أبها، جدة : نادية الفواز، نجلاء الحربي
أثبتت المرأة السعودية نجاحها في العديد من المجالات، حتى في المجالات التي كان البعض يعتقد أنها لا تناسب طبيعتها، من هذه المجالات العمل كجندية في الجهات الأمنية كالسجون والجوازات، وقالت جنديات سعوديات إنهن وجدن في عملهن مجالا واسعا لخدمة وطنهن، ومضاعفة الشعور بالوطنية والانتماء للوطن، لكنهن في الوقت نفسه يطمحن إلى المزيد.
تقول أحلام مرعي (ملاحظة برتبة ضابط خفر) "عمل الفتيات السعوديات في الجندية شرف لهن، لأنه عمل يخدم الوطن، وأنا أرتدي البدلة العسكرية النسائية كأي جندية، وأقوم بالتعقيب على السجينات في السجن، وتقديم الخدمات الإنسانية، وفض حالات العنف، ومتابعة حالة السجينة منذ دخولها للسجن وحتى خروجها".
وأضافت " قد نواجه بعض حالات العنف، ولكن سرعان ما تجد السجينة المعاملة الحسنة التي تجعلها تحسن معاملتها، فنحن نتفهم أوضاع السجينات، ونعمل على التخفيف عنهن، ومتابعة حالة كل سجينة على حدة، وتحويلها للباحثة الاجتماعية، ويتم بعد ذلك الرفع بتقرير عن أحوال السجينة والحلول لمشكلتها، كما نعمل على التعقيب الليلي للسجينات ومتابعتهن، وتحديد المبالغ الموجودة لديهن، ووضعها في الأمانات، وعمل تقارير الدخول والخروج".
وعن الدورات التي حصلت عليها قالت مرعي "حصلت على دورات في تنمية مهارات العاملات في السجون، وفي الدفاع المدني والأمن والسلامة، ودورة عن المخدرات وأنواعها وكيفية التعرف عليها، والتقيت بالعديد من الجنديات من مختلف مناطق المملكة في هذه الدورات".
وأضافت "تم تدريبنا على فض الاشتباكات وحل أي مشكلة، ولكننا لا نحمل السلاح، وأصبح لدينا قدرة على إنهاء أي مشكلة أمن وسلامة داخل السجن، وقد استفدنا من تجربة الملاحظات والمشرفات في السجن في التدريب على حل مشكلات السجينات دون تدخل الإدارة، وحل المشكلة بطريقة نظامية وصحيحة".
ويقول مدير عام سجون نجران المقدم علي بن أحمد الشهري "سجن نجران يضم 6 جنديات من السعوديات وقد أثبتن كفاءتهن وقدرتهن على العمل، وكفاءتهن لا تقل عن كفاءة الرجال من الجنود من حيث تأدية الواجب وحراسة السجينات، والانتقال معهن إلى المحاكم".
وذكر أن الجنديات السعوديات يتم تدريبهن بشكل مستمر ومكثف على دورات تزيد من كفاءتهن في العمل، وصقل مهاراتهن من خلال معهد الإدارة وجامعة الأمير نايف، حيث يتم تدريبهن على كيفية التعامل مع السجينات، وهن يتدرجن في الرتب جندي ثم جندي أول وثم رقيب فعريف".
وأكد مدير عام سجون منطقة عسير العقيد محمد خلوفة أن الجنديات السعوديات متحمسات للعمل أكثر من الرجال، وهن أكثر انضباطا وتفهما للتعليمات، وحريصات على الحصول على دورات تدريبية، إضافة إلى إلحاحهن للحصول على المعرفة، ويضيف "تعمل السعوديات في المجال الأمني منذ سنوات طويلة، وهناك إقبال كبير من السعوديات للعمل في هذا المجال، فبمجرد الإعلان عن وظائف في الرتب العسكرية نجد أعدادا هائلة من المتقدمات من خريجات الثانوية العامة والجامعيات وخريجات الماجستير، وهناك موظفات في كافة القطاعات الأمنية تقريبا مثل الجمارك والمطارات والأحوال المدنية والشرطة"، مشيرا إلى أن عمل المرأة السعودية في هذا المجال له دور كبير في الحفاظ على أمن البلاد، مبينا أنهن سريعات الاستيعاب، طموحات،مواظبات على العمل، جادات في خدمة وطنهن.
