جهات صحية: الاعتراف بوجود «الأخطاء الطبية
»
أعلنت جهات صحية في جدة أمس، ان الاعتراف بوجود الأخطاء الطبية في القطاعات الصحية السعودية المختلفة، هو أولى خطوات الاصلاح داخل المشافي في البلاد، بما يخدم توجهها لإنقاذ أكثر من 100 ألف حياة يمكن تداركها دون أن تقع ضحية أخطاء طبية حسب المؤشرات العالمية في هذا الشأن.
وتأتي الحملة التي أطلقها مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، لتشمل استراتيجية جديدة داخل الدوائر الصحية من 6 محاور اجرائية أثبتت الدراسات أن إعادة النظر فيها، والعمل وفق خطة جماعية حولها يحقق الهدف النهائي في تقليل نسب الأخطاء الطبية إلى المعدلات الدنيا.
وبحسب الدكتورة سمر بدر الدين، وهي استشارية ورئيسة قسم مكافحة العدوى في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بجدة، فإن أبرز تشخيص لواقع الأخطاء الطبية ينسجم مع المقولة الفلسفية الشهيرة «الطريق الى الجحيم مفروش بالنوايا الحسنة» في إشارة منها لكون معظم الأخطاء التي تحدث ليست متعمدة وإنما هي نتيجة اهمال غير مقصود أو اجتهادات طبية او تمريضية في غير محلها.
وقالت الدكتورة سمر بدر الدين: ان في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 98 الف حالة وفاة بسبب أخطاء طبية، فيما لم تعلن عن أي أرقام محلية نتيجة عدم وجود سجل إحصائي لمثل هذه الحالات يرصد الارقام المماثلة.
وكشفت الدكتورة سمر بدر الدين ـ أمام الحضور المتواضع من المهتمين بالمجال الطبي، قياسا بأهمية الملتقى ـ عن المحاور الواجب القيام بها داخل المستشفيات لإنقاذ حياة المرضى من الأخطاء الطبية وتبعاتها من أبرزها، منع التهابات الدم والرئة وجروح العمليات، والعناية الفورية لمريض جلطة القلب، ومنع الأخطاء خلال وصف الدواء، إضافة للتدخل السريع في الحالات الطارئة والمتدهورة.
وبحسب المختصين في المستشفى الذين تناوبوا على التعليق حول كل محور، فإن الحد من التهابات الدم والرئة وجروح العمليات يقلل نسب الوفيات الى نحو 15 في المائة في التهابات الرئة، و1 في المائة في حالات التهاب الدم، كما أن المرضى الذين أصيبوا بالتهابات جروح العمليات حسب دراسات صحية معرضون بنسبة 5 أضعاف لإعادة دخولهم المستشفيات، كما يشكلون الضعف في حالات الوفيات، فيما تزيد مدة إقامة المريض على 20 يوما وهو مايعني تكلفة اضافية تعادل 20 ألف دولار أمريكي لكل جرح.
ورغم تقليل المسؤولين الصحيين في منطقة مكة المكرمة الذين كانوا ضمن المدعوين للملتقى من أن وسائل الإعلام المحلية تبالغ في وصف الأمر وتتعاطى مع قضايا الأخطاء الطبية ضمن معايير لاتتفق والأرقام الحقيقية، إلا أن توصيات الملتقى التي خرجت في نهاية اللقاء أكدت على ضرورة إيجاد سجل للأخطاء الطبية في منطقة مكة المكرمة، وهو مايعني عدم وضوح الرؤية أمام المسؤولين أنفسهم عن حجم المشكلة لغياب المعلومات الدقيقة• كما أوصى اللقاء بإنشاء لجنة لمتابعة الأخطاء الطبية، وإيجاد وسائل لتثقيف العاملين في القطاعات الصحية والجمهور على أن ترفع تلك التوصيات لمجلس مكة الصحي لإقرارها.
منقول بتصرف,,,,,,