كابوس التعليم الإبتدائي
"يداك أوكتا وفوك نفخ" مثل تقوله العرب فيمن يجني على نفسه بيده ..
هذا المثل أيها السادة تردد شريحة لا بأس بها ممن ينتسبون إلى تعليم الصفوف الدنيا
وسواء كان بلسان الحال أو المقال إلا أنه يتكرر في اليوم والليلة غير مرة ...
ولا أكذبكم القول لو أخبرتكم أني جالست أحد الزملاء الشباب وهو معلم للصف الأول الابتدائي
وسمعت من التذمر ما لو وزع على معلمي المنطقة لكفاها وأتعسها ..
بل كان يحسب حساب العام القادم فيما لو كلفه مدير مدرسته بنفس الصف .. ليفعلن ويصنعن ..
ولك أن تتخيل أنواع الشتائم والويلات التي ستنزل بذلك المدير ..
إخوتي الكرام .. ذلك غيض من فيض وهذا واحد من الآلاف المحبطين ..
وآخر يندب حظه ويبكي شهادته التي آلت به إلى معلم حضانة على حد قوله ..
إن هذا الحديث تظنه ـ أخي القارئ ـ أكبر من عادي .. لكنه في الحقيقة ذو شجون
يستعصي على الحليم الأريب ..
هنا أيها السادة هل نلوم ذلك المعلم القابع وراء تأوهاته والغائب في دوامة همومه الشخصية ..
والتي لا تسمح له إلا بعشر الذهنية يزاولها مع صغاره في الفصل ؟
أم نلوم الوزارة في استهانتها أو غفلتها عن أهم مرحلة في سلمنا التعليمي ..؟
ولكم اتضح في كثير من القصص أن المعلم المتهاون في عمله يقال حولوه إلى الابتدائي !!
والذي لديه مشاكل نفسية يحول مباشرة إلى الصفوف الدنيا ..
إلى غير ذلك من القصص التي نرى نتائجها واضحة في مستويات أبنائنا ...
ثم هل هؤلاء المعلمون الذين يدرسون هذه المرحلة على تدريب كاف في التعامل
مع هذا السن بالذات .. وفهم متطلباته ومقدار التحفيز الذي يقوم عليه ..؟؟!!!
وليس كل معلم يستطيع التعامل مع الصغير بكل براءته وشقاوته ...
ومن هنا تتضح المأساة الكبيرة في أبنائنا الذين يصلون إلى الجامعات وهم
أشبه بالأميين ( صم بكم عمي فهم لا يعقلون ) .. إلا من رحم ربك .
وإلى يوم غد ، وبعد غد.. والمشكلة ذاتها
< مشكلة معلم الصفوف الدنيا ومدى ملاءمته للمرحلة > ..
أضف إلى ذلك كارثة التقويم المستمر والذي قوض ما بقي من أمل ...
وكل ذلك من شأنه توفير مناخ مناسب للتسيب وإضاعة الأمانة..
ومن أمن العقوبة أساء الأدب كما قيل ...
وختاما / هل ثمة وقفة منصف أو صرخة غيور من أولئك الذين يجلسون
على الطاولات المستديرة لإعادة النظر و لحاق ما يمكن لاستقراء القادم
على أسس منطقية تحفظ لنا مستقبل أبنائنا .. في ظل المتغيرات الحديثة ...
بعدها نناقش مسألة التعليم الإكتروني .. وإمكانياته ..
و إلى ذلك الحين تصبحون على خير ..!