أو ليلاً في الفراش أو الملابس سواء كان لاإرادياً أو مقصوداً0

    2ـ أن يتكرر ذلك مرتين أسبوعيا لمدة ثلاثة اشهر على الأقل ويسبب قلقاً أو خللاً اجتماعياً أو وظيفياً 0

    3ـ أن لا يقل العمر الزمني عن خمس سنوات 0

    4ـ ألا يكون سببه تأثيرات فسيولوجية مباشرة لمادة (مدرة للبول) أو اضطراب جسماني أو غيره 0

    وهناك عوامل مؤثرة يجب مراعاتها بالنظر أثناء التشخيص مثل:

    1ـ الإهمال في تدريب الطفل على استخدام المرحاض لكي تتكون لديه عادة التحكم في البول 0

    2ـ التدريب المبكر على عملية التحكم مما يسبب قلقاً لدى الطفل 0

    • أسباب التبول اللاإرادي :

    هناك عدة نظريات لم تثبت أي منها بشكل حاسم أسباب التبول اللاإرادي ، ويمكن القول أنه هناك عدد من العوامل وهي :

    1ـ العوامل العضوية :
    فقد تكون هناك حصوة موجودة في إحدى الكليتين ، أو الحالب ، أو المثانة ، أو إلتهاب في مجرى البول ، وكذلك مرض السكر ، والديدان المعوية ، وسوء الهضم والانهاك العصبي ، ونقص الفيتامينات 0

    2ـ العوامل النفسية :
    ومنها ، الخوف الشديد ( كالخوف من الظلام ، أو من الوالدين ، وقسوتهم ، وتهديدهم للطفل ) ، الغيرة الشديدة ( كالغيرة من المولود الجديد ، وإهمال الوالدين للطفل ) 0 الغضب المكبوت تجاه الوالدين ، ويكون التبول انتقاما وتنفيسا عن الغضب ، العلاقات الأسرية المضطربة والخلافات 0

    إن أول عمل يجب إجراؤه حين فحص الحالة من أسباب التبول اللاإرادي 0 فحين تنتقي تلك تلك العوامل العضوية السابقة الذكر ، فيجب التركيز مباشرة على العوامل النفسية ، ويجب وضع خطة العلاج استنادا لهذا التشخيص 0
    3ـ العوامل الوراثية : اكتشف علماء هولنديون عام 1995 موقعاً على الكروموسوم 13 أتضح أنه مسئول جزئيا عن التبول اللاإرادي الليلي. وتوصل فريق العلماء إلى أن الطفل الذي عانى أحد أبويه من التبول اللاإرادي الليلي يكون احتمال إصابة الطفل بنفس المشكلة 44%. أما إذا عانى الأبوان معا منه فاحتمال إصابة الطفل تصل إلى 80%. 0


    وقد أكد بعض علماء النفس السيكوديناميين ، الخصائص المفسرة لهذه الاضطرابات بالنقاط التالية :

    1ـ اضطرابات التبول ، تعبير خاص عن قلق عام 0
    2ـ تعبير لكراهية لا شعورية مكبوتة تجاه أحد الوالدين أو كلاهما 0
    3ـ إزاحة الإشباع الجنسي المرتبط بتخيلات جنسية مكبوتة 0
    4ـ استمرار لأنماط سلوكية تهدف إلى جذب الانتباه ( اعتماد الطفل على أمه وحاجته للإلتجاء إليها) 0
    5ـ تدريب خاطيء وغير ملائم على العادة نفسها بالتبول ، وعدم مبالاة الوالدين 0
    6ـ أسلوب نكوصي Regression ورغبة لا شعورية في الرجوع لحالة طفولة سابقة ، وما فيها من عطف 0


    أسباب عامة:

    3ـ مشكلات التنفس: الذي قد ينتج عن تضخم اللوز أو الزائدة الأنفية وفي هذه الحالة يكون التبول اللاإرادي الليلي عرض من أعراض الحالة.

    4ـ هناك عدة عوامل نفسية قد تؤثر في الطفل ولكن يلاحط أن أكثر الأطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي لأسباب نفسية يتحسنون كلما تقدموا في السن، مع العلاج أو بدونه، وفي حالات قليلة قد تستمر الحالة لمرحلة البلوغ.
    من خلال عرض الأسباب يتبين لنا أنه يجب الأخذ بنظر الاعتبار عدم التعامل مع جميع الحالات بنفس الطريقة والأسلوب، فكل حالة تتطلب دراسة خاصة لمعرفة أسبابها ومعالجتها من خلال الأسباب. وهذه أول خطوة في العلاج، وهي معرفة السبب

    • أنواع التبول اللاإرادي :
    1ـ التبول اللاإرادي المتصل : وهو التبول الذي ما يزال لا إراديا منذ الولادة 0
    2ـ التبول اللاإرادي المتقطع : وهو التبول الذي انقطع فترة معقولة ليلا ( على الأقل ثلاثة شهور ) ثم عاد مرة ثانية 0

    • علاج التبول اللاإرادي :
    يبدأ العلاج بعد التأكد أن لا أسباب عضوية موجودة ، والعلاج يتضمن شرحاً للطفل وللوالدين بأن هذه حالة ليست مرضية ، وأن هناك عدداً من الأطفال الطبيعيين لديهم أيضاً هذه الحالة، ثم بعد ذلك يمكن إعطاء خيارات العلاج حسب الظروف 0

    1ـ الأجهزة : هناك أجهزة توقظ الطفل أثناء النوم ، ويعتمد على مبدأ اقتران إمتلاء المثانة وتوترها مع جرس أو منبه ، مما يوقظ الشخص ويدفعه للذهاب إلى الحمام ، وهي من التقنيات الفعالة لعلاج السلس الليلي 0 كما توجد أجهزة أخرى أول ما تبتل بالبول تصدر أصواتا فيستيقظ الطفل ويذهب إلى دورة المياه 0

    2ـ العلاج السلوكي : ويتضمن عددا من الاجراءات الإرشادية وهي :

    أ ـ أن يقدم العشاء والماء والمشروبات ، كالعصائر للطفل قبل النوم بوقت طويل ، وأن يمنع من تناول السوائل بعد ذلك ، قبل دخوله للنوم 0

    ب ـ أن يوقظ الطفل في منتصف الليل للذهاب إلى دورة المياه ، ويجب أن يتبول قبل النوم مباشرة 0

    ج ـ ألا توضع له التوابل والمواد الحارة في الطعام ، لأن ذلك يجعله يشرب كثيرا من السوائل 0

    د ـ تحسين البيئة التي يعيش فيها الطفل من خلال إشباع حاجاته ، وتوفير الأمن والحب له وحل مشكلاته النفسية ، مثل الغيرة ، والخوف ، والغضب 0

    هـ ـ عدم استخدام العقاب البدني أو اللفظي ، لأن هذه الأساليب تفقد قدرته على ضبط مثانته 0

    و ـ المواظبة والدقة في تنفيذ النظام الذي يضعه المعالج النفسي ، مع الاهتمام الكافي من جانب الطفل والأم 0

    وأيضا هذه خطوات علاجية هامة يجب مراعاتها كالتالي:

    1ـ دور الوالدين في تخفيف أثر المشكلة بالنسبة للطفل وتيسير الأمر عليه وإزالة الضغط النفسي عنه وتحسين الجو الأسري من حوله.

    2ـ مشاركة الطفل في حل مشكلته بأسلوب عاطفي حنون ويمكن للطفل أن يشارك في كتابة ملاحظات عن أيام الجفاف وأيام البلل، أن يقوم الطفل بمناقشة طبيبه بنفسه، وأن يتعاون في التبول قبل النوم وأن يقوم بتغيير ملابسه وفراشه بنفسه 0

    3ـ التشجيع بواسطة المكافآت بالنسبة لليالي الجافة ، أي ( التي لا يتبول فيها الطفل ) وقد تكون المكافأة معنوية بكلمات تشجيعية وقد تكون عينية مما يحبه الطفل 0

    4ـ المساعدة في تنظيم عمل المثانة عن طريق تدريب الطفل على حبس البول فترات تزداد في طولها تدريجيا أثناء النهار وبذلك تعتاد المثانة على الاحتفاظ بكميات كبيرة من البول.

    5ـ الفحص الطبي للبول للتأكد من خلوه من التهابات المجاري البولية.

    6ـ تشجيع الطفل معنوياً والثناء عليه عند عدم تبوله ليلاً ، وعدم تأنيبه والسخرية منه ، إذ إن هذا أمر ليس في مقدوره ، بل تشجيعه بمكافأته حين يصحو من نومه ولم يتبول0

    7ـ يمكن الاستعانة ببعض الأعشاب المحلاة بعسل النحل مثل : الحرمل والبابونج والشونيز والشمر والشكوريا والجنزبيل مع مراعاة تحليتها بعسل النحل وتفريغ المثانة قبل النوم مباشرة, وللعسل فوائد كثيرة مجربة في هذا المجال وليس له أية أضرار 0

    برنامج عملي:

    1ـ يطلب من الوالدين عمل جدول بالمكافآت بوضوح بحيث يفهمه الطفل ويعلق الجدول في مكان يراه الطفل جيداً 0

    2ـ من المهم أن يكون في البيت بعض من الهدايا لتي يحبها الطفل ويفرح بها وأن نلوح له بها بحيث ألا نحرمه منها عموماً ولكن نكافئه بها 0

    3ـ يمكننا شرح ما نريد عمله مع الطفل له بأسلوب مبسط ورقيق وفي سياق مزاح وسعادة0

    4ـ يمكننا استخدام أساليب التشجيع بصورة أكثر فاعلية بحيث تشارك كل الأسرة في ذلك 0

    5ـ إذا رفض الطفل أن يذهب للحمام ، لا ترغمه ولا تسخر منه ، ولا تغضب ، ولكن حثّه لفظياً، وإذا لم يستجب للحث اللفظي لا تغضب ولا تؤنب بل حاول تغيير أسلوب الدعم النفسي بأسلوب آخر 0

    6ـ تدريجياً يمكننا أن نتعمد إهمال الهدايا وجعلها غير متعلقة بعدم البلل ونعمل على الدعم النفسي بشكل آخر كالخروج للنزهة أو عمل حفلة ودعوة بعض أصدقائه أو غيره..

