مساء تقبه لوافح القر .. ليل طويل .. كل شيء جائز الحدوث إلا قلبك .. كيف تبدلت أركانه .. تغيرت ألوانه ؟ ! بعد هذه العاصفة ثاب جسمي للقوة وجمعت حكاية لا تؤمن رواجعها وتبعاتها ومزاجها بنبت شجرة جذوعها تثمر بالنسيان وكان هذا بوحاً ..
ببساطة ليس كل دليل هو نجمك وليس كل عشق هو سيف نصرك مهما عبثت ريح الفراق المرة برئتي .. مهما سافرت أشعة الشمس من أوردتي .. مهما أنطفأت عيون القمر من عروقي ..
مهما خانك التعبير .. مهما أجبرتك الظروف .. مهما كنت أنا الشوق المعطل ... . الجزء المتخاذل الطرف الذي أحب بصدق .. مهما كانت أنا ومهما كنت أنت ..
في مملكتك .. كان النغم إيقاعا جميلً .. كان الماء .. دفاقاً .. كان الصمت كلاماً .. كان حديثك أسراب حمام .. كل ذاك حين أبحك.. أما ساعة أن يتغير هذا الحب .. أن تنفك أسرار هذا العشق فإنه تصبح مملكتنا خراباً ويعود النجم الذي وهبتك أياه على فلك سمائي وتتقافز الأسماك من جديد وتسافر الزوارق وتعلن الحياة مقدمها من جديد وتسافر الزوارق وتعلن الحياة مقدمها من جديد فهي لا تتوقف من أجلك .. ليذوب ثلج وتقبل الفراشات وتزهر الحقول وترقص الثمار .. وتود كما كنت لا يضنيني البحث عن حلول .. ويطلع من تحت الماء عشب ينبئني عن غابات عطفتك التي احترقت .. ويأتي زمن آخر .. للمطر غير زمنك...
وزمن للحب .. وزمن للتلون والتبدل .. تدور فيه وحدك .. يختلط بأنفاس الساعات التي عشتها معك .. وتولد مشاعر أخرى لها لون واحد تنتصف ما بين شطري قلبي تحول بيني وبينك ..
لم الرهان يا سيدي فقد خسر .. وبعت سريعاً في مزاد الملالة والسأم .. هات يدي التي مددتها .. ذات بيعة كذوب.. أرجع لي سنين بذرتك فيها سيدي ونصيبي . .. أعطني وطني .. رد لي جيوشي .. أعد لي هدوئي بعد أن فقدته .. حين أدركت أنك أجزأتني بمزيد من الجراح.. بعد أن غرقت مني كل مراكب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حتى مع ذاتي ..
وناضلت .. وتعبت من أجل لا شيء ..
لا عليك مثلك سيكون لي بحار آخر يمد يده لي ويختار قلبي ويسحق كل المدينة يفاجئني بالمستحيل ويضع تحت وسادتي أكواخاً للحلم .. الذي لا يتصدع .. مهما قاس الواقع .. فليس طلعك هو كل الثمر ..
سئمت أن أتجه وكل الجهات صوب الغرق .. وكل الأصوات بحر وعمق..
خذ مني كل الموانئ والبحار .. كل الشواطئ .. كل مد وجزر .. لكن لا تسرق مني سفني .. بها اسافر مع كلماتي البيضاء لا لون فيها للحرب.. واكتب بالياسمين نبضاً صادقاً لحلم صادق.. ينام في الخيال ويسهر في أفاق الشمس .. يهديني ضوءاً لا ينطفئ مع الملالة والسأم .. ومعها أرحل فللرحيل حنان يرأف بالقلب .. فلربما بعد طوافنك هدوء وسلام .. وبعد ريحك هدأة وسكون وبعد رملك .. جنات وعيون..
وعداً مهما نكس الوعد رأسه سيكون للنخل فستان من البلح والتمر الملون وللشجر شعر ينساب متى ما كان للحلم قلوب تضع التصميم والاستمرارية وغداً .. مهما خاب الحلم تغني العصافير وتشدو القبرات وتصدح البلابل وابتكر من أصواتها صوتاً آخر للحب.
![]()
مماخطته أنامل عبير عبدالرحمن البكر