لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: ما خطر في بال صدام حسين في لحظاته الأخيرة !!!

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية المختار
    تاريخ التسجيل
    09 2005
    الدولة
    الرياض
    العمر
    45
    المشاركات
    1,372

    ما خطر في بال صدام حسين في لحظاته الأخيرة !!!

    في ذلك الفجر، وبعد أن بدأ المؤذنون بالنزول من المنائر بخطوات حذرة بطيئة على درجات السلالم الملتوية، وقبل أن تردد المساجد المضاءة بالفوانيس والشموع أو بالمصابيح أصداء تكبيرات العيد، ارتفع صرير البوابة الحديدية

    للزنزانة الانفرادية في سجن المطار. لم يغمض صدام جفنيه ليلتها. أعلمته حركة الجنود الاميركيين في المعتقل أنه في طريقه إلى المشنقة، وإن كان قد تمنى أن يطلق عليه الرصاص إعترافا بمكانته العسكرية كقائد عام للقوات المسلحة ساعة وقوعه في أسر قوات الاحتلال.


    أمضى صدام الساعات الأولى من تلك الليلة في استعراض أحداث حياته. أعترف في نفسه أنه أرتكب أخطاء وقضى بالموت على عدد كبير موقنا أن فيهم عددا لا يستهان به من الأبرياء. أقر مع نفسه أنه أرتكب خطأ جسيما بالاعتماد على مستشارين أغبياء غير ناصحين وأناط المسؤلية بمن كان غير جدير بها، واعتمد على أناس نسوا ضمائرهم في خزائن أموالهم، ووضع ثقته في غير موضعها. كتم معاناته ومنعه كبرياؤه في المحكمة الخضراء أن يعترف بذلك. نعم، إنه يعترف في قرارة نفسه أنه أساء في قراراته وطريقة حكمه واستبداده برأيه، وارتكب الكثير من الأخطاء، غير أنه كان على صواب في حربه مع إيران وفي معاداته لأمريكا.


    أخبره ضابط أميركي متلعثما ضجرا مثقلة عيناه بالنعاس أن السفارة الأميركية قد وافقت قبل قليل على تسليمه للحكومة العراقية لتنفيذ الحكم الصادر بحقه، وقبل أن يفسح مجالا لمحدثه للرد، أضاف أن الحديث عن اتفاقية جنيف الخاصة بأسرى الحرب غير مجد في تلك اللحظة. دعاه الضابط باحترام بالغ أن يرافقهم.


    أدرك حينها أنه على مبعدة أشبار من الموت، من المشنقة، من وجوه الشامتين به، الحاقدين عليه، بعض ممثلي ضحاياه. لكنه سرعان ما نسي الوجوه الغريبة من حوله في الطائرة المروحية، ولم يعكر باله زعيق الكوبرا المرافقة، متنفسا بعمق هواء ليل بغداد البارد، متأملا أضواء المدينة وهي تشع هنا وتنطفئ هناك في دورة برنامج القطع الكهربائي. تأمل شبكة الطرق السريعة التي تباهى كثيرا بانجازها، العجلات السائرة بحذر مخافة العبوات الناسفة أو تلك المنطلقة بسرعة كبيرة تحاشيا لمفرزة وهمية، تلك الأحياء الممتدة بلا حدود والتي أمر بتوزيع أراضيها، الشوارع العريضة المرصوفة بالنخيل، نهر دجلة المنساب بهدوء وثمة موجات تتكسر عند بقع ضوئية قريبة على جسر الأئمة. هو ذات النهر الذي عبره سباحة وما زال يشعر بعذوبة رذاذه.


    هبطت الطائرة في مكان يعرفه جيدا ويعلم من قراءة التقارير ما كان يحدث فيه من قتل وتعذيب. عصرت قلبه تلك الذكريات، لكنه يأبى أن تعكس ملامحه لأعدائه ما يعتمل في نفسه من مشاعر. لكنه ليس الديكتاتور الأول ولن يكون الديكتاتور الأخير.


    فاجأت عينيه أضواء الساحة التي انعكست على خوذ الجنود الأميركيين وإشارات رجال الشرطة العراقية المشدودة بتراخ على أذرعهم المنسدلة وعلى وجوه بعض المسؤولين الذين أختارتهم أقدارهم لحضور حفلة الموت. ظل الأميركيون يرافقونه حتى أقعدوه على كرسي حديدي. تقدم الضابط الأميركي الكبير وأدى له التحية. فعل ذلك بقية العسكريين الأمريكيين. أخبره الضابط باقتضاب أنه الآن في عهدة حكومة (المستر) المالكي.


    غاب ذهنه فجأة عما حوله. تذكر الحلاج وصلبه بباب الطاق. ردد مع نفسه ما قاله الحلاج بعد أن نطقوا بإعدامه "ظهري حمى ودمي حرام، ولا يحق لكم أن تتأولوا بما يبيحه، واعتقادي الإسلام، ومذهبي السنة، فالله، الله، في دمي"!


    لا جديد فيما سيحدث له، فقد أيقن بالموت عندما أنهارت أركان الدولة وأبيح العراق ونهبت الممتلكات العامة، وزاد يقينه حينما نطقوا بالحكم عليه. لكن من نطق بالحكم؟ أنه واثق أنهم الأميركيون بأصوات عراقية، بوجوه عراقية. سيكون ذلك محزنا لو أن محكمة عراقية في دولة عراقية مستقلة ليس فيها منطقة خضراء أو رايات وحدات المارينز، تحكم عليه بالموت، وربما لا تحكمه بالإعدام بل بالسجن المؤبد إشاعة لروح التسامح وقبر الفتنة. ربما كانت المحكمة العراقية المستقلة ستقنعه بأنه قد خرق القانون وأستبد بالسلطة وقتل بالشبهة حينذاك سيقتله الحزن والألم.


    أدرك الآن بيقين لا ندم فيه أنه بعناده أدخل رأسه في خرم إبرة يوم تحدى الإدارة الأميركية واللوبي الصهيوني والشركات العملاقة المتطلعة بشغف للاستحواذ على الذهب الأسود. اختار التحدي مع أنه أطلع على أن "مهمة الولايات المتحدة في بداية الألفية الجديدة هي مخادعة الآخرين للاعتراف بالوجهة التي تحرك فيها قوى التاريخ، ولضبط حركة الأمم لكي تتفق مع تلك القوى، ولتأنيب من يبطئ حتى يتماشى مع برامجها" كما قال الرئيس السابق كلينتون. لم ينس أن لدى الأميركيين مهمتهم الخاصة بأن يكونوا مؤلفين للتاريخ، كما قالت مادلين اولبرايت في حزيران عام 1997. لم يهاجموا العراق بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية أو بسبب المقابر الجماعية أو انتهاك حقوق الإنسان، بل بدعوى حيازة وتطوير أسلحة الدمار الشامل التي لم يعثروا ولن يعثروا عليها لأنها دمرت على أيدي خبراء فرق التفتيش التابعة لمجلس الأمن الدولي المكلف أيضا بالتجسس وإدامة الحصار وتعداد أرقام ضحاياه!


    أحس بثقل كبير ينزاح عن صدره فموته سيكون بإرادة أميركية وليس عراقية. كيف له أن يكشف الآن خفايا ذلك القرار وأسرار ما دار في أروقة القصر القصر الجمهوري من حوارات مع ممثلي الإدارة الأميركية يوم كانت العلاقات في شهر العسل؟ وكيف له أن يكشف ما دار في زنزانته من حوارات وتهديد وترغيب؟ ود أن يتكلم غير أن الأميركيين أبتعدوا إلى زوايا القاعة تاركين أمامه عراقيا يتلو قرار الحكم والإدانة، بينما هو يردد بصوت لم يسمعه أحد قسم الشهادة. تساءل مع نفسه: ألا يستحق أن يكون شهيدا ما دام سيموت بقرار أعدائه المحتلين وليس بإرادة ابناء جلدته؟!


    أنفلتت منه ابتسامة حين تذكر أنه قرأ يوما أن أحدهم جيء به إلى منصة المشنقة، فسألوه أن كان لديه شيئ يود قوله، فالتفت إليهم ساخرا: " لقد جئت لأعدم لا لألقي خطابا"! لكنه مع ذلك سيقول شيئا إن سنحت له الفرصة.


    ومضت في ذهنه ذكريات فجر العيد في زمن الطفولة.. كان ينتظر، مرتديا ثوبه الجديد "البوبلين"، بلهفة انتهاء صلاة العيد لينطلق بعيديته إلى حيث الفرح، إلى أراجيح العيد المشدودة بين كل نخلتين، غير أنه الآن سيرتدي القناع الأسود، وبدلا من ركوب "المراجيح" سيتأرجح بحبل المشنقة! لكن، لا، لا لن يقبل بوضع ذلك القناع، بل سيتقدم نحو موته مرفوع الرأس مكشوف الوجه. ألم يذكر أمام كتاب عراقيين ( منهم الراحلون عبد الأمير معلة وعادل عبد الجبار وموفق خضر) طلب منهم أن يكتبوا روايات عنه، مدى إعجابه بموقف الزعيم عبد الكريم قاسم حين رفض أن يشدوا عينيه؟!


    أندلعت الفوضى حين صعدوا به إلى الطابق العلوي. تعالت من حوله هتافات وصيحات، حتى أن أحدهم هتف بدوام الحياة لرجل يعرف جيدا أنه أمر بقتله قبل سنين طويلة. دقق النظر في وجوه الهاتفين واللاعنين فرآهم في حمى هستيرتهم يزدادون صغرا أمامه. أدرك ببساطة أنهم قد أخطأوا في توقيت موته في فجر عيد المسلمين الأكبر وفي يوم من أشهر الحرم، وفي فقرات حفل الموت الذي مزقت حرمته شعارات صبيانية. أحس بالراحة. أدرك حينها وقبل أن يتأرجح بحبل المشنقة، أنه أكبر منهم، وسيظل كذلك.


    هتف باسم العراق وردد الشهادتين، وتأرجح في فجر يوم العيد، لكن ليس كما كان يتأرجح فرحا ضاحكا في طفولته، فيما كانت ثلة الحاضرين تصب اللعنة عليه وتتأهب لتنهش الجسد البارد المدثر بمعطف أسود

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هادي

    المنتديات الإسلامية
    تاريخ التسجيل
    12 2005
    المشاركات
    5,810

    مشاركة: ما خطر في بال صدام حسين في لحظاته الأخيرة !!!

    حفظك الله أخي "" المختار """


    نسأل الله لنا جميعا الهداية وحسن الختـــــــــــــــــــــام


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية المختار
    تاريخ التسجيل
    09 2005
    الدولة
    الرياض
    العمر
    45
    المشاركات
    1,372

    مشاركة: ما خطر في بال صدام حسين في لحظاته الأخيرة !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليتيم 1
    حفظك الله أخي "" المختار """


    نسأل الله لنا جميعا الهداية وحسن الختـــــــــــــــــــــام
    واياك أخي اليتيم

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الأسامــة
    مشرف سابق

    .
    تاريخ التسجيل
    05 2006
    الدولة
    ڣﻲ ﺎلأفڨ الأعڵـۓ ،،
    العمر
    35
    المشاركات
    8,749

    مشاركة: ما خطر في بال صدام حسين في لحظاته الأخيرة !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليتيم 1
    حفظك الله أخي "" المختار """


    نسأل الله لنا جميعا الهداية وحسن الختـــــــــــــــــــــام
    [BLINK]آمــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــــــــن[/BLINK]

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية منصورابوطالب
    تاريخ التسجيل
    11 2005
    المشاركات
    2,406

    مشاركة: ما خطر في بال صدام حسين في لحظاته الأخيرة !!!

    جزاك الله خير وبارك فيك

  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية معذبهم
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    01 2007
    الدولة
    قلب الزعيم
    المشاركات
    134

    مشاركة: ما خطر في بال صدام حسين في لحظاته الأخيرة !!!

    عليه لعنة الله المجرم السفاح

  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية النجم الساطع
    تاريخ التسجيل
    09 2006
    المشاركات
    246

    مشاركة: ما خطر في بال صدام حسين في لحظاته الأخيرة !!!

    صدام لم يدخل الخوف قلبه طول حياته وعند مماته
    انه اسطورووووووووووووووووووووووووة

  8. #8
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية المختار
    تاريخ التسجيل
    09 2005
    الدولة
    الرياض
    العمر
    45
    المشاركات
    1,372

    مشاركة: ما خطر في بال صدام حسين في لحظاته الأخيرة !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرررومانسي
    [BLINK]آمــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــــــــن[/BLINK]
    وانت معانا

  9. #9
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية المختار
    تاريخ التسجيل
    09 2005
    الدولة
    الرياض
    العمر
    45
    المشاركات
    1,372

    مشاركة: ما خطر في بال صدام حسين في لحظاته الأخيرة !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منصورابوطالب
    جزاك الله خير وبارك فيك
    الله يحيك أخي منصور

  10. #10
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية المختار
    تاريخ التسجيل
    09 2005
    الدولة
    الرياض
    العمر
    45
    المشاركات
    1,372

    مشاركة: ما خطر في بال صدام حسين في لحظاته الأخيرة !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معذبهم
    عليه لعنة الله المجرم السفاح

    نعم هو كان مجرم وكان سفاحا هو وحزبه الخارج عن الاسلام

    ولكن الرجل تشهد قبل الاعدام

    ولنا الظاهر ياأخي

  11. #11
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية المختار
    تاريخ التسجيل
    09 2005
    الدولة
    الرياض
    العمر
    45
    المشاركات
    1,372

    مشاركة: ما خطر في بال صدام حسين في لحظاته الأخيرة !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النجم الساطع
    صدام لم يدخل الخوف قلبه طول حياته وعند مماته
    انه اسطورووووووووووووووووووووووووة
    كان حاط بلكه الله يرحمه ماهو قلب

    الله يحيك أخي النجم

  12. #12
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الشعراوى
    تاريخ التسجيل
    11 2006
    المشاركات
    59

    مشاركة: ما خطر في بال صدام حسين في لحظاته الأخيرة !!!

    صدام هو الرئيس العربى الوحيد الذى لم يقبل باى وجود أجنبى على أرضه فى شكل إحتلال للأرض أو قواعد عسكرية تدنس أرض العرب كما فعل الأخرين من حكامنا الأشاوس ربنا يزهزه أيامهم ويعطيهم طول العمر ، عاش صدام رجل بكل أخطائه وحسناته ومات رجل عربى أبى وليس عربى مهجن أو عربى مضحوك عليه من حكامه أو من وسائل الإعلام المأجورة .


    لا نامت أعين الجبناء

    عاشت أمة محمد مرفوعة الهامة والقامة


    الشعراوى

  13. #13
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية التحدي
    تاريخ التسجيل
    05 2006
    المشاركات
    889

    مشاركة: ما خطر في بال صدام حسين في لحظاته الأخيرة !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معذبهم
    عليه لعنة الله المجرم السفاح

    لماذا تلعن انسان نطق الشهادتين 000 وانت تعرف من كان اخر كلامة من الدنيا لا اله الاالله دخل الجنه
    اتق الله 000 الشيعة قادمه عليهم اللعنه 000 كان سداً في وجه ايران

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •