[SIZE="5"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
لو سألت اي مواطن عربي مثقف او عامي او حتى طفل عن حال العرب سيسطر لك من الذم والشتم في حكام العرب مالم يقله المتنبي في كافور
وما ان يذكر اسم حاكم عربي امام اي انسان عربي الا وانهال عليه بإتهامات لم تنهال على المعتقلين في قوانتنامو . هذا هو الحال السائد .
ربما القلة القليلة التي تنظر للحكام من زاوية اخرى قد لا يعلوا لهم صوت لاقناع الناس بالحقيقة ولكنهم يعلمون ..
........دعونا نتكلم عن الحكام بمنطق بعيد عن العاطفة ...
الحــكام
لا احد يختلف على ان الحكام بــشر ولهم نفس التركيبات الموجودة في الشعوب فهم يكرهون ويحبون ويشعرون ويبحثون عن المصلحة ولهم ابناء يضحون من اجلهم بأي شئ مثل اي انسان عادي . هذي هي تركيبة البشر عموماً ..
لن اتكلم هنا بأسلوب المدافع عن الحكام العرب ولكن سأتكلم بحكم الخواص العامة للبشرية والظروف العامة المحيطة بالعرب حكام وشعوب ودول
العرب الان يعيشون ضعف كامل طبعاً كل الشعوب تقول المسئول عن ذلك هم الحكام ولكن السؤال لماذاااااااااااااااا ؟؟؟؟
فاقول ... لو نظرت للدول العربية جميع ستجدها تنقسم الى قسمين ,, قسم عاش سنين تحت الاحتلال الاجنبي الى عهد قريب وقسم اخر عاش تحت الفقر سنين حتى عهد قريب عند ظهور البترول ..
القسم الذي عاش تحت الاحتلال . الكل يعرف ما هو الاحتلال وماذا يفعل وكيف يتم سلب كل مدخرات ومقدرات البلد وتحويلها للدولة المحتلة وكيف يتم قمع وقتل المتعلمين في البلد ..
القسم الذي كان فقير يحكمه التفكير في العيش فقط ولا يعلم مايدور في الدول الكبرى المحيطة خصوصاً تلك الايام الفقيرة ايضاً في وسائل الاخبار والنقل والمعلومات بالاضافة للتخلف التعليمي الموجود .
الدول العربية استقلت والدول العربية الفقيرة اغتنت جميعهم تقريباً في وقت متتابع ليس بينهم ذلك الفرق الكبير ..
سأذكر تاريخ الدول العربية بإختصار شديد فتحملوني حتى نصل لنقطة الحوار ......
.................................................. ..
عند قيام الثورة العربية الكبرى ضد الدولة العثمانية عام 1916م بمساعدة بريطانية تم تقسيم المنطقة وبالاخص منطقة الشام بين فرنسا وبريطانيا .الاردن استقل عام 1946م وسوريا في نفس العام ولبنان عام 1941م .. اما مصر فمرت باحداث وتوالي عليها الحكومات حتى اخر ملك الباني وهو الملك فاروق الذي سقط بعد ثورة الضباط الاحرار وحكمها اول رئيس ودولة مستقلة بعيدة عن اي انتداب اوربي محمد نجيب وكان في عام 1952م ,,, تونس بعد الثورات ضد الاحتلال الفرنسي الطويل نالت استقلالها عام 1956م الجزائر استقلت عام 1962 من الاحتلال الفرنسي بعد حرب عصابات مرير .المغرب استقلت عام 1956 ليبيا استقلت بعد انهزام ايطاليا في الحرب العالمية الثانية وحكمها الملك ادريس السنوسي عام 1951 ولكن تحت اشراف ونفوذ بريطاني حتى اتت ثورة الضباط الوحداويون عام 1969م وقادها الرائيس معمر القذافي . السودان استقل عن الانتداب البريطاني 1965م ...... نأتي لدول الخليج ......
الامارات ... ضمت سبع امارات عام 1952 وظهر فيها البترول عام 1962 البحرين نالت استقلالها التام عن بريطانيا وايران عام 1970م
المملكة العربية السعودية فتحها الملك عبد العزيز عام 1919 ولم تتكون دولة بمعنى دولة وبترول وتجاره والا مابين الفترة 1942م و1950م
قطر كان تحت الاشراف البريطاني حتى عام 1968 م حاولت الاتحاد مع البحرين والامارات لكنها فشلت ولم تنال استقلالها التام الا عام 1971م
الكويت وافقت بريطانيا على استقلالها بعد مطالبة مريرة عام 1961 م
العراق تم تأسيس الجمهورية بعد الحروب المتنوعة مع الاحتلال والاكراد 1958م عمان كان لها صولات وجولا ولكن حدثت الثورة النهضوية لها والتجارية عام 1970 م
اليمن لم تتحول الى جمهورية ودولة بمعنى دولة بعد الحروب القبلية والحكم المتقطع الى في عام 1962م ..
هذا هو تاريخ الدول العربية عموماً
فلو لاحظنا التاريخ لهذه الدول وتكوينها كدول مستقلة او غنية نجدها متقاربة ولا يفرق بينها الا سنتين او ثلاث بمعنى انها ظهرت في وقت واحد .. وفي عهد حديث جداً .