    7ـ ويمكن تقديم المدعم فوراً ويومياً في الأسبوع الأول ، وكل يومين في الأسبوع الثاني ، وكل أربعة أيام في الأسبوع الثالث.. إلى أن يتوقف المدعم المحسوس، لكن استمر لفترة طويلة في تسجيل التشجيع أمامه عن كل يوم يمر دون بلل 0 امتدح السلوك أمام أفراد الأسرة كل مرة ينجح فيها. وإذا فشل الطفل في يوم من الأيام، لا تقم بتأنيبه أو نقده ، بل دعه يضع الملابس والأغطية المبللة في المكان المعد للغسيل 0

    8ـ تذكر أن الطفل سينجح في بعض الليالي وسيفشل في البعض الآخر 0 واستمر في تطبيق البرنامج حتى ينجح الطفل في المحافظة على نفسه أثناء الليل دون بلل لعدة أسابيع 0


    • التبرز اللاإرادي :

    وهي تشبه التبول أثناء النوم أو النهار وشائعة عند الأطفال 0 ويقوم العلاج على إعطاء ملين لمنع الإمساك والإصرار من الأهل على ذهاب الطفل للحمام مهما كانت أعذاره وتشجيعه على هذا السلوك بعد القيام به بالهدايا والكلام وغيره 0

    وأيضاً تذكيره بالذهاب للحمام عدة مرات في النهار.. ويمكن مراجعة طبيب الأطفال للتأكد من النواحي الجسمية والعضوية ومن ثم المتابعة في خطة العلاج السلوكي وتعديل السلوك المزعج 0

  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية fuad
    تاريخ التسجيل
    09 2004
    المشاركات
    676

    مشاركة: الأطفال أصحاب المشاكل ( حلقات )

    الله يعافيك اخوي

  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    مشاركة: الأطفال أصحاب المشاكل ( حلقات )

    شكرا جزيلا لك أخي الفاضل / أبو محمد 0
    دمت بصحة وعافية 0

  8. #8
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية روز
    تاريخ التسجيل
    09 2006
    الدولة
    الـريـــاض
    العمر
    41
    المشاركات
    1,222

    مشاركة: الأطفال أصحاب المشاكل ( حلقات )

    جزاك الله خير

    والله يعطيك العافيه

  9. #9
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    مشاركة: الأطفال أصحاب المشاكل ( حلقات )

    شكرا جزيلا لك أختي الفاضلة / روز 0
    دمت بصحة وعافية 0

  10. #10
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية همتي لأمتي
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    26

    مشاركة: الأطفال أصحاب المشاكل ( حلقات )

    يعطيك العافيه ماقصرت
    أستفدت من مشكلة (مص الأصبع) لأن عند طفل عنده هذي المشكله

  11. #11
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    مشاركة: الأطفال أصحاب المشاكل ( حلقات )

    شكرا جزيلا لك أختي الفاضل / همتي لأمتي 0
    دمت بصحة وعافية 0

  12. #12
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    مشاركة: الأطفال أصحاب المشاكل ( حلقات )

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ومغفرته وطيب صلواته ، ثم أما بعد :
    نبدأ الحلقة الخامسة وهي عن :

    • اضطرابات الكلام والنطق :

    من أهم ما في الإنسان من قدرات يبزّ بها الكائنات الأخرى دون منازع هي قدرته على الكلام ، أي التحدث باللغة ، بحيث مكنت اللغة الإنسان من بناء وتطوير حضارته التي يلزمها السلوك والتفكير ومخاطبة من حوله من بني جنسه , وهناك لغات ولهجات متعددة بين الأجناس البشرية المختلفة 0

    ومن المعروف علمياً أن الصوت في الإنسان يحدث نتيجة لاستخدامه الهواء الخارج من الرئتين في إحداث ذبذبة للحبلين الصوتيين الموجودين في صندوق الصوت أو ما يسمى بتفاحة آدم أو الحنجرة , ويلاحظ أن كل شخص له صوته المميز عند الكلام ، وذلك لأن مرور الهواء في الفم والأنف يؤثر على الصوت المنتج ، وهذا هو الذي يسبب الصوت المميز للفرد , ويعد اللسان الذي يقع في أرضية التجويف الفمي هو عضو الكلام الرئيس ، إضافة إلى وظيفته في عملية التذوق إضافة لذلك فإن هناك أجزاء أخرى لها علاقة بالنطق مثل الفكين والخدين ، والأسنان والشفتين والأنف 0

    ويعرف الكلام بأنه وظيفة أو سلوك يهدف إلى نقل المعاني إلى الغير والتأثير عليه بواسطة الرموز التي قد تكون كلمات أو رموزاً رياضية أو إشارات أو نغمات أو إيماءات , وعلاوة على كون الكلام وسيلة اتصال بين الفرد وغيره فإن له علاقة كبيرة بالعمليات العقلية والفكرية والسلوكية 0 يقول الخولي ، 1976 : " إن كان الكلام وليد العقل ، وعلاقة الكلام بالعقل علاقة المعلول بالعلة لأن الكلام أداة اصطنعها العقل ، فإن للكلام واللغة أثراً في تكوين الفكر ونموه وترقبه 0


    ويسمى اختلال أو اضطراب الوظيفة الكلامية عسر الكلام ، فإن امتنعت هذه الوظيفة تماماً فتسمى هذه الظاهرة بالحبسة , وليست الحبسة مجرد انعدام القدرة على النطق ، أو إخراج الصوت ، ولكنها تعطل الوظيفة أو العملية الكلامية من حيث هي قدرة على الإدراك والتعبير بالرموز سمعاً أو بصراً أو كتابة ، أو نطقاً ، أو غير ذلك ، ولو كانت الحواس سليمة وعضلات الفم واليد وغيرها سليمة 0


    • مفهوم عملية النطق :

    هو عبارة عن نشاط اجتماعي يصدر عن الفرد بقصد التواصل مع الغير ، وتتدخل فيه تواقعات عصبية مركبة عدة ودقيقة ، يشترك في آدائها مركز الكلام الذي يسيطر على الأعصاب ، بحيث تقوم بتحريك العضلات وإخراج الصوت 0 فالنطق أهم وسائل الاتصال الاجتماعي ، وله دور هام في نمو التفكير عند الفرد 0 وإصابة الطفل بعيوب في النطق والكلام سيؤثر على نظرة الآخرين إليه ، ويقلل من قيمته ، ويؤثر في مستقبله 0


    • ما هي الأسباب التي تجعل الإنسان يتعثر في النطق ؟

    هناك ثلاث حالات تجعل الإنسان يتعثر في نطقه في الأحوال العادية ، وهي :

    1ـ عندما يكون الإنسان خائفا 0

    2ـ عندما يكون اللفظ قاصرا عن الآداء ، مما يجعل الفرد يتعثر في النطق 0

    3ـ عندما تكون حصيلته اللغوية قليلة 0

    والتعثر في هذه الحالات شيء طبيعي ، ولا يعتبر حالة مرضية ، لأنه ليس صفة مستمرة 0 أما تعثر النطق الذي يصاحب الكلام دوما فهو المشكلة ، والتي غالبا ما تكون نتيجة خجل وقلق وخوف مكبوت 0


    • أهم عيوب النطق والكلام :

    1ـ العيوب الإبدالية الجزئية ( اللثغ ) : وفيها يستبدل المصاب حرفا واحدا من الكلمة بحرف آخر ، مثل :

    استبدال حرف الغين بحرف الراء ، فيقول ( تمغين ) بدلا من ( تمرين ) ، أو حرف الثاء بحرف السين ، فيقول ( ثبورة ) بدلا من ( سبورة ) 0


    2ـ العيوب الإبدالية الكلية : وفيها يستبدل المصاب الكلمة كلها بكلمة مغايرة ، مثل قوله : ( كوسة ) ويقصد ( جاموسة ) 0

    3ـ اللجلجة في الكلام ( الفأفأة أو التلعثم ) : وهو تكرار حرف واحد مرات عدة دون مبرر لذلك مثل قوله لكلمة ( فول ) فيرددها ( ففففففول ) ، أو كلمة ( وردة ) فيقولها :

    ( وووردة ) وهكذا0 وتجد هذه المشكلة ( اللجلجة ) بنسب مختلفة باختلاف الأعمار والبيئات 0 ويرجع الكثير من علماء النفس والأطباء هذا الاضطراب ، إلى إفراط الوالدين في رعاية الطفل وتدليله الزائد ، مما يثير وغيرتهم منه وحقدهم عليه ، والشقاء العائلي 0

    ويرافق اللجلجة حركات إرتعاشية ، مثل : تحريك الكفين أو اليدين ، أو الضغط بالقدمين ، أو إرتعاش رموش العين ، أو الميل بالرأس للخلف أو الجنب ، إضافة لحوث تشنج موقفي على شكل احتباس الكلام ثم سرعة وانفجار فيه 0

