لا بدّ لي أن أرحلا
لا بدّ لي أن أطويَ الماضي ، وأن أستشرفَ المستقبلا
كأس الحياةِ بلوعةِ الحزنِ امتلا
والباُ أوصِدَ دون أحلامي فلا .....
ألقى هنا إلا بلاءً في بلا !!!
عشتُ الحياةَ وما رضيتُ بأن أُذلَّ وما رضيتُ توسُّلا
ورأيتُ من باعوا الضميرَ توسدوا روضَ العُلا
وأنا ومِن حولي أرى أرى الأحرارَ قد صرنا هباءً مهملا
والكون يدعونا ليرشفَ من مباسمنا الرحيق الأجملا
يشتاق كي نكسوه من أرواحنا أبهى الحُلى
فلِمَ القعودُ وليسَ ترضاهُ الطيورُ إذا الجفافُ استفحلا ؟!!!
ولمَ الرضى بالدونِ والنسرُ المحلّقُ عاش منفرداً ، وعافَ الأسفلا ؟!!!
ولمَ التاهي في دخانِ مواجعٍ
والكونُ مبتسمٌ ينادينا : (هــَلا )
لا بدَّ من أن ترحلا
جاوزتَ عمر الشوق مفترشاً أساكْ !!
وركضتَ لم تبرح أماكنَها خُطاكْ !!
وصعدتَ لكني أراكَ بلا حراكْ !!
فمتى تحكم عنك أغلال الوطنْ ؟؟!!
ومتى تسافرُ في معاريج العلا ،
وتفكُّ أسرار الزمنْ ؟!!
وتقول : يا وطني ، سأرحلُ كي أعودَ إليك أحملُ مشعلا !!
سأعودُ أزرعُ بهجتي في كل زاويةٍ وأقتلعُ الحزنْ
وأمرُّ فوق ترابك الأنقى تقبله شفاه صنائعي
لتعود شمساً في الملا
وتعود بعد أنين تيهك تبهرُ الدنيا بأنك لم تزلْ
في ساحة العزِّ العظيم الأولا