تعبتُ / أبحثُ عنكِ
في شوارع المدينة
عن صوتك الملائكيّ
عن بائع الحناء
عن عطركِ الفوّاح
عن أشيائكِ الصُغرى
عن أمل يدور
في الخيال
عن نزعةٍ قلبيةٍ دفينة
تعبتُ يا فاتنتي
مشيتُ حتى
احترقتْ رجلاي
في أزقة المدينة
ناديتُ / صحتُ
أين بائعات الفل ؟
لعل روحا عبرت
فوّاحة كياسيمنة
صليت في
مساجد المدينة كلها
دخلتُ سوقها
شربتُ حتى أنني ظمئت !
مزقتُ عنوانا
أعطته لي ساحرة مسكينة
فاتنتي
تعبتُ / فطفتُ شاطئا
يقال قرب بيتكم
قبّلتُ فيه كل الكائنات
لثمتُ كل طائر صغيرْ
يبحث عن سكينة
وأدلجَ الليل يافاتنتي
ونمتِ أنتِ
ونامتِ الطيور كلّها
وبتُ أرقبُ السماء
والقمر الساري
ونجمة خافتة حزينة
فاتنتي
أنا ابن قريةٍ ريفيةٍ
لا أعرفُ
ولا أجيدُ لعبة المدينة !
وأشرق الصباح
ولم أجدْكِ مثلما وعدتني
فكرتُ فيكِ
كمثل عابدٍ
يشاهد السماء
ويجهل الوجود :
من أين جاء ؟
وكيف جاء ؟
وكيف تنشأ الحياة ؟
والممات وزرقة البحار؟
وصوتُ أنثى خلفه
يحثه إلى الأمام !
إلى الأمام ؟!!!!!!
أين يافاتنتي ؟
تعبت / أبحث عنكِ
أنا ابن قرية
لا يعرف ألعابا
تجيدها المدينة !!