من يتكلم أمامك يتكلم خلفك
بعض الأشخاص المرضى ـ أتمنى لهم الشفاء العاجل ـ يأتون إليك يحملون كلاما من أشخاص آخرين يقولون لك : يقول كذا وكذا 00 ثم يحملون عنك كلاما ويذهبون به إليهم ، ويقولون لهم : يقول فيكم كذا وكذا 00
أما شخصيات أخرى فهم يلونون وجوههم ، فأمامك يملون لك الود والحب ، ويمدحونك بما هو فيك ، وبما ليس فيك 00 وإذا خرجوا من عندك ، جمعوا كل الصفات القبيحة والسيئة والشينة وجعلوها فيك 00 بلهجتنا الدارجة ( في وجهك مراية وفي قفاك محش ) 00 هؤلاء الذين بهم هذه الصفات ، كانت تربيتهم وتنشئتهم الاجتماعية فيها من الأخطاء الشيء الكثير 00 فوالديهم لم يزرعوا ويغرسوا فيهم الثقة ، ويعلمونهم الأخلاق الإسلامية الحميدة ، ويعلمونهم مراقبة الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور 00 بل تركوهم للشغالات فشكلوهم و عملوهم بتلك المواصفات والأشكال 00 وإن كان عمر الشخص الآن أكبر من تاريخ مجيء الشغالات إلى بلادنا ، فالأسباب في الأم والأب 0 ونحن نعلم أن معظم ما يواجه الشخص من مشكلات واضطرابات نفسية ، وعدم ثقة في نفسه ، وأمراض عصابية وذهانية ، كل مردها إلى الطفولة والتربية في الطفولة والتنشئة ، ولا نهمل دور الوراثة 0
احتار والله لما أجد مثل هذه النوعية ، وهم بالغين ، لا بل مخلفين وأبنائهم في طولهم وحجمهم وأتمنى لو أعطي الواحد منهم ( قلم ) يجعله يفيق مما هو فيه 00 لكن أرجع وأقول لنفسي : هم مرضى ، فهل أزيدهم ألما ومرضا إلى مرضهم وألمهم ؟؟! 0
إن العلاج موجود ، وفي كل الأنحاء ولكنهم لا يريدون أخذ العلاج 00 ولهذا أحيانا أواجه بعضهم ، وأقول له : كفاية 0 ولكن لأن بعضهم أكبر مني سنا ، وبعضهم في مكانة عالية ومقرب من أناس لهم سلطة 00 أستحي منهم ، وألمح لهم علهم ينتبهون ، ويستحون على نفوسهم 00 ويتركوا ما هم فيه 0
والغريب أن هؤلاء وجدوا ضالتهم بعد ظهور عالم النت ، وانتحال شخصيات غير شخصياتهم فهذا جعلهم في شخصياتهم العادية الحقيقية هم شخصياتهم المزورة 0 بينما تجد الشخص السليم نفسه هو بشخصيته الحقيقية وشخصيته المزورة 00 يستحي ويراقب نفسه بنفسه ، فلا يخطئ على أحد ، ولا يقول إلا صدقا 00 وهكذا 00 تمنيات لتلك الشخصيات المتلونة بالشفاء العاجل 0