* إن كل رأس مالنا الأهم واستثمارنا الأغلى لا يختلف عليه اثنان انه يتمثل في هذه الملايين من فلذات الأكباد الذين تحتضنهم مدارس ومؤسسات التعليم بقطاعيه العام والخاص على مستوى الوطن في مختلف المراحل التعليمية ويكفي وزارة التربية والتعليم واداراتها ومدارسها ومنسوبيها ان تكفل بعد توفيق الله لكافة المعنيين بهذا الاستثمار ما يمكنها من النهوض بما يقع على عاتقها من مسؤوليات ومهام وخطط وبرامج وأهداف وتحديات وهذا الدور الجسيم لا يستهين بعظمه وثقله وأبعاده وأهميته وهمومه أي عاقل ومنصف مهما كان بعيداً عن محيط التربية والتعليم وما يسكن على أرضه من نزف واحتراق وجهود، ولينظر كل رب أسرة حجم ما يكابده ومن معه في سبيل رعاية وتربية من لديهم من فلذات الأكباد ولنفرض انهما اثنان لا أكثر، ولتقارن هذه الأسرة بين نسبة وحجم بذلها ومعاناتها للقيام بما يفترض عليها تجاه اثنين فقط، وبين ما يمكن لها او لسواها من الأسر تصوره من اعباء ومسؤوليات تقع على كاهل هذه المدارس التي تحتضن بداخلها على مستوى المدرسة الواحدة ما يزحف لخانة الآلاف من الطلبة والطالبات بل منها ما يتجاوز العدد فيها الألف طالب أو طالبة!!
** ولذلك من حق هذه المدارس في ظل كل ما سبق وفي ظل ما لا يتسع المجال لذكره مما لا يغيب عن ادراك المعنيين من متغيرات ومستجدات ومؤثرات ومغريات استهدفت وتستهدف التأثير سلبا على فلذات أكبادنا خاصة حين يلازم ما سبق عند البعض غياب دور الأسرة التربوي أو تجييره للعمالة الوافدة باختلاف أجناسها وجنسياتها وأديانها.
** أقول من حق هذه المدارس أولا مضاعفة الكادر المعني والمتخصص داخل كل مدرسة يعنى بالشأن النفسي والاجتماعي التربوي كفريق عمل ومنحه صلاحيات فعلية وفاعلة تكفل ما يعزز الدور التربوي للمدرسة من جهة وتحصنه مما يجابهه من مؤثرات خارجية وتعوض ما افتقره أسرياً ومهما تكلفت الوزارة من أجل تفريغ هذا الفريق وخاصة المرحلتين المتوسطة والثانوية الا ان العائد والمحصلة الإيجابية ستكون أهم وأكبر من كل التضحيات.
وثانيا: كما هو ملموس من أدوار هادفة وبناءة لأجهزة الأمن ممثلة في المرور والشرطة كما هو الحال على سبيل المثال في (أمن الطرق) كم ننشد أن يكون لدينا (أمن المدارس) فصوت سيارة أمن واحدة تخصص لمهمة المرور على المدارس الثانوية والمتوسطة عند انصراف الطلاب وفي نهايات أيام الاختبارات كفيل بحول الله وقوته بحماية فلذات أكبادنا من شرور أنفسهم أو ما يتربص بهم، والله من وراء القصد.
تأمل:
ان من يحمل الهموم كبارا لا يبالي بحملهن صغارا
بقلم الأستاذ والمربي الكبير والكاتب في جريدة عكاظ /عابد هاشم