أثار إصرار أول نائب أمريكي مسلم عن الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي على أداء القسم على القرآن وليس الإنجيل، غضب المحافظين خلال احتفالات تنصيب الأعضاء المقرر إجراؤها الشهر المقبل, فيما يعد أول حادثة من نوعها في التاريخ الأمريكي.
وأعلن كيث اليسون، وهو محام يبلغ من العمر 43 عاما، في بيان أنه سيؤدي القسم على القرآن وليس الإنجيل في احتفالات تنصيب أعضاء الكونغرس في الرابع من يناير/كانون الثاني 2007.
وكان النائب المسلم تغلّب على منافسيه لخلافة الديمقراطي المتقاعد مارتن سابو في مقعده بمجلس النواب الذي يشغله الديمقراطيون منذ عام 1963، وفاز اليسون الذي اعتنق الإسلام بينما كان طالبا بالجامعة وعمره 19 عاما في مسقط رأسه ديترويت بمساعدة المسلمين وائتلاف من الناخبين الليبراليين المناهضين للحرب في انتخابات الكونغرس التي جرت في السابع من نوفمبر 2006.
وكتب دينس براجير ـ أحد أبرز كتاب الأعمدة في الصحف الأمريكية ذات التوجه المحافظ ـ مقالا تحت عنوان أمريكا وليس إليسون من يحدد الكتاب الذي يقسم عليه أعضاء الكونغرس, جاء فيه أن استخدام القرآن خلال احتفالات الكونغرس يقوض ويضعف الحضارة الأمريكية، بحسب ما أوردته صحيفة "الأهرام" المصرية الأحد 3-12-2006.
وأضاف الكاتب أنه حين يتعلق الأمر بقسم أعضاء الكونغرس على خدمة الولايات المتحدة والحفاظ على قيمها, فإنه يجب ألا يكون هناك لمثل هذا القسم سوي الإنجيل, ثم وجه حديثه إلى اليسون قائلا: "إذا كنت عاجزا عن القسم على هذا الكتاب الذي لا تهتم أمريكا بسواه, فلا تسعى إذن إلى أن تكون في خدمة الكونغرس".
وأثار مقال براجير ردود فعل واسعة في أوساط المحافظين, حيث تلقفته المدونات التابعة لهم, وبدأت حملة انتقادات واسعة ضد اليسون وترشيحه.
ومن جانبه, لم يحاول إليسون الرد على المقال، والانتقادات التي وجهت إليه, واكتفى المتحدث باسمه كاري مو بتأكيد أن هذه الحملة تأتي لأهداف سياسية لا علاقة لها بتصريحات العضو الديمقراطي.
وأكد مو أن الأمر بمنتهى البساطة هو حرية التعبير عن الأديان, فمن حق اليسون ـ على حد تعبيره ـ وفقا للدستور الأمريكي أن يعبر عن ديانته وأن يمارسها، وبالتالي فلا يوجد ما يعيب في مطالبته بأن يكون قسمه على المصحف الشريف، خاصة أن الاحتفال الذي سيجري في الكونغرس هو مجرد شكل رمزي للأعضاء الجدد الذين سبق واختارهم الشعب الأمريكي.
وأضاف أن القسم على المصحف حق تكفله الحريات الدينية الأمريكية. وفي سياق متصل, أكد مسؤولون أمريكيون أمس السبت أن سلطات مطار مدينة مينيابوليس تدرس تخصيص غرف للمسلمين للصلاة فيها استجابة لمطالب عدد من الأئمة عقب إخراج ستة من رجال الدين المسلمين من إحدى الطائرات الأمريكية الأسبوع الماضي لقيامهم بالصلاة داخل الطائرة, الأمر الذي أثار خوف أحد الركاب, الذي ادعى أنه سمعهم يقولون تعليقات معادية للولايات المتحدة.