الجو معتدل والفجر جميل..
الطيور تغادر أعشاشها واحدا بعد الآخر..
باحثة عن أرزاقها ..
كل شيء يسبح الله في ذلك اليوم الجديد ..
بعد أداء صلاة الفجر ..
قدمت إلى داري ..
لأبدأ يوما جديدا
مضمخا بشذى الفل والياسمين ..
فما إن فتحت البوابة الخارجية..
حتى عصفت بي رائحة الكاذي ..
التي انتشر أريجها في في جميع نواحي الدار..
دنوت من الحديقة ..
بحثت هنا وهناك ..
فإذا ( عذق كاذي ) قد برز ليعانق الهواء الطلق.
دنوت منه ..
قطفته .
أخذته ..
وشممته..
وتأملته ..
وقلت:
ليتك يا ملهمتي على مقربة مني حتى أهديه إليك .
ودارت برأسي ألف خاطرة وخاطرة
وتطلعت إلى هناك ..
إلى روابي المجهول ..
إلى حيث يقيم الحبيب
ليحمل شوقي تلك الهدية ..
إلى من أخذ ت عقلي ولبي
ليعيش معها هناك
أطرقت برهة من الزمن ..
سما فيها خيالي..
ليجتاز الفيافي والقفار في رسالة لاسلكية
وصل فيها خيالي إليها وسلم تلك الهدية ..
ثم عدت كما كنت..
عدت أحمل شوقي ولوعتي وغرامي
لأنتظر في الغد ( عذقا آخر )