بسم الله الرحمن الرحيم
المستحيل
سعيد رجل سلبي في حياته عاطل عن العمل وله من الأبناء تسعة لم يوفق أي منهم لنيل شهادة معتبرة التحق القليل منهم بوظائف هامشية فيما بقي الآخرون بلا عمل الولد رقم ثلاثة في الترتيب وعمره 17سنه لا يشبه إخوانه في لون البشرة فهو ميال للسمرة جسمه نحيل وقصير القامة مفلفل الشعر ومقوس الساقان هادئ حد السكون لايبادر بالحديث مع احد لم يوفق لوظيفة هو الآخر غير أنه أوجد لنفسه عمل صحيح أنه غير حرفي إلا انه يكفيه كمصروف ابتاع عربة مستعملة من محلات الخردة بنحو 35ريالاً ثم بدأ بالعمل يتبع المتسوقون ليحمل أشيائهم إلى سياراتهم فمنهم من يهبه ريالان وآخرون يتصدقون عليه بخمسة !! فيجمع في يومه نحو العشرين ريالاً ينام مبكراً ليصحو قبل صيحة انشط ديك ويتواجد بالسوق قبل الباعة والمتسوقون استمر في عمله نحو شهرين وذات يوم قامت إحداهن باستئجاره في وقت مفتوح على اتفاق أن يتسوق معها طيلة تواجدها بالسوق وتعطيه أجرته فور الفراغ من رحلة التسوق الساعة ربما السابعة صباحً في السوق الشعبي إلا أن درجة الحرارة تعانق الأربعين والشمس في أوج نشاطها وشلالان قد خطا على جبين الغلام وهو يمسحهما بإبهاميه ذات الشمال وذات اليمين المرأة كانت تبتاع حوائجها تأهباً لزواج فاشترت كل ما غلا ثمنه من ملابس وعطور وإكسسوارات . فهي تدفع وهو في عربته يجمع ناءت العربة بما دس فيها ولم يوقف تلك المرأة عن التبضع إلا نفاد نقودها وقد شارف الوقت على الضحى . أومأت إليه أنها بانتظار أبيها الذي سيقدم لأخذها من عمله وعليهما الانتظار إلى أن يعود أعتاد أن يعود للمنزل قبل أذان الظهر غير أنه هذه المرة قد لا يتمكن من ذلك . السوق شبه فارغ واغلب الباعة هجروا المكان والوالد المنتظر لم يأت . لم يتململ كثيراً ولم يتأفف ولم ينبس ببنت شفة إلا أنه يفكر في حجم المكافأة . استأذنته المرأة للذهاب للخلاء على أن يحرس لها أمتعتها انصرفت . وعمد إلى ظل جدار واحتمى به من لهيب الشمس . طالت فترة الانتظار عاد إلى عربته مد يده ليرى ما تحتويه العربة فوجد العطور والبخور وما تهواه النفس من أمور !! نظر عن يمينه وعن شماله لم يتردد كثيراً دحرج العربة وتوارى عن الأنظار لم يعد للبيت بل ذهب إلى منزل جدته المهجور بعد وفاتها وغرس العربة بما فيها في المنزل المهجور وعاد منهكاً للبيت عاتبته أمه على تأخره فتعذر لها بانشغاله بالسوق . حين فرغ من غدائه وآوى إلى فراشه دار عراك في طوية نفسه ؟ ما الذي حل بالمرأة هل أصابها سوء إثر فعلته السوداء ثم هل التقت بوالدها قطعان من الأسئلة جابت مخيلته فدحرها بأن عليه تحسين وضعه المعيشي والإسهام مع والده في مصروف البيت المكتظ . ذهب إلى ملعب كرة القدم التي لا يجيدها ولكن يعشق الفرجة عليها إلى أن تغيب الشمس وذهب لغنيمته التي قرر بيعها في سوق اليوم التالي فالمنطقة التي يقطنها بها أسواق شعبية على مدار الأسبوع يتنقل الباعة لها كل يوم . إلا انه ارتطم بعقبة من يوصله إلى السوق فمسألة أن توجد من يوصلك من السوق للبيت مقدور عليها فلا احد يعرفك وما تحمل إلا أن الذهاب للسوق مع كل هذه الأمتعة ضرب من الجنون فكر أن يبيع كل قطعة بمفردها أو يبيعها على دفعات إلا أن فرطه في حب الغنى والثراء جعله يجازف باصطحابها دفعة واحدة للاستفادة من المبلغ في وقت واحد فكر في