بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله الذي جعلنا من أمة القرآن،، واصطفانا لحفظ كتابه في هذه الأيام،، وصلى الله وسلم على خير الأنام،، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه الكرام وبعد :
فالقرآن كلام الله وفضله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه . وقراءته أفضل ما تحرك به اللسان .
قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ )لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) (فاطر:30)
أخي المسلم إن القرآن شفيعاً لأصحابه لقول الرسول () { أقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه } رواه مسلم .
أخي قارئ القرآن :ـ
هذه رسالة من قلبي إلى قلبك ومن فؤادي إلى فؤادك تقول لك ـ
يا قارئ القرآن لا تبقي به بدلاً
فقد ظفرت وربك اللوح والقلم
القرآن الكريم هو كتاب الله تبارك وتعالى، فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن إبتغى الهدى في غيره أضله الله، هو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تتشعب مع الآراء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يمله الأتقياء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا: (إنا سمعنا قرآناً عجباً) (الجن:1)
القــــــــــــــــــــــــــرآن
من علم علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم .
فضل القرآن :ـ
أولا: أنه أفضل الكتب المنزلة، وأنزل على أفضل الأنبياء
. ثانيا: أن القرآن ناسخ للكتب السماوية السابقة كلها، ومهيمن عليها، فهو مشتمل علـى ما اشتملت عليه الكتب التي أنزلت قبله وزيادة .
ثالثاً: إجتمع للقرآن شرف الزمان، وشرف المكان حيث نزل في أشرف الشهور(شهــر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) (البقرة: 185) . ونزل في أحب البقاع إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وهي بقاع مكة والمدينة . رابعاً: تكفل الله بحفظه دون غيره من الكتب السماوية، قال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (الحجر:9)
فضائل القرآن
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) (رواه البخاري). ويقول صلى الله عليه وسلم : (إقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) (رواه مسلم). ويقول صلى الله عليه وسلم: (لا حسد ـ أي لا غبطة ـ إلا في إثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الله وآناء النهار) (متفق عليه) .
ويقول صلى الله عليه وسلم: (من قأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقل (آلم) حرف، ولكن ألف حرف، ولا حرف، وميم حرف) (رواه الترمذي).
آداب تلاوة القرآن :
1- أن يخلص القارئ لله تعالى في كل عمل يعمله ومن ذلك تلاوة القرآن .
2- أن يقرأ بفهم وتدبر وقلب حاضر غير غافل ولا لاه .
3- أن يتتطهر ويستاك قبل القراءة .
4- أن يحسن صوته بالقرآن ما أستطاع وأن يقرأ بحزن وخشوع وبكاء .
5- أن يسجد كلما مر بآية فيها سجدة .
6- أن يمسك عن القراءة عند خروج الريح وعند التثاؤب وعند غلبة النعاس .
7- أن يقرآ القرآن بترتيل مع الالتزام بأحكام التجويد .
8- أن يقرأ بنية العمل به وأن يتصور أن الله تعالى يخاطبه بهذا الكلام .
9- يستحب للقارئ إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله من فضله وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ بالله النار ويسأله العافية .
10- يستحب أن يقرأ القرآن مستقبل القبلة في خشوع وسكينة في مكان نظيف بعيداً عن الضجيج واللقط .
وجوب مراجعة القرآن واستذكاره
والتحذير من تركه ونسيانه
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشهد تفلتاً من الإبل في عقلها ) رواه البخاري.
وعن أبن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إنما مثل صاحب القرآن كمثل الأبل المعقلة ، إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت) رواه مسلم .
وروي عن الضحاك بن مزحام أنه قال ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب يحدثه لأن الله تعالى يقول: ( ومَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ)(الشورى: من الآية30)
وقــــــــــــــــــــــــــــــــفة :ـ
فقد صرح العلماء بأن حفظ القرآن واجب على الأمة، أي أنه يجب ألا ينقطع عدد التواتر فيه، فإن قام بذلك قوم سقط عن الباقين، فيصبح حفظ القرآن فرض كفاية في حق سواد الأمة وعامة المسلمين. أما حفظ بعضه كالفاتحة فهو فرض عين على كل فرد إذ لا تصح الصلاة بغير الفاتحة . ومع ذلك فإن حفظ القرآن ودراسته أفضل ما يشتغل به الدارسون، ويتعب فيه الباحثون، وقد ذكر العلماء لحفظ القرآن الكريم فوائد نوجز منها ما يلي :ـ
أولا: الفوز بسعادة الدارين إذ صاحب الحفظ عمل صالح .
ثانيا: شحذ الذاكرة والذهن، فتجد الحافظ لكتاب الله في الغالب أسرع بديهة، وأضبـط وأتقن من غيره، لكثرة مرانه على ضبط الآيات وتمييز المتشابه منها في اللفظ، ومن المتقرر لدى الأطباء أن الذاكرة تقوى بالمران والتعويد على الحفـــظ، وتضعف بالكسل والخمول .
ثالثاً: سعة العلم، ولذا تجد الحافظين يتفوقون على أقرانهم غير الحافظين في كثيـر من المجالات . رابعاً: تأثير القرآن على صاحبه بالسمت الحسن والسلوك القويم.
أخي لن تنال العلم إلا بستة *** سأنبيك عن تفصيلها ببيان ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة *** وصحبة أستاذ وطول زمــــــان
الخاتمة
فأحرص أخي المسلم على قضاء أوقاتكم في قراءته واجعلوا لأنفسكم قدراً يومياً لا تتركوه مهما كان الأمر، وقليل دائم خير من كثير منقطع فإن غفلتم أو نمتم فأقضوه من الغد قال ()
( من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل ) رواه مسلم
ولا تكن ممن هجر القرآن ونسيه بأي نوع كان كهجر قراءته أو ترتيله أو تدبره أو العمل به أو الاستشفاء به .