جفاني النوم في تلك الليلة وداهمني الأرق فصعدت الى شرفة المنزل لأستنشق الهواء النقي بعدما سكن كل شيء وخلد الى مرتعه , تأملت السماء بنجومها وقمرها,جمال وبهاء وعزة ورفعة ، يٌسر من تأملها ويدرك بديع صنع الله .
ثم جلتُ بالنظر في أسقف هذه المنازل هنا وهناك فألح علي سؤال غريب!
ماذا تحت هذه السقوف ؟؟؟؟
سؤال صغير وأما الإجابة فلو بقيت سنين لأحصرها ما استطعت ,
هنا متعبد متهجد قد قام لله راجيا عفوه ومغفرته , وهناك مستهتر متهتك ,أحدهم خلا بربه والآخر بحبه , وهذا سرير لميت قد أحاط به اهله يبكون وذاك مضجع لعروسين أحاط بهم الأقارب يضحكون , ومن يـيت يبرم بالولد ومن يتألم من العقم , وشاك من التخمة وباك من الجوع , ومسرور يتمنى لوطال الليل ومنكود ينتظرالنهار , وتاجر عد نقوده فاستأنس ونام وفقير معدم بات يتلوى من الجوع ,
وزوجان متنافران كل يتمنى لو كان عزرائيل فيقبظ الآخر , وآخران تحاضنا يتمنيان لو خُلدا الدهر ,
وكم من سجين يتقلب على إبر يذكر أهله الذين لا عائل لهم سواه وقاضيه على المائدة الخضراء يضارب بالمال الذي أخذه من خصم ذلك السجين .
وكم من رجال قد باتو مع غير زوجاتهم وكم من نساء ارتمين في أحضان الملاعين ((شرع إبليس لا لذة فيه إلا مع الحرام )).
وكم من شاب وفتاة قتلهم الفراغ لا ديرون لماذا خلقوا فقرروا الإنتحار , وملايين يعيشون لاهم لهم في هذه الحياة فناموا كالقتلى .
وإن ولجنا أكثر لوجدا كل خبيثة لا تعرفها أصناف الحيوان وإن هي عرفتها ترفعت عنها وأبتها ,أفهذا هو سيد المخلوقات ؟؟
اليس الذي يكفر بربه ويخون وطنه ويسيء الى ابيه وأمه ويكذب ويغش وينافق ويسرق ويكون عبدأ لشهواته أسيراً لجهله أليس هذا الإنسان شراً من الحمار؟
اخوتي من اعتبر من هذه البيوت وأيقن انها محطة مسافر ,وأنا سنزول نحن وتبقى هي.وإلا فاين الأمم التي سبقتنا مصيرنا ومصيرهم واحد ولابقاء إلا لله الواحد القهار.
فإلى متى الغفلة؟؟؟؟؟؟؟