مما ورد في" كتاب المستطرف في كل فن مستظرف": لشهاب الدين محمد بن أحمد الأبشيهي
الباب الثاني والستون:في ذكر الدواب والوحوش والطير والهوام والحشرات وما اشبه ذلك
الإبل:
قيل ما خلق الله شيئا من الدواب خيرا من الابل, ان حملت اثقلت, وان سارت ابعدت, وان حلبت اروت, وان نحرت اشبعت.
للابل خصائص عجيبة جدا00وله طاعة عجيبة حيث يسير مع الانسان حيث سار , وقد يسير مع غير الانسان ايضا.. فما يروى ان قافلة من الابل كانت تحمل الدهن وكانت كل دابة مربوطة بأختها بحبل.. فمرت فأرة وجرت الحبل.فإذا بكل القافلة تتبعها, فكان ذلك دليلا على طاعة الابل
ومما ورد في تسميتها بسفينة الصحراء أنها مراكب في البر ,كما ان السفن مراكب في البحر ولذلك قرنها الله تعالى:"وعليها وعلى الفلك تحملون" سورة المؤمنون الآية 22..
وقال اصحاب الكلام: ليس لشيء من الفحول مثل ما للجمل عند هيجانه فإنه يسوء خلقه, فيظهر زبده, ويقل رغاؤه فلو حمل عليه ثلاثة أضعاف عادته حمل, ويقل أكله. ويخرج لع عند رغائه شقشقة لا تعرف من أي اجزائه تصدر
وهو من الأحرارحتى قيل: إنه لا يتعدى بالوطء على امه او اخته حتى ان بعض العرب ستر ناقة بثوب وأطلق جمله عليها, فلما عرفها الجمل مال على إحليله فقطعه ثم حقد على صاحبه فعدى عليه فقتله
ومما يقال: ان ليس للجمل مرارة ولذلك كثر صبره
هذا والله أعلم