:tk9_sm (34):

نص المقال في صحيفة الوطن
http://www.alwatan.com.sa/news/write...d=449&Rname=27

إلى الأخ الكاتب محمد حسن علوان
قرأت مقالك الذي بعنوان ( مبتعثون ولكن طائفيون ) وقد قررت فيه حاجتنا الماسة للتفاهم والتعايش
وفعلاً من الواجب على المجتمع أن يتعايش مع بعضه ونحن أجدر الناس بهذا الأمر لأن الإسلام يعلمنا ذلك مع غير المسلمين - من نصارى ويهود ومجوس كما جاء في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسنته - فضلاً عن من ينسبون للإسلام أصلاً بما أن كثيراً منهم لا يخالفوننا في أصول الدين .

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه منذ زمن , هل تم تعليم هذه الأجيال بهذا المنهج الأصيل في التعامل مع الآخر مذهباً كان أو طائفة أو حتى ديناً آخر , بل هل وجدت الرؤية الشاملة لهذا الطرح أصلاً .

أوافقك في هذه النقطة تماماً مشيراً لأهمية الموضوع وحاجة الأمة الماسة له فأنا أتفق معك كلياً فيما سبق

وأود أن يتسع صدرك لبعض ما أخالفك فيه

في ما جاء في سياق الثناء على الحضارة الأمريكية :
( فلا يوجد بقعة في الأرض، على مدى التاريخ، استقبلت أعراقاً متنوعة من البشر، ليعيشوا في أرض واحدة، تحت قانون واحد، محتفظين بتعدد أديانهم، وعقائدهم، وطوائفهم دون مساس، مثلما فعلت قارة أمريكا الشمالية، بحاضرتيها: الولايات المتحدة، وكندا )

وهل بمجرد أن جمعت هذه البقعة ما هب ودب من أصقاع العالم قد أحرزت تفوقاً تحمد عليه
أنا معك أن في الولايات الأمريكية تقدما تقنيا فريداً و بها علوماً تستحق أن نقتبس منها بل أن نتعلمها منها
ولكني لا أعتقد أن هذه الحضارة بما فيها من تلوث أخلاقي وديني وممارسات لأسفل ولأحط أنماط التحرر اللآديني لا أعتقد أنها تستحق منا حتى نظرة راغب .
فإذا أردنا الثناء على بقعة ضمت أعراقاً وقبائل في أرض واحدة و جمعتهم على الأخوة والمحبة فإن أعظم مثال لذلك هي أم القرى .

وجاء في المقال
( ورغم أن هذه الهجرة التاريخية لم تمض دون أخطاء إنسانية فادحة، ليس أقلها تهجير الهنود الحمر، واستعباد السود )

يا أخي العزيز الفاضل :
لم يتوقف الأمر عند تهجير الهنود ولا استعباد السود بل لقد تعداه لأبعد من ذلك وأعظم كارثةً واستمع لهذه الوقائع التاريخية التالية

فمع مطلع القرن السابع عشر كان عدد الهنود الحمر في عموم القارتين الأمريكتين أقل من ثماني ملايين، بعد أن كان أكثر من خمسين مليونا، لنرى حجم الإرهاب الأمريكي ضد الشعوب الأصلية التي سكنت تلك الأرض.

ولنثبت حجم الإرهاب اللا إنساني الذي قام به المستعمرون الأمريكان لتلك الأرض، و يكفينا أن نذكر أنه في عام 1730 أصدرت الجمعية التشريعية ( البرلمان) الأمريكي لمن يسمون أنفسهم (البروتستانت الأطهار) تشريعا تبيح عملية الإبادة لمن تبقى من الهنود الحمر، فأصدرت قرارا بتقديم مكافأة مقدارها 40 جنيها مقابل كل فروة مسلوخة من رأس هندي أحمر،و40 جنيها مقابل أسر كل واحد منهم، وبعد خمسة عشر عاما ارتفعت المكافأة إلى 100 جنيه و50 جنيه مقابل فروة رأس إمرأه أو فروة رأس طفل (هذه هي الحضارة الأمريكية التي يتشدق بها بعض المفكرين).

وفي عام 1763 أمر القائد الأمريكي (البريطاني الأصل) جفري أهرست برمي بطانيات كانت تستخدم في مصحات علاج الجدري إلى الهنود الحمر بهدف نشر المرض بينهم مما أدى إلى انتشار الوباء الذي نتج عنه موت الملايين من الهنود، ونتج عن ذلك شبه أفناء للسكان الأصليين في القارة الأمريكية.

