لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: رســـالة من وإلـــــــــى

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مزوام
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    العمر
    45
    المشاركات
    7,498

    Thumbs up رســـالة من وإلـــــــــى

    هاااااااااي كبعة

    قبل كل شي شكرا من صميم قلبي لكل من سأل عني سواء برساله خاصه او بإيميل اثناء فتره سباتي الشتوي لكني مدري ماهو جاني كئيب ولا لي نفس لشي لكن الوالد ماقصر ووداني لواحد لحجي يقولون انه دكتور بالفطرة وكواني وابشركم بديت اطيب


    السلام عليكم..
    موضوع جديد.. قصة جديدة.. محاولة جديدة للتقرب أكثر من ذوقكم الراقي.. تجديد لعهد الوفاء مابين كتابتي لما أحرص " أن يعجبكم" وقرائتي لما أحرص أن "يزيد اعجابكم بما اكتب" في تعليقاتكم وتفاعلكم وانتقاداتكم.. اتمنى أن يكون على المستوى المطلوب واتمنى أن أكون موفقاً في ايصال مالدي لكم.. واعتذر مقدماً على الإطالة وعلى أي تقصير قد يحدث احم احم كحححححححح <<<< هذا انا اتنحنح


    الإهداء :
    إلى البحارة.. إلى رفاقي بالسفينة..!


    رسالة قصيرة:
    أعشق في الأنقياء نقائهم.. ولا أكره في الحاسدين الا حسدهم

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مزوام
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    العمر
    45
    المشاركات
    7,498
    في ذلك الصباح الذي لايختلف عن غيره.. بدأنا الاعداد لرحلة طويلة.. صحوتُ باكراً وأخذت اتجول على رمال الشاطئ حافي القدمين.. ربما أردت توديع الارض اليابسة فأنا أعشق توديعها بهذه الطريقة.....
    عفواُ .. نسيت أن أعرفكم بنفسي

    أنا قبطان السفينة.. بحار شاب.. لا اعلم كم الساعة وماهو التاريخ وتقسيم الدول ونوع الحضارات.. انا في زمن اللازمن وفي تاريخ اللاتاريخ.. لا يهمني كل ذلك.. فكل مايهمني ويشغل بالي هو ان تكون سفينتي بأفضل حال لبدء رحلاتي.. واذا بدأت الرحلة فكل مايهمني هو الوصول لبر الأمان.. فلسفة البقاء!.. لم افكر يوماً من أنا؟ ومع من اتعامل؟ وفي أي زمن أعيش؟.. أحبابي هم سفينتي والبحر والرياح.. اعدائي هم الرياح والبحر وسفينتي!.. أبجديات موحشة!.. أعشق البحر وأخافه.. أحب سفينتي وأهابها.. استمتع عندما تهب الرياح وادعوا الله ان يوقفها.. أعيش في عالم من التحديات الصعبة.. والهدف بسيط.. في غاية البساطة: حياة كريمة

    علمتني حياتي البائسة أن اكون قاسياً.. فضـاً.. أحطت نفسي بهالة من الغموض والقسوة والجبروت.. كنت أصدر الأوامر لرفاقي بالسفينة ولا أجد الا السمع والطاعة.. فهم يحترمون كوني (قبطان سفينتهم) ويحترمون حياتهم وقوانين البقاء في هذا العالم!... عشتُ القسوة بكل قسوتها.. عشت التناقض بكل تناقضاته.. وعشت الغموض بكل غموضه.. كنت أكثر الناس جهلاً بي وبتفسير تصرفاتي.. وأقل الناس محاولة لفهم نفسي وفك شفرات غموضي!.. لم اكن مقتنعاً بكل ما اقوله وافعله.. ولكن مركزي وطبيعتي تفرض علي أشياء كثيرة.. هي الدنيا

