يخطئ الرجال في فهم النساء
و تقدير حاجاتهن العاطفية و الإنسانية ..
لذا تصبح المرأة بالنسبة لزوجها مجرد " بنت ناس "
تقوم بواجباتها العائلية و الجسدية تجاهه دائما
بغض النظر عن حالتها النفسية و مشاكلها الخاصة
2
قليلون جدا هم الرجال الذين يحاولون منح نسائهم بعض الحق في ابداء وجهة نظرهن ...
و السماح لهن بخوض نقاش حول شكل و طريقة و مضمون العيش تحت سقف واحد ...
فيما الأغلبية صوتهم أقوى
و كلمتهم أعلى
و رأيهم أهم
حتى لو كان الصوت " نهيقا "
و الكلمة " غبية "
و الرأي " أعمى " ..
و المرأة في حضارتهم
هي التي تطيع بعلها متى اشتهاها هو ...
و تملأ بطنه متى داهمه الجوع ..
و تجلس في البيت تنتظره حتى يعود ..
و حين تفكر هي في مغادرة البيت
لأي سبب كان
" لحاجة ماسة أم بغرض الترفيه عن نفسها "
فإن عليها أن تسمع مجموعة من جمل الإنكار و الرفض
و الأسئلة المكررة و التعليقات الجارحة
و الشتم الصريح لتختار هي بإرادتها
أن تبقى في البيت
و أن تفكر مئات المرات قبل أن تطلب ثانية " طلبا غريبا " كهذا ..
لذا هو أشبه بالإرهاب العائلي المنظم
" يتوارثونه " برغبتهم
و يصرون على أن يبقى عرفا قائما في العلاقة بين الرجل و زوجه ..
لتظل حياتهم ملكا لهم
حتى ولو دخلت امرأة غريبة
هي حسب عقد النكاح
" زوجته " !!!
3
أما الحب فإنه في نظرهم
" كلام فارغ "
و الغزل
" سلوك شاذ"
فقط حين يكون للزوجة ..
أما لغيرها من النساء
فإنه خلاصة المتعة
و رحيقها المختوم ..!!!
4
يهربون من واجباتهم و مسئولياتهم
و يتخلون عن حصتهم من " الرجولة "
إذا كانت " حريمهم " هن المعنيات بالإهتمام و التدليع و التدليل ...
أما مع عداهن من "بنات العلاقة السريعة"
فإن الأموال تصرف بلا حساب
و المشاعر تبذر بدون تردد
و الوقت يتوفر لمعاكستهن
و الاستماع إلى مشاكلهن
و الأخذ بيدهن
إلى بر الحلول المرضية ..!!!
5
يتحدث معشر الرجال عن نسائهم
و كأنهن سيئات المعشر
رديئات المنظر تافهات المخبر ..
و ينسون في خضم هذا الحديث اليومي " السخيف"
أنهم هم أساس المشكلة
و " زبدة " السوء كله ... !!!
6
نعم ..
كل الرجال الذين تمور حياتهم بالمشاكل و الصراعات اليومية
هم السبب فيها ...
و كل أنثى في هذه المسألة بالذات مظلومة ..
إذ يمكن لأي رجل في الدنيا يفهم " حاجات حبيبته و ام عياله "
أن يحتويها و ان يسيطر عليها
و أن يجعلها خاتما في إصبعه...
فأي امرأة في الدنيا لا تبحث إلا عن
الحب و الإحترام و المشاركة المتبادلة الصادقة
و هذه كلها لا تتوفر في أغلب الرجال
إلا على هيئة نوبات طارئة
تحركها دوافع مؤقتة ...!!!
7
اصدقاء كثيرون يحيطون بي ..
يختلقون الأعذار ليهربوا من بيوتهم إلى أحضان أخريات ...
عبر اتصالات هاتفية ساخنة و لقاءات قذرة ..
يتركون الأنظف و الأطهر و الحلال ..
ليدنسوا أنفسهم بالأوسخ و الأنجس و الحرام ..
بينما الزوجة الصابرة
تجلس في بيته
لتسمن كرشه
و تغسل ملابسه النتنه
و ترتب فوضاه
و تحبه !!!
8
يتندر بعض أصدقائي على زوجاتهم
و يصفونهن بأبشع الأوصاف
و أتمها سوءا
و يشتكون من حياة الزوجية
" ليس لأنها حياة مملة أو باردة أو مميتة "
و لكن لأن الحنين إلى العزوبية يمد ساقيه
كلما تحركت بعض الغرائز النائمة
و يغفلون عن كونهم " راس البلى "
و إلا مالذي يجعل زوجاتهم يصبرن عليهم
و هم " أشين ما خلق ربي"
أقولها بصدق
و أكررها مليار مرة
لأصدقائي الداجين ومن يسيرون على خطاهم التائهة
" من زينكم أنتم ووجيهكم "
9
أخيرا ::
في الحديث القدسي عن خاتم الأنبياء و المرسلين
" أفضل الصدقة .. اللقمة يضعها الرجل في فم زوجته"
لذا اتقوا الله في انفسكم
و أحبوهن كما يحببنكم ..
استمتعوا بالعيش مع زوجاتكم
قبل أن يصيبكم طاعون
من الندم المميت !!!!!
10
ألا هل بلغت .... اللهم فاشهد
مجلة فواصل
زاوية صمتك كلام
بقلم أحمد الفهيد
العدد 204