السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

للاسف سنة تلو الاخرى وخصوصا بعد وفاة الامير فيصل بن فهد رحمه الله في صيف عام 1999. انحدرت كرة القدم السعودية بشكل رهيب ونزلت مستوياتها الى الحضيض وتدهورت حالها الى ان اصبحت من اضعف فرق آسيا بعد ان كانت سيدة من اسياد اللعبة وملكة كؤوس القارة الصفراء لعدة سنوات.

في العهد السابق والعصر الذهبي للكرة السعودية كانت هناك عقول نيرة وافكار عديدة لتطوير مستوى الكرة السعودية واستعانة بخبرات واسعة من الخارج والداخل، وتنصيب الاشخاص المناسبين في المناصب المناسبة. كان الامير فيصل رحمه الله ذا فكر رياضي عالي وكان يحب أن يرى الكرة السعودية في افضل مستوى امام بلدان العالم وكنا فعلا نطمئن على حال الكرة السعودية لكونها في عهدة شخص بحجم ووعي وتفكير الامير فيصل بن فهد.

تطورت الكرة من جميع النواحي، من ناحية الاحترافية و التنظيم وبناء الملاعب والاستادات العالمية و تطور مستوى المنتخب السعودي ليصبح من اقوى المنتخبات الاسيوية منذ بداية الثمانينات الميلادية. كل شيء في عهد ابو نواف رحمه الله كان مقدرا و مدروسا بشكل كامل صدقوني كانت فعلا (خطط علمية مدروسة) وليست خطط علمية مهروسة مثل الأن.

ذهب بو نواف وترك ارثا كبيرا لمن اتى بعده لتولي هذه المهمة الصعبة وابقاء الكرة السعودية في مستواها المتطور والمحافظة على القمة.

مع كل الاسف، سارت الكرة في بلادنا الحبيبة نحو الاسفل و بدأ عصر المهازل و الفضائح و تدهور مستوى الكرة. وذلك يرجع للمجاملات الواضحة و الواسطات في مناصب اتحاد القدم الذي كلف بها اشخاص لا يفقهون في كرة القدم شيئا، كذلك لم تبنى الملاعب ولا المنشأت الكبيرة التي كانت تبنى في عهد الراحل بو نواف.

اما من جانب المنتخب السعودي والذي سأركز عليه،

مقارنة بسيطة بين عهد الامير فيصل رحمه الله و بين الوضع الحالي.

في العهد السابق، كان منتخبنا من اقوى منتخبات آسيا وحتى الفرق العالمية تعمل للمنتخب السعودي الف حساب عند مقابلته..... كان بو نواف فعلا يتابع احوال المنتخب السعودي عن قرب ويخاف على سمعته ويوفر له كل جهد وطاقة وعمل ومال للارتقاء بمستواه. كان منتخبنا يخوض مباريات ودية امام منتخبات عالمية مثل انجلترا و الارجنتين و البرازيل والمانيا و الاوروقواي و اسكتلندا. كانت تنضم جولات عالمية للمنتخب السعودي للسفر والاحتكاك بالفرق القوية على ارضها وذلك لتطوير المستوى الفني.

اما الحاضر المرير، هبط مستوى المنتخب السعودي بشكل مخيف في الاونة الاخيرة واصبح يخسر بالثمانية و السبعة و الستة بنتائج كوارثية. اصبح منتخبنا يلعب مباريات ودية امام منتخبات صغيرة في عالم الكرة وليس لديها وجود على الخارطة الدولية للعبة، اصبح المنتخب السعودي محك قوي للمنتخبات الضعيفة التي تحاول اكتساب الخبرة فهم المستفيدون وليس نحن. كذلك اصبح الخوف من خوض المباريات الودية امام المنتخبات العالمية وكلي اسف على هذا الامر المرير الذي نواجهه حاليا. تنظيم المباريات الودية اصبح بالبركة لا تخطيط ولا خطط مستقبلية ولا اعدادية ولا اتفاقيات مع منتخبات قوية للعب معها وديا على ارضها.



اذا اردتم ان تعرفوا سبب دمار الكرة السعودية في الاونة الاخيرة انظروا للفقرة اعلاه



ماتت الكرة السعودية بموت الامير فيصل بن فهد رحمه الله ، الان نحن نعيش على اجتهادات شخصية و مجهود فردي من بعض الاشخاص.



تحياتي