غريمُك الحُزْنُ..غيرُ الحُزنِ ما قتلـك=هذا الـذي ألْهَبَـتْ سوراتُـه مُقلَـكْ
رمى بك الإلـفُ فـي لَفّاحـه.. ورأى=ملامحَ الحسن في سوءٍ ومـا سألَـكْ
لا لا ألومُكَ.. ثارَتْ في سَماك ضحـىً=عواصفُ اليأس، حتى ضيّعـتْ أمَلَـكْ
ماذا لقيـتَ علـى ضـرّاء عيشتـه؟=إلا ربيعك فـي نـار السنيـن هَلَـكْ!
يا عزَّ نفسكَ ! كم قاسيتَ من عِلـلٍ!=وكم كَتَمْتَ ! ولا تشكـو لـه عِللَـكْ!
رضيتَ بالصّمْت يا مسكينُ.. فارضَ به=على مآسيكَ.. تسعى بعدمـا خَذَلـكْ!
كم يخجلُ القلبُ! لم تعرفْ علـى يَـده=غيرَ الهوان.. وما راعى ولو خَجلَـك!
لم يلقَ وجهاً به يلقـاكَ مـن أسـفٍ=فكم تمادى ! وكم أزرى ! وكم عَذلَكْ!
عمراً ركائبُـه تغشـى علـى سُبُـلٍ=كما يريدُ.. ولا يغشـى بهـا سُبُلَـكْ
يسابـقُ الريـحَ.. مفتونـاً بلـذّتـه=ما حَطَّ من فلـكٍ إلاّ استطـاب فَلَـكْ
يرى لـه الحـقَّ، يأبـى أن تعاتبَـه=ولا يطيـقُ علـى آرائــه جَـدلَـكْ
فرَشْـتَ فـي دربـه ورداً فأبصـرَه=شوكاً.. وبـدّد فـي أهوائـه حِيلَـكْ
يسقيكَ مـن كأسـه صابـاً تجرّعـه=على كَفافٍ، وكـم أسقيتَـه عَسَلـكْ!
وكم غَزَلْـتَ خيـوط الليـل منتظـراً=حتى الظّلامُ علـى أوهامـه غَزَلَـكْ
عَطْشى لياليكَ.. ماذا فـي قَواحِلهـا؟=لا ضوءَ فيها.. وليلُ المُرْتجين حَلَـكْ
يا سوءَ حظّـكَ! مـا أقسـى نكايتَـه=إذا نصيبُكَ أن تهـوى الـذي قَتلَـكْ!
فليهنكَ اليوم ؛ عدّاءُ الـدروب صحـا=وباع ما يشتهي كي يشتـري مُقَلَـكْ
صَحا علـى عُـذْره الواهي..وحُجّتُـه=مـا هـامَ إلاّ وفـي خفّاقـه حَملَـكْ
كمـا عَهِدْتَ..فلـم يخلـعْ عباءتـه=ولا تبدّلَ من عَـرْض الهـوى بَدَلـكْ
المَسْ على روحه إن قلتَ: أين أنـا؟=فما تـزال لهـا روحـاً كمـا جَعلَـكْ
مَحَلُّكَ القلـبُ، راضيـكَ النـزولَ بـه=على يقينٍ، فأكـرمْ بالرّضـى نُزُلَـكْ