..................... وما انا بصدده هو الاتي ..
الدول العربية خرجت من احتلال وفقر وحروب وأتى حكامها على تركة هائلة من الفقر والتخلف والتشرد والضعف وفي ضل تكتلات دولية محيطة وقوية وتخطط لبقائنا تحت سيطرتهم وإن اخرجوا جيوشهم نريدها ان تتحول الا دول افلاطونية او دول قوية.
.....الحاكم العربي يقع بين مطرقة الدول العظمى وسندان الشعب .
الدول العظمى التي تتقاتل على الدول العربية وتخطط للسيطرة عليها ولكنها تتفق في ما بينها لتضل الدول العربية ضعيفة ولن تسمح لها بأي خطوة للامام الا تحت اشرافها ...
والشعوب العربية تريد من حكامها ان يكونوا اقوياء عسكرياً واقتصادياً وفي المقدمة وهم لا يعلمون خفايا مايدور حولهم من سياسات وضغوط ومحاولات لالتهامهم لولا الله ثم تحمل حكامهم للسيطرة الخارجية والضغوط بدلاً عنهم .
الحاكم العربي يفكر في دولة كاملة وشعب وممتلكات ويريدها ان تبقى والشعب يفكر في حاله وبيته واسرته فقط . قد يقول البعض الحاكم يفكر في المنصب..
واقول .
كلنا كذلك حتى الشعوب كذلك .. اتحدى اي مواطن يقبل بالتفريط في منصبه سواءً اكان مدير او مسؤل او غيره ولو شعر اي وقت انه سيخسر منصبه بسبب تصرف تطويري فردي لا يرضى عنه المسؤل الكبير صدقوني لن يفعل . والسبب لانه بشر يفكر في مصلحة بيته واولاده ولوفكر في المصلحة العامة للذين يديرهم ومسؤل عنهم سيتصرف حسب الامكانيات الموجودة لديه انظروا لسياستنا المنزلية الا يوجد اخطاء في ادارة بيوتنا فكيف بإدارة دولة كاملة وإدارة شعوب مختلفه اهوائهم وإنتمائتهم وفوق ذلك عدو يتربص بك ريب المنون ويقف ضد كل ما تنوي القيام به . .
.جميع الذين ينادون ضد الحكام والله لا يهمهم لا بلد ولا غيره ولكن صياحهم الذي يتعالى وينادي ويستغيث هو لمصلحتهم لانهم يقبضون ثمنه من الخارج ويساعدون التخطيط الخارجي حتى تستمر البلدان العربية في معاركها الداخلية .....وسبق وشائت الضروف وحكم المعارضين ولم يقدموا شئ .
اتحدى اي حاكم في الدنيا يحكم ولا يتمنى ان تكون دولته احسن دولة في العالم . هذا شعور اي حاكم يتمنى ان تصبح دولته في المقدمة من كل النواحي ويحاول المسكين ولكن الظروف المحيطة لا تسمح له بذلك .
وايضاً بعض الاعداء من داخل البلد الذين يحاولون اسقاط الحاكم ويتامرون عليه من حيث لا يعلم ويأنبون الشعوب كل هذه ظروف تجعل الحاكم يسدد ويقارب ومع ذلك لن يرضى الجميع ..
قد يقول البعض هناك دول تاريخها مثل تاريخنا ولكنها تطورت ونهضت
فاقول نعم ولكن هذه الدول لم يحاربها احد في الخفاء ويخطط لها في الخفاء ومن وراء الكواليس بل تمت مساعدتها ومع ذلك مازالت تحت السيطرة الغربية رغم تطورها واتحداها ان تخرج عن السيطرة ...
اخواني الوضع ليس بتلك السهولة التي تتصورون معها ان يأتي الحاكم بما لم تأتي به الاوائلوا .هو يحاول قد يكون البعض منهم سئ جداً اتفق في ذلك ولكن لو كان احسن واحد عربي هو الحاكم صدقوني لن يستطيع ان يفعل الكثير على الاقل في الوقت الحالي .الذي هيمن عليه اعدائنا . نحن نعيش في محيط ودول لها سياساتها ومصالحها ولن تسمح لاي دولة اقل منها ان تتحكم وتتصرف كما تشاء خصوصاً الدول العربية عطفاً على ايام سيطرتنا ..... فالحاكم العربي تحكمه مصلحة بلده ومحيط يجبره على السير مع التيار .ولو حاول السير بالسفينة عكس التيار لاغرقها وراكب السفينة لا يعلم ما يدور خارجها
والشعوب العربية تشعر بأنها الاضعف لذلك تحكمها العاطفة وتصدق كل ما تسمع .
وتتكلم وتنتقد ولكن الوضع الحقيقي ليس كما يتصور البعض .
فـنحن لا نعيش في كوكب اخر نحن نعيش في كوكب لم نظهر فيه الا بعد ان سيطر عليه غيرنا ولم نأتي الا بعد ان سكنوا لذلك لن يسمحوا لنا ان نلحقهم او ننفرد . حتى يشاء الله . وما ذلك على الله بعسير .
.................... تحياتي ..........[/SIZE]