قد يعتقد البعض أن التحركات العسكريه الأمريكيه في الخليج العربي التي تدور هذه الأيام أنها أستعدادت للقيام بعمل هجومي عسكري ضد إيران وهذا غير صحيح فالغايه من هذه التحركات العسكريه الأمريكيه هي دفاعيه بالدرجة الأولى وأعتقد أن المنطقه سوف تشهد تعزيزات عسكريه قادمه لنفس الغايه وقد يتسأل البعض كيف تكون دفاعيه في الوقت الذي لم يظهر لنا من إيران أي توجهات عسكريه هجوميه سواءً من خلال تحركاتها العسكريه أو تصريحات قادتها التي لم نسمع من خلالها سوى التحذير من القيام بأي عمل عسكري ضد إيران وهذه لكنه دفاعيه فمن سيهاجم الأخر إذا كان توجهات الطرفين دفاعيه!!
من هنا أقول وبالله التوفيق وجهة نظري الخاصه بي بناءً على قرأه شخصيه للأحداث الأخيره التي تشهدها المنطقه أن هناك حرب قادمه بين إيران وامريكا لكن هذه الحرب لن تكون بطريقه مباشره ولن يكون الخليج العربي ساحة أو ميداناً لها وللعلم فإن هذه الحرب قد بدأت شرارتها تنطلق وهي هناك في لبنان الذي شهد مؤخراً مصادمات عسكريه بين الجيش اللبناني ومقاتلي فتح الأسلام في مخيم نهر البارده وهذه الحرب هو الطعم الذي سوف يتم من خلاله إستدراج حزب الله للدخول في مواجهه عسكريه ضد الجيش اللبناني وهذا ما أكده التخبط الواضح والأزدواجيه الغريبه في تصريحات حسن نصر الله الذي يبدو انه استشعر ما يحاك ضده في الخفاء حينما قال أن الجيش اللبناني خط أحمر ولايجب المساس به وكذلك مخيم نهر البارد خط أحمر ولا يجب المساس به !
فهوا يحاول من جهه إثبات ولائه للجيش اللبناني من ناحيه وطنيه وفي نفس الوقت يهدد نفس الجيش بطريقه غير مباشره وكأنه يقول أن حزب الله سوف يضطر للمواجهه معه إذا أستمر في اعتداءته ضد مخيم نهر البارده وأخيراً أخذ في لفت نظر الحكومه اللبنانيه الى أن أمريكاتسعى لجعل لبنان ساحة لتصفية الحسابات الخارجيه,في الوقت الذي تتلقى فيه الحكومه اللبنانيه مساعدات عسكريه أمريكيه تهدف بالدرجة الأولى الى خلق نوع من التوازن العسكري بين الجيش وحزب الله وقد يتفوق الجيش اللبناني عسكرياً من حيث العتاد لكنني أرى ان حزب الله سوف يتفوق بالخبره التي أعجزت اسرائيل ,عموماً الهدف الحقيقي من هذه الحرب هو (نزع سلاح حزب الله)بالقوة العسكريه ومن هنا يتضح لنا أن المستفيد الوحيد هي (إسرائيل) التي تسعى هذه الأيام من خلال مسلسل الأغتيلات الذي تقوم به ضد حماس وكذلك الأعتداءات على المناطق الفلسطينيه الى تهيئة الجو إقليمياً للحرب القادمه التي سوف تدار يالريموت من خلال يدها الماكره دون أن يكون لها اي دور ملموس على أرض الواقع سوى من خلال الدعم الأمريكي الذي سوف يحظى به الجيش اللبناني والجميع يعلم الضغوط التي تعرضت لها سوريه لإجبارها على سحب جيشها من لبنان والتي تهدف إلى قطع الدعم اللوجستي والعسكري عن حزب الله وعندما فشلت أسرائيل بعد ذلك في القضاء على حزب الله أرادت