لا أحب التشاؤم ،، ولا أحب الإغراق فيه لأنه محبط للتفكير ،، مجلبة للقعود
كما أني من أعداء المثالية الزائفة،،، والدعاوى الجوفاء ،، والأحلام الوردية
لأنها ايضا تجعل المرء يركن ويوهن ويفترض انه في افضل الحالات
ولكن المنطق هو سيد المواقف، وهو الحري بأخذ الصولة في عالمنا هذا
لا أظن احدا ينكر ما يتعرض له مجتمعنا من هجوم أخلاقي صارخ أسفر عن ضحايا كثيرة
ومآسي كارثية ،، ليس مجال حصرها الآن،
وإلى الآن لم تصدر دراسات موثقة واحصاءات ممنهجة لتدل على عمق المأساة
ذلك أننا امة لا تجيد لغة الأرقام ونكتفي بالتهويمات العائمة والشعارات الفارغة
لعل هذه المقدمة المبعثرة أخلص منها الى ما أسميته التحدي الأعظم
وأقصد به:
كيف الطريق الى الخروج بأبنائنا من زوبعة ما حولهم بأخف الأضرار
ماهي الطريقة المثلى لصيانة فلذات الأكباد من معمعة العهر الأخلاقي المستشري
اعذروني فإني اعشق الواقعية،
إعلام تعرى من الأخلاق ، فلا تبصر الا أجسادا تهتز، ورسائل تنبئك عن تدني مرسليها
ومدارس اصبحت محل تعليم لشتى الألفاظ والعادات والعلاقات
وشارع مائج بدنيا البلوتوث والملتميديا
أين المفر؟
هل منع الأبناء والحجر عليهم هو الحل؟
وهل اصلا بالامكان منعهم؟
وهل كما يردد البعض التربية هي افضل طريقة
ماهي التريية التي يقصدون؟
ما وسائلها؟
ما ضمانات نجاحها؟
ما آليات متابعتها؟
هل يعقل أن يكون في مجتمعنا طفل يجيد لغة الجنس
بل ويفهم فحواها
هل يعقل ان يكون ابن العشر سنين يحمل في يده أحدث طراز من أجهزة جوال لا يحتاجه الا لهدم حياته
هل يعقل ان تجد طالب الثانوية يغرق في بحر العلاقات المثلية وغيرها
هل يعقل وهل يعقل وهل يعقل
انني أتجرأ في الخطاب لجرأة الواقع
واتكلم بلا حدود لأن الحدود تهدمت
وأتسائل لكل شخص بعينه ماهي خطتك مع ابنائك؟
كيف تنوي تربيتهم؟
ماهي البرامج التي اعددتها لحفظهم؟
هل تستشعر ثقل الأمانة الملقاة على عاتقك؟
أم أنك تصر على السير خبط عشواء؟
وأتسائل للمجتمع بأكمله
أما آن للجهات الحكومية والقطاعات الخاصة ان تدعم الإعلام الهادف؟
أما آن لمنتجي الميديا أن يتحرك فيهم الضمير ليتداركوا وضع المجتمع؟
أما آن لنا أن نسعى لإيجاد مؤسسات مدنية تسهم في ردم هوة الإنفلات؟
أما آن لمنابر التوجيه في المساجد أن تغض الطرف عن قضايا لم تعد تمس واقعنا الا بالخيالات
وتركز على موضع الجرح بالمجتمع؟
إن المجتمع بكل الخير الذي فيه والمحافظة الموجودة ما زال يواجه خطرا داهما ومحدقا
خطر تحركه أحقاد احيانا وأطماع أحيانا أخرى
فهل لعقلاء المجتمع ومفاتيح التأثير من وقفة؟
وهل للمثقفين من حملة تخفف وطأة الهجوم؟
وهل لنا نحن افراد المجتمع من دور نقدمه لنسهم في الحل؟
أرجو ذلك
ولك الحب الخالص