    واللجلجة أكثر عيوب النطق شيوعاً بين الأطفال ، وأسبابها معقدة ، ولكن النظرية القائلة بأن أساسها ومنشأها يرجعان إلى عوامل نفسية هي أكثر النظريات العلمية شيوعاً وقبولا 0



    ولعل أهم العوامل التي ترجع إليها الإصابة بمرض اللجلجة هو ما يشعر به المريض من قلق نفسي وانعدام الشعور بالأمن والطمأنينة منذ طفولته المبكرة ، ويمكننا أن نتبين أثر القلق وانعدام الأمن عند الطفل من الأثر الانفعالي الذي يعاني منه عندما يتكلم فلأنه يشعر بالقلق فإنه يصبح متوترا لذلك يتلعثم ويتلكأ في إخراج الكلام بصورة تامة نتيجة لتخوفه المواقف التي يخشى مواجهتها ، أو عندما يكون في صحبة أشخاص غرباء ، وبمرور الأيام يتعود الطفل اللجلجة وقد يزداد معه الشعور بالنقص وعدم الكفاءة 0


    والواقع فإن الطفل الذي يعاني من اللجلجة يستطيع التكلم بطلاقة في بعض الأحيان عندما يكون هادئ البال أو أن يكون بمعزل عن الناس إن مثل هذه المواقف تخلو تماماً من الخوف والاضطرابات الانفعالية التي يعاني منها عندما يضطر إلى الكلام في مواجهة بعض الأشخاص وعلى الأخص ممن يتهيبهم 0

    وقد دلت كثير من البحوث العلمية على أن الأسباب الأساسية للقلق النفسي الذي يكمن وراء اللجلجة تتلخص في إفراط الأبوين ومغالاتهم في رعاية وتدليل الطفل أو محاباته وإيثاره على إخوته ، أو العكس كأن يفتقر الطفل إلى عطف الأبوين ، أو العيش في جو عائلي يسوده الشقاق والصراع بين أفرادها أو لتضارب أساليب التربية أو لسوء التوافق والإخفاق في التحصيل المدرسي 0

    وقد يكون سبب اللجلجة عند بعض الأطفال هو عدم تمكنهم من اللغة بالقدر الذي يجعلها طوع أمرهم وفي متناولهم ، فيؤدي تزاحم الأفكار بسبب قصور ذخيرتهم اللغوية واللفظية إلى اللجلجة 0 وقد يكون سبب اللجلجة أحيانا أن الطفل يتكلم في موضوع لا يهمه أو يعنيه أو لا يفهمه معتمداً على الحفظ الآلي وبذلك تكون اللجلجة وسيلته كلما ضاع منه اللفظ المناسب 0


    4ـ عسر الكلام أو ( العي ) :

    وفيه يستغرق المريض فترة صمت في بدء الكلام رغم ظهور محاولاته للنطق ، ثم يعقب ذلك النطق الإنفجاري السريع ، وهو حالة يعجز الفرد فيها عن النطق بأي كلمة بسبب توتر العضلات الصوتية وجمودها ، ولذلك نرى الفرد الذي يعاني من العي يبدو كأنه يبذل مجهوداً خارقاً حتى ينطق بأول كلمة في الجملة فإذا تم له ذلك يندفع كالسيل حتى تنتهي الجملة ثم يعود بعدها إلى نفس الصعوبة حتى يبدأ الجملة الثانية وهكذا 0


    ومن الثابت علمياً أن أغلب حالات العي أو عسر الكلام أسبابها نفسية وإن كان بعضها تصاحبه علل جسمية كالتنفس من الفم ، أو اضطرابات في الجهاز التنفسي أو تضخم اللوزتين أو لحمية في الأنف إلى غير ذلك 0


    وكثير من حالات العي تبدأ في أول الأمر في شكل لجلجة وحركات إرتعاشية متكررة تدل على المعاناة من اضطرابات انفعالية واضحة ثم يتطور الأمر بعد ذلك إلى العي الذي يظهر فيه حالات التشنج التوقفي ، ويبدو على المريض أعراض المعاناة والضغط على الشفتين وتحريك الكفين أو اليدين ، أو الضغط بالقدمين على الأرض أو الإتيان بحركات هستيرية في رموش وجفون العينين وكلها أعراض تدل على الصعوبة التي يعاني منها المريض عند محاولة الكلام خصوصاً في المواقف الاجتماعية الصعبة . وواقع الأمر فإن الحركات العشوائية وغير العشوائية والهستيرية التي يأتيها المريض إنما يهدف منها إلى أن تساعده على التخلص من عدم القدرة على الكلام والتخلص أساسا من التوتر النفسي الذي يعوقه عن إخراج الكلام 0


    5ـ الخمخمة في الكلام : وهو خروج الكلام من الأنف كما يقال 0


    6ـ السرعة الزائدة أثناء الكلام أو أثناء القراءة :

    وهو التحدث بسرعة ، ونقص الزمن المستغرق في الكلام ، أو في القراءة عن الزمن الطبيعي ، وهذا ناتج غالبا عن اضطراب في التنفس 0

    7ـ التلعثم : يقصد بالتلعثم عدم قدرة الطفل على التكلم بسهولة فتراه يتهته ، ويجد صعوبة في التعبير عن أفكاره فتارة ينتظر لحظات حتى يتغلب على خجله ، وأخرى يعجز تماما عن النطق بما يجول في خاطره 0

    والتعلثم ليس ناشئاً عن عدم القدرة على الكلام فالمتلعثم يتكلم بطلاقة وسهولة في الظرف المناسب أي إذا كان يعرف الشخص الذي يكلمه ، أو إذا كان أصغر منه سناً أو مقاماً 0

    وأول ما يشعر به المتلعثم هو شعور الرهبة أو الخجل ممن يكلمه فتسرع نبضات قلبه ويجف حلقه ويتصبب عرقاً ، فيتمنى لو أمكن أن يملك عواطفه ويستعيد هدوءه حتى يتابع الكلام في سهولة 0 ويبدأ التلعثم عادة في سن الطفولة ، وقد يشفى الطفل منه ولكن يعاوده من جديد إذا أصيب بصدمة نفسية حتى ولو كان مضى على شفائه سنين عديدة 0 والطفل إذا شعر بهذا النقص نشبت في نفسه حرب داخلية للتغلب عليه ، ومما يزيده بؤسا ملاحظات من حوله على طريقة كلامه أو تعمد إحراجه 0


    وقد ينشأ التلعثم عن واحد أو أكثر من الأسباب التالية :

    أ ـ قد تتقلص عضلات الحنجرة نتيجة خوف أو رهبة فتحجز الكلمات قبل خروجها ولا يقوى الطفل على النطق بأي كلمة أو يقول أأأ ـ ولا يستمر أكثر من ذلك حتى يزول خوفه وتتفتح حنجرته 0

    ب ـ قد لا يتنفس الطفل تنفساً عميقاً قبل بدء الكلام فينطق بكلمة أو كلمتين ثم يقف ليتنفس ويستمر كذلك بين تكلم واستراحة فيكون كلامه متقطعاً 0

    ج ـ قد يتنفس الطفل تنفساً عميقاً قبل الكلام ولكنه يسرف في استعمال الهواء الموجود في رئتيه فيستنفده في بضع كلمات 0

    د ـ قد يكون التوازن معدوماً بين عضلات الحنجرة واللسان والشفتين فينطق بأحد الحروف قبل الآخر ، أو يدغم الحروف بعضها في بعض 0

    بقى أن نشير إلى أن الطفل المتلعثم والذي لديه اضطرابات في النطق والكلام يكون في الفصل المدرسي موقفه صعب للغاية فهو يدرك عدم قدرته على التعبير بفصاحة ووضوح عما يخالج نفسه ، ويجد لذلك أمامه طريقين إما أن يصمت ولا يجيب عن أسئلة المعلم ، وإما أن يبذل جهده ليعبر عما في نفسه وهو يعلم أن أقرانه في الفصل يتغامزون عليه 0


    أسباب اضطرابات النطق والكلام :

    هناك العديد من العوامل التي تتسبب في حدوث هذه الاضطرابات ومنها ما يلي :

    1ـ أسباب عضوية : كنقص أو اختلال الجهاز العصبى المركزى واضطراب الأعصاب المتحكمة فى الكلام أو إصابة المراكز الكلامية فى المخ بتلف أو نزيف أو ورم أو مرض عضوى 0

    2ـ أسباب جسمية وعصبية : ومنها ، تشوه الأسنان ، والضعف الجسمي العام ، وإنشقاق الشفه العليا ، ووجود زوائد أنفية ، ونقص السمع الذي يجعل الطفل عاجزاً عن التقاط الأصوات الصحيحة للألفاظ ، وتضخم اللوزتين 0 ويؤكد بعض العلماء ، وخاصة ( ماس وكوب ) على أن هناك تلفا في بعض أجزاء المخ ، وخاصة في مناطق الكلام ، نتيجة لولادة متعسرة أو الإصابة ببعض الأمراض 0

    3ـ سوء التغذية 0

    4ـ الضعف العقلى و تأخر النمو 0

    5ـ أسباب نفسية : وهي كثيرة ومتنوعة ومنها : القلق ، والخوف ، والتوتر النفسي ، والشعور بالنقص ، والصراعات النفسية اللاشعورية بسبب التربية الخاطئة ، وفقدان الثقة بالنفس نتيجة الفشل المتكرر 0

