|
يوسف أحد الأنبياء. عاش 110 سنه مات بمصر ونقل رفاثه النبي موسى حين خروج اليهود من مصر تنفيذا لوصيته ودفن بنابلس بأرض الشام وذلك في زمن كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام. والله اعلم
يوسف علية السلام هو أجمل إنسان خلقة الله تعالى على وجه الأرض فكما قال عنة النبي صلى الله علية وسلم حينما رئاه في السماء يوم الإسراء والمعراج (( يوسف أوتي شطر الجمال )) أي نصف الجمال ليوسف علية السلام والنصف الآخر وزعه الله على سائر المخلوقات .
يوسف في بيت ابيه
قال تعالى :
{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ، قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشّيْطان لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ، وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.
يبدأ القرآن في سرد قصة يوسف عندما اخبر اباه برؤيته للشمس و القمر و احد عشر كوكب يسجدون له. فعلم اباه انه دليل النبوه .فأمره بإخفاء الامر عن اخوته حتى لا يكيدوا له من وساوس الشيطان. وكان ليوسف 11 اخ من اباه و اخ واحد من اباه و امه وكان اخوة يوسف من اباه يغيرون من يوسف و اخيه لحب ابيهم لهما..
] مكيدة إخوة يوسف
قال تعالى {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَاخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ، إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ، اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوْ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ، قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ}.
فقرر الاخوة الاحد عشر ان ينتقموا من يوسف بقتله او ضربه فاشار اليهم احد اخوتهم برميه ببئر فيجده المار فياخذونه بعيدا عنهم. فوافقوا على هذا الراى و استحسنوه.
{قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ، أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ، قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ، قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخَاسِرُونَ}.
وذهبوا لابيهم يطلبون منه ان يأذن لهم بأخذ يوسف ليلعب و يجرى معهم في احد المراعى ولكنه خاف منهم واخبرهم انه يخاف ان ينسوه او يتوه منهم او ياكله الذئب. فاخبروا اباهم انه يستحيل ان يقترب منه ضرر و هم عصبه كبيره قويه، فوافق على مضض ، و لما ذهبوا إلى البئر قذفوا يوسف في قاعه و اوحى الله له انه سينبأهم بما فعلوا به بعد حين.
و بعد ان رماه اخوته في البئر ارادوا ان يجدوا مبرر عند ابيهم فأخذوا قميص يوسف ووضعواعليه دم. ولما قفل الليل رجعوا إلى أباهم يبكون و اعطوه القميص و اخبروه ان يوسف اكله الذئب ولكنه لم يصدقهم وأخذ يبكى ويشكى همه لربه.
{فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ، وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ، قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ، وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}.
بقى يوسف في الجب ثلاثة أيام ، حتى جاءت قافلة كانت متجهة من الشام إلى مصر ، فلما مروا بالقرب من البئر التي بها يوسف ، أرسلوا إليها نفر منهم يجلبون منها حاجتهم من الماء . وأدلى رجل منهم بدلوه في الجب ثم جذبها وهو يحسبها قد امتلأت ماء لثقلها ، وما كان أشد دهشته حين رأى غلاماً وسيماً فصاح فرحاً :يا بشرى هذا غلام ، فالتفت أصاحبه حول يوسف ولم يحاولوا أن يتعرفوا حاله بل أخذوه كالبضاعة زاهدين فيه وارتحلوا مع القافلة.
فما كادوا يدخلون به مصر حتى باعوه في سوق الرقيق بثمن بخس ليتخلصوا منه . وكان الذي اشتراه وزير مصر والمتصرف في شؤن ماليتها . أعجب هذا الوزير بيوسف أيما إعجاب لما آنسه فيه من أدب جم ووداعة بريئة وتمنى أن يتخذه ولداً وكان لا ولد له ، فآثره بمحبته وعطفه وجعله في داره وأوصى الوزير زوجته بيوسف خيراً وقال لها :أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً.
{وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ، وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنْ الزَّاهِدِينَ، وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ، وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}.
يوسف في بيت العزيز
وكبر يوسف في بيت عزيز مصر ( وهو وزير ملك مصر) وعلمه الله الحكمه و تفصيل الاحلام و لكن زوجة العزيز ارادت ان تخون زوجها مع يوسف وقالت له هيت لك قال: معاذ الله إنه ربى أحسن مثواى إنه لا يفلح الظالمون. فنفض عنها و شدت قميصه من ظهره حتى لا يبعد عنها فقطعته وإذا بالعزيز يدخل عليهما فجأه، فقالت لزوجها:ماجزاء من اراد بأهلك سوء؟ إلا ان يسجن أو عذاب أليم.فقال له يوسف:هى راودتنى عن نفسى وكان هناك قريب للزوجه مع الزوج فقال له إن كان قميصه مزق من الأمام فهى صادقه و هو من الكاذبين وإن كان قميصه قطع من خلف فكذبت وهو من الصادقين, فلما رآى قميصه قد من دبر قال لإمرأته:إنه من كيدكن ان كيدكن لعظيم.
