وفي أحد أركان قرية جازان التراثية، يقدم المطعم الجازاني لمرتاديه بعض الأكلات الشعبية التي تشتهر بها جازان، والمكونة من نتاج البيئة المحلية، الذرة الرفيعة والزبدة والعسل واللحوم الحيوانية والأسماك، ومن أشهر الأكلات الشعبية «المرسة»، والتي تتكون من مزيج خبز الذرة الرفيعة والموز الأخضر المحلي والزبدة والعسل، ويشبهها أكلة «العصيدة» التي تصنع من عجينة الذرة الرفيعة المسلوقة مع الزبدة والسكر والعسل، ويقدم المطعم أيضاً أكلة «المغش»، وهو طبق رئييس في المنطقة، حيث تطبخ الخضروات واللحم الضأني في إناء حجري على الجمر، وعادة ما يصنع الخبز المحلي من عجينة الذرة الرفيعة التي تخبز في تنور أرضي مصنوع من الفخار، يسخن بواسطة الحطب.
وتبرز في قرية جازان التراثية نماذج البيوت التقليدية في جازان، حيث شيّدت فيها ثلاثة طرز معمارية مختلفة، أولها البيت الفرساني ـ نسبة إلى جزيرة فرسان التابعة لمنطقة جازان ـ ويطلق على النموذج المعروض في الجنادرية «بيت الرفاعي»، وهو بيت شهير في جزيرة فرسان، مشغولٌ بزخارف فنية ذات ملامح بحرية هادئة، وعادة ما يكون لونه أبيض، فيما تعلو سقفه الداخلي نقوش بارزة. أما البيت الثاني الذي يمثل السهل والساحل في جازان قديماً، فهو البيت التهامي (العشّة)، والتي تنتشر عادة في القرى الريفية ذات الطبيعة الزراعية، نظراً لتوفر المواد الخام لبنائها، وملاءمة البناء للطبيعة. و«العشّة» بناء مخروطي الشكل يتألف من القش والطين والأخشاب، تكسوها الحبال القوية من الخارج، وتلحق بها عشة صغيرة للخدمة، وكذلك البناية التي تحتوي على أدوات الطبخ الكاملة، فيما يمثل البيت الثالث البيئة الجبلية، وهو البيت الجبلي المشيّد من الحجر، بشكل أسطواني، ويتألف في الغالب من عدة طوابق، تخصص العلوية منها للحراسة والسكن، ويتوسط البيت درج حلزوني. وينتشر هذا البيت في القطاع الجبلي من منطقة جازان، وما زالت هذه البيوت موجودة في جازان، ولكنها قليلة نتيجة النهضة العمرانية الحديثة التي غلب عليها طابع البيوت الإسمنتية.
ويتجسد في المعرض العام الماضي والحاضر في وقت واحد، حيث توجد أجنحة المركز التراثي لمنطقة جازان، الذي يروي ماضي جازان التقليدي، من خلال عرض أزياء جازان الرجالية والنسائية التراثية، إضافة إلى بعض الحلي والمقتنيات التراثية والأدوات المنزلية، فيما تعرض في المركز الحضاري لمنطقة جازان المشروعات البلدية المنجزة والمستقبلية، إضافة إلى عدد من المشروعات الاستثمارية في الزراعة والأسماك والصناعة، ويعرض في المعرض العام معرض للفنون التشكيلية لبعض الرسامين في منطقة جازان، ومعرض الاستثمار الزراعي والسمكي، الذي يوضح الثروة التي تتمتع بها سواحل جازان وسهولها، حيث تعرض فيه منتجات بحرية وحيوانية وزراعية، مثل الحبوب والذرة والدخن والسمسم والمانجو والباباي والجوافة والروبيان وبعض أنواع الأسماك.
أما ساحة القرية التراثية لمنطقة جازان، فخصصت مساحة كبيرة منها لإقامة الرقصات الشعبية والإيقاعات الفلكلورية، حيث وضعت الكراسي الخشبية (القُعُد) بشكل مستطيل أو مربع، ليستريح عليها زوار تراث جازان، وتؤدي الفرقة الشعبية في جازان بعض الرقصات كالسيف والعرضة والدلع والزامل والزيفة والمعشى والعزاوي والرّبش، حيث يؤدى بعضها في مناسبات معينة، وبعض الرقصات مقرونة بالغناء أو النشيد الخاص، كما يؤدى في هذه الساحة بعض الألعاب القديمة، إلى جانب بعض أمسيات الشعر الشعبي الجازاني.
[BLINK]أتمنى ان نكون عكسنا لكم بعضا مما شاهدناه بقرية جازان في مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة1427[/BLINK]
|
 |
رد مع اقتباس
~