    ويرى بعض علماء التحليل النفسي أن التأتأة هي قلق مكبوت مرتبط بالمخاوف المتعلقة بالمسائل *****ية 0 كما يرى ( دونلاب Dunlap ) أنها تحدث مع الألفاظ البذيئة ، وما يرتبط بها 0 و التدليل الزائد و الإستجابة لرغباته دون أن يتكلم فيكفى أن يشير أو أن يعبر بحركة ما أو بكلمة مبتورة فتلبى رغبته ، وقلق الآباء واستعجالهم مما يجعلهم يدفعونه دفعاً للكلام قبل الأوان ، والتأخر الدراسي والإخفاق في التحصيل ، والإنطوائية و الكسل وعدم التوافق بين الأبوين والشجار الدائم بينهما 0


    2ـ العوامل الوراثية : حيث يؤكد العالمان ( ماس وكوب ) ، أن هذه الاضطرابات أكثر شيوعا بين الأفراد الذين عانى أحد والديهم أو أقاربهم عيوبا كلامية 0 ومن المحتمل أن تكون الوراثة عاملا ممهدا للإصابة 0

    3ـ أسباب أخرى ، مثل : التحدث مع الطفل فى موضوع لا يفهمه فلا يجد ما يعبر به فتكون اللجلجة وسيلة كلما ضاع منه اللفظ المناسب ، وعدم تصويب أخطاء الطفل اللفظية بل وتشجيعه عليها ، فيقول : مرضان بدلا من رمضان ، ويقول أنا آكل لا بدلاً من :
    أنا لا آكل ، نشأة الطفل بين من يعانون من عيوب النطق فتلحق به ، وتعليمه لغة أخرى غير العربية قبل سن السادسة فينشأ عنه تداخل اللغات فيفكر بلغة و يتحدث بأخرى و لا يستقيم لسانه عندما ينطق بلغته ولا يشعر بالتجاوب مع الأخرين 0 ويرى البعض أن أسبابها هو تقليد الطفل لآخرين 0


    • الآثار الناتجة عن عيوب النطق والكلام :

    الآثار التي تتركها الاضطرابات في النطق والكلام متنوعة وعديدة ومنها :

    1ـ تعرض الطفل للسخرية والاستهزاء من الآخرين 0

    2ـ ظهور ثورات من الغضب والانفعال ، كرد فعل انتقامي لسخرية الآخرين منه 0

    3ـ حرمان المصاب من بعض الفرص الوظيفية والمهنية المرغوبة 0

    4ـ الشعور بالنقص ، والخجل والحرمان من فرص النجاح والزواج 0

    5ـ يواجه مشكلات أثناء تعليميه ، خاصة إذا كان المعلم غير مؤهل للتعامل مع طلاب لديهم مشكلات واضطرابات عيوب النطق والكلام 0

    6ـ في بعض المواقف لا يستطيع أن يبدي رأيه بالشكل المطلوب ، ولا يستطيع الدفاع عن حقوقه ، وهذا قد يؤدي إلى ردود فعل عكسية 0







    • علاج اضطراب النطق والكلام :

    هناك عدة طرق وأساليب لعلاج هذه الاضطرابات ومنها :

    1ـ العلاج النفسي : الذي يهدف إلى علاج مشكلات الطفل النفسية ، من خجل وقلق وخوف ، وصراعات لا شعورية ، وذلك لتقليل الأثر الانفعالي والتوتر النفسي للطفل ، كذلك لتنمية شخصيته ووضع حد لخجله وشعوره بالنقص ، مع تدريبه على الأخذ والعطاء حتى نقلل من ارتباكه 0

    والواقع فإن العلاج النفسي للأطفال يعتمد نجاحه على مدى تعاون الآباء والأمهات لتفهمهم للهدف منه ، بل يعتمد أساسا على درجة الصحة النفسية لهم 0 وعلى الآباء معاونة الطفل الذي يعاني من هذه الاضطرابات بأن يساعدوه على ألا يكون متوتر الأعصاب أثناء الكلام حساساً لعيوبه في النطق ، بل عليهم أن يعودوه على الهدوء والتراخي وذلك بجعل جو العلاقة مع الطفل جوا يسوده الود والتفاهم والتقدير والثقة المتبادلة 0

    كما يجب على الآباء والمعلمين أيضاً محاولة تفهم الصعوبات التي يعاني منها الطفل نفسياً سواء في المدرسة أو في الأسرة كالغيرة من أخ له يصغره أو الحنق على أخ له يكبره ، أو اعتداء أقران المدرسة عليه ، أو غير ذلك من الأسباب ، والعمل على معالجتها وحمايته منها لأنها قد تكون سبباً مباشراً أو غير مباشر فيما يعانيه من صعوبات في النطق 0

    وقد يستدعي العلاج النفسي تغيير الوسط المدرسي بالانتقال إلى مدرسة أخرى جديدة إن كانت هناك أسباب تؤدي إلى ذلك 0 كما يراعى عدم توجيه اللوم أو السخرية للطفل الذي يعاني من أمراض الكلام سواء من الآباء أو الأمهات أو المعلمين أو الاقران 0


    2ـ العلاج الكلامي : وهو علاج ضروري ومكمل للعلاج النفسي ويجب أن يلازمه في أغلب الحالات 0 ويتلخص في تدريب المريض ـ عن طريق الاسترخاء الكلامي والتمرينات الإيقاعية وتمرينات النطق ـ على التعليم الكلامي من جديد بالتدريج من الكلمات والمواقف السهلة إلى الكلمات والمواقف الصعبة ، وتدريب جهاز النطق والسمع عن طريق استخدام المسجلات الصوتية 0


    ثم تدريب المريض لتقوية عضلات النطق والجهاز الكلامي بوجه عام 0 والقصد من أن يلازم العلاج النفسي العلاج الكلامي هو أن مجرد علاج اللجلجة أو العي أو غيرهما من أمراض الكلام إنما نعالج الأعراض دون أن نمس العوامل النفسية التي هي مكمن الداء ، ولذلك فإن كثيرين ممن يعالجون كلاميا دون أن يعالجوا نفسيا ينتكسون بمجرد أن يصابوا بصدمة انفعالية ، أو أنهم بعد التحسن يعودون إلى اللجلجة وتسوء حالتهم من جديد دونما سبب ظاهري ، كما أنهم عادة يكونون شخصيات هشة ليست لديهم القدرة على التنافس مع أقرانهم سواء في المدرسة أو في وسطهم العائلي 0

    ونوجه نظر الآباء والمربين بعدم التعجل في طلب سلامة مخارج الحروف والمقاطع في نطق الطفل ، ذلك لأن التعجيل والإصرار على سلامة مخارج الحروف والمقاطع والكلمات من شأنه أن يزيد الطفل توتراً نفسياً وجسمياً ويجعله يتنبه لعيوب نطقه ، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة ارتباكه ويعقد الحالة النفسية ويزيد اضطراب النطق0

    مع مراعاة أن سلامة مخارج الألفاظ والحروف والمقاطع في نطق أي طفل يعتمد أساساً على درجة نضجه العقلي والجسمي ، ومدى قدرته على السيطرة على عضلات الفم واللسان ، وقدرته على التفكير ، وفوق كل ذلك درجة شعوره بالأمن والطمأنينة أو مدى شعوره بالقلق النفسي 0
    3ـ العلاج التقويمي : ويتم ذلك بوسائل وتمارين خاصة تستخدم فيها آلات وأجهزة توضع تحت اللسان 0


    4ـ العلاج الاجتماعي : ويهدف إلى تعديل اتجاهات المصاب الخاطئة ، والمتعلقة بمشكلته ، كاتجاهه نحو والديه ، ورفاقه ، وعلاج البيئة المحيطة بالطفل ، مثل المعاملة ، وتوفير الحاجات الخاصة به 0

    5ـ العلاج الجسمي : التأكد من أن المريض لا يعاني من أسباب عضوية خصوصا النواحي التكوينية والجسمية في الجهاز العصبي ، وكذلك أجهزة السمع والكلام ، وعلاج ما قد يوجد من عيوب أو أمراض سواء كان علاجاً طبياً أو جراحياً 0

    6ـ العلاج البيئي : يقصد بالعلاج البيئي إدماج الطفل المريض في نشاطات اجتماعية تدريجياً حتى يتدرب على الأخذ والعطاء وتتاح له فرصة التفاعل الاجتماعي وتنمو شخصيته على نحو سوي ، ويعالج من خجله وانزوائه وانسحابه الاجتماعي ، ومما يساعد على تنمية الطفل اجتماعياً العلاج باللعب والاشتراك في الأنشطة الرياضية والفنية وغيرها 0

    هذا كما يتضمن العلاج البيئي ارشادات للآباء القلقين إلى أسلوب التعامل السوي مع الطفل كي يتجنبوا إجباره على الكلام تحت ضغوط انفعالية أو في مواقف يهابها ، إنما يتركون الأمور تتدرج من المواقف السهلة إلى المواقف الصعبة مع مراعاة المرونة لأقصى حد حتى لا يعاني من الإحباط والخوف وحتى تتحقق له مشاعر الأمن والطمأنينة بكل الوسائل 0


    وهذه آخر النصائح للآباء وهي :

    1ـ قم بعرض الطفل على طبيب متخصص لعلاجه إن كان السبب عضوياً 0

    2ـ تحفيظ الطفل القرآن الكريم وعلى الأقل السورالقصار منه كى يستقيم لسانه و يصح نطقه للحروف 0

