حسن الصائغ
كان حسن الابن الوحيد لأمه بعد وفاة والده ، ولم تتزوج أمه بعد وفاة والده 0 كانا فقيرين معدمين ، يعيشان شظف العيش 00 خرج حسن من عند أمه مقررا أن يبحث له عن عمل ليعيش هو وأمه 00 وعند خروجه وفي الطريق وجد نفر من الناس 00 كان هؤلاء يستغلون الناس البسطاء لتحقيق مآربهم ، ومن ثم الغدر بهم 0 قالوا له : هل تعمل معنا ؟ قال : نعم ، قالوا له : تعال ، وركب معهم حتى وصلوا إلى ساحل البحر ، وفي البحر توجد جزيرة مهجورة ، ركبوا في القارب حتى وصلوا إلى الجزيرة 0 قالوا له : ادخل إلى الجزيرة واجمع لنا من تلك الصدف والأحجار 00 دخل إلى الجزيرة وبدأ يجمع حتى امتلأ الزنبيل الذي معه 0 عاد به وأعطاهم ، وكانت الشمس على وشك المغيب 0 ركبوا في القارب ، قال لهم حسن : انتظروا أركب معكم ، قالوا له : هل ترى تلك الجماجم والعظام التي في تلك الناحية ؟ نظر ، فقال : نعم ، قالوا له : أنت ستصير مثلهم 0 عرف أن ألئك ماتوا بسبب هؤلاء المجرمين 0 تركوه في الجزيرة ، و أقبل الليل وهو جائع وظمآن وتعبان وخائف 0 انتظر وتجول عله يسمع أو يرى من ينقذه فلم يجد أو يسمع أحدا ، إلا أصوات لبعض الحيوانات والطيور 0 اضطجع في مكان فنام ، وبقي نائما حتى إذا مطلع الفجر رأى في المنام شيخا يقول له : يا حسن قم فتوضأ وصل ثم ارم نفسك في البحر وقل : يا بحر الله جاك عبد الله 0 استيقظ ثم عاد فنام ، فرأى الشيخ يقول له ما قال أولا ، فلم يستيقظ ، وفي الثالثة استيقظ ، فقام وتوضأ وصلى ، ثم أغمض عينيه ورمى بنفسه في البحر وقال : يا بحر الله جاك عبد الله ، وما أن وقع في البحر حتى وقع على ظهر أحد الحيوانات البحرية تسبح متجهة باتجاه الساحل ، فبقي على ظهره حتى وصل إلى الساحل فرماه من على ظهره ، فإذا هو على الأرض ، لكن ليس المكان الذي دخل منه إلى البحر 00 كان يرى بعيدا بيوتا ونخلا وأشجارا فمشى باتجاهها حتى إذا كان على مشارفها ، وجد ثلاث فتيات ، قالت له إحداهن : إلى أين أيها الشاب ؟ قال : إلى هذه القرية علني أجد بها عملا ، قالت له : ارجع ، وإلا فمصيرك الموت 0 فقال : ولم ؟ قالت : إنه محرم على أهل هذه القرية أن يبقى فيها رجلا أو شابا ، ومن بقي فجزاؤه الموت ، وليس فيه غير النسوة والأطفال ، أما الرجال والشباب فإنهم مختبئين خارج القرية ، وليس لهم سوى يوم واحد في الأسبوع يعودون فيه ثم يغادرونها قبل شروق الشمس 0 قال ومن أمر بهذا ، قالت له : العفريت 0 قال : وأين هو العفريت ؟ قال : يسكن في بئر في طرف القرية الشمالي 0 قال سأقتله وأريح أهل هذه القرية من شره 0 فضحكت ومعها أخواتها ، فقال : علام تضحكين أنت وأختاك ، فقالت : من كلامك ، لقد حاول قبلك الكثير وكان مصيرهم الموت 0 نحن نساء أهل هذه القرية خدما له ، وكل بيت يعد له وجبات الطعام طيلة الأيام التي هو فيها ، فإذا غادر في اليوم الذي يذهب فيه ارتحنا منه 0 ونحن كما ترى قد ذهبنا نشتري له الطعام كي نعده له لأن اليوم يومنا 0 قال حسن : فإذا ذهبتن إليه بالطعام ذهبت معكن وقتلته 0 قالت : ما زلت مصرا على قتله ؟ قال : نعم 0 عادوا جميعا إلى منزلهن ومعهن حسن ، وبعد أن انتهين من إعداد الطعام ذهبوا به إلى العفريت ، وأثناء إعداد الطعام كان حسن يبحث عن شيء ليقتل به العفريت ، وقد وجد عمودا من الحديد فأخذ يصلحه حتى جعل رأسه حادا ونافذا 00 في تلك الأثناء كان هناك صوتا كالرعد ينبعث من البئر ، وكان حسن يسمع ذلك ، فسأل ما هذا الصوت ؟ قالت البنت : هذا صوت العفريت لأنه يشعر أن في القرية رجلا ذهبوا بالطعام إليه وذهب معهن حسن وحاولن منعه إلا أنه أصر على الذهاب ، قال : إما أقتله وأخلص أهل هذه القرية منه ، وإما يقتلني ويخلصني من الحياة 0 ولما اقتربوا من البئر كان العفريت يصرخ ويقول : أشم معكم رائحة رجل ، قالت الكبرى : هذا أخونا ، قال : سأقتله ، وصلوا إلى البئر إلى البئر ومن الجهة التي اعتادوا أن يعطوه الطعام ، وحسن جاء من الجهة الأخرى وما أن أخرج رأسه ويده لأخذ الطعام حتى عاجله حسن بطعنة قوية نافذة على رقبته من الخلف فخر صريعا على حدة البئر 00 وهنا ارتفعت صيحات البنات بالزغاريط والغطاريف والأفراح بمقتل العفريت 00 وجاءت نساء وبنات وأطفال القرية ينظرون وأعلنت الأفراح في القرية ، وعاد إليها رجالها وشبابها المبعدين المختبئين ، وجاء والد البنات وشكر حسن وشكره رجال القرية ، وقالوا له : نجعلك أميرا على القرية ، قال : لا ، أنا أريد عملا فقط ، قال له والد البنات : تعمل عندي وتصير ابنا لي ، فليس لدي أبناء ذكور 0 وافق حسن وعمل عندهم ، وبعد مضي مدة ، قال أبو البنات : يا حسن سنذهب إلى مدينة بعيدة نزور أقارب لنا فإما تذهب معنا أو تجلس تنتظرنا حتى نعود ، وقد نعود بعد شهر ، قال بل أنتظركم ، قال : إذن هذه مفاتيح الغرف ، وأفتح ما شئت منها ، إلا هذه الغرفة ، فقال حسن : السمع والطاعة ، وغادر الأب وبناته ، وبقي حسن وحيدا ، وكان يذهب إلى عمله ثم يعود ، ويفتح ما شاء من الغرف ، وبها من التحف والأشياء الجميلة ، ولكن فضوله دعاه إلى أن يفتح تلك الغرفة التي نهوه أن يفتحها ، فلما فتحها وجد فيها بركة مملوءة بالمياه ، وتصلح للسباحة ، وما أن حاول أن يخلع ثيابه ليسبح فيها ، حتى هبطت سبع حمائم ، وكل حمامة نحت جانبا ثم خلعت ثيابها ، فإذا هن فتيات كل فتاة أجمل من الأخرى ، اختبأ ينظر إليهن ، ولما فرغن من السباحة ، كل واحدة ارتدت ريشها ثم طرن من المكان ، وكان قلبه قد تولع بواحدة منهن إذ أعجبته ووقع في حبها وعشقها ، فمكث في مكانه مريضا شغفا بحب تلك الفتاة ( الحمامة ) ، وكان موعد عودة البنات ووالدهم قد اقترب ، ولما وصلوا لم يجدوا حسن ، فظنوا أنه قد غادر المنزل لما بقي بمفرده ، وحزن الوالد والبنات لذلك ، وقالوا : كان من المفترض أن نأخذه معنا ، فهم يحبوه لما يتمتع به من خصال حميدة 0 لكنهم يريدون المفاتيح في معه ، فبدأ الوالد والبنات يبحثون ، وشاهدوا تلك الغرفة التي نهوا حسن من دخولها مفتوحة ، فدخلوها فرأوا حسن ملقى على الأرض فهرعوا إليه فوجدوه مريضا ، فحملوه وأخرجوه ، وسألوه عن أسباب مرضه ، فأخبرهم بما شاهد عندما فتح الغرفة والفتيات اللاتي دخلن وهن في شكل حمائم ، وكيف عشق قلبه وتولع بتلك الفتاة وحبها ومرض بسبب ذلك فقالوا : حسن ما قلنا لك لا تفتح هذه الغرفة ، فقال فتحتها وحصل ما حصل ، والآن أخبروني عن تلك الفتيات اللائي أتين في شكل حمائم ، فأخبروه أنهن من جزر واق واق ، وهن أميرات وأختهن الملكة واسمها ( نور ) وهن لا يعصين للملكة أمرا 00 فقال سأذهب إلى تلك الجزر وأتزوج بتلك التي حبها قلبي ، فقالوا مستحيل ذلك ، فلا يمكن الوصول إلى ذلك المكان ، لكن انتظر فإنهن يجئن يوما كل شهر ، ونحن نفتح لهن الغرفة ، فإذا جاء الموعد فتحنا الغرفة وأنت تعرف على الفتاة التي أحببتها ، وأمسك ريشها عندك ، فإذا أردن العودة كل واحدة ستأخذ ريشها ، إلا تلك التي أخذت ريشها ، وبعد مغادرتهن اخرج عليها وارم عليها هذا اللحاف ، ثم بعد ذلك نزوجك بها 00 قال : هذا هو الحل ، ولما جاء موعد فتح الغرفة ، كان حسن قد زاد به لهفه وشوقه لتلك الفتاة ، شرقت شمس ذلك اليوم وتم فتح الغرفة ، فلما فتحت ما هي إلا لحظات حتى هبطت السبع حمائم ، ورأى التي حبها وهي تخلع ريشها ، فعمد إليه ثم أخذه ، وبعد أن فرغن من السباحة ، كل واحدة أخذت ريشها ولبسته ، إلا تلك التي أخذ حسن ريشها ، وبحثت عنه وهي تبكي ومعها أخواتها فلم تجده ، فقالت الحائم الست لتلك : نحن سنعود وأنت إذا وجدت ريشك الحقي بنا ، فنحن نخاف نتأخر معك وتعاقبنا أختنا الملكة ، ولما طرن من الغرفة ، بقيت تلك لوحدها تبكي ، وهنا رمى حسن عليها اللحاف وأمسك بها ، فقالت : من أنت ؟ فقال أنا : من هام بحبك وعشقك ، وجاءت أخواته البنات ووالدهم ، وقالوا للبنت : حسن أخونا يحبك وسنزوجك به ، قالت : سوف تقتلني أختي إن علمت بذلك ، قالوا : لا عليك كل شيء سيهون ، إلا حسن يموت بسبب حبك 00 أعلن الزواج وأقيمت الأفراح ، وتم زواج حسن بتلك الأميرة ، ومكث فترة ورزقه الله بولد وبنت ، وهنا طلب حسن الإذن من البنات والدهن أن يذهب لزيارة أمه فهو منذ غادر من عندها لم يرها ولم يعرف من أخبارها شيئا وقال : إن أمي إذا غبت عنها فترة من الزمن تصاب بالعمى ، والآن لي مدة سنتين غائب عنها وأكيد أنها الآن مقعدة في بيتها عمياء 0 وافقوا له ، وقالوا له : لازم تعود إلينا ، فقال : إن شاء الله 0 غادر ومعه زوجته وابنه وابنته ، ولما وصل إلى قريته وطرق باب أمه : قالت : من ؟ فقال : أنا ابنك حسن الصايغ وحبه الاشتياق ـ وهذا لقبه الذي يعرف به في القرية ـ قالت أمه : إن حسن قد مات من زمان ، وأنا عمياء ، ولا أستطيع أن أقوم وأفتح الباب ، فتسور الجدار ثم فتح لزوجته وابنيه الباب ودخل إلى أمه وأخذ يقبل رأسها ويديها ، وهنا عرفت أنه ابنها فعاد إليها بصرها ، وقبلته وقال لها : هذه زوجتي وهذان ابني وابنتي فقبلتهم ورحبت بهم ، وكان معه الهدايا والملابس والمال الكثير ، وأقامت والدته الأفراح بهذه المناسبة ودعت كل أهل القرية إليها وبعد أن مكث عندها فترة ، قال لأمه : إنني سأذهب إلى أخواتي ووالدهم في تلك القرية ، فقالت أمه : لا يا حسن ، أخاف ألا ترجع وتتأخر علي وأعود لا أبصر ، قال : لن أتأخر ، وهذا ريش زوجتي لا تعطيها مهما كانت الأسباب 0 غادر حسن منزله ووالدته وزوجته وأبنائه ، واتجه إلى تلك القرية التي بها أخواته البنات ووالدهن ، وبعد مدة أقيم في القرية مناسبة زواج وكانت الأفراح والرقص وحضرت والدته وزوجته ، وبدأ بنات القرية يرقصن ، وطلبن من زوجة حسن أن ترقص معهن ، فقالت : إني لا أعرف أرقص إلا بريشي ، فقالوا : وأين ريشك ؟ قالت : عند أم زوجي ، فطلبوا من أم حسن أن تعطيها ريشها حتى ترقص معهن ، قالت : إن حسن طلب مني ألا أعطيها مهما كانت الأسباب ، فقالوا : أحنا نتكفل عليها ما تروح أي مكان ، وهكذا حتى وافقت والدة حسن وأعطتها الريش ، لبسته وبدأت ترقص وتقفز وتطير ثم تعود ، ثم قالت : هل أريكم كيف ترقص الواحدة منا ومعها ولديها ، قالوا : نعم وأخذت ابنها وابنتها رغم معارضة جدتهم والدة حسن ، إلا أنها رضخت لمطالب البنات ، وبدأت زوجة حسن ترقص حاملة معها ولديها ثم تطير وتعود ثم طارت حتى وقعت على سطح المنزل وقالت : يا أم حسن إذا جاء ابنك حسن قولي له : يلحقني جزر واق الواق ، ثم طارت ، وأخذت أم حسن تبكي وتلوم البنات اللاتي طلبن منها أن تعطيها الريش ، وتقول : ماذا أقول لابني إذا رجع ، وهنا قالت واحدة من البنات : قولي إنهم ماتوا جميعا ، وهاهي قبورهم ، من حبي لهم دفنتهم هنا في الدار ولم أدفنهم في المقبرة ، وقامت البنات بعمل ثلاثة قبور واحد كبير للأم واثنين صغيرين للأبناء 0 بعد مدة عاد حسن ولما دخل البيت وسلم على أمه سألها أين زوجتي وأولادي ، وهنا انفجرت أمه تبكي فسألها ، لماذا تبكين يا أمي ؟ فأجابته أن زوجتك وأبنائك قد ماتوا جميعا وهذه قبورهم إذا لم تصدق ، ولم أدفنهم في المقبرة لحبي لهم ، وهنا أخذ مسحاة وبدأ ينبش القبر الأول ، فقالت له أمه ماذا تفعل ؟ قال : أريد أن أراهم وهم ميتون داخل قبورهم ، قالت له أمه : لا تتعب نفسك ، تعال أخبرك بالحقيقة ، وأخبرته بالقصة كاملة ، وهنا ودعها وخرج وأخبرها أنه ذاهب ليأتي بها 0 ذهب حسن إلى أخواته ووالدهم الذي يعمل عندهم وأخبره بما وقع ، وكيف أنه ينوي الذهاب إلى جزر واق واق ليعيد زوجته وأبنائه ، قال له : إن ذلك مستحيل فهي بعيدة وهناك بحار ولا يمكن الوصول إليها ، إلا أن والد البنات