الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . إخواني وأخواتي أعضاء وزوار منتدى سامطه حفظهم الله .
أحببت اليوم أن أكتب لكم بعض التنبيهات والتحذيرات عن المراقبه الذاتيه ...... نبدأ
ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم { لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامه بحسنات أمثال جبال تهامه
بيضاء فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا } قيل يارسول الله صفهم لنا قال صلى الله عليه وسلم{ أما أنهم أخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون } ولكنهم
أقوام إذا خلوا بمحارم الله أنتهكوها .أخي المسلم أختي المسلمه . لماذا لا نرتكب المعاصي أمام الناس وإذا غبنا
عن أعينهم أطلقنا لانفسنا العنان وارتكبنا الذنوب والمعاصي بدون أي وازع ديني أنسينا قوله تعالى وَكَمْ أَهْلَكْنَا
مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا الاسراء 17 وقال تعالى { وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } .
تجد الانسان منا يتورع عن أرتكاب المعاصي لو كان بحضرته طفل . أصار حيائنا من الطفل الذي هو بشر مثلنا
أشد من حيائنا من الله عزوجل !!! والله أنه لتناقض خطير جدا . قالى تعالى { أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ
وَمَا يُعْلِنُونَ } البقرة 77 وقالى تعالى { أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ }التوبة 78
أخي أختي أن كانت جرء تنا على المعصيه إعتقادا منا أن الله لا يرانا فما أعظم كفرنا وإن كنا نعلم أن الله يرانا
فما أشد وقاحتنا قالى تعالى { يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ
الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا } النساء 108 .
ومن المفارقات العجيبه , أننا نعرف الله ثم نعصيه , ونعلم قدر غضبه ثم نتعرض له , ونعلم شدة عقابه ثم لا نطلب
السلامة منه ونذوق ألم الوحشه بمعصيته ثم لا نطلب الانس بقربه ونهرب من معصيته . ما أعظم غفلتنا
وما أشد مصيبتنا .
قال قتادة : ابن آدم , والله أن عليك لشهود غير متهمه في بدنك , فراقبهم , واتق الله في سرك وعلانيتك , فإنه
لا يخفى عليه خافيه , الظلمه عنده ضوء , والسر عنده علانيه . قالى تعالى
{ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ
وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ } فصلت 22 - 23 .
قال إبن الاعرابي : أخسر الخاسرين من أبدى للناس صالح أعماله , وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل
الوريد . قال تعالى { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } ق 16 .
قال الشاعر
إذا ما خلوت الدهر يوما قلا تقل ******* خلوت ولكن قل عليه رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة *********** ولا أن ما تخفيه عنه يغيب
إن تقوى الله في الغيب , وخشيته في السر , دليل على كمال الايمان , وسبب حصول الغفران ودخول الجنان
قالى تعالى { إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } الملك 12{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ
هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ
مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ
ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ
لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } ق 31 _ 35
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم { أسألك خشيتك في الغيب والشهادة} .
ومن الامور الموجبه لخشية الله
1- قوة الايمان بالله
2- النظر في شدة بطشه
3- قوة المراقبه لله
4- إستحضار معاني بعض صفات الله مثل ( السمع , البصر , العلم )
وهناك الكثير من الآيات والاحاديث تثبت السمع والبصر والعلم لله تعالى . فهل راقبنا الله وعرفنا أنه يران
عندما نستتر من الناس , وأنه يسمعنا ونحن نجاهر بالمعاصي .......
اللهم علمنا ما ينفعنا ونفعنا بما علمتنا إنك أنت علام الغيوب