- أبعاد جديدة للتعليم- الجزء الأول 2007-05-22
لا يمكن أن يستمر النظام التعليمي كما هو عليه الآن... لا بد من وقفة
أبعاد جديدة للتعليم(تأهيل الإنسان الجديد) الجزء الأول
لا يمكن أن يستمر النظام التعليمي كما هو عليه الآن... لا بد من وقفة... أين هو الوعي بين كل من يتخرّج ويحمل شهادة يلصقها على الحائط معلناً مع أهله أنه احتل العالم وحقق ما لم يحققه أحد... هل اتصل بالوعي الكوني؟ هل عمّ السلام وسرت المحبة بين حنايا قلبه لتؤهله لشمّ عبق الرحمة فواحاً شجياً؟؟؟ لا أظن...
دون إكثار وإطالة في الكلام إذا أردنا أن يعمّ السلام العميق وجه الأرض فواحاً كعطر الأزهار من داخل الكيان الواعي الذي تطور من نفس الى ذات فروح، علينا أن ننظر الى خمسة أبعاد للتعليم لا طريق لنا غيرها فهي الحلّ لأنها تطوي الحقيقة تحت جناحيها لتحلق بأمتنا عصفوراً غريداً لا يعرف جذور ولا أرض بل حرية مطلقة مسؤولة...
البعد الأول معلوماتي يشمل مواد اللغات، التاريخ، الجغرافيا وغيرها من المواد التي يقوم الطالب بدراستها من خلال الكمبيوتر... الكمبيوتر سيفي بالغرض... إذ لا داعي لوجود المعلّم التقليدي الذي يقوم بالشرح والإعادة والتكرار وفقاً للطريقة التقليدية التي لايزال يتبعها المعلمون وسط تململ التلاميذ من كل ما يُلقى سمعاً ويُحشى في أذهانهم .... سيكون هناك وجود للمعلم ولكن كمرشد وليس كمعلم يكثر من الكلام بغير طائل، مرشد يعرف كيف يوجه الطلاب الى المواقع التي تخدم كل مادة من على الكمبيوتر... الكمبيوتر نوعية مختلفة للتعليم، فهو يعتمد على النظر، والعينان تملك 80 بالمئة من قدرة الإنسان على الإستيعاب والفهم بشكل مباشر فهي العضو الأكثر حياةً في جسد الإنسان....
جواب الطالب يجيبه الكمبيوتر وما على المعلم المرشد إلا توجيهه للموقع الصحيح، المحطة الصحيحة، لكيفية استخدام الكمبيوتر ليتمكن من إيجاد الكتاب الذي يحوي المعلومات الصحيحة الواعية العميقة...
نلاحظ هنا بأن المعلم مجرد مرشد وليس مكلفاً بزرع المعلومات الميتة وحشوها في ذهن الطالب...
البعد الثاني علمي، ويشمل العلوم على اختلافها وهذه المواد تُعطى للطالب أيضاً من خلال الكمبيوتر مع وجود المعلّم المرشد...
البعد الثالث هو تعليم فن الحب، الضحك وبالتالي التواصل مع الحياة بشكل جمالي حقيقي، أي تعليم فن الحياة، عيشها بكليّة بمحبة وسلام والغوص في غموضها وسحرها... إذ لا يزال أغلب الناس في هذا العالم يستخدمون وسيلة القتل سواء بين بعضهم أو قتل الحيوانات بحجّة الطعام أو لإجراء تشريح وبالتالي بحثاً علمياً والحيوان المسكين يدفع الثمن...
القتل عنيف، وكل إنسان يستطيع قتل حيوان فإنه قادر على قتل إنسان ولكن من الممكن أن لا يعلم ذلك لأن هذه القدرة موجودة في عمق أعماقه... فما الفرق بين قتل حيوان أو انسان؟
البعد الرابع هو الإبداع... لا أحد مبدع ولا على أي صعيد لماذا؟ لأن فن الإبداع اختفى وتأهيل الطفل منذ الصّغر ليكون مبدعاً وتنمية فنون الإبداع التي تتناغم بداخله كألوان قوس قزح لا تعرف عنه المدارس شيئاً.
لذا فالبعد الرابع هو تنمية القدرات الإبداعية التي تصل الإنسان بكل ما هو مقدس وإلهي، إنها كل ما وهب الله الإنسان من ملكات ومواهب وقدرات على التعبير كالرقص والغناء والموسيقى والرسم...
البعد الخامس هو فن الموت أي التأمل... التوجه داخلياً والتعرف على الروح قبل الموت الجسدي، لكي يصبح الطفل واعياً للحياة الأبدية الموجودة بداخله...
إنها من أهم ما سيُعلم للأطفال، ليعرفوا أن لا وجود للموت... الموت جسدي فقط... تحت مظلة التأمل سيتمكن الطلاب من الدفاع عن أنفسهم دون أي سلاح من خلال الفنون التي تعلمها (الزن) و(التاو) وغيرها والتي تمكن الإنسان من الدفاع عن نفسه من خلال القيام بحركات رياضية على مستوى عالي....
منقووووول