كُـنْ صـديـقـي . . .
(1)
كُـنْ صـديـقـي !
كُـنْ صـديـقـي !
كـم جـمـيـلٌ لـو بـقـيـنـا أصـدقـاءْ
إنَّ كُـلَّ امـرأةٍ تـحـتـاجُ أحـيـانـاً إلـى كـفِّ صـديـقْ . .
و كـلامٍ طـيِّـبٍ تـسـمـعُـهُ . .
و إلـى خـيـمـةِ دفءٍ صُـنِـعَـتْ مـن كـلِـمـاتْ
لا إلـى عـاصـفـةٍ مـن قُـبُـلاتْ
فـلـمـاذا يـا صـديـقـي ؟ .
لـسْـتَ تـهـتـمُّ بـأشـيـائـي الـصـغـيـرهْ
و لـمـاذا . . . لـسْـتَ تـهـتـمُّ بـمـا يُـرضـي الـنـسـاءْ ؟ . .

(2)
كُـنْ صـديـقـي !
كُـنْ صـديـقـي !
إنـّنـي أحـتـاجُ أحـيـانـاً لأنْ أمـشـي علـى الـعُـشْـبِ مَـعَـكْ . .
و أنـا أحـتـاجُ أحـيـانـا لأن اقـرأ ديـوانـاً مـن الـشِّـعْـرِ مَـعَـكْ . .
و أنـا - كـأمـرأةٍ - يُـسْـعِـدُنـي أنْ أسْـمَـعَـكْ . .
فـلـمـذا - أيـُّهـا الـشـرقـيُّ - تَـهـتـمُّ بِـشَـكْـلـي ؟ .
و لـمـاذا تُـبْـصِرُ الـكُـحْـلَ بِـعَـيْـنـَيَّ . .
و لا تُـبْـصِـرُ عَـقْـلـي ؟ .
إنـنـي أحـتـاجُ كـالأرضِ إلـى مـاء الـحـوارْ .
فـلـمـاذا لا تـرى فـي مِـعْـصَـمـي إلاّ الـسـوارْ ؟ .
و لـمـاذا فـيـكَ شـيءٌ مـن بـقـايـا شـهـر يارْ ؟ .

(3)
كُـنْ صـديـقـي !
كُـنْ صـديـقـي !
لـيـسَ فـي الأمـرِ انـتـقـاصٌ لـلـرجولـَهْ
غـيـرَ أن الـرجُـلَ الـشـرقـيَّ لا يـرضـى بـدورٍ
غـيـر أدوار الـبـطـولـهْ . .
فـلـمـاذا تـخـلـِطُ الأشـيـاءَ خـلـطـاً سأذجـاً ؟ .
و لـمـاذا تـدَّعـي الـعِـشْـقَ وما أنـتَ الـعَـشـيـقْ . .
إن كـلَّ امـرأةٍ فـي الأرضِ تـحـتـاجُ إلـى صـوْتٍ ذكـيٍ . .
و عـمـيـق .
و إلـى الـنـومِ عـلـى صـدرِ بـيـانـو أو كـتـابْ . .
فـلـمـاذا تُـهـمِـلُ الـبُـعْـدَ الـثـقـافـيَّ . .
و تُـعـنَـى بـتـفـاصـيـلِ الـثـيـابْ ؟ .

(4)
كُـنْ صـديـقـي !
كُـنْ صـديـقـي !
أنـا لا أطـلـبُ أنْ تـعـشـقـنـي الـعِـشْـقَ الـكـبـيـرا . .
لا ولا أطـلـبُ أن تـبـتـاعَ لـي يـخـتـاً . .
و تُـهـديـنـي قـصـورا . .
لا ولا أطـلـبُ أن تُـمـطـرَنـي عِـطـراً فَـرَنـسـيـاً . .
و تـعـطـيـنـي مَـفـاتـيـحَ الـقَـمَـرْ
هـذه الأشـيـاءُ لا تُـسـعِـدُنـي . .
فـاهـتـمـامـاتـي صـغـيـرَهْ
و هِـوايـاتـي صـغـيـرَهْ
و طـمـوحـي . . هـو أن أمـشـيَ سأعـاتٍ . . و سـاعـاتٍ مَـعَكْ .
تـحـت مـوسـيـقـى الـمَـطَـرْ . .
و طـمـوحـي ، هـو أن أسـمـعَ فـي الـهـاتـفِ صـوتـَكْ . .
عـنـدمـا يـسـكُـنـنـي الـحـزنُ . . .
وَ يُـبـكـيـنـي الـضَـجَـرْ . .

(5)
كُـنْ صـديـقـي !
كُـنْ صـديـقـي !
فـأنـا مـحـتـاجـةٌ جـداً لـمـيـنـاءِ سـلام ْ
و أنـا مُـتْـعَـبَـةٌ مـن قِـصَـصِ الـعِـشْـقِ ، وأخـبـارِ الـغـرامْ
وأنـا مُـتْـعَـبَـةٌ مـن ذلـك الـعـصـرِ الـذي
يـعـتـبـرُ الـمـرأةَ تِـمـثـالَ رُخـامْ .
فـتـكـلَّـمْ حـيـن تـلـقـانـي . . .
لـمـاذا الـرجـلُ الـشـرقـيُّ يـنـسـى ،
حـيـن يـلـقـى امـرأةً ، نِـصْـفَ الـكـلامْ ؟ .
و لـمـاذا لا يَـرى فـيـهـا سـوى قـطـعـةِ حـلـوى . .
و زغـالـيـلِ حَـمَـامْ . .
و لـمـاذا يـقـطـفُ الـتُـفَّـاحَ مـن أشـجـارهـا ؟ . .
ثـمَّ يـنـامْ . .

الشاعرة / سعاد الصباح