إجبار الحكومه اللبنانيه في تلك الفتره من خلال الغارات الجويه على العاصمه بيروت وبعض المدن اللبنانيه لإرضاخها للقيام بدورها ضد حزب الله وبسط نفوذها على كامل لبنان تمهيداً لتأمين حدود شمال اسرائيل والتخلص من ذلك العدو الذي كان يشكل خطراً دائماً على أمنها وبذلك تكون أسرائيل قد نجحت في تأمين حدودها من جميع الجهات ولم يتبقى أمامها سوى الخطوه الأخيره وهي تأمين حدودها مع سوريا والتي أتوقع أن تتم دون أي مواجهات عسكريه لأن الموقف السوري سوف يكون في وضع حرج للغايه إذا ما نجحت أسرائيل عن طريق الجيش اللبناني في نزع سلاح حزب الله وتأمين حدودها مع للبنان وأعتقد أن ذلك من أهم شروط أسرائيل التي يجب أن تتم قبل تفعيل المبادره العربيه إسرئيلياً والتي تعتبر حتى هذه اللحظه أي المبادره بالنسبة لإسرائيل ناقصه وغير مكتمله في ظل وجود جهات عربيه لا تعترف أصلاً بحق أسرائيل في الوجود وهي حماس من الداخل وحزب الله وسوريه من الخارج ,وعلى هذا الأساس تتضح الأهداف الحقيقيه من التواجد العسكري الأمريكي في الخليج الذي تسعى من خلاله للضغط على إيران وتحذيرها في نفس الوقت من القيام بأي عمل عسكري يهدف لمناصرة حزب الله وأعتقد أن إيران لن تعطي الفرصه لأمريكا وتمكنها بذلك من ضرب المفاعل النووي الأيراني بحجة الرد على أي عمل عسكري ايراني ,والحقيقه التي يجب أن يعرفها الجميع أن ايران تدرك تماماً أن أي خطوه غبيه تقوم بها سوف تكون وبالاً عليها وفي نفس الوقت تدرك أمريكا ودول المنطقه أن الوضع سوف يكون أمناً متى ماحافظة ايران على هدوءها وذلك بعدم تدخلها بأي شكل من الأشكال في الحرب القادمه التي سوف تشهدها لبنان وهنا تكون الكره في ملعب إيران الأمر الذي يضعها في حرج من القيام بأي تصرف سوف تستغله أمريكا ضدها وبتأييد عالمي ,نقطه أخيره إذا نجحت اسرائيل في مبتغاها واستطاعة القضاء على حزب الله وتأمين حدودها مع لبنان وسوريه من بعدها سوف يضع ذلك النجاح إيران في عزله إقليميه لأن نهاية النزاع (العربي الأسرائيلي)كما يتم تسميته يعني نهاية للخطر الأيراني على أمن أسرائيل وبداية لظهور النزاع الطائفي الخفي الذي سوف يتم تسميته بالنزاع (الإيراني العربي)لتضمن أمريكا بهذه الحجه استمرار تواجدها العسكري في المنطقه لحماية مصالحها كما تقول من الخطر الإيراني,والسؤال إذا دارت الأيام وتتالت السنين وأصبح خطر الفارسيين في خبر كان فلمن ستتفرغ أمريكا ومن سيكون عدوها الذي لا تشعر معه بالأمان ؟ أخيراً كل ماتقدم ذكره مجرد وجهة نظر شخصيه قابله للخطاء أكثر من الصواب وماتحمله الأيام القادمه سيكون الفيصل بين ماسوف يجري وعلاقته بما كان سئلاً المولى جل جلاله أن ينصر الأسلام والمسلمين وأن يديم عليهم عامة وعلى هذه البلاد خاصة نعمة الأمن والأمان هذا وتقبلوا مني فائق التقدير وعظيم الأمتنان
أخوكم
(إنسان من الماضي)
جميع الحقوق محفوظه