مخرج من المأزق !! لم يستطع النوم تلك الليلة تقلب في فراشه كثيراً أطفأ النور قام واقترب من النافذة أشعل الضوء من جديد نام على بطنه وضع يديه تحت جبهته ثم انقلب على ظهره يشعر وكان فرناً أوقد تحته يتقلب على جمر نهض بسرعة طرق باب والديه قام والده بحث عن ملابسه ليستر نفسه وفتح بسرعة فوجد زيد هو من يطرق دار حوار سريع بينهما ولم يجد زيداً بداً من الاعتراف لوالده بما أقلقه وحرم عينه من النوم فرك زيد يده اليمني باليسرى وبللت الاثنتان حاول أن يعترف نظرة طويلة تبادلها الاثنان حتى شعرا وكان خيطان قد انتهيا في بؤبؤ كل منهما تجراْ زيد بقوله أبي أريد أن اطرح موضوع أخشى أن تؤنبني !!! لا بني أنت فلذة كبدي ولم اقس عليك أنت أو أي من اخوتك قل حبيبي ماذا بك نعم أبي لم استطع النوم أن بحاجة لأن أعترف لك ... كلي آذان صاغية نعم أبي أنا احتاج إلى نقود أتمنى أن تعطيني مبلغ 50 ريالاً ضحك سعيد وقال نعم بني ولكن ألم يكن بمقدورك الانتظار حتى الصباح لقد كنت في متعة حقيقية قبل أن تطرق الباب ولكن لا عليك غداً سأعطيك ما تريد قبل زيد رأس والده وانسل إلى غرفته وحين تأكد أن والده رجع لحجرته خرج قاصداً بيت عمه سعد . قرع الباب ففتح له عيسى ابن عمه الحمد لله انك من فتحت أنظر عيسى لدّي أمر هام أود إحاطتك به أنا الآن أملك مالاً وأرغب إليك مساعدتي في تطوير هذا المال . مال أنت تملك المال وأبحر في ضحكة صاخبة نعم عيسى أنت تعرفني لا اكذب هل تذهب معي إلى بيت جدتي إنني أخبئ الكثير من المال هناك . هاه يبدو الأمر صحيحاً . انصرف سعيد رفقة عيسى وعندما وصلا بيت الجدة علت عيسى علامات الدهشة ما كل هذا من أين لك هذا ؟ هذا بمجهودي سرقته وسأبيعه أحتاج من يوصلني لسوق الأحد كي أبيعه هناك وسأعطيك آجرتك مضاعفه علت محيا عيسى ابتسامة صفراء . ودوت بأعماقه عبارة نعم وجدتها . قبيل الفجر الغنيمة في صندوق سيارة عيسى وطموحات الدنيا تحمل الأسمر النحيل . وصلا إلى السوق وقاما ببيع ما بحوزتهما من أول زبون وجمع زيد مبلغ 1800ريال شعر وكأنه أمين صندوق النقد الدولي !! لا يعرف ما الذي يشتريه لأمه الغالية ولا كيف يسعد إخوانه الصغار يريد أن يفرحهم بأي ثمن جاب السوق كله غير انه لم يجد ما يرضي طموحه ليقدمه لهم فأشار عليه عيسي بالذهاب إلى المدينة الرئيسية فثمة أسواق جديدة بها كل ما يتمناه المرء . في رحلة العودة إلى المنزل قال عيسى لزيد هل لديك أفكار للمستقبل أجابه أبن ؟ أقصد هل ستكون هذه المرة الأخيرة التي تجني فيها هذا المبلغ الكبير سؤال عيسى وصل عقل زيد كمن سكبت عليه ماء مثلج !!! مط شفته السفلى للأسفل وقرن حاجباه ولم يجب . عيسى أليس هذا هو ياسين ما بك يا زيد نعم إنه هو وهل كل هذه الأغنام له وحده نعم ولكن لم الدهشة هو تاجر معروف . معروف هاه ولكن ما رأيك أن ينال لقب مشهور؟!! تقصد..... نعم والآن قبل أن يستريح من عناء الرحلة نكون قد أرجعنا هذه الأغنام إلى السوق انسلت يد عيسى إلى مسجل السيارة وصدح صوت الأرض حبيبي يا حبيبي .......... استدعى ياسين أبنائه وقاموا بإنزال الأغنام وأودعوها في فناء المنزل ودخلوا للاحتنا من لهيب الشمس قام المتربصين بجمع ما تحمله سيارة عيسى وعادا ليلحقا على السوق قبل أذان الظهر!! جمعا 5000 ريال إضافية اقتسماها مناصفة فيات زيد يملك 4000 وعيسى 2800ريال واتفقا