في مصر " المحروسة " كتب الكثير عن " الصعايدة " الذين نعرفهم جيداً من خلال الإعلام وباتوا مثالاً حياً لكل من ينتمي إلى فصيلتهم .! التلفاز والسينما المصرية ، صورت الصعايدة وتصرفاتهم البدائية المتخلفة إلى حد كبير في أعمال كثيرة ومشهورة ، بصور شتى وبقوالب ساخرة ، اشترك فيها كثير من الفنانين البارعين ، وتمت المرمطة بهم ، بصورة يعرفها الكثير ..! ولم نسمع في يوم من الأيام أن " الصعايد " شتموا أو قتلوا أو خطفوا أو أخفوا فناناً أو ممثلاً بسبب دور أداه ، أو كاتب بسبب نص كتبه ، أو سيناريست خط شيئاً ما ، رغم أن أنباء ثاراتهم القبلية وتخلفهم وجلافتهم تصل إلينا عبر وسائل الإعلام أيضاً ..! " الصعايدة " لم يكونوا فقط شخصيات يتم الحديث عن جلافتهم وتناحتهم ـ حسب الإعلام ـ بل أيضا تم التنذر بـ " زناخة " امخاخههم ، بصورة لا يتوقع أن تحدث ولو لمرة في اليمن ، رغم وجود حالات أكثر سوءاً لدينا .. مثالاً الحادثة ـ النكتة والتي مفادها أن قبيلة يمنية قتلت مدرساً مصرياً ـ أكيد مش صعيدي طبعاً ـ فانتقمت القبيلة المنافسة منها بقتل مدرسها المصري أيضاً ....! حالة صعايدة مصر ، تنطبق كثيراً على كثير من ساسة اليمن ، أكثر من رجالات القبائل فيها ، فكثير منهم لا يفقهون في الصحافة والرأي والرأي الآخر والديمقراطية شيئاً ، ربما بنسبة أقل مما يعرفه صعايدة مصر أو بدو مأرب والجوف ! مثالاً ، إن كثيراً من ساسة اليمن لا يفقهون التعامل مع الكمبيوتر أو الإنترنت ، وهذا ليس عيباً أو نقصاً ، ولكنه في حالات معينة ، يعد حالة كارثة عندما تستدعي الضرورة ويتحولون إلى " أخس " من الصعايدة أنفسهم ، في فهمهم وعقولهم التي " تنزلخ " بصورة كوميدية لو يعلم بها عادل إمام أو محمد هنيدي لاتيا مهرولين إلينا للاستفادة من التجربة اليمنية ..! وربما هذه واحدة من أمهات مشاكل اليمنيين فهم صعايدة بالفطرة


رد مع اقتباس