قال بن قيم الجوزية
(( حياة المسلم اليومية ))
أول ما يستيقظ أحدهم من منامه يسبق إلى قلبه القيام إلى الوضوء والصلاة كما أمره الله 0
فإذا أدى فرض وقته اشتغل بالتلاوة والأذكار إلى حين تطلع الشمس فيركع الضحى .
ثم ذهب إلى ما أقامه الله فيه من الأسباب .
فإذا حضر فرض الظهر بادر إلى التطهر والسعي إلى الصف الأول من المسجدفأدى فريضته كما أمر مكملاً لها بشرائطها وأركانها وسننها وحقائقها الباطنة من الخشوع والمراقبة والحضور بين يدي الرب ، فينصرف من الصلاة وقد أثرت في قلبه وبدنه وسائر أحواله آثاراً تبدو على صفحاته ولسانه وجوارحه .
ويجد ثمرتها في قلبه من الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور وقلة التكالب والحرص على الدنيا وعاجلها ، قد نهته صلاته عن الفحشاء والمنكر ، وحببت إليه لقاء الله ونفرته من كل قاطع يقطعه عن الله ، فهو مغموم مهموم كأنه في سجن حتى تحضر الصلاة ، فإذا حضرت قام إلى نعيمه وسروره وقرة عينه وحياة قلبه .
فهو لا تطيب له الحياة إلا بالصلاة .
هذا وهم في ذلك كله مراعون لحفظ السنن لا يخلُُون منها بشيء ما أمكنهم ، فيقصدون من الوضوء أكمله، ومن الوقت أوله ، ومن الصفوف أولها عن يمين الإمام أو خلف ظهره ، ويأتون بعد الفريضة بالأذكار المشروعة .
ابن القيًم رحمه الله
منقــــــــــــــــــــــــــول