جزيرة الإنسان.... والبحر ساجٍ صامت فيه خشوع وتأمل... تأمل نسجه حنين الروح إلى مصدرها... إلى منبعها، من حيث جاءت، من حيث وُجدت... إلى الإبداع، الموسيقى الأثيرية الصامتة، إلى السلام الأزلي فواحاً بعطرٍ يأسر النفوس فترتقي لتعزف على قيثارة الروح...
أما من أحد ليكتشف تلك الجزيرة المهجورة منذ قرون وقرون؟
أما من أحد سيلجأ هارباً من رياح نفسه وعواصفها إلى روح تداعبها نسائم الأزهار؟
هل من أحد ليسمع صدى روحه؟ صدى الله في كيانه يذكره بالشيء المفقود؟ الكنز المفقود؟
إلى متى سيطول هجران الإنسان لتلك الجزيرة؟ أما زلنا سننتظر قروناً وقرون؟
لا بد من يوم يأتي حيث تبدأ رحلة الإنسان حقاً، حيث يطأ الإنسان بقدماه كوكب الارض ولأول مرة فيشتمّ رائحة العطر الخفية تداعبه بنسيمها الفواح فيمشي مستسلماً كالغيمة البيضاء، كالطير الشادي وعندها يدخل المحراب ويعيش السعادة الحقيقية وليست السعادة المزيفة فيدعو الأهل والأصحاب ليجربوا مثله ويبدأ الإنسان الجديد بالولادة على سطح الأرض....
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