    3ـ الاهتمام بتغذية الطفل 0

    4ـ التوسط بين القسوة الزائدة والتدليل الزائد 0

    5ـ الانتظار حتى ينطق الطفل بما يريد و يعبر عنه بما شاء وعندما ينطق ينبغي تحمله والصبر عليه خاصة عندما يجد مشقة فى التعبير عن نفسه أو عمن حوله 0

    6ـ لا سخرية ولا ضحك على كلمة غريبة ينطقها الطفل لئلا يصاب بإحباط و خوف من أن يخطئ فيكون منه بعد ذلك ألا ينطق أمام أحد بشيء و لكن ينبغي أن نبث الثقة و الطمأنينة في نفسه 0

    7ـ ينبغي عدم التحدث مع الطفل في موضوع أكبر من إدراكه لا يفهمه ولا يستطيع التعبير عنه 0

    8ـ مشاركة الطفل لأقران فى مثل سنه يخرجه من الانطوائية ويساعده على اكتساب مهارات النطق السليم 0

    9ـ إمداد الطفل بشرائط الكاسيت التى بها أناشيد و أشعار للصغار باللغة العربية الفصحى ، وكذلك إمداده بقصص ومجلات الطفل ، ويطلب منه التعبير عما سمعه أو قرأه بطريق غير مباشر ويشجع بجائزة كلما فعل ذلك 0

    10ـ الاستماع إلى الطفل باهتمام وإعطاؤه العناية الكافية حتى يعبر عن نفسه بمنطقه هو هو لا بمنطق الكبار

    11ـ تدريب الطفل على الاسترخاء و التحدث ببطء 0

    12ـ التوصية الدائمة من الآباء للمدرسين بالمدرسة لخلق الجو الصالح للطفل بحيث لا يشعر بالحرج سواء عند الإجابة على أسئلة المدرسين وتسميع الدروس أو عند التحدث مع زملائه0

  13. #13
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    مشاركة: الأطفال أصحاب المشاكل ( حلقات )

    الحلقة السادسة :
    المشكلات الانفعالية :


    هناك الكثير من المشكلات المتعلقة بالنمو الانفعالي للطفل ، والتي تظهر عنده خلال مراحل نموه ، بحيث تستمر وتتعقد مما يستدعي الاهتمام وعلاجها ، ومن تلك ، الغضب ، والغيرة ، والخوف والخجل 0 وسوف نذكرها هنا 0
    1ـ الغضب :

    عند الأطفال يظهر الغضب بمظاهر عدة ، والغضب في السنة الأولى يأخذ نشاطا غير موجه ، مثل :

    الصراخ ، والارتماء على الأرض ، والرفس ، والعض ، أما في السنة الرابعة ، فيتمثل في الاجتجاج اللفظي ، والتهديد ، والقذف ، أما في التاسعة والعاشرة فيعبر الطفل عن غضبه بالمقاومة السلبية مع التمتمة ببعض الألفاظ والثورة 0

    والأسباب المؤدية للغضب عند الأطفال هي :

    فقد الطفل للعبه ، وعدم اهتمام الوالدين به ، وعدم تحقيق حاجاته ، واللوم له أو إغاظته ، أو تكليفه بأعمال فوق طاقته ، أو التدخل الزائد في شؤونه 0


    وتعتبر ثورات الغضب شيئا شائعا بين الأطفال ، إلا أننا نجد بعض الأطفال إذا غضبوا لازمتهم الكآبة والعبوس ، وهذه الفئة من الأطفال يتعرضون لاختلال في صحتهم النفسية ، حيث يبقى غضبهم بشكل مكبوت دون ثورة أو تعبير ، ويبقى على شكل هواجس مرضية قد تدفعه للإنطواء والضيق ، والانحرافات السلوكية 0



    2ـ الغيرة :

    الغيـرة هي العامل المشترك فى الكثير من المشاكل النفسية عند الأطفال ويقصد بذلك الغيرة المرضية التي تكون مدمرة للطفل والتي قد تكون سبباً في إحباطه وتعرضه للكثير من المشاكل النفسية. والغيرة أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان كالحب ، ويجب أن تقبلها الأسرة كحقيقة واقعة ولا تسمح في نفس الوقت بنموها ، فالقليل من الغيرة يفيد الإنسان ، فهي حافز على التفوق ، ولكن الكثير منها يفسد الحياة ، ويصيب الشخصية بضرر بالغ ، وما السلوك العدائي والأنانية والارتباك والانزواء إلا أثراً من آثار الغيرة على سلوك الأطفال .


    ولا يخلو تصرف طفل من إظهار الغيرة بين الحين والحين ، وهذا لا يسبب إشكالا إذا فهمنا الموقف وعالجناه علاجاً سليماً. أما إذا أصبحت الغيرة عادة من عادات السلوك وتظهر بصور مستمرة فإنها تصبح مشكلة ، ولاسيما حين يكون التعبير عنها بطرق متعددة والغيرة من أهم العوامل التي تؤدى إلى ضعف ثقة الطفل بنفسه ، أو إلى نزوعه للعدوان والتخريب والغضب.

    والغيرة شعور مؤلم يظهر في حالات كثيرة مثل ميلاد طفل جديد للأسرة ، أو شعور الطفل بخيبة أمل في الحصول على رغباته ، ونجاح طفل آخر في الحصول على تلك الرغبات ، أو الشعور بالنقص الناتج عن الإخفاق والفشل .

    والواقع أن انفعال الغيرة انفعال مركب ، يجمع بين حب التملك والشعور بالغضب ، وقد يصاحب الشعور بالغيرة إحساس الشخص بالغضب من نفسه ومن إخوانه الذين تمكنوا من تحقيق مآربهم التي لم يستطع هو تحقيقها .

    وقد يصحب الغيرة كثير من مظاهر أخرى كالثورة أو التشهير أو المضايقة أو التخريب أو العناد والعصيان ، وقد يصاحبها مظاهر تشبه تلك التي تصحب انفعال الغضب في حالة كبته ، كاللامبالاة أو الشعور بالخجل ، أو شدة الحساسية أو الإحساس بالعجز ، أو فقد الشهية أو فقد الرغبة في الكلام 0



    الغيرة والحسد :

    ومع أن هاتين الكلمتين تستخدمان غالبا بصورة متبادلة ، فهما لا يعنيان الشيء نفسه على الإطلاق ، فالحسد هو أمر بسيط يميل نسبياً إلى التطلع إلى الخارج ، يتمنى فيه المرء أن يمتلك ما يملكه غيره ، فقد يحسد الطفل صديقه على دراجته وتحسد الفتاة المراهقة صديقتها على طلعتها البهية.

    فالغيرة هي ليست الرغبة في الحصول على شيء يملكه الشخص الأخر ، بل هي أن ينتاب المرء القلق بسبب عدم حصوله على شيء ما 0 فإذا كان ذلك الطفل يغار من صديقه الذي يملك الدراجة ، فذلك لا يعود فقط إلى كونه يريد دراجة كتلك لنفسه بل وإلى شعوره بأن تلك الدراجة توفر الحب رمزاً لنوع من الحب والطمأنينة اللذين يتمتع بهما الطفل الأخر بينما هو محروم منهما، وإذا كانت تلك الفتاة تغار من صديقتها تلك ذات الطلعة البهية فيعود ذلك إلى أن قوام هذه الصديقة يمثل الشعور بالسعادة والقبول الذاتي اللذين يتمتع بهما المراهق والتي حرمت منه تلك الفتاة.

    فالغيرة تدور إذا حول عدم القدرة على أن نمنح الآخرين حبنا ويحبنا الآخرون بما فيه الكفاية ، وبالتالي فهي تدور حول الشعور بعدم الطمأنينة والقلق تجاه العلاقة القائمة مع الأشخاص الذين يهمنا أمرهم 0

    والغيرة في الطفولة المبكرة تعتبر شيئاً طبيعيا حيث يتصف صغار الأطفال بالأنانية وحب التملك وحب الظهور ، لرغبتهم في إشباع حاجاتهم ، دون مبالاة بغيرهم ، أو بالظروف الخارجية ، وقمة الشعور بالغيرة تحدث فيما بين 3 – 4 سنوات ، وتكثر نسبتها بين البنات عنها بين البنين 0

    والشعور بالغيرة أمر خطير يؤثر على حياة الفرد ويسبب له صراعات نفسية متعددة ، وهى تمثل خطراً داهما على توافقه الشخصي والاجتماعي ، بمظاهر سلوكية مختلفة منها التبول اللا إرادي أو مص الأصابع أو قضم الأظافر ، أو الرغبة في شد انتباه الآخرين ، وجلب عطفهم بشتى الطرق ، أو التظاهر بالمرض ، أو الخوف والقلق ، أو بمظاهر العدوان السافر 0


    ولعلاج الغيرة أو للوقاية من آثارها السلبية يجب عمل الآتي :

    1ـ التعرف على الأسباب وعلاجها 0

    2ـ إشعار الطفل بقيمته ومكانته فى الأسرة والمدرسة وبين الزملاء 0

    3ـ تعويد الطفل على أن يشاركه غيره فى حب الآخرين 0

    4ـ تعليم الطفل على أن الحياة أخذ وعطاء منذ الصغر وأنه يجب على الإنسان أن يحترم حقوق الآخرين 0

    5ـ تعويد الطفل على المنافسة الشريفة بروح رياضية تجاه الآخرين 0

    6ـ بعث الثقة في نفس الطفل وتخفيف حدة الشعور بالنقص أو العجز عنده 0

    7ـ توفير العلاقات القائمة على أساس المساواة والعدل ، دون تميز أو تفضيل على آخر ، مهما كان جنسه أو سنه أو قدراته ، فلا تحيز ولا امتيازات بل معاملة على قدم المساواة 0