وعن تدريب الجنديات السعوديات قال " يتم تدريب الجنديات على كافة النواحي الأمنية في معهد الإدارة الأكاديمية وجامعة نايف، ومن المتوقع حصولهن على دورات أخرى في التفتيش والرعاية الاجتماعية للسجينات والمهارات، والتعامل مع السجينات والزائرات والحراسة والأمن والسلامة وفض الاشتباكات، وهناك خطط بعيدة المدى لدعم تدريب الجنديات السعوديات" مشيرا إلى أنهن يحصلن على رتبة جندي أول وعريف ورقيب أول ورئيس رقباء.
وترى المشرفة على قسم السيدات بسجن أبها العام نايلة عسيري أن عمل المرأة السعودية في القطاعات العسكرية له دور هام في حماية أمن البلاد، مؤكدة أن دور المرأة في هذا المجال لا يقل عن الرجل، وقالت إن الجنديات السعوديات الموجودات في سجن أبها والبالغ عددهن أكثر من 10 جنديات أثبتن قدرتهن وكفاءتهن العالية، ويسعين لصقل خبرتهن بالمزيد من المعارف والدورات.
تقول ح- س (من منسوبات إحدى الجهات الأمنية) " عملي في المجال الميداني بإحدى الجهات الأمنية يشعرني بكثير من الفخر، ويعطي المرأة الثقة في إثبات وجودها ومكانتها في المجتمع، وهذا العمل يعتبر خدمة للوطن، ويساهم في المحافظة عليه، وهو يعطي المرأة مكانة، ويشعرها بالثقة، ولكن في المقابل نطمح إلى أن يكون لدينا رتب عسكرية، ليكون ذلك حافزا قويا ومشجعا لنا، وأيضا الحصول على دورات تدريبية نتمكن من خلالها من التدريب على الدفاع عن النفس،وحمل السلاح،كشكل من أشكال الحماية الشخصية لنا".
وأشارت ص- ع (من منسوبات إحدى الجهات الأمنية) "أعمل في إحدى الجهات الأمنية، وعملي في هذا المجال يعطيني الثقة بنفسي، وأشعر بكثير من الفخر،وعملي يتركز أحيانا في العمل الميداني في بعض الأوقات، وهذا يتطلب منا جهداً متواصلاً، ونطمح أن تكون لنا في هذا المجال رتب عسكرية،بحيث يكون لنا تدرج في الرتب، وأيضا تدريب المرأة التي تعمل في هذا المجال على حمل السلاح، وتنظيم دورات مكثفة تساعدنا على تحسين مستوانا الوظيفي".
وعبرت هـ - م (من منسوبات إحدى الجهات الأمنية) عن سرورها وابتهاجها بهذا العمل، واعتبرت ذلك من الواجب على كل شخص يحب هذا الوطن، وأشارت إلى أنها تطمح هي وزميلاتها إلى أن يكون لهن رتب عسكرية، والعمل على تحسين مستواهم الوظيفي، وأن تقام لهن دورات يستطعن من خلالها التطوير من مستواهن، ورحبت بفكرة تنظيم دورات تدرب المرأة على حمل السلاح،رغم اعتقادها أنه لا توجد ضرورة لحمله في مجال عملها.
ويقول قائد دوريات الجوازات بمنطقة مكة المكرمة العقيد مسفر الطلالي "هؤلاء السيدات تصرف له رواتب شهرية جيدة في كل شهر، وأيضا يحصلن على مكافآت، لكن بالنسبة لمطالبتهن بالتدريب على حمل السلاح، فهذا الأمر ليس بالإمكان، لأنه ليس هناك ضرورة لذلك".
وعن أمر الرتب العسكرية بالنسبة للمرأة التي تعمل في الجهات الأمنية أشار إلى أنه إذا حصلت المرأة على رتب عسكرية، لابد أن يكون ذلك في المجال النسائي، بمعنى أن تكون هناك إدارة نسائية لهذا الأمر، إلا أن ذلك لم يناقش من قبل".