    في ذلك الصباح الذي لايختلف عن غيره.. بدأنا الاعداد لرحلة طويلة.. صحوتُ باكراً وأخذت اتجول على رمال الشاطئ حافي القدمين.. ربما أردت توديع الارض اليابسة فأنا أعشق توديعها بهذه الطريقة.. كنت احاول أن اجد طريقة لفتح حوار صريح مع البحر.. أردت أن اخبره كم أهابه وأخاف منه.. أردت ان اسأله هل يعرفني؟ هل يعلم من اكون؟ هل أعني له شيئاً من بين كل هؤلاء البحارة والناس والسفن؟!.. بينما أنا كذلك تعثرت قدمي على جسم غريب ووقعت.. نهضت ونفضت ملابسي واخذت هذا الجسم.. انها لوحة قديمة!.. ربما هي الشئ الوحيد الناجي من إحدى السفن المغدورة!... اخذت اللوحة.. نظفتها.. تبدو قديمة جداً وبها رسمة لشاطئ به عدة سفن!.. شئ ما أعجبني في هذه اللوحة.. اخذتها ونظفتها ثم نظرت إليها قائلاً : أتاني ردك سريعاً أيها البحر.. ولكن كيف افك شفراته!
    ركبت السفينة مبتسماً وعلقت اللوحة في مقصورة القيادة


    بدأنا رحلتنا الطويلة.. كل الرفاق بالسفينة يعملون بجد واجتهاد وكذلك أنا.. كان الجو صافياً والبحر جميلاً.. أحسست بنشوة وسرور لايوصف.. فأنا دوماً أعشق بداية الرحلة..! لم ينغص علي سوى اشتياقي ولهفتي لمن تركتني باحدى رحلاتي ولا أعلم لها مصيراً.. تذكرت من لم أنسها قط.. أميرة البحر.. او من اسميتها أميرة البحر!.. تذكرت كيف قابلتها أول مرة.. كيف تحدثنا وتسامرنا.. كيف أحببتها وعشقت حياتي معها.. لا أصدق أننا افترقنا .. كانت تحاول اقناعي دوماً أن الحياة هي الحب وان الحياة بلا حب ليس لها طعم.. وكنت أرفض الاقتناع بهذا الشئ لأني أعاني الأمرّين لنبقى أحياء –فحسب- وهي لاتعي ذلك!.... كانت مغرورة.. عشقها اللامحدود لنفسها جعلني أعشقها أكثر وأكثر.. كنت مقصراً في حقها من وجهة نظر "الحب".. ومتفاني في الوفاء لها من وجهة نظر "الحياة"!

    تذكرت حين قابلتها آخر مرة.. وصارحتها بتضايقي من غرورها ونرجسيتها حين قلت: (اتعلمين.. لم نتفق أنا وانتي على شئ كاتفاقنا على "حبنا لكِ " و "إهمالنا لي").. لا اظن ان مقولتي تلك كانت السبب في فراقنا.. ولكن ندمت انني قلتها.. فعلاً ندمت ... ذهبت إلى مقصورة القيادة.. ووجدت تلك الفتاة التي انضمت إلى سفينتنا مؤخراً.. كنت انظر إليها بإعجاب.. ليس اعجاباً في شخصها وصفاتها.. ولكن انظرُ إلى صفات أميرة البحر فيها.. أرى فيها ابتسامة أميرتي.. ضحكتها.. نظرتها البريئة.. احببت صفات أميرتي فيها.. لم أقصد خيانة محبوبتي التي انتظر عودتها أو مصادفتها في رحلة من رحلاتي التعيسة على أحر من الجمر!.. لم اقصد خيانتها.. لم أقصد