    8ـ تعويد الطفل على تقبل التفوق ، وتقبل الهزيمة ، بحيث يعمل على تحقيق النجاح ببذل الجهد المناسب ، دون غيرة من تفوق الآخرين عليه ، بالصورة التي تدفعه لفقد الثقة بنفسه0

    9ـ تعويد الطفل الأناني على احترام وتقدير الجماعة ، ومشاطرتها الوجدانية، ومشاركة الأطفال في اللعب وفيما يملكه من أدوات 0

    10ـ يجب على الآباء الحزم فيما يتعلق بمشاعر الغيرة لدى الطفل ، فلا يجوز إظهار القلق والاهتمام الزائد بتلك المشاعر ، كما أنه لا ينبغي إغفال الطفل الذي لا ينفعل ، ولا تظهر عليه مشاعر الغيرة مطلقاً 0

    11ـ في حالة ولادة طفل جديد لا يجوز إهمال الطفل الكبير وإعطاء الصغير عناية أكثر مما يلزمه ، فلا يعط المولود من العناية إلا بقدر حاجته ، وهو لا يحتاج إلى الكثير ، والذي يضايق الطفل الأكبر عادة كثرة حمل المولود وكثرة الالتصاق الجسمي الذي يضر المولود أكثر مما يفيده. وواجب الآباء كذلك أن يهيئوا الطفل إلى حادث الولادة مع مراعاة فطامه وجدانياً تدريجياً بقدر الامكان، فلا يحرم حرماناً مفاجئاً من الامتياز الذي كان يتمتع به 0

    12ـ يجب على الآباء والأمهات أن يقلعوا عن المقارنة الصريحة واعتبار كل طفل شخصية مستقلة لها استعداداتها ومزاياها الخاصة بها 0

    13ـ تنمية الهوايات المختلفة بين الأخوة كالموسيقى والتصوير وجمع الطوابع والقراءة وألعاب الكمبيوتر وغير ذلك 0 وبذلك يتفوق كل في ناحيته ، ويصبح تقيمه وتقديره بلا مقارنة مع الآخرين 0

    المساواة فى المعاملة بين الابن والابنة ، لآن التفرقة في المعاملة تؤدى إلى شعور الأولاد بالغرور وتنمو عند البنات غيرة تكبت وتظهر أعراضها في صور أخرى في مستقبل حياتهن مثل كراهية الرجال وعدم الثقة بهم وغير ذلك من المظاهر الضارة لحياتهن 0

    14ـ عدم إغداق امتيازات كثيرة على الطفل المريض ، فأن هذا يثير الغيرة بين الأخوة الأصحاء ، وتبدو مظاهرها فى تمنى وكراهية الطفل المريض أو غير ذلك من مظاهر الغيرة الظاهرة أو المستترة 0

    3ـ الخوف وضعف الثقة بالنفس : والخوف منه ما يكون طبيعيا ( عاديا ) ، ومنه ما يكون مرضيا ( الرهاب ) ، وقد ذكرت المخاوف في أثناء كلامي عن الأعصبة 0

    والمخاوف تقسم حسب واقعيتها ومثيراتها إلى قسمين :

    أ ـ مخاوف حسية واقعية 0
    ب ـ مخاوف وهمية ذاتية 0

    والمخاوف عند الأطفال مرتبطة بمثيرات محددة ، والأقسى والأشد أن يخاف الابن من والده عندما يجلس أمامه ، والابن يصرخ ، والوالد يضحك مما يترك آثارا سيئة في علاقة الأب بالإبن 0 ومما يقوي ويدعم الخوف في نفس الطفل استثارته لحفظ النظام أو لدفعه للقيام بعمل ما أو منعه من القيام باللعب والركون للهدوء ، وهذا يدفع الطفل للإقلاع عن ذلك خوفا من العقاب 0

    ويظهر عند الأطفال الخوف من الموت ، ويحدث هذا عندما يعيش الطفل من كبار يخافون أو يخاف أحدهم من الموت بشكل ملفت 0 وقد يكون سببه موت طفل قريب أو صديق له ، فمثل هذا الموت يترك أثرا في نفسه ويهز ثقته بنفسه ، إضافة إلى ذلك فهناك أيضا الخوف من الظلام ، والقلق العام 0 ويرتبط بموضوع الخوف ، ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال ، وضعف الروح الاستقلالية ، ومن مظاهرها :

    التردد ، واضطراب الكلام ، والانكماش والخجل ، والعزلة 0

    وينتج ضعف الثقة بالنفس وما يرتبط به من صفات نفسية ، بسبب أساليب التربية القاسية ، والأوامر والنواهي ، أو كلما قام بعمل ونشاط ما ، فلا يلاقي إلا الرفض ، فعندما يلمس أو يفحص شيء ما يجد المعارضة من الكبار ، فالمنع والزجر ، والضرب ، والتقييد تجعله في حالة قلق دائم وتفقده ثقته بنفسه 0








    4ـ الخجل :

    وهو شكل من أشكال الخوف الاجتماعي Social Phobia ، وتتكون بداية الخجل عند الطفل نتيجة مبالغة الأهل في تقريع الطفل وزجره ، فيعتاد الطفل بصورة لا شعورية الانزواء والإنطواء والحد من التفاعل والتواصل مع الآخرين حتى يبتعد عن التنديد واللوم 0
    إن الطفل الذي لا تتاح له فرصة التفاعل الاجتماعي ، لا يكتسب المهارات الاجتماعية اللازمة مع الآخرين ، ويصبح ضعيف الثقة في علاقته بالأفراد خارج منزله حتى يتجنب القلق الناتج عن السلوك الاجتماعي بالانسحاب من تلك المواقف 0

    • أسباب الخجل :
    من العوامل المسببة للخجل ما يلي :

    أ ـ التقليد : حيث يكتسب الطفل الخجل عن طريق تقليده للأم 0
    ب ـ التعليم المباشر والمقصود للأباء : وهذا يحدث بسبب الدلال ومنع الطفل من الانخراط والتفاعل مع المواقف الاجتماعية 0
    ج ـ قد يكون الخجل أسلوبا شاذا حتى يتخلص الطفل من قلق يعانيه هو0

    • عناد الأطفال :

    العناد ظاهرة شائعة لدى الأطفال و هي تعبير عن الرفض للقيام بعمل ما ولو كان مفيداً أو الانتهاء عن عمل ما و إن كان خاطئا ، و يتميز العناد بالإصرار و عدم التراجع حتى في حالة الإكراه و القسر يبقى الطفل محتفظاً برأيه و موقفه و لو داخلياً. و يعتبر العناد من النزعات العدوانية و هو سلوك سلبي و تمرد ضد الوالدين و انتهاكاً لحقوق الآخرين و هو محصلة للتصادم بين رغبات الطفل و طموحاته و أوامر الكبار و نواهيهم ...

    من الجدير بالذكر أن العناد قد يظهر و يختفي تحت ظروف معينة و في مواقف معينة. فقد يظهر في البيت و يختفي في المدرسة و العكس صحيح 0 و هنا يكون الطفل واعياً و مرد كاص لسلوكه العنادي و لكنه يفعل ذلك لتحقيق رغبة أو هدف ما ، وحالما يحقق ما يريد فإنه يتخلى عن عناده 0

    و عندما يكون العناد مستشرياً و سمة قوية للطفل فإن ذلك قد يكون نواة لاضطراب في الشخصية و هو ما نسميه اضطراب الشخصية السلبية العدوانية 0

    الطفل قبل السنتين لا يملك الاستقلالية الكافية فهو يعتمد على والديه بشكل كبير جداً ، لذلك لا تظهر عليه السلوكيات العنادية بشكل واضح ، فيما عدا بعض الممانعة ،و لكن ذلك لا يعد عناداص لأن العناد موقف و سلوك ينبني على الإحساس بالاستقلالية الجزئية من جانب الطفل و نمو تصوراته الذهنية. فيقوم بممارسة هذه الاستقلالية بالرفض و الاحتجاج و الممانعة و إبداء الرأي المخالف 0


    و بالرغم من أنم العناد قد يأخذ مكانه عند سن الثالثة إلا أنه قد يلازم بعض الأطفال حتى سن المراهقة 0 و في الغالب لا يتم ظهوره بعد سن المراهقة إن لم يظهر قبل ذلك. و قد وجدت الدراسات أنه ينتشر بنسبة 15-22% بين أطفال المرحلة الابتدائية و هو في هذه السن أكثر انتشاراً بسن الذكور منه بين الإناث و لكن النسبة تتساوى بعد ذلك 0

    و لعل العناد يظهر بشكل جلي عند مرحلتي الانفصال (حوالي عمر سنتين و عند بلوغ سن المراهقة) 0

    أشكال العناد :

    أشكال العناد عبارة عن درجات غير منفصلة تظهر عند تعامل الطفل مع الكبار أو رفاقه و لكنها قد لا تظهر في جلسات التقويم النفسي و المقابلة الشخصية 0

    عناد التصميم و الإرادة يعتبر نوع محمود يجب تشجيعه و دعمه و مثال ذلك عندما يحاول الطفل على إصلاح لعبته مثلاً و يصر على ذلك مهما منعه الكبار 0
    لكن عندما يكون العناد ضرب من الرعونة كأن يصر الطفل على الذهاب لشراء جزمة صباح الجمعة أو يصر على زيارة صديق في وقت غير مناسب أو مشاهدة فلم تلفزيوني و قد حان وقت نومه فإن ذلك يعتبر على النقيض عناد يفتقد لتقدير الأمور و الوعي الكافي لإدراك الصح و الخطأ و لا يجب الاستسلام له 0


    و قد تزيد درجة العناد لدى الطفل فيعاند نفسه لغيظه من أمه فيرفض الطعام و هو جائع و يرفض لعبة و هو يريدها و ما إلى ذلك ... هذه المكابرة تولد صراعاً بين رغبتي الطفل في الاستمرار في موقفه و بين اشتياقه لما عرض عليه 0 و هذا الصراع ينتهي بالتنازل عند محاولة الكبار في حله 0 أما حين يعتاد الطفل العناد كسلوك راسخ و صفة ثابتة في شخصيته ، فإن ذلك قد يؤدي إلى اضطراب شديد في السلوك و الانفعالات و العلاقة مع الآخرين بسبب النزوع للمشاكسة و الخلاف مع الناس من حوله بسبب او بدون سبب.


