امتنعت طفلة في الثامنة من عمرها عن الذهاب إلى مدرستها الأربعاء الماضي بعد أن أصيبت بنوع من الصدمة عندما اكتشفت أن المشروبات الغازية الذي منعت مدرستها بالجيبل الصناعية من تناولها مسموح بها للمعلمات والإداريات فقط مما استدعى في وعيها الصغير وجود تناقض شديد بين التحذيرات الشديدة التي تطلقها المعلمات لهن بخطورة مثل تلك المشروبات على الصحة وفي تناولهن لها.
وقال والد الطفلة البتول إنها عادت إلى المنزل نهاية اليوم الدراسي الثلاثاء الماضي وكانت في غاية الضيق وأخبرته أنها شاهدت معلماتها في يوم مفتوح أقامته المدرسة يتناولن مشروبات غازية كن يحذرن الطالبات منها بشدة فاندهشت للأمر فكيف يمكن أن تكون تلك المشروبات ضارة بالنسبة للطالبات ونافعة للمعلمات في وقت واحد وهو ما أفقدها المصداقية في معلمات يفترض أنهن قدوة في كل شيء. وأضاف أنه أقنع طفلته بالذهاب إلى المدرسة بصعوبة بالغة لكنها اشترطت أن توضح المدرسة موقفها من المشروبات الغازية للجميع.
من جانبه لم يستغرب اختصاصي علم الاجتماع سعيد بن سعد آل ذيبة حدوث صدمة للطفلة، مشيرا إلى أن المشكلة هي مشكلة "التعلم من خلال القدوة"، حيث يتلقى أي طفل قيَمه عن طريق النموذج أو التعلم بالاقتداء، وفي حال مخالفة القدوة فإنه يصطدم بالواقع نتيجة عدم وضوح المفاهيم، فيبدأ بتعميم الصورة بشكل سلبي أو بحكم خاطئ على القدوة.
وشدد على دور الأسرة في توعية الأبناء بالدرجة الأولى في أمور الحياة العامة، مركزاً على العاملين في ميدان التربية ليقدموا تعليمات المنع بمرونة وتفصيل، مشيراً إلى أن منع المشروبات الغازية يجب أن يتم من خلال تحديد الأضرار الصحية في حالة الإكثار منها، وأن منعها لا يصل إلى درجة التحريم، انطلاقاً من مبدأ الثقة بين المعلم والطالب والمعلمة والطالبة. و لفت إلى أهمية إشعار المدرسة بموقف الطفلة بهدف تقويم الأسلوب الذي تم به إيصال المفهوم للطالبات
.
منقول عن صحيفة الوطن
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-12-26/socity/socity01.htm