أخبره أن له صديقا ، وهذا الصديق عنده أصدقاء من الجن والعفاريت ، وسيطلب منه المساعدة ، ذهب والد وأخبر صديقه والصديق قال له : لا يهمك ، عندما يأتي العفريت هاقان سأطلب منه أن يوصل حسن إلى تلك الجزر ، وجاء العفريت وطلب منه صديقه أن يوصل حسن إلى جزر واق واق ، العفريت حمل حسن على ظهره وطار به حتى أوصله إلى تلك الجزر ، ولما وصلا قال العفريت لحسن هذه هي جزر واق واق ، دخل حسن إلى الجزيرة وفي طريقه وجد شخصان يختصمان ، فلما رآه أحدهما ، قال له : تعال واحكم بيننا ، فقال حسن : وفيما أحكم ؟ قال هذه الطاقية لي ، وهذه العصا له ، فقال : وما الأسباب التي تجعلكما تختصمان على طاقية وعصا ، فقال هذه الطاقية إذا لبسها الشخص على رأسه يرى الناس ، والناس لا يرونه ، وهذه العصا إذا خبط بها على الأرض خرج له ثلاثة نفر يقولون له أطلب تجد ، وأي طلب يطلبه يحققوه له ، قال حسن : أنا ما أصدق هذا الكلام ، أرني الطاقية من أي شيء هي مصنوعة ، فلما أعطاه الطاقية لبسها حسن على رأسه ثم ابتعد قليلا فقال أحدهما للآخر : الآن أعجبك فعلك أخذ الطاقية وهرب ، ولما علم حسن أنهما لا يستطيعان رؤيته وأن تلك الحكاية حقيقة ، تقدم ناحية الشخص الذي يحمل العصا فخطفها من يده ثم مشى ، وابتعد قليلا ثم ضرب بالعصا على الأرض فخرج إليه ثلاثة نفر ، قالوا له اطلب تجد : قال : أوصلوني إلى قصر الملكة ، فأوصلوه إلى قصر الملكة ، ولما وصل إلى القصر ، انتظر حتى أقبل الليل ، وبعد أن أرادت الملكة النوم ، كان هو يراهم طيلة ذلك الوقت ، ومن في القصر لا يراه ، وعرف المكان الذي تنام فيه الملكة وشاهد أبنائه ، لكنه لم ير زوجته ، نامت الملكة وبجانبها ابني حسن الولد والبنت 00 أخذ يبحث عن زوجته حتى وجدها مسجونة بإحدى الغرف معلقة بشعر رأسها ، قد سجنتها الملكة ففك قيودها وشعرها ، فقالت : من هذا الذي فك قيودي ولا أراه ؟ قال أنا : زوجك حسن ، ورفع الطاقية عن رأسه فرأته وأخذت تعانقه وتقبله ، ثم ذهبا ودخل حسن غرفة الملكة وأخذ من عندها أولاده وهي لا تشعر به ، وغادرا القصر ، ثم أحست الملكة بأن الولدين قد أخذا من عندها فذهبت تنظر لأختها التي سجنتها فلم تجدها ، وصاحت في الحرس وأخذوا أسلحتهم وخرجوا مطاردين لحسن وزوجته ، ولما رأت الزوجة ذلك فزعت قال لها حسن : لا تخافي ، ثم خبط بعصاه الأرض ، فخرج الثلاثة النفر وقالوا : اطلب تجد ، قال : أريد جيشا يصد هؤلاء ، فخرج جيش كل يحمل سلاحه ، ولهم أشكال وألوان وهيئات ، وهنا توقف حرس الملكة ، وقالوا لها : لا طاقة لنا بهؤلاء ، فأخبرتهم أنها تريد مصالحتهم ، وطلب حسن من جيشه الكف عن القتال والابتعاد ، وعقدوا صلحا وقالت الملكة أنا أريد احتفل بكم وبزواجكما ، وأقامت الأفراح والليالي الملاح ، وبعد الانتهاء من تلك الأفراح غادر حسن متجها إلى أمه وأهله محملا بالهدايا الثمينة 0