    هذا الشكل من العناد درجة مرضية و تحتاج لاستشارة المختصين لعلاجها 0 و أيضاً فقد يكون سبب العناد خللاً فسيولوجيا مثل إصابات الدماغ و التخلف العقلي 0

    أسباب العناد:

    عندما تكون توقعات الكبار و طلباتهم من الطفل بعيدة عن الواقع و غير مناسبة لقدراته و امكاناته ينتج عن ذلك شعور بالفشل. و عندما يصر الكبار على قناعاتهم و توقعاتهم يبدأ الطفل بالرفض كسلوك عنادي. وهو في الحقيقة لا يعاند الكبار و لكنه يرفض الوقوع في الفشل الذي يصر الكبار من حوله على الوقوع فيه غير آبهين بمشاعر الخوف و الإحباط عنده. و هو في هذه الحالة أفضل منهم في تقدير إمكاناته و ما يمكنه فعله 0

    و ليس من الغريب أن تختلط الحقيقة بالخيال عند الأطفال ، فيتشبث الطفل بموقف غير واقعي ضرباً عرض الحائط برأي الكبار مما ينشا عنه نوع من العناد نتيجة لهذا التصادم 0 وقد يقلد الطفل أمه أو أباه في الإصرار على رأيهم و عدم التنازل مهما حاول معهما أسلوب الإقناع و الحوار الهادئ عندما يطلبان منه شيئاً ما و ذلك ما يعرف بأسلوب التعلم بالمحاكاة 0 و هذا يستلزم منا كآباء و أمهات أن لا نعتمد الحدة و العنت على حساب الحوار المنطقي و النقاش المقنع 0

    و لعل الطفل أحياناً يحاول ممارسة توكيد ذاته بالإصرار على موقفه و العناد 0 و إذا كان هذا القدر من الفعل أو رد الفعل غير مبالغ فيه فلا بأس من التساهل معه و تشجيعه لتعليم الطفل كيف يكون قوي الإرادة 0 و هناك متسع من الوقت ليتعلم الطفل أن العناد و التحدي ليس الطريقة المثلى لتحقيق المكاسب و هذه مرحلة نمائية تالية 0 و هكذا يتعلم الطفل من خلال سلسلة من المراحل الإطار الواقعي للتعامل مع النفس و مع الآخرين 0 و لعلنا نحن من يدفع الطفل للعناد أحياناً بانتهاج الأسلوب الصارم الجاف من الأوامر و النواهي 0

    و هذا أسلوب ترفضه الفطرة التي تحب الرجاء و الاحترام 0 لذلك فإن الطفل يتذمر من التضييق عليه فترة من الزمن ثم ينتقل بعد ذلك إلى الرفض و التحدي كرد فعل لهذا الأسلوب من التعامل 0 و الحماية الزائدة من جهة تجعل الطفل يشعر بالعجز و الاعتمادية على والديه معطلاً قدراته هو 0 و قد يرفض ذلك بنوع من العناد للخروج من دائرة الحماية و الوصاية و الحصول على قدر أكبر من الحرية 0 وهذا الشعور بالعجز قد يكون حقيقياً نتيجة إعاقة معينة أو خبرات طفلية مر بها خلال حياته مما يولد لديه رغبة في العناد و تحدي الواقع أو الذات أو الآخرين 0 و أخيراً فإننا قد نعزز السلوك العنادي بلا إذعان له و تشجيعه بالمكاسب التي يمي لها الطفل ، إما خوفاً عليه أو لإنهاء الموقف ، و هنا يتعلم الطفل أن مزيداً من الإصرار سيجبل له التنازلات و المكاسب 0

  14. #14
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    مشاركة: الأطفال أصحاب المشاكل ( حلقات )

    يتبع الحلقة السادسة :
    علاج العناد:

    الأطفال يتسمون بالاختلاف أكثر من الكبار ، ولذلك لا بد من تقويم كل حالة على حدة و فهم الأسباب و ما عساه قد يكون مساهماً في نشوء هذا السلوك العنادي 0 ومن الأساليب المفيدة توقيع العقاب المناسب على الطفل فور عناده لأن ما يناسب طفلاً قد لا يناسب آخر و ما سيفيد في وقت ما قد لا يفيد في وقت آخر 0 المهم عدم تأجيل العقاب بهدف إعطاء فرصة يراجع فيها الطرفان نفسيهما ، ليستأنف الحوار بعد ذلك بأسلوب أكثر هدوءاً و إقناعا 0

    و معاملة الطفل العنيد ليست أمراً سهلاً لذلك لا بد من التحلي بالصبر و عدم اليأس و الاستسلام للأمر الواقع بحجة أن الطفل عنيد و رأسه ناشفة 0 كذلك لا بد من الثبات في المعاملة فالاستسلام أحياناً يعلم الطفل فنيات الإصرار و العناد 0

    و من المعتاد أن يقال للطفل أو يذكر أمامه انه طفل عنيد أو أن فلان شاطر فهو ليس عنيد 0 هذا النوع من القول يؤكد للطفل العناد و يرسخه فيه مهما قلنا له أن العناد سيئاً. كما انه من المهم عدم صياغة الطلب بأننا نتوقع الرفض لأن ذلك يعطيه خياراً بالرفض و يشجعه عليه 0 و على النقيض فإن إرغام الطفل على الطاعة العمياء بدلاً من دفء المعاملة و المرونة يجعله يلجأ للعناد للخلاص من العبودية والحصول على حريته. لذلك فمن المهم أن نغض الطرف عن الأمور البسيطة و نبدي التسامح أحياناً 0

    و أخيراً فإن أسلوب الحوار و الإقناع بعد توقيع العقاب الناتج عن العناد أمر مهم لتعليم الطفل كيف يكون مقنعاً لا عنيداً أرعناً لا يمتلك القدرة على التعامل بهدوء و روية 0


    العدوان

    يعتبر السلوك العدواني أحد الخصائص التي يتصف بها كثير من الأطفال المضطربين سلوكيا وانفعاليا ، ومع أن العدوانية تعتبر سلوكا مألوفا في كل المجتمعات تقريبا ، إلا أن هناك درجات من العدوانية ، بعضها مقبول ومرغوب كالدفاع عن النفس ، والدفاع عن حقوق الآخرين وغير ذلك 0 وبعضها غير مقبول ويعتبر سلوكا هداما ومزعجا في كثير من الأحيان 0 من هذا المنطلق فقد انصب اهتمام الباحثين على دراسة هذا السلوك ، وذلك لأن النتائج المترتبة عليه تعد أكثر خطرا على المجتمع من النتائج المترتبة على نتائج السلوكيات الأخرى التي يتصف بها المضطربون سلوكيا وانفعاليا 0


    تعريف السلوك العدواني :

    هو أي سلوك يعبر عنه بأي رد فعل يهدف إلى إيقاع الأذى أو الألم بالذات أو بالآخرين ، أو إلى تخريب ممتلكات الذات أو ممتلكات الآخرين ، فالعدوان سلوك وليس انفعالا أو حاجة أو دافعا 0

    أشار كل من ( ميلر ودنفر ) 1982 إلى أن هناك خمسة محكات أساسية نستطيع من خلالها تعريف العدوانية وتحديدها ، وهذه المحكات هي :ـ


    1ـ نمط السلوك 0
    2ـ شدة السلوك 0
    3ـ درجة الألم أو التلف الحاصل 0
    4ـ خصائص المعتدي 0
    5ـ نوايا المعتدي 0


    مظاهر السلوك العدواني :

    يأخذ العدوان الأشكال الرئيسية التالية :

    1ـ العدوان الجسدي :
    ويقصد به السلوك الجسدي المؤذي الموجه نحو الذات أو الآخرين ، ويهدف إلى الإيذاء أو إلى خلق الشعور بالخوف ، ومن الأمثلة على ذلك : الضرب ، والدفع ، والركل ، وشد الشعر ، والعض 000 إلخ 0 وهذه السلوكيات ترافق غالبا نوبات الغضب الشديدة 0

    2ـ العدوان اللفظي :
    ويقف عند حدود الكلام الذي يرافق الغضب ، والشتم ، والسخرية ، والتهديد 000 إلخ 0 وذلك من أجل الإيذاء أو خلق جو من الخوف ، وهو كذلك يمكن أن يكون موجها للذات أو للآخرين 0

    3ـ العدوان الرمزي :
    ويشمل التعبير بطرق غير لفظية عن احتقار الأفراد لآخرين أو توجيه الإهانة لهم ، كالامتناع عن النظر إلى الشخص الذي يكن العداء له ، أو الامتناع عن تناول ما يقدمه له ، أو النظر بطريقة ازدراء وتحقير 0

