..... هذا النوع من البشر ....
من أفدح الأخطاء عند بعض الناس إستسلامهم وركونهم للخمول والكسل من دون عذر
متخذين الأناة الزائدة والتمهل الطويل ستراً وغطاء يحجبون به عجزهم وضعفهم أمام أنفسهم وأمام الآخرين
لذا نرى هذه الفئة كثيرة الأماني عريضة الآمال التي لا يتحقق منها شيء
وتجدها ذات مشاريع مستقبلية هائلة
دون أن يكون لها من واقعها وحاضرها أي أساس أو مستند تقوم عليه،،
مجرد أحلام في الهواء تتسلى بها نفوسهم وتوحي لغيرهم بأنهم أصحاب تفكير وقدرة
وأنهم في المستقبل سوف يعملون وسوف ينجزون وسوف ينتجون وسوف يكون
لهم في المستقبل القريب الشأن الكبير والصيت العريض،،
وكل هذا مجرد خداع للنفس ليس إلا وكلام لا يسمن ولا يغني من جوع
ولا يمكن أن يتحقق شيء من كلامهم هذا وهم مستسلمون
للراحة والبطالة الملومة التي لاعذر فيها من الخوف وموت الإرادة
أما الإنسان الحق ،، الصادق مع نفسه الذي يرغب ويريد عمل شيء ما فإنه لا يؤجله
ولا يكثر التسويف في الإبتداء به
بل يباشر ما يريد عمله مستعداً له بما يلزمه من مهارة ودراية ومن مقدرة وجهد
مستعيناُ بالله عز وجل على قضائه وإنجازه متخذاً الإصرار معركته والعزيمة سلمه
والتوكل على الله طريقه،،
مستعداً لكل ما يتطلبه تحقيق أمله من إخلاص ومثابرة ودأب لا يعرف الكلل أو الملل
قال سبحانه وتعالى ( فإذا عزمت فتوكل على الله )
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إعقلها وتوكل)
فجودة الفكرة الصالحة قابلة تطبيقها عملياً وقبولها المباشرة
أما كثرة الأفكار على غير طائل فكرة تطرد فكرة وأخرى تعترض الأخرى وهكذا،،
فهذه بلبلة غير مجدية ولا تعبر عن أي ثراء فكري
وهذا ما يضيع الوقت والتركيز والتوجه السليم.
ومثل من لا يعمل كمثل من يعمل ولا يستمر في عمله ولا يكمل ما بدأه
فتجده كل حين في عمل فهو لم ينجح هناك ولم يفلح هنا
تمربه الأيام والأعوام وهولم يجن طائلا ولم يحصل على شيء
غير التعب والجهد المهدور
وكان من المفروض الصبر والحرص على العمل الممكن المتاح
والذي يرى صاحبه أنه مهيأ له وقادر عليه
ومن ثم الإرتقاء به ومعه آفاق أرحب ومجالات
أوسع وأجمل بالتطوير والتفكيرالمبدع الخلاق،،
ومهما كانت هذه المهنة طالما أنها شريفة ونظيفة ويساهم المرء من خلالها
سد حاجة مجتمعه ووطنه بهذه المهنة أو هذا التخصص
ومن ثم سد حاجته عن طلب الغير وإستجداء عطفهم وسؤال كرمهم ومنتهم
أعطوه أو منعوه فهو من دون عمل رهين الحاجة لهم ،،
وهذا لا يليق بالإنسان الصحيح السوي الذي يحب أن يسعى مع غيره في طلب الحلال
يقول عمرو بن يحي (الحزم قبل العزم فأحزم وأعزم... وإذا إستبان لك الصواب فقصم)
وقول صالح عبدالقدوس (وما لحق الحاجات مثل مثابر ... ولاعاق منها النجاح مثل تواني)
فهل فهمنا ووعينا ديننا الحنيف وتوجيهاته السامية الراقية
الحاثة والباعثة على العمل الصالح والقصد النبيل
إن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الطيبين الطاهرين
القدوة الحسنة والمثل الرائع في العمل والبناء والإحتهاد
فهل نمقت الجهل ونحتزم بالعمل ونتغلب على العجز ونبعد عن الكسل
ونسير في ركاب العاملين الناجحين؟
هل نبدأ ؟
إن الطريق الطويل تقطعه الخطوة الأولى إذا دفعها الحزم والعزم والإصرار
آمل إننا فاعلون وبالله التوفيق
قلم رصاص؟