    بتصرف لا إرادي اشحت النظر عن هذه الفتاة.. ونظرت لتلك اللوحة مجدداً.. فهناك سحر ما يجذبني إليها.. ربما كان هذا السحر هو أملي في العثور على سر هذا البحر فيها!.. بدأت الحديث مع اللوحة: أعلم انني لست القبطان المثالي.. واعلم ان سفينتي ليست الأفضل وبها الكثير الكثير من العيوب.. أكره النظر إلى تلك السفن والبواخر الحديثة عن يميني وشمالي.. تلك البواخر التي تبهر من ينظر إليها وتغريه بالحياة فيها ولو لمدة قصيرة من عمره!.. أكره عقد المقارنات.. أحاول أن أكون قنوعاً بسفينتي وعالمي والحياة التي أعيش فيها.. احاول بواقعية أن أكون "أسعد" مما انا عليه ولا أحاول أن أكون "الأسعد" بين الناس.. احاول من حين لآخر أن اقنع رفاق السفينة بأن سفينتنا أفضل من غيرها.. بعضهم يقتنع والبعض يغادر.. أخشى أن تكون "أميرة البحر" التي أحببتها قد افتـتنت بإحدى البواخر.. وغادرت إليها.! على كل الأحوال فإن الأمل الذي اعيش عليه.. هو تلك المقولة التي أرددها دوما على نفسي ورفاق سفينتي: (( غداً سيكون أجمل)).
    .
    .
    .

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مزوام
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    العمر
    45
    المشاركات
    7,498
    في ليلة غدرٍ تعودتها من البحر.. أتت عاصفة قوية.. لم تحتج إلى الكثير من الوقت لتحطم وتكسر في سفينتي مايكفي لاغراقها.. تسارعت الأحداث المؤسفة.. برق ورعد.. أمواج متلاطمة.. أصوات تحطم هنا وانفجار هناك!.. ساعات بل دقائق معدودة مضت على هذه العاصفة كانت كفيلة بتحطيم تعب سنين وآمال سنين وأحلام كثيرة في سفينتي.. حياتي! ،،، رفاقي يختفون بشكل مفاجئ وغير منطقي!.. اعلم أنهم لم يغرقوا.... اعلم ان سفينتي لن تصمد طويلاً اما هذا الطوفان.. ولكن أين رفاقي بالسفينة؟ لماذا تركوني في محنتي؟ لماذا اواجه هذه الأهوال وحدي؟.. لم تمهلني العاصفة الكثير من الوقت للتظلم والبحث عن تفسير منطقي لما يجري.. فقد بدأت فعلياً بتحطيم اطراف السفينة.. انطلقتُ باتجاه مقصورة القيادة.. كان الطريق إليها صعباً ولكن كنت مصراً على ان أذهب لانقاذ تلك اللوحة! دون أن اعلم مالذي يحملني على فعل ذلك.. وبين تلك الأمواج.. وتحطم اطراف السفينة بشكل متساارع.. واصوات الرعد والانفجارات المتتالية هنا وهناك.. استطعت ان ادخل المقصورة واخطف اللوحة وانطلق باتجاه قوارب النجاة..

    في استمرارية للأحداث المخيفة التي تحصل لي.. نزلت بقارب النجاة ومعي تلك اللوحة التي انتظر منها رسالة البحر إلىّ.. او تنتظر مني فك شفرتها ورموزها.. المهم انني اخذتها.. واخذت ابحر بقوة عجيبة.. قوة من يخاف الفناء!.. وبينما انا كذلك إذ رأيت تلك السفن في اماكن ليست بالبعيدة عني.. أصوات الغناء والطرب تملأ جنباتها.. والأنوار وبوادر الحياة السعيدة تبين انها لاتعلم شيئاً عن معاناتي!

    انني اموت.. سفينتي تغرق.. لماذا لا يأتي هؤلاء لانقاذي؟ لماذا يستمرون في حياتهم ولهوهم بينما أنا اعيش التعاسة والعذاب؟.. انني اموت!.. لماذا.. لماذا تستمر الحياة بدوني؟!.... مهلاً.. لماذا لاتؤثر هذه العاصفة على بقية السفن والبحارة؟؟ أم هي مرسلة لي انا ولسفينتي دون غيرها؟.... مرة أخرى لاتمهلني العاصفة الوقت للتساؤل والتفكير.. وأخذت الرياح تلعب بقاربي الصغير.. حتى أيقنت بنهايتي.. نظرت إلى اللوحة ثم قلت: كنتُ أظن ان البحر أرسل فيك إجابة على تساؤلاتي.. او بالأصح كنت أظن انني قادر على فك رموزك وفهم رسالته.. ولكنه أراد قتلي قبل ان اعرف.......
    موجة كالليل تبدأ بي ليلاً طويلاً ... جداً..!
    .
    .
    .
    .
    .

    أفقت من غيبوبتي وانا مرميّ على الشاطئ.. قميصي ممزق.. يوجد جرح قطعيّ يملأ صدري بالدماء.. نهضتُ وأخذت امشي مترنحاً على رمال الشاطئ.. هه فأنا دوماً أحب المشي حافي القدمين حين انزل للشاطئ! .. أخذت انظر للبحر نظرة الغاضب العاجز المتعجب!.. رأيت سفينتي في الجانب الآخر من الشاطئ.. لقد كانت محطمة تماماً.. حمدت لله انها لم تغرق وكُـتب لي عمر جديد.
    بينما أنا كذلك تعثرت ووقعت أرضاً.. نفضت الرمال على وجهي وعن صدري المدمي!.. علمت أن تلك اللوحة هي من اسقطني مجدداً.. نهضت.. ركلت اللوحة بكل قوتي فطارت منها وثيقة مطوية.. أيقنت أنها رسالة البحر التي طالما انتظرتها!..
    اخذتها وفتحتها وبدأت قراءة مافيها.. الملفت فيها انها تتآكل بشكل سريع من أسفل.. ويجب علي قراءة اكبر قدر ممكن مما فيها قبل ان يتآكل ويسقط.. بحركاتٍ سريعة تسارعت عيناي في محاولة قرائتها:

    ها قد أتاك ردي أيها القبطان.. كان بسيطاً ولايحتاج لفك شفراته كما توقعت.. انا غامض لمن يراني غامضاً وبسيط لمن يريد معرفة اسراري ببساطة..
    بالنسبة لك.. لاجديد.. كدت تنتهي كما انتهى الآلاف من امثالك.. وحيداً.. لا أحد يغرق معك.. لا احد يكترث لغيابك.. كل رفاقك بالسفينة يغادرون قبيل غرقك ويكتفون بمشاهدتك من بعيد ثم يبدأون في سرد قصصك وذكر محاسنك مرددين "رحمة الله عليه"..!
    إليك الرد على كل ماحدث لك وتذكر ايها القبطان انك محظوظ لأنني لا أرد على كل من يسائلني.. ولتعلم ان كل ما سأقوله لك لايعدو كونه قطرة من بحر فلاتحاول ان تعرف كل شئ!:

    قلت في نفسي : لم يكن البحر غامضاً فعلاً.. انا من كان يتوهم!.. ثم تابعت القراءة:

    انت ياقبطان السفينة في عالمٍ لاقيمة للفرد فيه!.. فإما ان تغرق واما ان يغرق غيرك.. تعيش في اقسى المواسم.. وأقوى الرياح.. انت تبحر في مناطق اشد خطورة وغموضاً من مثلث برمودا.. فلو كنت هناك لم يكن لك من اعداء سوى البحر.. اما حيث تعيش الآن فالكل اعدائك حتى لو لم يستعدوك.. هم في صراع على من يظفر بك.. ليس لاستعدائك لشخصك.. ولكن هي منظومة متكاملة اسمها البقاء للأقوى.. البقاء للأذكى.. البقاء لمن يريد حقاً أن يبقى..!
    لاتتحدث عن رفاق السفينة.. فكل منهم لاهٍ بنفسه وكيفية خلاصه..

    ولكن لماذا أنا؟ لماذا يكرهونني؟؟ لماذا يتعمدون اسقاطي وقتلي؟! هكذا تساءلت مشدوهاً.. وأتتني اجابة البحر حين استرسلت في القراءة:
    هكذا انتم البحارة.. تعشقون نظرية المؤامرة وبناء الاعداء الوهميين لاشخاصكم وانفسكم ولا تحاولون حتى معرفة اعدائكم الحقيقيين!.. تتفننون في تمثيل دور المظلوم الذي كثر ظٌـلامه وهو الوحيد الصامد في مجابهتهم! كل بحار فيكم يحاول عبثاً بناء عالم خاص فيه... ويعلن حربه ضد من يسميهم حساده والحاقدين على نجاحه!..
    الاعداء موجودون ولكن ليسوا اعداء لاشخاصكم.. اعداء حقيقيون.. اعداء لتنظيمكم وتجمعكم واهدافكم – لسفنكم- .. ليتكم تتحدون في مواجهتهم.. ليتكم تحاولون التعرف عليهم!!


    سؤال يتبادر إلى ذهني وانا مستمر في القراءة: الاعداء.. الموت.. المؤامرة.. كلمات سوداء!.. ماذا عن الحب؟ ألا يحق ان أحب واعشق؟.. اين الحب من حياتي إذاً؟!.. تابعت القراءة:
    انت ياقبطان السفينة تريد ان تحب وتعشق والحب لم يخلق لتعيسٍ مثلك..
    أتعلم.. أميرة البحر تريدك ان تعشقها كلها.. ان تعشقها كلك.. ان تعيش لها ولحبها.. تحبك ليس لشخصك ولكن تحبك لتعيش معك قصة حب!
    هكذا حبهن.. أنانيّ
    هي لاتريدك بخير.. ولكن تريدك معها بخير!
    هي تدعو الله ان تعيش "مصدراً لأمانها".. ولا يمكن ان تدعو لك ان تعيش فقط!
    مهما بالَـغت في اخلاصها وتفانيها لك باسم الحب فهو ليس لسواد عينيك.. بل لأنك تمثل دور "الحبيب" اللازم في اكمال قصة سعادتها.. دوماً تطالبك بأن تدليلها وتدلعها وان تترك مشاغلك ومشاكلك وآلامك وآمالك.. دوماً تطالبك في غنج ودلال بأن تكون لها وتعيش لسعادتها ولوجودك معها.. تعاتبك ان حدثتها بقصة ما ولم تكن هي البطلة! .. تستغل افتتانك بها وغرقك في لحظات الهيام بها لتملي عليك الشروط اللازمة لاستحقاقك حبها..

    هذا كله في حال وجودها معك.. اما حين تفارقك فستبدأ انت دورك في التكشير عن انيابك.. قد تتصنع الحب وتتصنع الوفاء.. ولكن لن يدوم تخفيك وخداعك.. فخيانتك ستبدو للملأ.. ستكابر ككل الرجال وتقول"انا وفيّ ولا اخون".. ولكن انت ككل من يفارق محبوبته:" تخون!".. فأنت بين خيانة من تحب وخيانة نفسك!.. فإن لم تكن تخون من تحب فإنك تخون نفسك وطبيعتك في هذه الحياة.. تخون جسدك وجوارحك!.. تخون انتظارك في انتظار من لايأتي!.. تخون جَـلدك وتحملك في صبرٍ لاتعلم مداه ونهايته.. تخون حياتك بملأها بحبٍ قد يكون "وقتيّ بالنسبة لمن تحب!".. فتكون بذلك خائناً لحياتك ومجابهة اعدائك وتحديات بقائك في هذه الحياة..
    الوفاء لمحبوبتك تحدٍ لن تصمد أمامه كثيراُ.. وحياتك بها تحديات واهتمامات اكبر من ان تهملها لأوهام "حب" و"خيانة" و"أميرة بحر"!.. اسمع نصيحتي ايها القبطان الصغير:
    لاتعشق فالحب لم يخلق لتعيسٍ مثلك!!


    هممت بتمزيق هذه الوثيقة.. فهذا ظلم وتجنٍ سافر!.. ولكن تمالكت نفسي وسألت غاضباً.. ايها البحر.. من انت؟ من انا؟؟! .. تابعت القراءة :
    انت ايها المسكين مجرد قبطان واحد في سفينة واحدة في وقت بسيط تبحر وتبحر.. حياتك مجموعة من الرحلات!.. ومصيرك كغيرك.. ستغرق.. انت ايها المسكين إنسان.. والسفينة هي عالمك ودنياك التي تعيش فيها.. وأنا البحر أنا( قدرك).. قد تملك الخيار في تحديد مسارات رحلاتك واهدافها.. ولكنك لاتتحكم في توجهاتها الفعلية.. ولاتتحكم في من يشاركك رحلاتك.. لاتحدد محبوبتك.. لاتحدد اهلك ولا اصدقائك ولا حتى اعدائك..!
    انت ايها المسكين قبطان على سفينتك فقط.. وكل فرد من افراد سفينتك هو في الاصل قبطان لسفينته وعالمه ودنياه وانت فرد من افراد طاقمه!..
    انت ايها المسكين لاتعلم انني انا قدرك والمكتوب عليك! .. انا من يتحكم في سفينتك ووجهاتها.. والاشخاص الذين يمرون بك في حياتك.. والعواصف التي تعصف بسفينتك وبدنياك.. انت ايها المسـ......

    وقفت مشدوهاً وانا ارى بقايا الوثيقة تتقطع أمامي مبللة لا استطيع جمع اطرافها لاكمال القراءة...

    رأيت قطعة تتدلى اسفل الورقة.. لقفتها بيداي المرتجفتان.. قطرات العرق تتقاطر من جبيني..
    قرأت ماهو مكتوب في هذه القطعة الصغيرة:
    ايها القبطان المسكين.. لا اريد كسر مجاديفك وبناء يأس على يأسك..
    انهض.. اجمع شتات شموخك.. إبن سفينتك من جديد.. وجِـد لك رفاقاً جدد.. كل شخص في هذا العالم الغبي لايعدو كونه قبطان لسفينته.. كلهم مبحرون مثلك ايها القبطان.. لاتبتئس.. فقط أبحر.. ابحـ........ وسقطت هذه القطعة من الوثيقة!


    قطعة أخرى تتدلى من الطرف الآخر ..
    لقفتها.. كانت مثنيّـة!
    كانت اصابعي ترتجف وانا احاول فتحها.. عيناي تملؤها الدموع.. يكاد يقتلني الخوف ويذهب بعقلي الحماس لمعرفة مافيها..
    قرأتها وحروفها القاتلة تتمايل امامي كالموج:
    يبدو انك تريد معرفة أكثر مما يجب ايها القبطان....
    ..................

    تساقطت بقايا تلك الوثيقة على الأرض..
    رميت نفسي منكباً عليها.. ابعثرها.. انبشها..
    اتمتم بحروف يصعب اخراجها من شدة التعب والألم والوجل
    سؤال أخير ايها البحر
    تساؤل بسيط
    مستعطف
    أجبني ايها البحر

    غداً سيكون أجمل.. أليس كذلك؟!
    أجبني
    غداً أفضل؟؟
    ارحني يابحر

    يابحر...









    عبــــــــــــــادي

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هلال الفجر
    رحمه الله رحمة الأبرار
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    الدولة
    ^*^الأماكن كلها^*^
    المشاركات
    2,724

    Thumbs up

    ياســــــــــــلام كلام عظيم اخي مزوام


    الله لايحرمنا منك

    والله يشفيك ... والحمد الله على سلامتك !

    وانشالله ماتشوف شر..

    اعجبتني كلماتك الرائعة .. الجميله .. وخاصة كلها تعني ذاك الوقت الهاديء ( الصباح)

    امنيتي لك بالتقدم فيما تكتبه يداك لا عدمناها اخي مزوام!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •