ما هي المصلحة في ربط الريال بالدولار؟
إنّها ببساطة لحمايته من تقلبات السوق النقدية التي قد تستهدفه.
صحيح أن لهذا ضريبة هي تقلبات الدولار أمام العملات الكبرى كاليورو والين. لكنه ثمن طبيعي للارتباط بأقوى عملة وأقوى اقتصاد.
ولو نظرنا إلى الدول التي فكّت ارتباطها بالدولار لوجدنا قرارها عاطفياً فقط، جعلها في مهب رياح التقلبات. فالجنيه المصري انهار بعد تعويمه لأن أي دولة أصبحت قادرة على التأثير فيه سلباً. يمكن لإسرائيل مثلا شراء كميات كبيرة منه ثم إغراق السوق العالمية به لينهار سعره. والكارثة التي حلّت بدول شرق آسيا في 1997م كان سببها الرئيسي تعويم عملاتها.
التعويم يفتح أبواب محاربة عملتك من كل طرف دون غطاء يحميها.
أما الارتباط فهو الحارس الواقي مما يستهدفها من صدمات. فمن ينوي ضرب الريال الآن عليه ضرب الدولار أولاً قبل تحقيق مراده.
ولو أخذنا الريال الإيراني كمثال فإنه حتى قطر أو أي دولة قادرة على مشاغبتها بشرائه ثم بيعه بإغراق ليتهاوى.
صحيح أن الدولار انخفض مؤخراً كإجراء طبيعي تسعى به أمريكا لدفع قيمة شرائية أقل مقابل النفط المرتفع، أي لتخفيض كلفة استيرادها. لكن فكّ ارتباط الريال به سيجعل الأخير عرضةً لتقلبات السوق واستهدافات لا يتنبأ أحدٌ بها مما سيضر بالمصدرين والمستوردين والمستهلكين. والمنطق يوجب أن تستفيد من الدورة الاقتصادية العالمية الشاملة للدولار على مدى نصف قرن مثلاً فترتفع معه وتنخفض لأن الأمور لا تُؤخذ لحظيةً فقط. وبذا تظل في مأمن من استهداف المغرضين. وهذا ما يكرره دوماً وزير المالية صيانة للصالح العام.
السياسة النقدية السليمة هي الأمان الحقيقي لاقتصاد أي بلد