كل الناس وأجزم كل الناس يلبسون أقنعة، تختلف هذه الأقنعة من حيث سماكتها وشفافيتها، يظهر كل إنسان ما يظنه أجمل صورة له، ويخفي ما يعتقد أنه يعطي الناس انطباعا سيئا عنه، ولا شك ان ميدان الكتابة هو عرض لأغلى ما يملك الانسان وهو الفكر، فلذلك السؤال الذي يطرح نفسه هو ماذا نكتب ؟ هل ما تخربشه أناملنا هو في الحقيقة يعكس ما نحن عليه؟ أم هو قناع يظهر ما نصبو إليه؟ هل لوحة المفاتيح هنا مرآة مقعرة أم محدبة؟ هل المثاليات التي تظهر غالبا بين طيات كتاباتنا هي ديدننا أم أننا نفشل كثيرا في ترجمتها الى واقع؟
وبين الإدعاء والواقع تبقى البينة هي الحلقة المفقودة دائما، فكم من مبدأ كنا نسمعه أصبح في مهب الريح حين وضع صاحبه على المحك، وكم من مثاليات كنا نعتقد صدق اصحابها انزوت في غيهب الفشل حين اختلف الوضع شيئا بسيطا.
اجزم أن ترداد شئ ما لا يعني مصداقيته، وتبني مبدأ معين في فسحة من الوقت والوفاق لا تدل حقيقة على ثبوت تحقق المبدأ حين تضيق الفسحة ولذلك دائما اسمع في كل قضية لطرفين متناقضين حتى لا تقع في فخ التطرف، وإياك والانصياع للتخدير من أفواه متعددة برأي واحد، وان كثرت وكبرت مسميات تلك الأفواه
نايف