العيون والعيون والعيون
بحر زاخر بالأسرار والمكنونات والمعاني والأحاسيس والعبرات
لا يجسها ولا يغوصها ويفطن لبعضها إلا من لديه موهبة من الله
ومعرفة وتجربة وتاريخ من النظال والسفر معها وفي بحرها .
يقول أبو ريشة :
مسافر في العيون السود من زمن * * * ما عاد من رحلة إلا ويرتحل
متى ستبلغ شطا ؟ قلت : أمنيتي * * * أسافر العمر في عينيك لا أصل
ولو تطرقنا لهذا الباب لما كفتنا صفحات وصفحات في شعر العرب
وهنا مقطوعة نبطية رسمت لنا رحلة سفر مع زوج عينين أرغمتنا على
التأمل والإعجاب بإبداع وتصوير ما قال
وكم للعيون أسرار من جمر وشهاب=أو سحابة غيث في قفرا ووداي
في قيظها برد والثلج ما ذاب=والهجير في بردها ممسي وغادي
ان هوت ما شكا شايب ولا شاب=والقمم في العين تستوي بالوهادِ
وللفصول الأربعه توقيت وحساب=بس فصول العين زادت للعباد
أسرا وجمر وشهب وأمطار ورعود وبروق وقيض وهجير
وشمس وسحاب وكل الفصول وكل المناخات وكل الأسطح
وزادت عليها العيون وعجزنا معها انقيادا وتهنا فيها إبحارا .
كم أنت رائع يا أبا مراد
تصوير بليغ وعذب
ورحلة ممتعة شجية .
شكرا
شكرا ملايين