كتب الدكتور غازي القصيبي وفقه الله مرثية في أخيه (( عادل )) رحمه الله تعالى .. أسماها عادل كان مطلعها..
(( أخي رب جرح في الأضالع لا يهدا ))
و أنا من المعجبين بشعر الدكتور وقد أعحبتني تلك القصيدة حدا فكتبت هذه القصيدة
التي نشرت في جريدة الرياض عدد 13787 في 24 صفر عام 1427 هـ بعنوان قوافي القصيبي
هوى في الهوى من لم يكن يعرف الوجـدا = و لم يســــــتطع صبراً فأبدى الذي أبدى
بكى من عذاب العشق ..حتى بكى لــــه الــ = ـعذول و حتى فــارق العقل و الرُّشْــــدا
و حتى غدا في الناس للنــــــــــاس قصة = و حتى قــــــــــــواه هدَّها وجـــــده هدَّا
فيالفؤادي ! و الهـــــــــــــــــوى يستبيحه = و يا لعيوني ! تشتكي الدمـــع و السُّهْدا
جنـــــود الهــوى كُثْرٌ و قلبيَ واحـــــد = وهل واحـــــــد يقوى إذا واجــــــه الجندا
و إني إذا لم يرحمــــــــــــوني لثالث الــــ = ــقيسين مـــــن قبلي بمــــــوتهما وجدا
أعَيْنيّ هـــــــــل أوثقتمـــــــاني بنظرة = لِعينَيْ مهاةٍ تســــتبي الحـــــجر الصلدا ؟
أرتني بياض الوجه و الشــــــعر حــــوله = كبدر تمام حـــــــــــاطه الليلُ مســــودّا
وخدين حمــــــراوين ! مـــــا الروض مُزهراً = بأجمل مــــــن خــــــــد لـها جاور الخدا
و خــــــالاً يَزينُ الخــد مــــن فوق ثغرها = كقطرة مســــــك فــــــوق ورد علا وردا
(( إذا احتجبت لم يَكْفِكَ البدر ضــــــوءها = و تكفيكَ ضوء البدر )) لــو كشــــــفت يدّا
تصــــــاحب غــــــــــازي و القوافي فحَلَّقا = و أورث كُلاًّ ذكرُ صـــــــــــــــاحبه حمدا
كأن معاني الشـــــــــــعر في حسن لفظه = قوالبُ من تِبْرٍ و قد مُــــلئتُ شــــــهدا
إذا مـــــا أتاني شعر غـــــــــازي حسبتني = وَصَــــــلْتُ حبيباً كــــــــان عذبني صدَّا
و إني ليدعـــــــــــــوني و إن حلَّ شاغلٌ = إليه دواعٍ لا أطــــــــــــيق لهــــــــــا ردّا
فظــــــــــــاهره ســــهل على أنَّ سهله = نديُّ المعاني كالنســــــــــــائم أو أندى
و قـــــــــــد نظـمت أبيـــــــــــــاته كلآلئ = قــــد انتظمت في جيد فـــــــــــاتنة عِقدا
و مــــــــــا اختلفت أبيــــاته في جمــــالـها = تــرى كــــل بيت للــــذي قـبـلـــه نِدّا
ألا يــــــا أبا يارا زمـــــانك يشــــــــتكي = دواوينَ شـــــعر تلفح القــــلب والكبدا !
دواوين لـــــــو تُتلى على ســمع ناقــــد = لخرَّ صريع (( الضغط )) أجهده جهـــــــدا
و لـــو أنهــــا تْتلى على غـــــــير ناقـــد = لأضــــحى أديباً ثم قَوّضَــــــــــها نقدا
فلــــــو أنني حُكِّمْتُ فيمن يقـــــــــــولها = لأوســــعته جــــــــلداً و ناشـــــرها جلدا
إذا وقـعت عيني عليهـــــــــــا حسبتني = مـــــــن الغيظ أصلى النار تلفحني وقدا
كأني ابنُ عشـــــــــــــرينٍ تغــــازله التي = تجـــــــــــاوزت التسعين من عمرها عدّا !
فلا تحرِمَنّي من قصــــــــــــــــــائدك التي = لِعصْــــرِيَ أضـــحت كالهواطــــل للبَيْدا
فقـــد هِجْتني بقصـــــــــــــيدة كان بدءها = (( أخي ! رب جرح في الأضــــــالع لا يهدا ))