ولعلك أن تراجع كتاب وثائق إبادة الهنود الحمر في القارة الأمريكية
والذي الفه أحد المبعوثين مع تلك الحملات البربرية وقد ذكر فيه العديد من الفظائع والهوائل التي ارتكبت بحقهم
وهنا بعض المقتطفات مما ورد في هذا الكتاب
http://www.tk9tk.com/vb/showthread.php?p=4991#post4991

فالمسألة لم تكن بالنسبة للهنود الحمر مسألة تهجير , ولا للسود بمسألة استعباد فقط كما بينته في المقال

وجاء في المقال
( فبعد أن كان الفرد الأسود يشنق خفية، ويجلس في مقاعد الدرجة الثانية، أصبح كل ما يشتكي منه من عنصرية لا يتعدى ممارسات الأفراد في الشارع )
ليس من الخافي علينا الممارسات التي تتم يومياً ضد السود والتي تتعدى كونها ممارسات لأفراد في الشارع من قتل وطرد من منازلهم وأخذ لحقوقهم حتى أن العقوبات المشددة كالمؤبد والإعدام تكاد تكون حكراً عليهم وما ذلك كله بخافٍ علينا والإعلام خير شاهد .

وجاء في المقال
( وبعد أن كان اليهودي ممنوعاً من الأكل في المطاعم العامة، ومجبراً على العيش في أحياء بعينها، ولا يسعه حتى المشي بأمان في الشارع دون أن يتعرض للضرب والإهانة، أصبح اليهود من أكبر اللوبيات المسيطرة في عوالم المال والاقتصاد في القارة بأكملها )

وهذا المعلومة هي نفسها التي يرغب اليهود في إيصالها للعالم . . . . رغم عدم مصداقيتها مطلقاً فهو اليهودي الذي كان بأمريكا قديماً وهاهو نفسه الآن يسيطر ليس على عوالم المال والاقتصاد كما ورد بل حتى السياسة وليس بالقارة بأكملها فقط كما ذُكر بل تعداه لخارجها .

وجاء في المقال
( ودخل المسلمون مجلس الشيوخ الأمريكي ممثلين في السيناتور أليسون كيث الذي غير البروتوكولات القائمة منذ مئات السنين، وأصرّ على أن يقسم على القرآن بدلاً من الإنجيل، ولم يعترض على ذلك أحد، حتى الهنود الحمر )

فهل (كيث محمد) وهو الاسم الذي يدعى به ,هل يمثل المسلمين ولو على أشذ مذاهبهم ... لا أعتقد ذلك .. والسبب ليس تعاطفه مع اسرائيل والصداقة الحميمة والتأييد الذي يقدمه لهم على أعمالهم في فلسطين ولو كان سبباً ....
وإنما السبب هو تصريحاته الشاذة كدفاعه عن حقوق المثليين والشواذ وتأييده لهم . . . . فهل هذا يمثل المسلمين . . . قطعاً لا .

وبالنسبة لموضوع قسمه فهو أقسم على القرآن الكريم , أما مسألة إصراره على ذلك فليس بصحيح وما الذي يدفعه إلى الإصرار وهو لا يوجد أصلاً قانون يلزم أعضاء مجلس الشيوخ أو البرلمان بالقسم على كتاب معين فمن حق أحدهم أن يقسم على أي كتاب وبدون أي إصرار .

وجاء في المقال
( فأين الطلاب السعوديون الطائفيون عن كل هذا؟ )

أشارك كاتب المقال أن هؤلاء الطائفيون الغير منضبطين يمثلون هماً عظيماً على مجتمعاتهم بل وعلى الإسلام أيظاً وذلك بتخبطهم وعشوائيتهم التي تعكس أسوأ صورة عن الإسلام وأهله .

ولكنهم ليسوا أبداً بحاجة لأن يتعلموا أخلاقهم من عفونات الغرب , أو أن يأخذوا تعاملاتهم وأساليب تعايشهم من نظام اجتماعي متفكك أصلاً, ولسنا بحاجة حتى للتطلع لتلك الأبخرة المتصاعدة منها التي أزكمت أنوف العالم بكل أنواع الرذائل .

ان الطلاب السعوديين الطائفيون الذين ذكرت بغوغائيتهم وفوضويتهم وجدلياتهم العقيمة التي أساءت لهم ولمن خلفهم , قد أصبحوا بأشد الحاجة للرجوع لأخلاقهم واقتفاء التعاليم التعاملية مع الآخر من حوض الإسلام
وذلك لأن حضارتنا وأخلاقنا لازالت معيناً لا ينضب لكل ناهل رغم تنكبات الكثير عن التمسك بها

أحببت التنبيه والتنويه لما جاء في مقالكم

لأن كتاباتنا يا أخي الفاضل يطلع عليها أصناف من الناس تتعدد أفهامهم ومشاربهم


خصوصاً وأنتم صحيفةٌ مرموقة يليق بها أن تتنبه لمثل هذه الطروحات

والله يحفظكم ويرعاكم