نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نيجيريا في أفضل الأحوال يصعب حكمها. فتركيبتها حافلة بالانقسام العرقي والديني، وغالبية سكانها البالغ عددهم 140 مليون نسمة فقراء، ومؤسساتها فرغت من كل شيء، نتيجة عقود من سوء الحكم في ظل الحكومات العسكرية والمدنية على حد سواء.
لكن سياسييها المتشرذمين يملكون قدرة على التراجع عن شفا الهاوية في اللحظات التي تشهد أزمة وشيكة. وجاءت مثل هذه اللحظات في الظروف التي اكتنفت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الحافلة بالعيوب، التي جرت في نهاية الأسبوع الماضي.

إن عمرو يارأدوا، الذي تم الإعلان عنه يوم الإثنين أنه الرئيس المنتخب، مسلم ورع ومحاضر سابق في الكيمياء، من أسرة ضمت في السبعينيات أحد نواب الرؤساء العسكريين.

وإلى حين وفاته سجينا سياسيا في التسعينيات، كان شقيقه شيخو موسى يارأدوا محور شبكة سياسية على نطاق البلاد، تمتد من السهول الرملية في الشمال ذي الأغلبية المسلمة، إلى المناطق الاستوائية في الجنوب ذي الأغلبية المسيحية. لكن يارأدوا الأصغر عاش معظم حياته خارج التوجه السياسي السائد، وخبرته الوحيدة في الحكم هي ولاية كاتسينا الشمالية المسحوقة.
تتصف سمعة يارأدوا بأنه رجل متواضع لم تلطخه التجاوزات التي أعطت للسياسيين النيجيريين مثل هذه السمعة السيئة. ويقول مؤيدوه إنه مهيأ لبناء الإجماع بشكل أفضل من الرئيس الجلف المنصرف، أولوسيجون أوباسانجو، الذي من المقرر أن يتنحى في 29 أيار (مايو) بعد أن خدم الفترة المحددة بولايتين. لكن هؤلاء المؤيدين يعترفون بأن يارأدوا انعزالي بطبيعته .