ماذا ينتظرنا بعد الفراق
وماذا نكون بعد الفراق
فراق من نحب
ابتعاد من لهم فينا أكثر مما لنا بأنفسنا
ولنا فيهم
أكثر مما لهم بأنفسهم
أن تقول وداعاً
" إلى اللقاء "
لربما كان هناك لقاء
ولربما شاء القدر أن يكون فراقاً أبدياً
وداعاً حبيبتي
إلى اللقاء صديقتي
حفظك الله من كل شر يا من قررت أن تغيب
ومع مرور أول مغيب للشمس
تمر فينا أقسى اللحظات
كما الجبال متكتلةً تلك الهموم في الصدور
وكما الآهـات القاسية
تمرنا لحظاتنا عندما نذكر أياماً لم تأتي من جديد
أياماً مرت ولن تعود
ذكريات تسطر عبر التاريخ
ونقول
كنا هناك نضحكـ
وكنا هناك نشتاق
وبعد المغيب نلتقي
وعند الشروق نتودع
وهكذا
تمرنا ذكرياتنا معهم مع مرور الأيام
أقسى من القسوة
تحطمنا الآهـات
وتقسو علينا اللحظات
ويبقى في البال أحبة
لهم بالذكرى أروع الذكريات
كلماتهم
ضحكاتهم
ابتساماتهم
وحتى صرخاتهم
نتمنى أن يعودون لنا بكل شيء
نطلب من الله أن يعودوا حتى ولو أرادوا أن يصرخوا فينا بقسوة
سنقبل بالقسوة منهم
لأنها ستكون أحن من القسوة من دونهم ....
تمرنا التفاصيل ببطء
وبقسوة
ياااااااالـهـا من قسوة
تمرنا تفاصيلهم بأدقها وأروعها وأصعبها
ويقسو علينا الحنين لهم
وتغمرنا الدموع شوقاً لهم
ونرجو أن نموت بلحظةٍ واحد ولكن أن يكونوا هم هنا لدينا
.................
صمتٌ يعتلي نفوسنا
وصراخٌ يستغلُ فينا كل نبضة
نحتاج لأن نصرخَ بوجهـ الزمن
نصرخ بأعلى صوتٍ لنا
ونقول :
لا
لا أريد الفراق
أريد منه أن يعود .........
ولكن من ذهب ورحل .. كيف سيعود .. !
من تركنا للقدر .. من أين سيأتي .. !
لمن سنقول كلمةَ " لا "
ومن سيسمعها سوانا
ومن سيتعذب منها سوانا
نحنُ فقط من نعيش تفاصيل حكايةِ " لا "
ونحنُ فقط من يعلم مدى صعوبة هذهـ الصرخات
وهذهـ الكلمة
التي ما أن نقولها
تسرع بقتلنا
وقتل كل جزءٍ ونبضٍ فينا
تغرزُ الطعنات بكل سهولة ....
نتمنى أن نصرخَ بوجهـ أنفسنا
عللنا نستطيعُ الإستيقاظ من دوامةِ الألم التي نحياها من دونهم
عللنا نخرجُ من حصار الوحدة الذي مدَّ بساطهـ من حولنا ..
بعد الصدمة
تمرنا الدروب إليهم
نرجو الوصول إليهم
تعذبنا اللحظات من دونهم
تحتاج نبضاتنا إلى النطقِ بكلمات الفرح بقربهم
فلقد أصيبت نبضاتنا بداءٍ أسمهـُ ذكرهم بحزنٍ وأسى
تمنيهم بليالٍ حزينة
الحاجةَ إليهم ما أن تدمرنا الآهـات شوقاً لهم ....
بعد الإعتياد على اسلوب المرارةِ من دونهم
وإعتياد الآسى وتمتمةِ الآهـ من دونهم
تمرنا في كلِ يومٍ طيوفهم حولنا
تجتاحُ كلَّ شبرٍ فينا
تسقرُ بكلِ نبضةٍ فينا
نشتاقهم
ونحتاجهم
ولكننا قد فقدناهم
مع زحمةِ الأيام بيننا
فقدناهم
فقدناهم
فقدناهم
إلى الأبد
فما كان لن يعود
وما مضى لن يأتي
وما سيمضي فينا من لحظات
حتماً ستكونُ من دونهم
وحتماً سنعيشها من دونهم
سنفرح لربما في الغد ولكن دون رؤيةِ الفرحةِ بعيونهم من أجلنا
سننجح دون أن يكونوا معنا أول المهنئين
سنستقبلُ عاماً ونودعُ عاماً
ولكن
دونهم
ودون عيونهم
وبلا كلماتهم
وبعيداً عن نبضاتهم
...........................
هكذا
سيمرنا الزمنُ من بعدهم
وهكذا
سيختطفُ منا الزمن من نحب
عبر ترنيمةِ هذا الزمان
وهكذا
سنكون مع مرور الزمان
تمرنا الأيام دون اهتمامنا
ودون حسباننا
....
تمرنا ونحنُ نبكيهم
وننتظرهم
مع علمنا بأنهم لن يعودونَ لنا
نبكيهم بحرقةِ الشوق بداخلنا
وبآهـ الفراق التي تقتلنا
وبنبضةِ الألم بداخلنا
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
ولكن الأيام تمضي بسرعة
ونحنُ اليوم معهم
ولا نعلم إن كنا في الغدِ سنكون معهم أم لا
فلمَ لا نكسبُ لحظةً معهم اليوم
لنقول لهم بأننا نحبهم
وبأننا نحتاجهم لدينا بكل تفصيلةٍ من حياتنا
وبكل نبضةٍ عبر قلوبنا
نحتاجُ وجودهم معنا
لنستطيع المضي عبر الدروب
ويكونَ لنا قوةً على قسوةِ هذهـ الدروب
لنخبرهم بأننا لا نستطيع أن نكون بلا أن يكونوا معنا وفينا بكل شيء
منا وعبرنا رغم كل شيء
فلا زماناً سيعيدنا ويعيدهم إن افترقنا
لتـتكأ نبضاتنا على قلوبهم
لنستطيعَ إكمال الحياة معهم ومعنا ..
لننسى كل شيء اليوم
ونمضي معهم بلحظتنا هذهـ
لأننا على يقينٍ بأنها لن تعودنا من جديد
وإنما سترحل وتأتينا أفضل منها معهم
وأقسى منها من دونهم ....
هم أمامنا
معنا
بجانبنا
ولربما خلفنا
أو عبر نبضاتنا
لنخبرهم كم هي حياتنا أجمل وهي معهم
ولنخبرهم كم أيامنا أفضل لأنها فقط عبرهم تمر كل يوم ....
لنغتنم لحظةً معهم لنقولَ فيها كم نحنُ نحبهم
وكم نحنُ نحتاجهم ....
ولنكن معهم روحاً وقلباً ونبضاً وخلوداً للوفاء
فالأيام لا تنتظرنا ولا تنتظرهم
الأيام تمضي رغماً عن الجميع
بفرحٍ
بحزنٍ
هي ماضية
فلنجعل من أيامنا رقصاتٍ من الفرح
مع من نحبهم ويحبوننا
.
نقطة إنتهى
. . . .
هذا ما ينتظرنا
. . . . . . .. . . . . .. . . . . . دمتم بكل الحب