على تهدئة الأمور وعدم فعل أي شيء حتى الفروغ من ردة الفعل .. أسبوع مر على الحادثة التي اتهم فيها مجهولون اجتمع الاثنان من جديد وقد وصلت إلى مسامعهم أن رشاد وأسرته يعتزمون زيارة مكة المكرمة واعدا خطة لمهاجمة البيت الخالي رغبة في جمع ما خف وزنه وغلي ثمنه . داهما البيت عند الثانية ليلاً دخل زيد من فتحة مروحة الشفط الكبيرة نسبياً وفتح من الداخل لرفيق دربه وقصدا حجرة النوم وجدا خزانة عليها قفل كبير الحجم وخلطة رقم سري لم يترددا كثيراً ولم يفكرا في حمل سواها إلا أن الخزنة كانت أثقل من أن يحملاها حاولا عبثاً حتى أذن الفجر عند الثالثة وخمسين دقيقة . أنظر ما من خيار أمامنا سوى إحضار منشار حديدي للتعامل مع هذا الكنز ولكن كيف أنا أقول لك رب البيت لن يعود قبل ثلاثة أيام ونملك الوقت الكافي لإحضار من يقوم بهذه المهمة ولكن سننكشف لا لن نكشف ثق في قدراتي . خرجا من المنزل وقبيل الظهر ارتدى عيسى الوسيم والأنيق في ملبسه أجمل ثيابه وتأنق تماماً وذهب إلى محل لتأجير السيارات واستأجر أفخم سيارة . ذهب إلى مكان تتجمع فيه العمالة المتخلفة وأبدى رغبته في تعاونهم معه لحمل جرم حديدي ثقيل بهدف أصلاحه وحدد موعداً معهم بيوم غد وقت صلاة الجمعة فهو مشغول الآن وأعطاهم أجرهم مقدماً عند الثانية عشرة ظهراً وصلت الفرقة وتم نقل الكنز إلى مدينة مجاورة للقرية . وأودعت حجرة كانا قد استأجراها . وبدأت عميلة التفكير في الفتح أحضرا منشاراً كهربائيا وعمدا إلى قص القفل والخلطة ووسعا قليلاً في الواجهة فانهالت القطع الذهبية وتطايرت الأوراق النقدية وسط ضحكات هستيرية . ما مجوعه 250000 رصيد العصابة الصغيرة !!! التي كبرت أحلامها وتعاظم طموحها . لم يلحظ حتى القريبين منهما أي تغيير عليهما فبقيت ذات الملابس ذات السيارة إلا أن زيد لم يعد يسير خلف عربة نقل البضائع في الأسواق . واجه عتب حقيقي من والده ودار جدال كبير فسعيد لم يعهد الخمول والكسل ممن يعتبره أنجح أبنائه!! تملص زيد من الإجابة على ما طرحه الوالد من تساؤلات . إلا انه داخلياً وعد نفسه وأباه بأن هذا الحال لن يطول وان نقلة نوعية في حياة الأسرة ستحدث قريباً . التم شمله وعيسى في مقهى اعتاد عيسى تمضية وقته فيه ينفث دخان الشيشة في جو حالم حين طرح عليه زيد سؤال العمر !! مهدي البصيطي أي بنك يحرس ؟؟ أتنوي ...... لا لم انو بل قررت ذلك !! ولكن هذا ضرب من الجنون من المستحيلات تحقيق هذه الغاية . أنا المستحيل أشعر أن أسمى قديم وعلي مواكبة العصر فمن اليوم اسمي المستحيل ما رأيك؟ تعالت ضحكات الاثنان !!!! اسمع مهدي رجل قديم في حراسة البنك ولابد من انه قد أصبح هو سيد الحرس هناك إنني أشفق عليه فهو ومع كل هذه السنين لازال يسكن في غرفتين فقط وأسرته كبيرة وله من البنات سبع أغلبهن لم يتزوجن !! ما رأيك أن نحسن من وضعه المعيشي ؟ حنون يازيد حنون !!!! ولكن قلي بأي طريقة سنتمكن من إقناعه التعاون معنا . لا ادري ولكن لابد من طريقة ما انظر عيسى نحن بدأنا طريقاً شاقاً ووعراً وعلينا المضي فيه بكل حزم وشجاعة علينا أن نتصرف بعيدا عن العاطفة من اليوم أقنع نفسك بأننا بلا قلوب لا تعلق على كلامي فقط أقنع نفسك به !! تركه وانصرف . صلاة المغرب أداها إلى جوار منزل مهدي خرج قبله من المسجد وتثاقل في مشيته حتى أدركه مهدي سلم عليه ودعاه لتناول القهوة في بيته اعتذر بانشغاله غير أن مهدي أقسم عليه أن يزور بيته ويحتسي قهوته !! مهدي معروف بالقرية بخفة دمه وكياسة ودماثة خلقه . حاول أن يضفي روح المرح على المجلس فبادر بسؤال كم عمرك الآن يا زيد ؟ أنا هاه في الثامنة عشرة أو على أعتابها ما شاء الله بهذا سنفرح بك عريساً قريباً إنشاء الله نعم سيدي ومن اجل هذا قدمت للصلاة بمسجدكم ومحاولة التقرب إليك أنظر زيد أنت ولد خلوق وسمعتك بالقرية ممتازة ووالدك رجل مكافح وأنا احبه واعتبر أبنائه أبنائي وكذلك فيما يتعلق ببناتي لدي من البنات أربع لم يتزوجن أيهن تطلب سأمنحك !! ستارة سوداء أسدلت على وجه زيد وحالت بينه وعمه المستقبلي نعم ولكن أنا كما تعلم لا أعمل وفي الحقيقة أني لم أقصد الخطبة بل أردت أن تساعدني في الحصول على فرصة عمل في المصرف الذي تعمل به يبدو أني تعجلت صرخت هذه العبارة بأعماق مهدي . حقاً هل ترغب في عمل نعم سأتحدث إلى المسؤولين عن الجهاز الأمني في المصرف . أزكيك ولكن ربما أن الأمر يحتاج لبعض الوقت . لست بالمتعجل ولكن المهم لدي الانخراط بعمل وتكوين مستقبلي واقتران اسمي باسمك وتدوينه في أوراقي الثبوتية !!! الجملة الأخيرة حفزت الرجل لمضاعفة الجهد لتوظيف الشاب كي يخلص إحدى بناته من هموم العنوسة . هذه الخطة البديلة التي حاكها مشت جنباً إلى جنب مع الخطة الأم حيث قرر السفر إلى اليمن رفقة عيسى الاثنان لا يحملان جوازات سفر إلا انهما وعبر يمني متخلف بقريتهما تمكنا من الدخول لليمن بعد دفع مبالغ نقدية مقابل ذلك اشتريا أسلحة رشاشة بهدف السطو على المصرف أو على عربة تغذية الصرافات . منزل الجدة المهجور كان مخبأ الأسلحة . التقى زيد بمهدي ولم تكن النتائج التي سعى لها الأخير مشجعة . زيد بني تعلم أن العصر عصر شهادات وبكل أسف ليس ليدك أدنى شهادة لقد طلبوا على الأقل شهادة الكفاءة المتوسطة . لا اعرف كيف اعتذر إليك . لا عليك إنه قدري ولكن قل لي هل كل من يحرسون المصرف يملكون شهادات علمية ؟ لا ولكن تعيينهم كان منذ زمن فأنا لي ما يقرب العشرين سنة ولا احمل أي شهادة وجميع مفاتيح المصرف ومكاتب الموظفين والخزانات وأرقامها السرية بحوزتي ولولا خوفي من الله لكنت الآن من أغنى الناس . بدت أسنان زيد إثر نصف ضحكة سيطر عليها قبل أن يلحظها مهدي . معقول وهل من الممكن أن تأخذ أي مبالغ دون علم المصرف ؟ لو رغبت ذلك لفعلت خاصة عبر الصرافات ويتحمل تبعات ذلك عملاء البنك ومن يقومون بتغذية الصرافات !! ولكن ألا يوجد كمرات من الممكن أن تقوم بكشفك ؟ لا الكمرات من الأمام أما حين تتم التغذية فلا تستطيع التمكن منك . أعرف الكثير من يقومون بتغذية الصرافات تمكنوا من جمع كثير من النقود . ربما أثقلت عليك بالأسئلة لا بني نحن نتسامر فقط ! أنت تقول أن المفاتيح بحوزتك ماذا لو غبت لسبب او مرضت يتولى ذلك من بعدي وقد حصل ذلك يأتون لبيتي ويأخذون المفاتيح وتسير الأمور بشكل طبيعي . اسمع مهدي هل تظن أن حراس الأمن باستطاعتهم حماية المصرف من أي اعتداء كما يفعل من نشاهدهم في الأفلام بالقنوات أقصد هل هم مؤهلون لذلك ؟ لا أخفيك سراً أن الأمور تسير بتوفيق الله وحده بلدنا آمن ولا أتوقع حدوث مثل هذه الحدث نحن مسلمون ولا يوجد بيننا شريرين كما الغرب الذي لا يلهث إلا خلف المادة هذه أموال الناس فبأي حق أن آخذ ما ليس لي ؟! كلامك عين العقل ولكن من المفترض أن يكون الكادر الأمني على تدريب عال وكفاءة تحمي حقوق الناس . الحمد لله لم نتعرض لأي مكروه حتى أن الكثير من الحرس ألف هذه النعمة وتعايش معها . وماذا عن عربات التغذية هل هي الأخرى لا تحظى بالعناية الأمنية ؟ لا عربات التغذية لها وضعها الخاص يها حراس مهنيون ودائما تسير صحبة الدوريات الأمنية سمعت أن النقود لها تسلسل معين ومن يستولي عليها لا ينتفع بها هل هذا صحيح لا غير صحيح وأذكر أن مجموعة من جهاز أمن مصرف سرقوا عربة تنوء بالملايين وتمكنوا من عبر الحدود وذهبت الملايين معهم انسلت يد زيد لتمسح فمه وعنقه إبهامه والسبابة كادتا تنزعان الجلد المغطي لبلعومه!! أتوقع أنك مللت من أسئلتي اعتذر عن تطفلي وارجوا ان تسمح لي بالانصراف !! لا بني لم تثقل إنه حديث سمر وأتمنى ان تقبل دعوتي للعشاء إنه على وشك أن يحضر . شكراً لك اسمح لي بالانصراف حقق رغبتي أرجوك نعم سيدي سأبقى نزولاً عند رغبتك !! مائدة متواضعة قدمت للضيف الثقيل !! وجدها فرصة لاستكمال باقي الاستجواب بقوله أتوقع أن عربات التغذية تسير في مواعيد الدوام الرسمي للمصارف أليس كذلك لا ليس كذلك يجب أن تكون كل الصرافات مغذاة قبل عمل المصارف وقبل أن يذهب الناس للمصارف . الصرافة الواحدة تستوعب أكثر من مليون. ؟ منطقتنا صغيرة فيودع نحو مليونين بكل صراف إلا أن المدن الكبيرة ربما تغذى بأكبر من هذا المبلغ وكم عدد من الحراس بكل عربة لابد أنهم لا يقلون عن عشرة؟ ضحك مهدي لا ليس لهذا الحد قلت لك هناك تساهل لتوفر الأمن بحمد الله وكثيراً ما تسير عربات ليس بها إلا سائق ومرافق ودورية أمنية خلفهم. هذه المعلومات صبت في أذن الشريك الثاني عيسى وانخرط الاثنان في معهد يعنى برياضة كمال الأجسام والدفاع عن النفس . وبات زيد حديث قريته عندما حصد في أقل من ثلاثة أشهر ميداليات رفيعة المستوى في المنطقة . اتفق الاثنان مع اليمني انهما سيزوران اليمن في الرابع والعشرين من الشهر فتولى بدوره الترتيبات لذلك . فجر يوم الرابع والعشرين وبينما عربة التغذية تغذ السير في رحلة اعتيادية وتقل سائقاً ومرافق فقط بعد أن تعطلت دورية الشرطة !! نصب الشريكان كميناً محكماً حين ارتديا ملابس رجال الشرطة وقاما بوضع الحواجز في الطريق !! قاما بإيقاف السيارة وطلبا من بداخلها الترجل لوجود بلاغ عن عربة مماثلة يشتبه بأن مخربون زرعوا بها متفجرات . حاول قائد العربة التفاهم مع رجال الأمن المزيفين وخطورة ما يفعلان وان عليه الوصول بسرعة قبل ان يشتد الزحام بالطريق غير أن أحداً لم يأبه به .! نزل الرجلان وسمحا بتفتيش العربة فغرس زيد بندقيته في أذن السائق وتولى عيس المهمة مع المرافق وقاما بتوثيقهما والاستيلاء على المبالغ المالية . وانطلقا بسيارتهما تجاه الجنوب مخلفين ورائهم الملابس الرسمية وعربة الأمن الخاصة بالمصرف . هدفهم تخطي الحدود قبل أن تشعر الجهات الأمنية نجحا في ذلك ووصلا إلى صديقهما في اليمن طلبا منه أن يستخرج لها جوازان يمنيان للسفر لدبي رغبة في العيش هناك . دفعا مبلغ مائة ألف ريال سعودي مقابل الحصول على الجنسية اليمنية . توجها لدبي واستثمرا ما لديهما من مال وهما الآن يملكان شركة عالمية في إعادة التصدير وقد اغرقا السوق السعودية بالبضائع المقلدة التي تباع على أنها ماركات عالمية .