رعد الجابر
حتى الآن أتذكر "أبو الحروف" الذي كان أقوى من الشدة وأطول من المدة وأحد من السين وأهدأ من السكون وأسرع من لمح العين، وكذلك "زيد وعمرو"، ولا أنسى أبداً الفنان القدير عبدالله الحبيل في زي نعمان"ثلاثة عشر...ثلاث عشر...أربعة عشر...أربع عشر"،كذلك سلامتك البس بجامتك، وعلي المفيدي "ما رأيك ببعض القنابل؟"،هل تصدقون أني مازلت أقرأ مجلة ميكي؟ عم ذهب ذاك العجوز الإسكتلندي البخيل"تفضل بالدخول إلى متحفك الذي تفوح منه رائحة البخل"،هذا غير بسيط مع سلحفاته الخضراء، وكعبول الكلب الأكول مع عبقرينو المخترع المشغول والقط مشاكس ومخمخ ومشمش الثنائي المدهش، من السيئ أن نعيش نحن موروثات أمور سياسية حدثت في الماضي حرمتنا من أن نتمتع بذلك العبق العطر من ذاكرتنا المليئة بالأمور الكئيبة"إذا كانت لك ذاكرة قوية وذكريات مريرة فأنت أشقى أهل الأرض".
أجمل ما في فيلم الحدود لدريد لحام ومحمد الماغوط هو فضح أكذوبة الوحدة العربية بشكل يتعب المرء في وصف روعته"باعتقادي أننا أشقاء وأبناء وطن واحد!...من قال هذا؟...الإذاعة...؟!"وجه دريد لحام المليء بالبؤس زاد من هيبة الفيلم لدى المتلقي"بكم تبيع هذا المنزل؟... بجواز سفر...!"، لهذا سنظل نحن عشاق عبق الماضي المجيد من يوم أمس حتى حدائق قرطبة نبكيه ونحن نقول "أطفالاً نخرج للدنيا نشكر لله ونبتهل أن يجعل دنيانا عيداً نفرح بالعيد ونحتفل ونعيش بحبٍ وسلامٍ وبعون الله لنا أملٌ".