لم تكن القصة التي روتها لي إحدى السيدات عن خادمتها هي القصة الأولى التي اسمعها عن مشاكل الخادمات داخل البيوت كما أنها لن تكون الأخيرة، فحكايتنا مع الخدم حكاية لها جذور متأصلة فينا منذ أن بدأت الأسر السعودية في استقدامها فأقبلت علينا جحافل العمالة المنزلية من كل جنسية وعرقٍ وديانة لينعموا بمكان قصي في منازلنا وأفرزت لنا هذه العمالة المنزلية آفات اجتماعية وثقافات وسلوكيات جمة بدأت من دخول امراة غريبة المنزل وانتهاء بمعرفتها بأدق تفاصيل حياتنا اليومية، في الواقع أن الكثير كتب عن الخادمات والكثير كشف عن الاخطار التي تجلبها هذه العمالة إلى المجتمع.
ولكن تبقى هذه قصة التي سمعتها هي من واقع آلاف القصص التي مرت علينا فلقد تجاوزنا مرحلة السرقة والهروب غير المبرر من المنزل إلى مرحلة ربط علاقة محرمة مع السائق أوالتحرش بالأبناء الذكور لم استغرب كل ذلك إنما الاستغراب هو الخيال الواسع الذي من الممكن أن تضعه خادمة لتنفيذ فكرة سيناريو في خيالها مادامت هي المؤلف وهي المخرج والأطفال هم الممثلون، القصة ياسادة هي أن هناك أماً لديها ثلاثة أطفال أكبرهم في الثامنة من العمر الأم موظفة في احد المستشفيات الحكومية دوامها الطويل يجعلها تتأخر يومياً حتى الخامسة مساء .. في احد الأيام أحست الأم بالتعب ورجعت إلى المنزل على غير عادتها مبكرة وعندما دخلت وجدت أطفالها يبكون وقد اعتراهم الخوف والبكاء بشكل هستيري من الخادمة والتي أوجست في نفسها خيفة من الأم فقفلت على نفسها دورة المياه،استغربت الأم وسالت أطفالها لماذا البكاء والخوف وبعد محاولات عدة من تهدئتها لهم اعترفوا لامهم بان الخادمة قد قامت ونفذت مع كل واحد منهم أدوارا جنسية وكلما استثار خيالها وضع من الأوضاع الجنسية لم تردد في تنفيذه مع كل طفل مفرداً أو جماعياً المهم هو أن ترضي غرورها الجنسي والضحية هم الأطفال،الأم التي ذهلت مما سمعت لم تفكر سوى بالانتقام والأخذ بثأر أطفالها بطريقتها،فقامت بالتحقيق معها واعترفت الخادمة بأنها الفاعلة وان كل ما ذكره الأطفال كان صحيحاً فقامت بسجنها في غرفتها ومن ثم ضربها لثلاثة أيام متواصلة ومن ثم قامت بتسفيرها بخروج نهائي، وتبريرها من الانتقام من الخادمة بأن تأخذ حقها بيدها لابيد عمرو!!
إن وصول امتداد الطوفان السلوكي لهؤلاء الخادمات إلى هذه الدرجة فمسألة فيها نظر،فممارسة الخادمة الجنس مع الأطفال بنين وبنات تحت التهديد والتخويف فمعناه قد وصل الأطفال إلى درجة مسخ شخصية الطفولة والدخول بهم إلى عوالم الاضطرابات النفسية باكراً، اعرف أن الجميع يقول بان الخادمة في البيت شر لابد منه وهذا صحيح ولكن ألا يوجد علاج يقتلع كل من يتجاوز حدود العمل وخيانة الأمانة،بالتأكيد أن هناك ضوابط وعقوبات قد فرضتها الدولة لكل من تسول له نفسه بتجاوز الأنظمة والقوانين والتي تطبق بحق هذه العمالة واقلها التسفير خارج البلد بالخروج النهائي ولكن هل هذا هو الحل.
من وجهة نظري يجب الاعتماد على الإحصائيات الرسمية لجرائم العمالة المنزلية من خادمات وسائقين التي تسجلها وزارة الداخلية، وان أي جنسية يزيد فيها معدل الجرائم أن تخفض مستوى استقدامهم وخاصة أن هناك جنسية آسيوية من الخادمات تكثر معها مشاكل السحر والشعوذة والشذوذ الجنسي والعنف وهي أيضا معروفة لمكاتب الاستقدام ومع ذلك نرى استقدامهم من هذا البلد بالرغم من حدوث الضرر وتكرار جرائمهم، وأن يطبق نظام البصمة الجنائية على كل خادمة أو سائق قد تم استبعاده من البلاد بسبب ارتكابه لأي جريمة وأن لايتم أستقدامه مرة أخرى وان تعمم على مكاتب الاستقدام صوره وبصماته ليسهل التعرف عليه قبل دخوله للبلاد.