الإصلاح : ذلك المعنى الذي نطلبه ونخافه في ذات الوقت
فقامت كل طائفة تصبغه بصبغتها وتجعله مشروعا طائفيا يحقق حاجة المجتمع و أهدافها على المستوى الخاص والأولي
تلك الطائفة قد تكون مذهبا دينيا أو تيارا حركيا أو تنظيما سياسيا أو تحديثا فكريا
كل أولئك ينطلقون من الجانب الخاص وتبقى الحاجة المجتمعية متفاوتة بينهم قربا وبعدا
سواء اعترف بذلك على منبر الوعي أو بقيت فاعلة خلف الكواليس
وعلى المستوى الإداري وحقوق المواطنة يظل المعنى مرسوما في كراسة الأحلام لا ينفك الجميع يتأملون الصورة الافتراضية بإحباط كبير يعمقه الواقع المغمس في اليأس من تجارب فاشلة سبقت أو حكايات مجاورة لمحاولات هشة لم تؤت أكلها
ربما لأنها زرعت في غير موسمها أو بالطريقة الخطأ؛
فسوّغ ذلك أن يحكم بأنها الأرض اليباب
الحب : ذلك المعنى الذي لولاه ما قامت الحياة ولا استمرت
المصطلح الذي نتعاطاه مشبوها حينا وباهتا أحيانا كالجوهرة التي أفقدت جاذبيتها
الحب الذي لا يتعارض مع الحق بل يبنيه ويجمله حتى لو أدى إلى تشكيل قد يفهم على الخلاف لكن سرعان ما يترجمه العقل إلى الجمال الصرف
عندما يمتزج الحب بالإصلاح والإصلاح بالحب ينتفي تغليب المصالح الشخصية ويبتعد سوء الظن في النوايا
عندها تقدم مصلحة المجتمع وتطالب بحقوقه بحب ومصداقية بأسلوب يحكمه الحب مع الخصوم
وتحارب الفساد بالنصيحة القائمة على الحب والخير
فأن أحبك ليس معناه أن تأخذ حقي
هنالك سأحاربك وسأبقى أحبك أيضا
أليس هذا المعنى جديرا بالاعتناق ؟!