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ، وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ، وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنْ الْكَاذِبِينَ، وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنْ الصَّادِقِينَ، فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ، يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنْ الْخَاطِئِينَ}.
وأمر يوسف بالسكوت وعدم الاقتراب منها وامر زوجته ان تستغفر الله لما فعلت.
و لكن الاخبار انتشرت في المدينه بين النسوه حتى ان وصل الخبر لزوجة العزيز؛ علمت بمكرهن وسمعت به, فأرادت أن تثبت لهن عذرها وأنهن لو شاهدن يوسف وما عليه من جمال لفعلوا مثل ما فعلت, ففكرت في حيلة تثبت من خلالها صدق ما فعلت, كي يعذرها النسوة, لأنها متأكدة من أن ما عليه هذا النبي الكريم يجعل الفتنة في قلوب النساء, فأرسلت لهن دعوة للغداء جامعة في منزلها, وأعدّت لهن مجلسا مريحا جميلا, وضيافة رائعة, وأحضرت من جملة ما أحضرت من الطعام وأدواته سكاكين يقطعن بها فاكهة وطعاما, وآتت كل واحدة منهم سكينا, وهيأت يوسف عليه السلام وألبسته أحسن الثياب, وكان في ريعان شبابه مليئا بكل تقاسيم الجمال, وأمرته ان يخرج عليهن وهو بكامل زينته وجماله فخرج عليهن وهو بدر في جماله, وروعة في ثيابه وشبابه.
{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ، فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَاعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتْ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ، قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَ مِنَ الصَّاغِرِينَ، قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ، فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
يوسف في السجن
صاحبي السجن
{فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوْا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ، وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ، قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ، وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ، يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ، مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ، يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}.
و لما دخل السجن دخل معه فتيان كان لكل منهما رؤيه
قال الاول:إنى أرانى اعصر خمرا
وقال الثانى:أنى أرانى أحمل فوق رأسى خبزاً تأكل الطير منه. نبإنا بتأويله إنا نراك من المحسنين.
فقال لهما: لن يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويل الرؤيتين.فذلك فضل الله على وإنى اتبعت ملة آبائى إبراهيم وإسحاق ويعقوب و سألهم أآلهة متفرقون خيراً أم الله الواحد القهار؟
فقال لهما:أما الأول فسيعمل ساقى الملك و سيسقيه خمرا
و الثانى فيحكم عليه بالقتل فيصلب و تأكل الطير من رأسه .وقال للذى نجى منهما إذكرنى عند الملك ولكنه نسى ان يذكره .فلبس يوسف في السجن بضع سنين.
{وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشّيْطان ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ}.
رؤيا الملك
{وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَاي إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ، قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ، وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَاِدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِي، يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ، قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلا قَلِيلا مِمَّا تَأْكُلُون، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلا قَلِيلا مِمَّا تُحْصِنُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}.
بعد مرور سنين و يوسف في الحبس كان هناك في القصر امر ما يحدث امر الملك بجمه كهنته و وزرائه ليفسروا له رؤيا رآها فما عرفوها وما فسروها وقالوا له إنها احلام سيئه وكوابيس.وهنا تذكر ساقى الملك يوسف فقال للملك: إنى اعرف رجل لينبأنكم بتأويل الرؤيا.
فذهب الساقى إلى يوسف في السجن و قال له يا ايها الصديق افتنا في رؤيا الملك إن الملك يرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع بقرات عجاف(ليس بهم لحم) وسبع سنبلات خضر و سبع سنبلات يابسات
فقال له يوسف:إزرعوا سبع سنين متواصله وما تحصدوه اتركوه في سنبله (حتى لا يفسد)الا قليل تأكلوا منه,ثم يأتى من بعدهن سبع سنين ليس بهم ماء و لا مطر فتاكلوا مما حصدتم من قبل,ثم يأتى بعد ذلك عام لا يجد فيه الناس من حولكم ما ياكلون..تلك تأويل رؤيا الملك.
خروج من السجن وبراءة عظيمة
فلما عاد الساقى للملك و اخبره عن الرؤيا امر الملك بالإفراج عنه و لكن يوسف ابى حتى يحكم في قضيته .فأمر الملك بإحضار النساء اللاتى رأينه في بيت العزيز و سألهم من منهم اللتى اتهمته ظلما فانكروا جميعا و شهدت إمرأت العزيز على نفسها و انها لا تريد ان تشهد من بعد بالباطل. فامر الملك بجعل يوسف من المقربين له وطلب منه ان يعمل عنده فطلب يوسف ان يصبح المسئول عن الاراضى و الزراعه و المحصول في مصر فوافق الملك.
يتابع
. |
|