    وقد يأخذ العدوان شكلين آخرين وهما :

    1ـ العدوان الاجتماعي :
    ويشمل الأفعال المؤذية التي تهدف إلى ردع اعتداءات الآخرين 0

    2ـ العدوان اللاجتماعي :
    ويشمل الأفعال المؤذية التي يظلم بها الإنسان نفسه أو يظلم غيره 0
    وقد يكون العدوان مباشر أو غير مباشر 00

    فالعدوان المباشر هو : الفعل العدواني الموجه نحو الشخص الذي أغضب المعتدي فتسبب في سلوك العدوان 0

    أما العدوان غير المباشر فيتضمن الاعتداء على شخص بديل ، وعدم توجيهه نحو الشخص الذي تسبب في غضب المعتدي ، وغالبا ما يطلق على هذا النوع من العدوان اسم العدوان البديل 0


    وقد يكون العدوان متعمدا أو غير متعمد :

    فالعدوان المتعمد :
    يشير إلى الفعل الذي يقصد من ورائه إلحاق الأذى بالآخرين 0

    أما العدوان غير المتعمد :
    فيشير إلى الفعل الذي لم يكن الهدف منه إيقاع الأذى بالآخرين ، على الرغم من أنه قد انتهى عمليا بإيقاع الأذى أو إتلاف الممتلكات 0


    ويميز علماء النفس كذلك بين نوعين من العدوان وهما :

    1ـ العدوان المعادي 0
    2ـ العدوان الوسيلي 0

    فالعدوان المعادي :
    موجه نحو الآخرين بهدف إلحاق الأذى والضرر بهم فقط 0

    أما العدوان الوسيلي :
    فيقوم به الطفل بدافع الحصول على شيء ما ، أو استرداد شيء ما ، وعادة ما يقوم الطفل بهذا النوع من العدوان عندما يشعر أن هناك ما يعترض سبيل تحقيقه لهدفه 0


    كما يذكر البعض ثلاثة أنواع من العدوان تلاحظ لدى الطلبة وهي :ـ
    1ـ عدوان ناتج عن استفزاز حيث يدافع الطالب عن نفسه ضد اعتداء أقرانه 0
    2ـ عدوان ناتج عن غير استفزاز : حيث يهدف الطالب من خلاله إلى السيطرة على أقرانه أو إزعاجهم أو إغاظتهم أو التسلط عليهم 0
    3ـ عدوان مصحوب بنوبة غضب ، ويلجأ الطالب من خلاله إلى تحطيم الأشياء من حوله ، ويبدو هنا كأنه لا يستطيع أن يضبط غضبه 0


    وأخيرا ، لا بد أن هنا من الإشارة إلى العدوان السلبي ، وهو العدوان الناتج عن التمرد على السلطة من أهل ومعلمين ، حيث يشعر الطالب بأنهم ظالمون مستبدون ، وأنه قد أسيئت معاملته من قبل هؤلاء المتحكمين ، وهنا يخاف الطالب من الانتقام بشكل مباشر من مصادر السلطة ، فليجأ إلى إظهار هذا العدوان على شكل خداع مبطن ، كأن يتعمد إحضار الكتاب الخاطيء إلى الصف ، أو تجاهل الواجبات المدرسية ، إو إضاعة السطر أثناء القراءة ، أو مقاطعة المعلم بشكل متكرر من أجل الذهاب إلى دورة المياه 000 إلخ 0

    أمّا ( باترسون وآخرون ) فقد وصفوا أشكال السلوك العدواني كالتالي :ـ

    1ـ السب والاستهزاء ، كأن يذكر الفرد الوقائع أو المعلومات بلجهة سلبية 0

    2ـ التحقير ، وهو إطلاق العبارات والشتائم التي تنتقص من قيمة الطرف الآخر وتجعله موضعا للسخرية والضحك 0

    3ـ الاستفزاز بالحركات ، كالركض في الغرفة أو الخبط على الأرض بقوة 0

    4ـ السلبية الجسدية ، كمهاجمة شخص لآخر لإلحاق الأذى به 0

    5ـ التدمير ، وهو تدمير أشياء لآخرين وتخريبها 0

    6ـ التزمت بالآراء وطلب الإذعان الفوري من شخص آخر دون مناقشة 0


    أسباب العدوانية :

    اهتم علماء النفس بالعدوان وحاولوا تفسيره رغم اختلاف مدارسهم واتجاهاتهم ، وعلى الرغم من هذا الاهتمام إلا أن تفسيرات علماء النفس حول هذا السلوك متباينة ، ويرجع هذا التباين إلى الأطر النظرية التي تعتمد عليها كل نظرية أو مدرسة من مدارس علم النفس 0

    1ـ النظرية السلوكية :
    تنظر إلى السلوك العدواني على أنه سلوك تتعلمه العضوية ، فإذا ضرب الولد شقيقه مثلا وحصل على ما يريد ، فإنه سوف يكرر سلوكه العدواني هذا مرة أخرى لكي يحقق هدفا جديدا 0 من هنا ، فالعدوان هو سلوك يتعلمه الطفل لكي يحصل على شيء ما 0

    2ـ نظرية التحليل النفسي :
    يرى فرويد صاحب هذه المدرسة ، أن سلوك العدوان ما هو إلا تعبير عن غريزة الموت ، حيث يسعى الفرد إلى التدمير سواء تجاه نفسه أو تجاه الآخرين ، حيث إن الطفل يولد بدافع عدواني ، وتتعامل هذه النظرية كذلك مع سلوك العدوان بأنه استجابة غريزية وطرق التعبير عنها متعلمة ، فهي تقول : بأنه لا يمكن إيقاف السلوك العدواني أو الحد منه من خلال الضوابط الاجتماعية أو تجنب الإحباط ، ولكن ما نستطيع عمله فقط هو تحويل العدوان وتوجيهه نحو أهداف بناءة بدلا من الأهداف التخريبية والهدامة 0


    3ـ النظرية الفسيولوجية :

    يعتبر ممثلو الاتجاه الفسيولوجي أن السلوك العدواني يظهر بدرجة أكبر عند الأفراد الذين لديهم تلف في الجهاز العصبي ( التلف الدماغي ) ، ويرى فريق آخر بأن هذا السلوك ناتج عن هرمون التستستيرون حيث وجدت الدراسات بأنه كلما زادت نسبة هذا الهرمون في الدم ، زادت نسبة حدوث السلوك العدواني 0

    4ـ نظرية الإحباط :

    ترى هذه النظرية أن سلوك العدوان ينتج عن الإحباط ، أي أن الإحباط هو السبب الذي يسبق أي سلوك عدواني ، فالإنسان عندما يريد تحقيق هدف معين ويواجه عائقا يحول دون تحقيق الهدف ، يتشكل لديه الإحباط الذي يدفعه إلى السلوك العدواني ، لكي يحاول الوصول إلى هدفه أو الهدف الذي سيخفف عنده من مقدار الإحباط ، وقد يكون هذا الإحباط ناتجا عن المعاقبة الشديدة غير الصحيحة للعدوان في المنزل ، مما يسبب ظهور خارج المنزل 0 مع هذا ، فقد تبين بشكل واضح أن هذه النظرية غير كافية لتفسير جميع السلوكيات العدوانية 0

    5ـ نظرية التعلم الاجتماعي :

    ترى هذه النظرية بأن الأطفال يتعلمون سلوك العدوان عن طريق ملاحظة نماذج العدوان عند والديهم ومدرسيهم ورفاقهم ، حتى النماذج التلفزيونية 00 ومن ثم يقومون بتقليدها ، وتزيد احتمالية ممارستهم للعدوان إذا توفرت لهم الفرص لذلك 0 فإذا عوقب الطفل على السلوك المقلد فإنه لا يميل إلى تقليده في المرات اللاحقة ، أما إذا كوفيء عليه فسوف يزداد عدد مرات تقليده لهذا السلوك العدواني ، هذه النظرية تعطي أهمية كبيرة لخبرات الطفل السابقة ولعوامل الدافعية المرتكزة على النتائج العدوانية المكتسبة ، والدراسات تؤيد هذه النظرية بشكل كبير ، مبينة أهمية التقليد والمحاكاة في اكتساب السلوك العدواني ، حتى وإن لم يسبق هذا السلوك أي نوع من الإحباط 0


    العلاج المقترح للطفل العدواني :

    1ـ اشتراكه في إحدى الرياضات التي ممكن أن تفرغ الطاقة الموجود فيه ولكن عليك اختيار مدرب يستطيع التعامل مع الأطفال ويعلمه أهمية الرياضة ومتى يستخدمها 0

    2ـ حاولي أن توسعي له دائرة صداقاته ليشعر انه محبوب 0

    3ـ دعيه يمارس هواياته كالرسم واستخدام الحاسوب 0

    4ـ إعطاءه الوقت الكافي ليعبر عن ذاته 0

    5ـ راقبي تصرفاته واعرفي الظروف التي يظهر بها العدوان 0

    6ـ استخدام التدعيم الإيجابي المستمر ، لكل سلوك ليس فيه عدوان 0

    7ـ افهميه على الآثار السلبية للسلوك العدواني عليه وعلى أخوته وأصحابه 0

  15. #15
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية malik_1406
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    04 2007
    المشاركات
    185

    مشاركة: الأطفال أصحاب المشاكل ( حلقات )

    جزاك الله خير

    والله يعطيك العافيه

  16. #16
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    مشاركة: الأطفال أصحاب المشاكل ( حلقات )

    شكرا جزيلا لك أخي الفاضل / malik_1406
    دمت بصحة وعافية 0

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •