( وليد و المعلم البليد )
- يدرس وليد هذا في الصف السادس الابتدائي ، وهو طالب متميز جدا وفي قمة الاجتهاد و الأدب و الذوق الرفيع ..
- وقد واجه وليد مع زملائه في الصف مشكلة كبيرة كانت بمثابة الاختبار الكبير لقدراته العلمية و القيادية أيضا ..
- وكانت تتمثل هذه المشكلة في تكاسل و تهاون أحد المعلمين الذين لا يقدرون للأسف عظم المسؤولية و الأمانة التي ألقيت على عواتقهم .. حيث ظل هذا المعلم يتغيب و يتهاون في شرح الدروس حتى انتصف الفصل الدراسي ولم يدرس الطلاب بعد إلا درسا واحدا أو درسين من المقرر ..
- و هنا جلس وليد مع بعض زملائه للتفكير في حل لهذه المشكلة العويصة .. وبدأ الجميع يتساءلون : ماذا نعمل؟ ماذا نعمل ؟ ماذا نعمل مع هذا المعلم البليد الكسلان ؟!!
- وهنا قال أحدهم ( أحمد ) : نشكوه جميعا الى ادارة التعليم او الى وزير التعليم ليحضر لنا معلما غيره ...
- فرد وليد : لا .. لا يا أحمد .. ربما يكون معلمنا هذا أب و مسؤول عن عائلة و أطفال .. ولو شكوناه فربما يفصلونه من عمله وبالتالي نتسبب في قطع رزق أهله و أطفاله الأبرياء.
- فقال مهند : إذن .. نكتب له رسالة نخبره فيها أن أهلنا لم يرسلونا الى هنا لأخذ الشهادات فقط .. بل لنتعلم أولا ثم نأخذ الشهادات – ونقول له : إنك بسلوكك هذا – وحتى لو نجحتنا في نهاية العام – فإنك تدمرنا و تدمر مستقبلنا ، حيث لا مستقبل في هذا العصر إلا للمتعلمين .. ولا مستقبل فيه للجهلة ..
- فرد وليد : لا يا مهند .. رسالة كهذه ربما تثير غضبه علينا ..أو لربما تجرح مشاعره
أيضا ..
- أحمد بانفعال : وهل هذا إنسان و له مشاعر يا وليد ؟ (يا شيخ ريحنا)
- وليد : نعم يا أحمد .. هذا إنسان وله مشاعر ..
- أحمد : ولماذا إذن يهملنا و يتركنا هكذا كالأيتام ؟!!
- وليد : لأنه غافل يا أحمد ..غافل و غير مدرك لخطورة ما يفعل ..
- مهند : وما الحل إذن يا وليد ؟؟
- وليد : الحل عندي .. اسمعوا : أنا والدي معلم أيضا ، و سأطلب منه أن يشرح لي الدروس أولا بأول ، ثم آتيكم أنا هنا و أشرحها لكم ... ولا تخافوا .. لن أعطيكم واجبات كثيرة ..ها ها ها ها !! .
- و هكذا بدأ وليد في أداء دور ذلك المعلم بكل براعة و إتقان ولعدة أسابيع .. إلى أن جاء في أحد الأيام أحد الموجهين من إدارة التعليم لزيارة ذلك المعلم و معرفة مستوى طلابه
ودخل معه إلى الصف و بدأ في سؤال الطلاب – (و هنا كان يتوقع ذلك المعلم أن لا أحد من الطلاب سوف يجيب ذلك الموجه على أسئلته لأنه لم يشرح لهم معظم الدروس) .. ولكنه تفاجأ و انبهر جدا عندما رأى طلابه يجيبون على كل أسئلة الموجه ........
- وخرج الموجه وهو يمتدح و يثـني على هؤلاء الطلاب و على معلمهم هذا الذي لم يصدق ما كان يحدث أمامه ...
- وما إن خرج الموجه من المدرسة حتى عاد ذلك المعلم الى الطلاب ليسألهم :
- يا عفاريت ..بالله عليكم .. كيف استطعتم أن تجيبوا و أنا لم أشرح لكم إلا درسا واحدا أو درسين ؟؟؟!!!
- وهنا يرد أحد الطلاب : بصراحة يا أستاذ .. الفضل يعود لله أولا ثم لزميلنا وليد الذي كان يقوم بأداء واجبك أنت و يشرح لنا كل الدروس أثناء غيابك ...
- وهنا بدأ الأستاذ يشعر بفداحة ذنبه و ضآلة همته و قيمته أمام همة و قيمة هذا الطفل الصغير
- وليد - ..
- ثم قال للطلاب : والله لا أدري ماذا أقول لكم .. ولكنني آسف جدا .. و أرجو منكم أن تسامحونني و أن تغفروا لي إهمالي لكم و تقصيري في حقكم طيلة الأسابيع الماضية ،.. وأما أنت يا وليد فلك مني كل الشكر و العرفان و الحب والتقدير و الاحترام ...
.................................................. .........
--- ( R )---6/11/1427