ابني منصور ـ قياسا على ربيعه العاشر ـ " ملقوف " .
إنني ـ وإلى مدى بعيد ـ أرى أن ذلك الوصف ينطبق عليه دون جدال ..
وإلا لما كان أيقظني " من عز النوم" ليقول لي :
" مسكوا صدام " ..
لم أعنفـْهُ كالعادة , فالأمرهذه المرة مختلف .
إلى التلفزيون مباشرة لتقصي حقيقة المفاجأة ..
ال mbc .. العربية .. دبي .. ال cnn ..
كل القنوات العربية والأجنبية كانت ـ حينها ـ في لحظات استثنائية
وكأنما هي دائرة تلفزيونية واحدة ..
لقد اتفقت جميعها على نقل المؤتمر الصحفي المنعقد آنذاك
لرجالات العراق الجديد !!
الحاكم الفعلي وهو أمريكي ..
قائد القوات الأمريكية ..
ضباط وقيادات عسكرية أمريكان ..
عضو المجلس الحاكم " الباجه جي "
شخصيات عراقية ثانوية ..
هؤلاء وأمثالهم هم رجالات العراق الجديد ..
راحوا يتبجحون ويتبجحون ويتبجون !!
من خلفهم وعلى شاشات العرض ظهرت صورة صدام في
أكثر المشاهد إزعاجا لعين التقصي ..
يااااااا الله !!
ماهذا الذي يجري ؟
سألتُ نفسي حينها ..
وإلى الآن لم أجد الإجابة الشافية لغليل التساؤل ..
ثمة تساؤل آخر تلبسني وأنا أرى الطبيب الأمريكي يقلب فكي صدام ,
بل يقلب هامة صدام , تلك الهامة التي كانت أيام شبابنا الغض
رمزَ شموخ وقمة َ كبرياء !!
سألت نفسي حينها :
هل هي هامة صدام أم هامة العرب كل العرب هذه التي تعبث بها
كف القذارة وتتلاعب بها ذات اليمين وذات الشمال !!
لماذا " الباجه جي " عضوا عراقيا في المؤتمر الصحفي ؟
لماذا لم يكن غيره من ذوي الأصول العربية في مجلس الحكم العراقي
عضوا في هذا المؤتمر ؟
مؤلم جدا ممارسة الامتهان عيانا بيانا ..
ليتهم استندوا على الاستغفال أكثر من استنادهم على المباشرة في الإيلام .
حزنت ..
لا لصدام ,
ولكن لامتهان الكرامة العربية !!
نعم حزنت رغم إيماني بها كرامة عربية مزعومة .